|
مشرفة
|
|
|
|
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
سليلة حيدرة الكرار
المنتدى :
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان">
ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
بتاريخ : 07-Jul-2013 الساعة : 12:20 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
الفصل الثالث
في بعض آداب الشهادة بالالوهية
وبيان ربطها بالأذان والصلاة
فاعلم أن للالوهية مقامات يعبّر عنها على حسب الجمع بمقامين: الأول: مقام الالوهية الذاتية.
والثاني: مقام الالوهية الفعلية.
واذا كان المقصود من الشهادة على قصر الالوهية في الحق هو الالوهية الذاتية تكون حقيقتها متقاربة مع التكبير، واذا كانت مشتقة من اله في الشيء أي تحيّر فيه، أو مشتقة من لاه بمعنى ارتفع، أو مشتقة من لاه يلوه بمعنى احتجب فيعلم ربطه بالاذان والصلاة بعد المراجعة إلى باب التكبير، ويعلم أدبها أيضا واعادته وان لم تكن خالية من بعض الفوائد ولكنها منافية للاختصار.
وان كان الاله مأخوذا من اله بمعنى عبد ويكون المراد هو المألوه بمعنى المعبود فعلى السالك أن يجعل الشهادة الصورية على قصر المعبودية للحق تعالى جلّت عظمته منطبقة على الشهادة القلبية الباطنية، ويعلم أنه ان كان في القلب معبود سواه فهو منافق في هذه الشهادة فلا بد له ان يوصل الشهادة بالالوهية إلى القلب بكل رياضة ويكسر الاصنام الصغيرة والكبيرة المنحوتة بيد تصرف الشيطان والنفس الامارة في كعبة القلب ويحطّمها حتى يصير لائقا لحضور حضرة القدس وما دامت أصنام حب الدنيا والشؤون الدنيوية موجودة في كعبة القلب لا يجد السالك طريقا إلى المقصد، فالشهادة بالالوهية للاعلان للقوى الملكية والملكوتية أن تجعل المعبودات الباطلة والمقاصد المعوجّة تحت قدمها كي تتمكن من العروج إلى معراج القرب.
واذا كان المقصود من قصر الالوهية، الالوهية الفعلية التي هي عبارة أخرى عن التصرف والتدبّر والتأثير فيكون معنى الشهادة أني أشهد ان لا متصرف في دار التحقق ولا مؤثّر في الغيب والشهادة الا ذات الحق المقدسة جلّ وعلا واذا كان في القلب السالك اعتماد على موجود من الموجودات واطمئنان لأحد من العباد فقلبه معتل وشهادته زور ومختلفة، فلا بد للسالك أن يُحكم أولا بالبرهان الحكمي حقيقة لا مؤثّر في الوجود الا الله ولا يفرّ من المعارف الالهية التي هي غاية بعثة الانبياء ولا يعرض عن تذكر الحق والشؤون الذاتية والصفاتية، فإن منبع جميع السعادات هو تذكر الحق. " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " (طه - 124).. وبعدما وصل بقدم التفكر والبرهان إلى هذه اللطيفة الالهية التي هي منبع المعارف الالهية وباب أبواب الحقائق الغيبيّة فيؤنس القلب معها بقدم التذكر والرياضة حتى يؤمن القلب بها، وهذ أول مرتبة لصدق مقالته وعلامة الانقطاع إلى الحق وغضّ بصر الطمع والرجاء عن جميع الموجودات ونتيجته التوحيد الفعلي الذي هو من أجلّ مقامات أهل المعرفة، فاذا قصرّ السالك جميع التأثيرات على الحق وغمض عين الطمع عن جميع الموجودات سوى الذات المقدسة يكون لائقا للمحضر المقدس بل يكون قلبه متوجها إلى ذلك المحضر فطرة وذاتا ولعلّ تكرار الشهادة لأجل التمكين ويكون المقصود من الشهادة احدى الشهادتين، ولعله لا يكون تكرارا وتكون احداهما اشارة إلى الالوهية الذاتية والاخرى اشارة إلى الالوهية الفعلية، ففي هذه الصورة تكون إعادتها في آخر الاقامة للتمكين فلذا لم يذكر هناك بلفظ الشهادة.
تنبيه عرفاني:
اعلم أن للشهادة مراتب نكتفي ببعضها على حسب ما يناسب هذه الاوراق.
المرتبة الاولى: الشهادة القولية وهي معلومة، وهذه الشهادة القولية اذا لم تكن مشفوعة بالشهادة القلبية ولو ببعض مراتبها النازلة لا تكون شهادة بل تكون خدعة ونفاقا كما ذكر في الحديث عن الصادق في باب التكبير.
المرتبة الثانية: الشهادة الفعلية: وهي أن يشهد الانسان على حسب الأعمال الجوارحية فمثلاّ يُدخل في طور أعماله وجريان أفعاله حقيقة لا مؤثر في الوجود الا الله فكما أن لازم شهادته القولية ألاّ يعلم أحدا مؤثرا الا الله تكون خريطة أعماله أيضا كذلك فلا يمدّ يد حاجته الا إلى المحضر المقدس للحق جلّ وعلا ولا يفتح عين رجائه إلى موجود من الموجودات ويظهر الغنى والاستغناء عند العباد الضعفاء ويجتنب عندهم عن الضعف والذلة والعجز، وهذا المعنى وارد في كثير من الاحاديث الشريفة. كما في حديث الكافي الشريف: " إن عزّ المؤمن استغناؤه عن الناس " وان من احدى المستحبات الشرعية اظهار النعمة والغنى، ومن المكروهات طلب الحوائج من الناس.
وبالجملة، على الانسان أن يجري اللطيفة الالهية: لا مؤثر في الوجود الا الله في مملكة الظاهرة.
المرتبة الثالثة: الشهادة القلبية، وهي منبع الشهادات الأفعالية والأقوالية، وما لم تكن تلك لا تكون هذه ولا تتحق وهي أن يتجلى التوحيد الفعلي للحق في القب ويدرك القلب بسرّه الباطني حقيقة هذه اللطيفة وينقطع عن سائر الموجودات وينفصل عنها، وعمدة الاحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة في ترك الطمع في الناس واليأس من العباد والثقة والاعتماد على الله تبارك وتعالى راجعة إلى هذا المقام.
عن الكافي باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال:
" رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شيء وردّ أمره إلى الله تعالى في جميع أموره استجاب الله تعالى له في كل شيء ". والاحاديث من هذا القبيل كثيرة.
المرتبة الرابعة: الشهادة الذاتية، والمقصود منها الشهادة الوجودية وهي تتحقق في الكمّل من الاولياء، وفي نظر الاولياء هذه الشهادة بمعنى موجودة في جميع الموجودات، ولعل الآية الشريفة " شهد الله ان لا إله الا هو والملائكة وأولو العلم "(آل عمران - 18) اشارة إلى الشهادة الذاتية لأن الحق تعالى في مقام أحدية الجمع يشهد شهادة ذاتية بوحدانية نفسه لأن صرف الوجود له أحدية ذاتية، وعند طلوع يوم القيامة يظهر بالوحدانية التامة وتظهر هذه الاحدية أولا في مرآة الجمع وبعده في مرآة التفصيل، ولهذا قال تعالى: " والملائكة وأولو العلم " وهنا مقامات من المعارف خارجة عن عهدة هذه الاوراق.
وصل: عن محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن عبدالصمد ابن بشير قال: ذكر عند أبي عبدالله بدء الاذان إلى أن قال: " ان رسول الله كان نائما في ظلّ الكعبة فأتاه جبرائيل ومعه طاس فيه ماء من الجنة فأيقظه وأمره أن يغتسل به ثم وضع في محمل له ألف ألف لون من نور ثم صعد به حتى انتهى إلى أبواب السماء فلما رأته الملائكة نفرت عن أبواب السماء وقالت: إلهين إله في الارض وإله في السماء فأمر الله جبرائيل فقال الله أكبر الله أكبر فتراجعت الملائكة نحو أبواب السماء ففتحت الباب فدخل حتى انتهى إلى السماء الثانية فنفرت الملائكة عن ابواب السماء فقال: أشهد أن لا اله الا الله فتراجعت الملائكة وعلمت أنه مخلوق ثم فتح الباب فدخل " الحديث.
وقد ورد في الحديث العلل ما يقرب من هذا المضمون.
ويعلم من هذه الاحاديث أن الشهادة بالالوهية موجبة لفتح أبواب السماء وخرق الحجاب وباعث لاجتماع ملائكة الله، وهذا الحجاب الذي يخرق بواسطة الشهادة بالالوهية وقصرها فــــي الذات المقدسة من الحجب الغليظة الظلمانية التي ما دام السالك فيها لا يوجد له طريق إلى الحضور في المحضر، وما لم يفتح هذا الباب له فليس له طريق إلى السلوك وهو حجاب الكثرة الافعالية والوقوع في الاحتجاب التكثيري الذي نتيجتة رؤية فاعلية الموجودات ومؤثريتها وثمرة هذه الرؤية رؤية استقلالها في الفاعلية والتفويض المحال والشرك الاعظم كما أن نتيجة الشهادة بالالوهية وحصرها في الحق تعالى هو التوحيد الافعالي وافناء الكثرات في فعل الحق ونفي التأثير والفاعلية عن الغير وطرد الاستقلال عن غير الحق تعالى، ومن هذه الجهة خرج الملكوتيون عن حجاب كثرة إله في السماء واله في الارض بواسطة هذه الشهادة ورجعت إلى الانس والاجتماع من النفور والتفرقة وفتحت ابواب السماء. فالسالك ايضا لابدّ له أن يخرق بهذه الشهادة حجاب نفسه الظلماني ويفتح أبواب السماء لنفسه ويرفع قدما من الحجاب العظيم وهو الاستقلال ليقترب له طريق العروج إلى معراج القرب.
ولا تحصل هذه الحقيقة بلقلقة اللسان والذكر القولي، ولهذا لا تتجاوز عباداتنا عن حد الصورة والدنيا، ولا يفتح لنا الباب ولا يرفع لنا الحجاب.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
|
توقيع سليلة حيدرة الكرار |
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
|
|
|
|
|