منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - آداب الأذان والإقامة ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Jul-2013 الساعة : 12:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين




الفصل الرابع
في بعض آداب الشهادة بالرسالة، وفيها إشارة إلى الشهادة بالولاية
إعلم أنه لا يمكن طيّ هذا السفر الروحاني والمعراج الايماني بهذه الرجل المكسورة والعنان المرخي والعين العمياء والقلب الذي هو بلا نور.

" ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور "(النور - 40).. فمن المحتوم واللازم لسلوك هذا الطريق الروحاني وعروج هذا المعراج العرفاني التمسك بمقام روحانية هداة طرق المعرفة وأنوار سبل الهداية الذين هم الواصلون إلى الله والعاكفون على الله ولو أراد أحد أن يطوي هذا الطريق بقدم أنانية نفسه من دون التمسك بولايتهم فسلوكه إلى الشيطان والهاوية.
وببيان علمي كما أن ربط الحادث بالقديم، والمتغيّر بالثابت، محتاج إلى الواسطة، والرابط تكون له وجهتا الثبات والتغيّر والقدم والحدوث، واذا لم تكن الواسطة موجودة فلا يعبر في السنّة الالهية الفيض القديم الثابت منه إلى المغيّر الحادث. ولا تحصل الرابطة الكونية الوجودية، والانظار العلمية لأرباب العلوم البرهانية بالنسبة إلى الرابط بين هذين مختلفة، كما أن للذوق العرفاني اقتضاء آخر يخرج تفصيله عن عهدة هذه الاوراق، وفي الذوق العرفاني الرابط هو الفيض المقدس والوجود المنبسط الذي له مقام البرزخية الكبرى والواسطية العظمى وهو بعينه مقام روحانية الرسول الخاتم وولايته المتحدة مع مقام الولاية المطلقة العلوية.
وقد ورد تفصيل ذلك في رسالتي مصباح الهداية كذلك في الرابطة الروحانية العروجية التي هي عكس الرابطة الكونية النزولية، وبعبارة اخرى في قبض الوجود والرجوع إلى ما بدئ، يحتاج إلى الواسطة وبدونها لا تتحقق الرابطة ولا يتحقق ارتباط القلوب الناقصة المقيدة والارواح النازلة المحدودة بالتام الذي هو فوق التمتم ومطلق من جميع الجهات من دون الوسائط الروحانية والروابط الغيبية، واذا ظنّ أحد ان الحق تعالى قيّوم لكل موجود ومحيط بكل الالوان من دون وساطة الوسائط كما أشير إلى ذلك في الآية الشريفة " وما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها "(هود - 56) فقد اختلطت عنده المقامات واشتبهت عليه الاعتبارات وخلط مقام كثرة مراتب الوجود بفناء التعينات وليس لهذا البحث ربط كامل بهذه الرسالة، وهذا المقدار ايضا صار من طغيان القلم.
وبالجملة، التمسّك بأولياء النعم الذين اهتدوا إلى طريق العروج إلى المعارج وأتمّوا السير إلى الله من لوازم السير إلى الله كما أشير إلى ذلك في الاحاديث الكثيرة، وقد عقد في الوسائل باباً في أن العبادة بدون ولاية الائمة والاعتقاد بإمامتهم باطلة.
وقد روي عن الكافي الشريف باسناده عن محمد بن مسلم قال: سمعت باقر العلوم يقول:" واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون ممّا كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد ".
وفي رواية أخرى عن أبي جعفر انه قال:" أما لو أن رجلا قام ليلة وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه فتكون جميع أعماله بدلالته اليه ما كان له على الله حق في ثوابه وما كان من أهل الايمان ".
وروى الصدّوق (قدس سره) بسنده عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين زين العابدين : " ايّ البقاع أفضل؟ فقلت؟ ألله ورسوله أعلم، فقال: إن أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ولو أنّ رجلا عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا ".
والأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تسعها هذه الرسالة.
وأما آداب الشهادة بالرسالة فهي ان يوصل الشهادة بالرسالة من الحق إلى القلب وخصوصا الرسالة الختمية التي جميع دائرة الوجود من عوالم الغيب والشهود تتنعّم تكوينا وتشريعا ووجودا وهداية من سقطات موائد نعمة وان ذاك السيد الكريم هو الواسطة لفيض الحق والرابط بين الحق والخلق، ولولا مقام روحانيته وولايته المطلقة لم يكن لأحد من الموجودات لياقة الاستفادة عن مقام الغيب الاحدي ولما عبر فيض الحق إلى موجود من الموجودات، ولما أشرق نور الهداية في عالم من عوالم الظاهر والباطن، وذاك السيد لهو النور الذي ورد في آية " الله نور السموات والارض "(النور - 35) فإذا دخلت عظمة شرع الدين ورسول رب العالمين في قلب الانسان يدخل فيه أهمية أحكامه وسننه وعظمتها، فإذا أدرك القلب عظمتها تخضع له سائر القوى الملكية والملكوتية وتنفذ الشريعة المقدسة في جميع المملكة الانسانية، وعلامة صدق الشهادة أنه تظهر آثارها في جميع القوى الغيبيّة والظاهرة ولا تتخلف عنها كما أشير اليه في السابق.
وقد علم ممّا ذكر إلى الان ارتباط الشهادة بالرسالة بالاذان واقامة الصلاة لأن السالك في هذا الطريق الروحاني محتاج إلى التمسك بذاك الوجود المقدّس حتى يعرج بمصاحبته وتأييده هذا العروج الروحاني.
والوجه الاخر، هو أن في هذه الشهادة اعلانا للقوى الملكية والملكوتية بأن الصلاة التي هي حقيقة معراج المؤمنين ومنبع معارف أصحاب العرفان وأرباب الايقان هي نتيجة الكشف التام المحمدي ، وهو صلوات الله عليه وعلى آله بسلوكه الروحاني والجذبات الالهية والجذوات الرحمانية قد وصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى وتبعا للتجليات الذاتية والاسمائية والصفاتية والإلهامات الأنسيّة كشف حقيقة هذه الصلاة من الحضرة الغيبية الاحدية، وفي الحقيقة هي هدية (وسوقات) لأمّته خير الامم جاء بها من هذا السفر المعنوي الروحاني ومنّ عليهم بها وأغرقهم في بحر النعمة فاذا استقرّت هذه العقيدة في القلب وتمكن بالتكرار فيدرك السالك عظمة المقام وجلالة المحلّ البتة ويطوي هذه المرحلة بقدمي الخوف والرجاء، والمرجو منه أن يؤيده ان شاء الله ويقرّبه إلى مقام القرب الاحدي الذي هو المقصد الاصلي والمقصود الفطري، اذا قام السالك الأمر بمقدار مقدوره وقد ثبت في العلوم الالهية ان معاد جميع الموجودات انما يتحقق يتوسط الانسان الكامل " كما بدأكم تعودون " (هو العارف الكامل والفيلسوف الحكيم المتألّه الشيخ محمد علي شاه آبادي أحد العلماء الكبار في عاصمة ايران وكان الامام الخميني قد تتلمذ عنده في الفلسفة وكان معجبا به وبآرائه ويخاطبه في أكثر كلماته بالشيخ العارف الكامل روحي فداه) بكم فتح الله وبكم يختم وإياب الخلق اليكم.
نكتة عرفانية
قد ورد في الحديث الشريف في العلل الذي يذكر تفصيل صلاة المعراج ويصفها " ان رسول الله عرج إلى السماء بعدما أنزل الله عليه محملا من نور ومعه جبرائيل: ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة إلى اطراف السماء وخرّت سجّدا وقالت سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرائيل : أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، فاجتمعت الملائكة وفتحت أبواب السماء وقالت مرحبا بالاول ومرحبا بالاخر ومرحبا بالحاشر ومرحبا بالناشر محمد خاتم النبيّين وعلّي خير الوصيّين فقال رسول الله سلّموا علي وسألوني عن أخي علي.. إلى أن قال: ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئاً وسمعت دويّا كأنه في الصدور واجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء.. فقال جبرائيل: حيّ على الصلاة حي على الصلاة إلى آخر الاقامة " الحديث.
وفي تفسير العياشي أيضا ما يقرب من هذا المضمون، فيعلم من هذا الحديث أن ملائكة جميع السموات لا تطيق مشاهدة الجمال الاحمدي وتسجد لرؤية نوره المقدس وتنفرق وتتوهم أنه نور الحق المطلق وترجع بفصول الاذان والاقامة إلى الانس وتنفتح ابواب السماء وتوتفع الحجب، فللسالك ان يخرج بهذه الشهادة عن الاحتجاب، وفي الشهادة بالرسالة يخرج بالكلية عن احتجاب التعين الخلفي لأنه اذا اثبت مقام الرسالة لاشرف الخليقة فهو الفناء المطلق ولا استقلالية التامة لان الرسالة المطلقة الختميّة هي الخلافة الكبرى الالهية البرزخية وهذه الخلافة هي خلافة في الظهور والتجلّي والتكوين والتشريع ولا يكون للخليفة من عند نفسه أيّ استقلال وتعيّن وإلا لانقلبت الخلافة إلى الاصالة وهذا لايمكن لأحد من الموجودات. فللسالك إلى الله ان يوصل إلى باطن قلبه وروحه مقام الخلافة الكبرى الاحمدية وبها يكشف الحجاب ويخرق الستور ويخرج بالكلّية عن حجب التعيّن الخلقي فتنفتح له جميع أبواب السموات ويصل إلى مقصده بلا حجاب.
فرع فقهي وأصل عرفاني
قد ورد في بعض الروايات غير المعتبرة أن يقال بعد الشهادة بالرسالة في الاذان أشهد أن عليا وليّ الله مرّتين وفي بعض الروايات أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا مرتّين وفي بعض آخر محمد وآل محمد خير البرية، وقد جعل الشيخ الصدوق (رحمه الله) هذه الروايات من موضوعات المفوّضة وكذبها والمشهور بين العلماء رضوان الله عليهم عدم الاعتماد بهذه الروايات، وجعل بعض المحدثين هذه الشهادة جزءا مستحبا من جهة التسامح في أدلّة السنن، وهذا القول ليس ببعيد عن الصواب وان كان أداؤها بقصد القربة المطلقة أولى وأحوط لانه يستحب بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية وإمارة المؤمنين كما ورد في حديث الاحتجاج عن قاسم بن معاوية قال: قلت لابي عبدالله:" هؤلاء يروون حديثا في معراجهم أنه لما أسري برسول الله رأي على العرش مكتوبا لا إله الا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق، فقال: سبحان الله غيرّوا كل شيء حتى هذا؟ قلت نعم، قال: ان الله عزّ وجل لما خلق العرش كتب عليه: لا اله الا الله محمد رسول الله عليّ أمير المؤمنين ولما خلق الله عزّ وجل الماء كتب في مجراه: لا اله الا الله محمد رسول الله عليّ أمير المؤمنين، ثم تذكر الرواية كتابة هذه الكلمات على قوائم الكرسي واللوح وعلى جبهة اسرافيل وعلى جناحي جبرائيل وأكناف السموات وأطباق الارضين ورؤوس الجبال وعلى الشمس والقمر، ثم قال: فاذا قال أحدكم لا اله الا الله محمد رسول الله فليقل عليّ أمير المؤمنين ".
وبالجملة هذا الذكر الشريف يستحب بعد الشهادة بالرسالة مطلقا وفي فصول الاذان لا يبعد استحبابة بالخصوص وان كان الاحتياط يقتضي أن يؤتى به بقصد القربة المطلقة لا بقصد الخصوصية في الاذان لتكذيب العلماء الاعلام تلك الروايات.
وأما النكتة العرفانية في كتابة هذه الكلمات على جميع الموجودات من العرش الأعلى إلى منتهى الارضين فهي أن حقيقة الخلافة والولاية هي ظهور الالوهية وهي أصل الوجود وكماله وكل موجود له حظ من الوجود له حظ من حقيقة الالوهية وظهورها الذي هو حقيقة الخلافة والولاية اللطيفة الالهية ثابتة على ناصية جميع الكائنات من عوالم الغيب إلى منتهى عالم الشهادة، وتلك اللطيفة الالهية هي حقيقة الوجود المنبسط والنفس الرحماني والحق المخلوق به الذي هو بعينه باطن الخلافة الختمية والولاية المطلقة العلوية، ومن هذه الجهة كان الشيخ العارف شاه ابادي يقول: ان الشهادة بالولاية منطوية في الشهادة بالرسالة لان الولاية هي باطن الرسالة.
ويقول الكاتب: ان الشهادتين منطويتان جميعا في الشهادة بالالوهية وفي الشهادة بالرسالة أيضا الشهادتان الاخريان منطويتان، كما أن في الشهادة بالولاية الشهادتنان الاخريان منطويتان والحمد لله أولا وآخرا.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس