منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
قديم بتاريخ : 12-Jul-2013 الساعة : 11:47 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
الفصل الأول
في آداب القراءة
من أحد الآداب المهمة لقراءة الكتاب الالهي الذي يشترك فيه العارف والعامّي وتحصل منه النتائج الحسنة ويوجب نورانية القلب والحياة الباطنية التعظيم وهو موقوف على فهم عظمته ونبالته وجلالته وكبريائه، وهذا المعنى وان كان بحسب الحقيقة خارجا عن نطاق البيان وزائدا على طاقة البشر لأن فهم عظمة كل شيء بفهم حقيقة وحقيقة القرآن الشريف قبل تنزله إلى المنازل الخلقية وتطوّره بالاطوار الفعلية من الشؤون الذاتية والحقائق العلمية للحضرة الواحدية وهو حقيقة الكلام النفسي الذي هو مقارعة ذاتية في الحضرة الاسمائية، وهذه الحقيقة لا تحصل لاحد لا بالعلوم الرسمية ولا بالمعارف القلبية ولا بالمكاشفة الغيبية الا بالمكاشفة التامة الالهية لذات النبي الخاتم المباركة في محفل انس وقاب قوسين بل في خلوة سرّ مقام أو أدنى، وأيدي آمال العائلة البشرية قاصرة عنها الا الخلّص من أولياء الله الذين اشتركوا في روحانية تلك الذات المقدسة بحسب الانوار المعنوية والحقائق الالهية وفنوا بواسطة التبعية التامة فيه فإنهم يتلقون علوم المكاشفة بالوراثة منه ، وتنعكس حقيقة القرآن في قلوبهم بنفس النورانية والكمال التي تجلّت لقلبه المبارك من دون التنزّل إلى المنازل والتطور بالاطوار وهو القرآن من دون تحريف وتغيير، ومن كتّاب الوحي الالهي من يقدر على تحمّل هذا القرآن هو النفس الشريفة لولي الله المطلق علي بن أبي طالب وأما سائر الخلق فلا يقدرون أخذ هذه الحقيقة الا مع التنزّل عن مقام الغيب إلى موطن الشهادة والتطور بالاطوار الملكية والتكسي بكسوة الالفاظ والحروف الدنياوية، وهذا أحد معاني التحريف الذي وقع في جميع الكتاب الالهي والقرآن الشريف وجميع الآيات الشريفة قد جعلت في تناول يد البشرية بالتحريف بل بالتحريفات الكثيرة على حسب المنازل والمراحل التي طواها من حضرة الاسماء إلى أخيرة عوالم الشهادة، وعدد مراتب التحريف مطابق لعدد مراتب بطون القرآن طباق النعل بالنعل الا أن التحريف عبارة عن التنزّل عن الغيب المطلق إلى الشهادة المطلقة على حسب مراتب العوالم، والبطون عبارة عن الرجوع من الشهادة المطلقة إلى الغيب المطلق، فمبدأ التحريف ومبدأ البطون متعاكسان والسالك إلى الله اذا وصل إلى أي مرتبة من مراتب البطون قد تخلص من مرتبة من مراتب التحريف إلى أن يصل البطون المطلقة وهي البطن السابع على حسب المراتب الكلية يتخلص من التحريف المطلق فعلى هذا يمكن أن يكون القرآن الشريف محرّفا لشخص بجميع أنواع التحريف ولشخص آخر ببعض مراتبه ولا يكون لشخص محرّفا أصلا ويمكن أن يكون محرّفا لشخص في حال وله غير محرف في حال آخر ويكون محرّفا ببعض أنواع التحريف في حال ثالث. ففهم عظمة القرآن خارج عن طوق الادراك كما علمت ولكن الاشارة الاجمالية إلى عظمة هذا الكتاب المتنزل والمتناول لجميع البشر موجبة لفوائد كثيرة.
اعلم أيها العزيز أن عظمة كل كلام وكل كتاب اما بعظمة متكلمه وكاتبه واما بعظمة المرسل اليه وحامله، وإمّا بعظمة حافظه وحارسه، واما بعظمة شارحه ومبيّنه، واما بعظمة وقت ارساله وكيفية ارساله. وبعض هذه الامور دخيل في العظمة ذاتا وجوهرا وبعضها عرضا وبالواسطة وبعضها كاشف عن العظمة وجميع هذه الامور التي ذكرناها موجودة في هذه الصحيفة النورانية بالوجه الاعلى والأوفى بل هي من مختصاته بحيث ان الكتاب الآخر اما ألاّ يشترك معه في شيء منها أصلا، أو لا يشترك معه في جميع المراتب.
أما عظمة متكلمه ومنشئه وصاحبه فهو العظيم المطلق الذي جميع انواع العظمة المتصورة في الملك والملكوت وجميع أنواع القدرة النازلة في الغيب والشهادة رشحة من تجليات عظمة فعل تلك الذات المقدسة ولا يمكن أن يتجلى الحق تعالى بالعظمة لأحد وانما يتجلى بها من وراء آلاف الحجب والسرادقات، كما في الحديث:" ان لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفت لاحرقت سبحات وجهه دونه ".
وعند أهل المعرفة قد صدر هذا الكتاب الشريف من الحق تعالى بمبدئّية جميع الشؤون الذاتية والصفاتية والفعلية، وبجميع التجليات الجمالية والجلالية، وليست لسائر الكتب السماوية هذه المرتبة والمنزلة. وأما عظمته بواسطة محتوياته ومقاصده ومطالبه فيستدعي ذلك عقد فصل على حدة، بل فصول وأبواب ورسالة مستقلة وكتاب مستقل حتى يسلك نبذة منها في سلك البيان والتحرير، ونحن نشير بطريق الاجمال بفصل مستقل إلى كلياته، وفي ذلك الفصل نشير إلى عظمته من حيث النتائج والثمرات ان شاء الله.
وأما عظمة رسول الوحي وواسطة الايصال فهو جبرائيل الامين والروح الاعظم الذي يتصل بذاك الروح الاعظم الرسول الاكرم وسلّم بعد خروجه عن الجلباب البشري وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت وهو أحد أركان دار التحقق الاربعة بل هو أعظم أركانها وأشرف أنواعها لان تلك الذات النورانية ملك موكل للعلم والحكمة وصاحب الارزاق المعنوية والاطعة الروحانية، ويستفاد من كتاب الله والاحاديث الشريفة تعظيم جبرائيل وتقديمه على سائر الملائكة.
وأما عظمة المرسل إليه ومتحمّـله، فهو القلب التقي النقي الاحمدي الاحدي الجمعي المحمدي الذي تجلى له الحق تعالى بجميع الشؤون الذاتية والصفاتية والاسمائية والافعالية وهو صاحب النبوة الختمية والولاية المطلقة وهو أكرم البرية وأعظم الخليقة وخلاصة الكون وجوهرة الوجود وعصارة دار التحقق واللبنة الاخيرة وصاحب البرزخية الكبرى و الخلافة العظمى.
وأما حافظه وحارسه فهو ذات الحق جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة المباركة: " إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون "(الحجر - 9). وأما شارحه ومبينه فالذوات المطهرة المعصومون من رسول الله إلى حجّة العصر عجّل الله فرجه الذين هم مفاتيح الوجود ومخازن الكبرياء ومعادن الحكمة والوحي وأصول المعارف والعوارف وأصحاب مقام الجمع والتفصيل.
وأمّا وقت الوحي فليلة القدر أعظم الليالي وخير من ألف شهر وأنور الازمنة، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليّ المطلق والرسول الخاتم .
وأما كيفية الوحي وتشرقاته فهي خارجة عن نطاق البيان في هذا المختصر وتحتاج إلى فصل مستقل قد صرفت النظر عنه لطوله.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس