منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jul-2013 الساعة : 11:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة

الفصل الثاني
في بيان مقاصد الكتاب الشريف الالهي
ومطالبه ومشتملاته بطريق الاجمال والاشارة
اعلم أن هذا الكتاب الشريف كما صرّح هو به كتاب الهداية وهادي سلوك الانسانية ومربيّ النفوس وشافي الامراض القلبية ومنير طريق السير إلى الله.
وبالجملة، فإن الله تبارك وتعالى لسعة رحمته إلى عبادة أنزل هذا الكتاب الشريف من مقام قربه وقدسه وتنزل به على حسب تناسب العوالم حتى وصل إلى هذا العالم الظلماني وسجن الطبيعة وصار على كسوة الالفاظ وصورة الحروف لاستخلاص المسجونين في سجن الدنيا المظلم وخلاص المغلولين بأغلال الامال والأماني، وايصالهم من حضيض النفس والضعف والحيوانية إلى أوج الكمال والقوة الانسانية، ومن مجاورة الشيطان إلى مرافقة الملكوتيين بل الوصول إلى مقام القرب وحصول مرتبة لقاء الله التي هي أعظم مقاصد أهل الله ومطالبهم، فمن هذه الجهة ان هذا الكتاب هو كتاب الدعوة إلى الحق والسعادة. وبيان كيفية الوصول إلى هذا المقام ومندرجاته اجمالا ما له دخل في هذا السير والسلوك الالهي أو عين السالك والمسافر إلى الله، وعلى نحو كلّي أحد مقاصده المهمّة الدعوة إلى معرفة الله وبيان المعارف الالهية من الشؤون الذاتية والاسمائية والصفاتية والافعالية وأكثرها في هذا المقصود هو توحيد الذات والاسماء والافعال، قد ذكر مستقصي بعضه بالصراحة وبعضه بالاشارة.
وليعلم ان المعارف من معرفة الذات إلى معرفة الافعال قد ذكرت في هذا الكتاب الجامع الالهي على نحو تدركه كل طبقة على قدر استعدادها، كما أن علماء الظاهر والمحدثين والفقهاء رضوان الله عليهم يبيّنون ويفسّرون آيات التوحيد الشريفة وخصوصا توحيد على نحو يخالف ويباين ما يفسّرها أهل المعرفة وعلماء الباطن.
والكاتب يرى كلا التفسيرين صحيحا في محله لان القرآن هو شفاء الامراض الباطنية ويعالج كل مريض على نحو خـاص، كما أن كريمة " هو الاول والآخر والظاهـر والباطن "(الحديد - 3). وكريمة " الله نور السموات والارض ". (النور - 35) وكريمة " هو الذي في السماء وفي الأرض إله "(الزخرف - 84). وكريمة " وهو معكم "(الحديد - 4). وكريمة " أينما تولّوا فثمّ وجه الله "(البقرة - 115). إلى غير ذلك في توحيد الذات والآيات الكريمة في آخر سورة الحشر وغيرها في توحيد الصفات. وكريمة " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "(الانفال -17). وكريمة " الحمد لله رب العالمين "(الفاتحة - 1). وكريمة " يسبح له ما في السموات والارض ". في توحيد الافعال التي تدل بعضها بوجه دقيق وبعضها بوجه أدقّ عرفاني، شفاء للأمراض عند كل طبقة من طبقات علماء الظاهر والباطن على نحو. وبعض الآيات الشريفة مثل آيات أول الحديد والسورة المباركة التوحيد التي نزلت للمتعمقين، في آخر الزمان حسب الحديث الشريف في الكافي، ففي نفس الحال لاهل الظاهر منها نصيب كاف، وهذا من معجزات هذا الكتاب الشريف ومن جامعيته.
ومن مقاصده الاخر ومطالبه: الدعوة إلى تهذيب النفوس وتطهير البواطن من أرجاس الطبيعة، وتحصيل السعادة.
وبالجملة، كيفية السير والسلوك إلى الله. وهذا المطلب منقسم إلى شعبتين مهمتين.
احداهما: التقوى بجميع مراتبها المندرجة فيها التقوى عن غير الحق والاعراض المطلق عما سوى الله.
وثانيهما: الايمان بتمام المراتب والشؤون المندرج فيه الاقبال إلى الحق، والرجوع والانابة إلى ذاته المقدسة، وهذا من المقاصد المهمة لهذا الكتاب الشريف، وأكثر مطالبه ترجع إلى هذا المقصد إما بلا واسطة أو مع الواسطة.
ومن مقاصد هذا الصحيفة الالهية: قصص الانبياء والاولياء والحكماء وكيفية تربية الحق ايّاهم، وتربيتهم الخلق. فإن في تلك القصص فوائد لا تحصى وتعليمات كثيرة. ومن المعارف الالهية والتعليمات وأنواع التربية الربوبية المذكورة والمرموزة فيها ما يحيّر العقل.
فيا سبحان الله، وله الحمد والمنةّ، ففي قصة خلق آدم والامر بسجود الملائكة وتعليمه الاسماء وقضايا ابليس وآدم التي كرّر ذكرها في كتاب الله في التعليم والتربية والمعارف والمعالم لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ما يحيّر الانسان. ولاجل هذه النكتة كرّرت القصص القرآنية كقصة آدم وموسى وابراهيم وسائر الانبياء فليس هذا الكتاب كتاب قصة وتاريخ بل هو كتاب السير والسلوك إلى الله، وكتاب التوحيد والمعارف والمواعظ والحكم. والمطلوب في هذه الامور هو التكرار كي يؤثّر في القلوب القاسية وتأخذ منها موعظته. وبعبارة أخرى ان من يريد أن يربّي ويعلِّم وينذر ويبشر فلا بدّ له أن يرزق مقصده بالعبارات المختلفة والبيانات المتشتتة، فتارة في ضمن قصة وحكاية وأخرى في ضمن تاريخ ونقل، وحينا بصراحة اللهجة، وحينا بالكناية والامثال والرموز حتى يتمكن كل من النفوس المختلفة والقلوب المتشتتة من الاستفادة منها، وحيث أن هذا الكتاب الشريف لاجل سعادة جميع الطبقات وسلسلة البشر قاطبة، ويختلف هذا النوع الانساني في حالات القلوب والعادات والاخلاق والازمنة والامكنة، ولا يمكن أن تكون دعوته على نحو واحد، فربّ نفوس لا تكون حاضرة لاخذ التعاليم بصراحة اللهجة والقاء أصل المطلوب بنحو ساذج ولا تتأثر بهذا النحو فلا بد أن تكون دعوة هؤلاء وفق كيفية تفكيرهم فيفهم ايّاهم المقصد، ورب نفوس لا شغل لها بالقصص والحكايات والتواريخ وانما علاقتها بلبّ المطالب ولباب المقاصد فلا يوزن هؤلاء مع الطائفة الاولى بميزان واحد، وربّ قلوب تتناسب مع التخويف والانذار وقلوب لها الالفة مع الوعد والتبشير، فلهذه الجهة دعا الناس هذا الكتاب الشريف بالاقسام المختلفة والفنون المتعددة والطرق المتشتتة، والتكرار لمثل هذا الكتاب لازم وحتمي، والدعوة والموعظة من دون تكرار وتفنّن خارجة عن حد البلاغة، وما يتوقّع منها وهو التأثير في النفوس لا يحصل من دون تكرار ومع الوصف.
ففي هذا الكتاب الشريف حلاوة اتفاق القضايا على نحو لا يوجب تكرارها الكسالة في الانسان بل هو في كل دفعة يكرّر أصل المطلب، يذكر فيه خصوصيات ولواحق ليست في غيره، بل في كل مرّة يركز النظر إلى نكتة مهمة عرفانية أو أخلاقية ويطيف المطلب حولها وبيان هذا المطلب يستلزم استقصاءات كاملة في القصص القرآنية، ولا يسع هذا المختصر، وفي أمل هذا الضعيف بلا مؤونة أن أؤلف بالتوفيق الالهي وبالمقدار الميسور كتابا في خصوص القصص القرآنية وحلّ رموزها وكيفية التعليم والتربية فيها، وان كان القيام بهذا الامر من مثل الكاتب أمل لا ينال، وخيال باطل في الغاية.
وبالجملة، ذكر قصص الانبياء وكيفية سيرهم وسلوكهم وكيفية تربيتهم عباد الله ومواعظهم ومجادلاتهم الحسنة من أعظم أبواب المعارف والحكم، وأعلى أبواب السعادة والتعاليم قد فتحها الحق تعالى وجلّ مجده على عباده، فكما أن لارباب المعرفة وأصحاب السلوك منها حظا وافرا ونصيبا كافيا كذلك لسواهم ايضا نصيب واف وسهم غير محدود. فمثلا أهل المعرفة يدركون من الكريمة الشريفة " فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا "(الأنعام - 76) إلى آخر الآيات كيفية سلوك ابراهيم ، وسيره المعنوي، ويعلمون طريق السلوك إلى الله والسير إلى جنابة وحقيقة سير الانفس والسلوك المعنوي من منتهى ظلمة الطبيعة التي عبّر عنها في ذلك المسلك ب (جنَّ عليه الليل) إلى القاء مطلق الانّيّة والانانية وترك النفسانية وعبادة النفس والوصول إلى مقام القدس والدخول في محفل الانس. ووجهت وجهي للذي فطر السموات والارض. إلى آخر اشارة إلى ذلك في هذا المسلك، والسائرون يدركون منها السير الافاقي وكيفية تربية خليل الرحمن أمّته وتعليمه ايّاهم. وعلى هذا المنوال سائر القصص والحكايات، مثل قصة آدم وابراهيم وموسى ويوسف وعيسى وعلامات موسى مع الخضر، فإن استفادات أهل المعارف والرياضات والمجاهدات مع غيرهم متفاوتة.
ويدخل في هذا القسم، أو هو مقصد مستقل الحكم والمواعظ لذات الحق المقدسة حيث أنه بنفسه دعا العباد بلسان قدرته فيما يناسب الدعوة، اما إلى المعارف الالهية والتوحيد والتنزيه كالسورة المباركة التوحيد أو أواخر سورة الحشر وأوائل الحديد وسائر موارد الكتاب الشريف الالهي، ولاصحاب القلوب والسوابق الحسنى من هذه القسمة حظوظ لا تحصى. فمثلا أصحاب المعارف يستفيدون من الكريمة المقدسة " ومن يخرج من بينه مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله "(النساء - 100). قرب النافلة والفريضة، وفي نفس الحال يستفيد السائرون الخروج بالبدن والهجرة مثلا إلى مكة أو إلى المدينة او أن الحق تعالى دعا إلى تهذيب النفوس والرياضات الباطنية كالكريمة الشريفة " قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها "(الشمس - 10) إلى غير ذلك.. أو الدعوة إلى العمل الصالح كما هو معلوم، أو التحذير عن مقابلات كل من ذلك ويدخل في هذا القسم أيضا الحكم اللقمانية وحكم سائر الاجلّة والمؤمنين المذكورة في الموارد المختلفة في هذه الصحيفة الالهية كقضايا أصحاب الكهف.
ومن مطالب هذه الصحيفة النورانية أحوال الكفار والجاحدين والمخالفين للحق والحقيقة والمعاندين للانبياء والاولياء وبيان كيفية عواقب أمورهم وكيفية بوارهم وهلاكهم كقضايا فرعون وقارون ونمرود وشدّاد وأصحاب الفيل وغيرهم من الكفرة والفجرة، ففي كل واحدة منها مواعظ وحكم بل معارف لاهله، وداخل في هذه القسمة أو أنها قسمة مستقلة قضايا غزوات رسول الله فإن فيها ايضا مطالب شريفة مذكورة، منها كيفية مجاهدات أصحاب رسول الله لايقاظ المسلمين من نوم الغفلة وبعثهم للمجاهدة في سبيل الله وتنفيذ كلمة الحق وإماتة الباطل.
ومن مطالب القرآن الشريف بيان قوانين ظاهر الشريعة والاداب والسنن الالهية، وقد ذكرت كلّيّاتها ومهماتها في هذا الكتاب النوراني والعمدة في هذا القسم الدعوة إلى اصول المطالب وضوابطها مثل باب الصلاة والزكاة والخمس والحج والصوم والجهاد والنكاح والارث والقصاص والحدود والتجارة وأمثالها , وحيث أن هذا القسم علم ظاهر الشريعة وعامّ المنفعة ومجعول لجميع الطبقات من حيث تعمير الدنيا والاخرة، وتستفيد كل طبقات الناس منه بمقداره. فالدعوة اليها كثيرة لهذه الجهة، وفي الاحاديث الشريفة والاخبار ايضا خصوصياتها وتفاصيلها إلى حدّ وافر وتصانيف علماء الشريعة في هذه القسمة أكثر وأعلى من سائر القسمات.
ومن مطالب القرآن الشريف: أحوال المعاد والبراهين لاثباته وكيفية العذاب والعقاب والجزاء والثواب وتفاصيل الجنة والنار والتعذيب والتنعيم. وقد ذكرت في هذه القسمة حالات أهل السعادة ودرجاتهم من أهل المعرفة والمقرّبين ومن أهل الرياضة والسالكين ومن أهل العبادة والناسكين. وكذلك حالات أهل الشقاوة ودرجاتهم من الكفار والمحجوبين والمنافقين والجاحدين وأهل المعصية والفاسقين. ولكن ما كان أكثر فائدة لحال العامة كان أكثر ذكرا وبصراحة اللهجة وما كان مفيدا لطبقة خاصة فقد ذكر بطريق الرمز والاشارة مثل رضوان الله الاكبر، وآيات لقاء الله لتلك الطائفة، ومثل: " كلاّ انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "(المطففين - 15) للطائفة الأخرى. وقد ذكر هذا القسم أي في قسم تفصيل المعاد والرجوع إلى الله معارف لاتحصى وأسرار صعبة مستصعبة لا يمكن الاطّلاع على كيفيّتها الا بالسلوك البرهاني أو النور العرفاني.
ومن مطالب هذه الصحيفة الالهية كيفية الاحتجاجات والبراهين التي أقامتها الذات المقدسة الحق تعالى بنفسه لاثبات المطالب الحقة والمعارف الالهية مثل الاحتجاج على اثبات الحق والتوحيد والتنزيه والعلم
والقدرة وسائر الاوصاف الكمالية، وقد توجد في هذه القسمة براهين دقيقة يستفيد أهل المعرفة منها استفادة كاملة مثل: " شهد الله أنه لا اله الا هو "(آل عمران - 18). وقد توجد براهين يستفيد الحكماء والعلماء منها على نحو ويستفيد أهل الظاهر وعامة الناس على نحو آخر، ككريمة " لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا "(الأنبياء - 22) ومثل كريمة " إذاً لذهب كل اله بما خلق "(المؤمنون - 91). ومثل آيات أول سورة الحديد والسورة المباركة التوحيد وغيرها، والاحتجاج على اثبات ملائكة الله والانبياء العظام الموجودة في موارد مختلفة من هذا الكتاب الشريف.
هذه حال احتجاجات نفس الذات المقدسة وإما أن الحق تعالى نقل براهين الانبياء والعلماء على اثبات المعارف مثل احتجاجات خليل الرحمن سلام الله عليه وغيره.
هذه مهمّات مطالب هذا الكتاب.. والا فالمطالب المتفرقة الاخرى ايضا موجودة ويستلزم احصاؤها وقتا كافيا.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا



توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس