منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في أداب القيام ...
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي في أداب القيام ...
قديم بتاريخ : 09-Jul-2013 الساعة : 01:49 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين

في آداب القيام
الفصل الأول

في السر الاجمالي للقيام (قال بعض علماء الاخرة: واما الاعتدال قائما فهو مثول بالشخص والقلب بين يدي الله عز وجل فليكن رأسك الذي هو أرفع أعضائك مطرقا مطأطأ منكسا، وليكن وضع الرأس عن ارتفاعه تنبيها على الزام القلب التواضع والتذلّل والتبرّي عن الترؤس والتكبّر، وليكن على ذكرك ها هنا خطر القيام بين يدي الله عز وجل في هول المطلع عند العرض للسؤال واعلم في الحال أنك قائم بين يدي الله عز وجل وهو مطّلع عليك فقم بين يديه قيامك بين يدي بعض ملوك الزمان ان كنت تعجز عن معرفة كنه جلاله بل قدّر في دوام قيامك في صلواتك انك ملحوظ ومرقوب بعين كالئةٍ من رجل صالح من أهلك أو ممن ترغب في أن يعرفك بالصلاح فإنه تهدأ عند ذلك أطرافك وتخشع جوارحك وتسكن جميع أجزائك خيفة أن ينسبك ذلك العاجز المسكين إلى قلّة الخشوع، واذا أحسست من نفسك بالتماسك عند ملاحظة عبد مسكين فعاتب نفسك وقل لها انك تدّعين معرفة الله وحبّه أفلا تستحيين من استجرائك عليه مع توقيرك عبدا من عباده؟ أوَ تخشين الناس ولا تخشينه وهو أخق أن يخشى؟ (انتهى).
وقال الشهيد الثاني رحمه الله ما يقرب من هذا، وأضاف بعد قوله أو تخشين الناس ولا تخشينه وهو أحق أن يخشى قال: الا تستحيين من خالقك ومولاك اذا قدّرت اطّلاع عبد ذليل من عباده عليك وليس بيده خيرك ولا نفعك ولا ضرّك خشعت لأجله جوارحك وحسنت صلواتك ثم انك تعلمين أنه مطّلع عليك فلا تخشعين لعظمته أهو أهون عندك من عبد من عباده؟فما أشد طغيانك وجهلك وما أعظم عداوتك لنفسك ولذلك لما قيل للنبي كيف الحياء من الله تعالى؟ فقال :" تستحيي منه كما تستحيي من رجل صالح من قومك ".
وأما دوام القيام فهو تنبيه على ادامة القلب على الله تعالى على نعت واحد من الحضور. قال ان الله مقبل على العبد ما لم يلتفت.. وكما يجب حراسة السرّ عن الالتفات إلى غير الصلاة فإن التفتّ إلى غيرها فذكره باطّلاع الله تعالى عليك وقبح التهاون بالمناجي مع غفلة المناجي ليعود إلى التيقّظ والزم الخشوع الباطني فإنه ملزوم الخشوع ظاهرا، ومهما خشع الباطن خشع الظاهر.
قال وقد رأى مصليا يعبث بلحيته: " ما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه فإن الرعية بحكم الراعي " ولهذا ورد في الدعاء " اللهم أصلح الراعي والرعية " وهو القلب والجوارح وكل ذلك يقتضيه الطبع بين يدي من يعظّم من أبناء الدنيا فكيف لا يتقاضاه بين يدي ملك الملوك وجبّار الجبابرة ومن يطمئن بين يدي غير الله تعالى خاشعا ثم تضطرب أطرافه بين يدي الله تعالى فذلك لقصور معرفته عن جلال الله وعن اطّلاعه على سرّه وضميره وتدبّر قوله تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.. (انتهى)).
اعلم أن أهل المعرفة يرون القيام إشارة إلى التوحيد الافعالي، كما أن الركوع عندهم إشارة إلى التوحيد الصفاتي والسجود إلى التوحيد الذاتي، ويأتي بيانهما في محلّهما، واما بيان ان القيام إشارة إلى التوحيد الفعلي هو أن نفس القيام إشارة إلى هذا وضعا وفي القراءة إشارة إليه لفظا.
اما أن القيام فيه إشارة إليه وضعا، هو أن القيام إشارة إلى قيام العبد بالحق ومقام قيّوميّة الحق وهو التجلّي بالفيض المقدّس والتجلي الفعلي، وتظهر في هذا المقام فاعلية الحق وتستهلك جميع الموجودات في التجلي الفعلي وتضمحل تحت كبريائه الظهوري، والادب العرفاني للسالك في هذا المقام أن يتذكر بهذه اللطيفة الالهية ويترك التعينات النفسية ما استطاع ويذكر للقلب حقيقة الفيض المقدس ويوصل إلى باطن القلب نسبة قيّومية الحق وتقوّم الخلق بالحق فاذا تمكنت هذه الحقيقة في قلب السالك تقع قراءته بلسان الحق ويكون الذاكر والمذكور هو الحق وينكشف له معنى " انت كما أثنيت على نفسك وأعوذ بك منك " ببعض مراتبه ويجد قلب العارف بعض أسرار الصلاة، كما أن في النظر إلى محل السجود وهو التراب والنشأة
الاصلية وخضوع الرقبة ونكس الرأس الذي هو لازم للخضوع اشارة إلى الذلّ والفقر الامكاني والفناء تحت عزّ الكبرياء وسلطانه: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغنيّ الحميد.
وأمّا انّ في القراءة لفظا اشارة إلى مقام التوحيد الفعلي فسيأتي تفصيله في سورة الحمد المباركة ان شاء الله.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس