منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - آداب الأذان والإقامة ..
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Jul-2013 الساعة : 12:32 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


الفصل الخامس
في بعض آداب الحيّعلات
اذا اعلن السالك إلى الله بالتكبيرات عظمة الحق تعالى عن التوصيف وبالشهادة بالالوهية قصر التوصيف والتحميد بل كان كل تأثير على الحق وأسقط نفسه عن اللياقة للقيام بالامر واختار الرفيق والمصاحب بالشهادة بالرسالة والولاية وتمسك بمقام الخلافة والولاية وتمسك بمقام الخلافة والولاية المقدسة كما قيل الرفيق ثم الطريق وبعد ذلك كله لابدّ له أن يهيّئ القوى الملكية والملكوتية بصراحة اللهجة للصلاة ويعلن لها اعلان الحضور بقوله حيّ على الصلاة وتكراره للتنبّه التام والايقاظ الكامل أو أن أحدهما لقوى المملكة الداخلية والاخر لقوى المملكة الخارجية لانهما ايضا سلاّك هذا السفر مع الانسان، كما أشير إلى ذلك فيما مرّ ونشير اليه فيما يأتي وأدب السالك في هذا المقام هو أن يفهم قلبه وقواه ويفهم باطن قلبه قرب الحضور حتى يتهيّأ له ويراقب آدابه الصورية والمعنوية كمال المراقبة ثم يعلن سرّ الصلاة ونتيجتها بقوله حيّ على الفلاح وحيّ على خير العمل كي يوقظ الفطرة لأن الفلاح والنجاح هي السعادة المطلقة وفطرة جميع البشر عاشقة للسعادة المطلقة لان الفطرة طالبة للكمال وتطلب الراحة وحقيقة السعادة هي الكمال المطلق والراحة المطلقة وهي في الصلاة التي هي خير الاعمال تحصل قلبا وقالبا وظهورا وبطونا لأن الصلاة بحسب الظاهر هي الذكر الكبير والجامع والثناء بالاسم الاعظم المستجمع لجميع الشؤون الالهية ولهذا كان الاذان والاقامة مفتتحين بالله ومختتمين به ويكرّر الله أكبر في جميع الحالات الصلاة وانتقالاتها والتوحيدات الثلاثة التي هي قرّة عين الاولياء تحصل في الصلاة وامتزج فيها صورة الفناء المطلق والرجوع التام وبحسب الباطن والحقيقة هي معراج قرب الحق وحقيقة الوصول إلى جمال الجميل المطلق والفناء في ذاته المقدسة التي تعشقها الفطرة وتحصل بها الطمأنينة التامة والراحة المطلقة والسعادة العقلية التامة ألا إلى الله تطمئن القلوب، فاذا الكمال المطلق وهو الوصول إلى فناء الله والاتصال بالبحر الوجودي غير المتناهي وشهود جمال الازل والاستغراق في بحر النور المطلق تحصل في الصلاة وفيها ايضا تحصل الراحة المطلقة والاستراحة التامة والطمأنينة التامة ويحصل ركن السعادة، فالصلاة هي الفلاح المطلق وهي خير الاعمال وعلى السالك أن يفهّم القلب هذه اللطيفة الالهية بالتكرار والتذكر التام ويوقظ الفطرة فاذا وردت هذه اللطيفة في القلب فالفطرة من حيث إنها طالبة للكمال والسعادة تهتمّ بها وتحافظ عليها وتراقبها، وفي تكرارهما ايضا النكتة التي ذكرناها.
فاذا وصل السالك إلى ذلك المقام يعلن اعلان الحضور فقد قامت الصلاة فلابد أن يرى نفسه في حضرة مالك الملوك في العوالم الوجودية وسلطان السلاطين والعظيم المطلق ويفهّم قلبه الاخطار التي في الحضرة ويرجع الكل إلى القصور والتقصير الامكاني ويرد المحضر بكمال الانفعال والخجلة من عدم القيام بالامر وقدمي الخوف والرجاء ويفد على الكريم ولا يرى لنفسه زادا وراحلة ويرى قلبه فارغا عن السلامة (أقول ما ذكره دام ظله اشارة إلى ما كتبه علي على كفن سلمان:
وفدت على الكريم بغير زاد من الحسنات والقلب السليم
وحمل الزاد أقبح كل شيء اذا كان الوفود على الكريم) ولا يحسب عمله من الحسنات ولا يعدّه أقل شيء فاذا استحكمت هذه الحال في القلب فالمرجو أن يقع موردا للعناية، أمّن يجيب المضطّر اذا دعاه ويكشف السوء.
وصل وتتميم:
محمد بن يعقوب باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " اذا أذنت وأقمت صلّى خلفك صفان من الملائكة صفان من الملائكة واذا أقمت صلّى خلفك صف من الملائكة " والاحاديث بهذا المضمون كثيرة. وفي بعض الاخبار:" ان حدّ الصف ما بين المشرق والمغرب ".
وفي ثواب الاعمال قال أبو عبدالله : " من صلّى بأذان وإقامة، صلّى خلفه صفان من الملائكة ومن صلّى باقامة من غير أذان صلّى خلفه صف واحد من الملائكة، قلت له: وكم مقدار كل صف؟ فقال أقلّه ما بين المشرق والمغرب وأكثره ما بين السماء والارض ". وفي بعض الروايات:" وان أقام بغير أذان صلّى عن يمينه واحد وعن شماله واحد " إلى غير ذلك من الاخبار. ولعل اختلاف الاخبار بواسطة اختلاف المصلين من المعارف والخلوص كما يستفاد ذلك من بعض روايات الباب مثل الرواية التي وردت في الصلاة مع الاذان والاقامة في ارض قفراء (أقول: وفي وصية رسول الله لابي ذر قال:" يا ابا ذر ان ربك ليباهي ملائكتة بثلاثة نفر: رجل يصبح في أرض قفراء فيؤذن ثم يقيم ثم يصلّي، فيقول ربك للملائكة انظروا إلى عبدي يصلي ولا يراه احد غيري فينزل سبعون ألف ملك يصلّون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من غير ذلك اليوم.. إلى أن قال: يا أبا ذرّ اذا كان العبد في أرض في أرض يعني قفراء فتوضأ أو تيمم ثم أذّن وأقام وصلى أمر الله الملائكة فصفوا خلفه صفّا لا يرى طرفاه يركعون لركوعه ويسجدون لسجوده ويؤمنون على دعائه، يا أبا ذر من أقام ولم يؤذن لم يصلّ معه الا ملكاه اللذان معه ".
وما ذكره الاستاذ دام ظلّه من أن السر في اختلاف الروايات هو الاختلاف من جهة الخلوص والمعرفة للمصلين ظاهر لان للمصلي في الأرض القفراء - ومع أنه لايراه أحد - من المعرفة والخلوص هو السبب لكثرة الملائكة المصلين وراءه).
وبالجملة، اذا رأي السالك نفسه إماما لملائكة الله وقلبه إماما لقواه الملكية والملكوتية وجمع بالاذان والاقامة قواه الملكية والملكوتية واجتمعت عليه ملائكة الله، فعليه أن يجعل القلب وهو أفضل قوى الظاهر والباطن وشفيع سائر القوى اماما، وحيث إن القلب ضامن لقراءة المأمومين ووزرها على عهدته فلا بدّ له أن يحافظ عليه محافظة تامة ويراقبه مراقبة جميلة لكي يحفظ القلب على الحضرة والحضور ويقوم بأدب المقام المقدّس ويغتنم هذا الاجتماع المقدس ويعظّم توجّه ملائكة الله وتأييدهم ايّاه ويعرفه من النعم لوليّ النعمة الحقيقي ويقدّم عجزه وقصوره عن شكر هذه النعم العظيمة إلى مقامه المقدس انه وليّ النعم.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس