منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jul-2013 الساعة : 11:56 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين



في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
الفصل الثالث
في بيان طريق الاستفادة من القرآن الكريم
فاذا علمت الان مقاصد هذه الصحيفة الالهية ومطالبها فلا بد لك أن تلفت النظر إلى مطلب مهم يكشف لك بالتوجّه اليه طريق الاستفادة من الكتاب الشريف، وتنفتح على قلبك أبواب المعارف والحكم وهو أن يكون نظرك إلى الكتاب الشريف الالهي نظر التعليم، وتراه كتاب التعليم والافادة وترى نفسك موظفة على التعلّم والافادة والاستفادة، وليس مقصودنا من التعليم والتعلم والافادة والاستفادة أن تتعلم منه الجهات الادبية والنحو والصرف أو تأخذ منه الفصاحة والبلاغة والنكات البيانية والبديعية، أو تنظر في قصصه وحكاياته بالنظر التاريخي والاطّلاع على الامم السالفة، فانه ليس شيء من هذه داخلا في مقاصد القرآن، وهو بعيد عن المنظور الاصلي للكتاب الالهي بمراحل والذي أوجب ان تكون استفادتنا من هذا الكتاب العظيم بأقل من القليل هو هذا المعنى. فأما الا ننظر اليه نظر التعليم والتعلّم كما هو الغالب علينا، ونقرأ القرآن للثواب والاجر فقط ولهذا لا نعتني بغير جهة تجويده، ونريد أن نقرأه صحيحا حتى يعطي لنا الثواب ونحن واقفون في هذا الحد وقانعون بهذا الامر، ولذا نقرأ القرآن اربعين سنة ولا تحصل الاستفادة منه بوجه الا الاجر وثواب القراءة. وأما أن نشتغل ان كان نظرنا التعليم والتعلّم بالنكات البديعيّة والبيانية ووجوه اعجازه، وأعلى من هذا بقليل فإلى الجهات التاريخية وسبب نزول الآيات وأوقات النزول، وكون الآيات والسور مكية أو مدنية، واختلاف القراءات واختلاف المفسرين من العامة والخاصة وسائر الامور العرضية الخارجة عن المقصد بحيث تكون هذه الامور نفسها موجبة للاحتجاب عن القرآن والغفلة عن الذكر الالهي بل ان مفسّرينا العظام ايضا صرفوا عمدة همّهم في احدى هذه الجهات أو أكثر ولم يفتحوا باب التعليمات على الناس. وبعقيدتي أنا الكاتب لم يُكتب إلى الان التفسير لكتاب الله لان معنى التفسير على نحو كلّي هو أن يكون شارحا لمقاصد الكتاب المفسّر ويكون مهمّ النظر إلى بيان منظور صاحب الكتاب. فهذا الكتاب الشريف الذي هو بشهادة من الله تعالى كتاب الهداية والتعليم ونور طريق سلوك الانسانية، يلزم للمفسّر أن يعلّم للمتعلم في كل قصّة من قصصه بل في كل آية من آياته جهة الاهتداء إلى عالم الغيب وحيثية الهداية إلى طريق السعادة، وسلوك طريق المعرفة والانسانية.
فالمفسر اذا فهّم لنا المقصد من النزول فهو مفسّر سبب النزول كما هو في التفاسير، ففي قصة آدم وحواء أو قضاياهما مع ابليس من ابتداء خلقهما إلى ورودهما في الارض، وقد ذكرها الحق تعالى مكررة في كتابه. كم من المعارف والمواعظ مذكورة فيها ومرموز اليها. وكم فيها من معايب النفس وكمالاتها ومعارفها وأخلاق ابليس موجودة فيها نتعرف عليها ونحن عنه غافلون.
وبالجملة، كتاب الله هو كتاب المعرفة والاخلاق والدعوة إلى السعادة والكمال، فكتاب التفسير ايضا لا بد وأن يكون كتابا عرفانيا وأخلاقيا ومبيّنا للجهات العرفانية والاخلاقية وسائر جهات الدعوة إلى السعادة التي في القرآن. فالمفسّر الذي يغفل عن هذه الجهة أو يصرف عنها النظر أو لايهتم بها فقد غفل عن مقصود القرآن والمنظور الاصلي لإنزال الكتب وارسال الرسل. وهذا هو الخطأ الذي حرم الملّة الاسلامية منذ قرون من الاستفادة من القرآن الشريف وسدّ طريق الهداية على الناس، فلا بد لنا أن نأخذ المقصود من تنزيل هذا الكتاب من نفس هذا الكتاب مع قطع النظر عن الجهات العقلية البرهانية التي تفهمنا المقصد، فمصنف الكتاب أعرَف بمقصده. فالان اذا نظرنا إلى ما قال هذا المصنف فيما يرجع إلى شؤون القرآن، نرى أنه يقول " ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين "(البقرة - 2). فعرّف هذا الكتاب كتاب الهداية، نرى أنه في سورة قصيرة كرّر مرّات عديدة " "ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر "(القمر - 17). نرى أنه يقول " وأنزلنا إلى الذكر لتبين للناس ما نزّل اليهم ولعلهم يتفكرون "(النحل - 44). ونرى أنه يقول " كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الالباب "(ص - 29)، إلى غير ذلك من الآيات الشريفة التي يطول ذكرها.
وبالجملة، ليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير فإن كل واحد من المفسرين تحمّل المشاق الكثيرة والاتعاب التي لا نهاية لها حتى صنف كتابا شريفا، فلله درّهم وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو أنه لا بد وأن يفتح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله والكتاب الاحدي في تهذيب النفوس والآداب والسنن الالهية، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق والعروة الوثقى والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية فعلى العلماء والمفسرين أن يكتبوا التفاسير فارسية وعربية وليكن مقصودهم وليكن مقصودهم بيان التعاليم والمقررات العرفانية والاخلاقية وبيان كيفية ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود على نحو ما أودعت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكاكي (هو ابو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد الخوارزمي المعتزلي الحنفي الملقب سراج الدين السكاكي صاحب كتاب مفتاح العلوم الذي لخّص القسم الثالث منه خطيب دمشق وشرحه التفتازاني بالمطوّل والمختصر توفي سنة 726 (خكو) والشيخ (والشيخ هو ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي عماد الشيعة ورافع أعلام الشريعة شيخ الطائفة على الاطلاق ورئيسها الذي تلوى اليه الاعناق صنّف في جميع علوم الاسلام وكان القدوة في ذلك والامام تتلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وكان فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين وأهل الاقتداء يزيدون على ثلاثمئـة من الخاصـة والعامة ولـد (ره) في شهر رمضان سنة 385 بعد وفاة السيد الرضى بسنتين وكان ببغداد ثم هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين خوفا من الفتنة التي تجدّدت ببغداد واحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام فيكلم عليه الخاص والعام وكان ذلك الكرسي ممّا أعطته الخلفاء وكان ذلك لوحيد العصر فكان مقامه في بغداد مع الشيخ المفيد (ره) نحوا من خمس سنين ومع السيد المرتضى نحوا من ثمان وعشرين سنة وبقي بعد السيد اربعا وعشرين سنة، اثنتا عشرة سنة منها في بغداد ثم انتقل إلى النجف الاشرف وبقي هناك إلى أن توفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر المحرم سنة 460 (تس) وكان مدة عمره الشريف خمسا وسبعين سنة ودفن في داره وقبره الان معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.
وأمّا مصنفاته الشريفة في علوم الاسلام فهي لشهرتها تغنينا عن إيرادها والتفسير الذي أشار إليه الامام الخميني هو البيان الجامع لعلوم القرآن وهو كتاب جليل عديم النظير في التفاسير وشيخنا الطبرسي في تفسيره من بحره يغترف وفي صدر كتابه بذلك يعترف فعليه رضوان الله الخبير اللطيف) فيكون مقصده جهات البلاغة والفصاحة وليس هو سيبوية (وسيبويه هو أبو الحسن أو ابو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البيضاوي العراقي البصري النحوي المشتهر كلامه وكتابه في الآفاق الذي قال في حقه العلامة الطباطبائي بحر العلوم رحمه الله تعالى ان المتقدمين والمتأخرين وجميع الناس في النحو عيال عليه أخذ عن الخليل بن أحمد النحوي المعروف الذي ذكره الامام في المتن ويونس والاخفش وعيسى بن عمر ولكن جميع حكاياته عن الخليل وقد كثرت كلمات علماء النحو في مدح كتابه المسمى الكتاب ولهم عليه شروح وتعليقات وردود نشأت من اعتنائهم واشتغالهم به وقصة وروده بغداد ومناظرته مع الكسائي معروفة قالوا توفى حدود سنة 180 (قف) وقبره في شيراز، وقال ابن شحنة الحنفي في روضة المناظر قال ابو الفرج ابن الجوزي توفي سيبويه سنة 194 (قصد) وعمره اثنان وثلاثون عاما بمدينة ساوة وذكر خطيب بغداد عن ابن دريد ان سيبويه توفي بشيراز بمدينة ساوة وقبره بها. (انتهي). وكان شابا نظيفا جميلا ابيض مشربا بحمرة كأن خدوده لون التفاح ولذلك يقال سيبويه لأن التفاح بالفارسية سيب أو لانه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته أقول وعلى الوجهين الأخيرين فالانسب أن يكون اسمه سيبويه بضم الباء وسكون الواو وفتح الياء) والخليل حتى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعودي (شيخ المؤرخين وعمادهم ابو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي العالم الجليل الالمعي ذكره العلامة وقال له كتاب في الامامة وغيرها منها كتاب اثبات الوصية لعلي بن ابي طالب (ع) وهو صاحب مروج الذهب (انتهى).
حكى أنه نشأ في بغداد وساح في البلاد فطاف فارس وكرمان سنة 309 وقصد الهند إلى ملتان وعطف إلى كنباية فسرنديب ثم ركب البحر إلى بلاد الصين وطاف البحر الهندي وعاد إلى عمّان ورحل رحلة أخرى سنة 314 إلى ما وراء اذربيجان وجرجان ثم إلى الشام وفلسطين وكان يسكن مصر تارة والشام اخرى ومن سنة 336 إلى 344 أقام بالفسطاط له كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان في ثلاثين مجلّدا لا يوجد منه الا جزء واحد وله أيضا ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور وكتاب في أخبار الامم من العرب والعجم وكتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر وقيل انه بقي إلى سنة 345 (شمه)) وابن خلكان (ابن خلِّكان هو ابو العباس احمد بن محمد بن ابراهيم بن ابي بكر بن خلّكان الاربلي البرمكي الشافعي صاحب كتاب التاريخ المشهور الموسوم بوفيات الاعيان وأنباء ابناء الزمان الذي تعرض فيه لذكر المشاهير من التابعين ومن بعدهم إلى زمان نفسه يشتمل على 864 ترجمة ولم يذكر فيه الصحابة وقد ذيّله صلاح الدين الصفدي بمجلّدات تدارك فيها ما قد فاته من الوفيات سمّاها الوافي بالوفيات قيل في وجه تسمية جدّ بن خلكان بخلكان انه كان يوما يفاخر اقرانه ويفتخر بآبائه من آل برمك فقيل له خلّ كان أبي كذا ودع جدّي كذا ونسبي كذا وحدّثنا عمّا يكون في نفسك الان كما قال الشاعر:
ان الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي
فعلى هذا يكون خلِّكان بفتح الخاء وتشديد الّلام المكسورة) حتى يبحث حول تاريخ العالم. هذا الكتاب ليس كعصا موسى ويده البيضاء أو نفس عيسى الذي يحيي الموتى فيكون للاعجاز فقط وللدّلالة على صدق النبي الاكرم بل هذه الصحيفة الالهية كتاب احياء القلوب بالحياة الابدية العلمية والمعارف الالهية، هذا كتاب الله ويدعو إلى الشؤون الالهية جلّ وعلا. فالمفسّر لابد وأن يعلم الشؤون الالهية ويرجع الناس إلى تفسيره لتعلّم الشؤون الالهية حتى تتحصل الاستفادة منه " وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا "(الاسراء - 82). فأي خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب الالهي منذ ثلاثين أو أربعين سنة ونراجع التفاسير ونحرم مقاصده، " ربّنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين " (الأعراف - 23).
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس