منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Jul-2013 الساعة : 12:00 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


الفصل الرابع
في بيان رفع الموانع والحجب
بين المستفيد والقرآن
فاذا علمت الان عظمة كتاب الله من جميع الجهات المقتضية للعظمة وانفتح طريق استفادة المطالب منه فاللازم على المتعلم والمستفيد من كتاب الله ان يجزي أدبا آخر من الاداب المهمة حتى تحصل الاستفادة وهو رفع موانع الاستفادة، ونحن نعبّر عنها بالحجب بين المستفيد والقرآن، وهذه الحجب كثيرة نشير إلى بعضها:
من الحجب العظيمة حجاب رؤية النفس، فيرى المتعلم نفسه بواسطة هذا الحجاب مستغنية أو غير محتاجة للاستفادة وهذا من المكائد الاصلية المهمة للشيطان حيث أنه يزيّن للانسان دائما الكمالات الموهومة ويرضي الانسان ويقنعه بما فيه ويسقط من عينه كل شيء سوى ماعنده، مثلا يقنّع أهل التجويد بذاك العلم الجزئي ويزيّنه في أعينهم إلى حدّ يسقط سائر العلوم عن أعينهم ويطبّق في نظرهم حملة القرآن عليهم ويحرمهم من فهم الكتاب النوراني الالهي والاستفادة منه، ويرضي أصحاب الادب بتلك الصورة بلا لبّ ويمثّل جميع شؤون القرآن فيما هو عندهم، ويشغل أهل التفاسير المتعارفة بوجوه القراءات والآراء المختلفة لارباب اللغة ووقت النزول وشأن النزول وكون الآيات مكية أو مدنية وتعدادها وتعداد الحروف وأمثال تلك الامور. ويقنع أهل العلوم أيضا بعلم فنون الدلالات فقط ووجوه الاحتجاجات وأمثالها حتى أنه يحبس الفيلسوف والحكيم والعارف الاصطلاحي في الغليظ من حجاب الاصطلاحات والمفاهيم وأمثال ذلك. فعلى المستفيد أن يخرق جميع الحجب هذه وينظر إلى القرآن من ورائها، ولا يتوقف في شيء من هذه الحجب ولا يتأخر عن قافلة السالكين ولا يحرم من الدعوات الحلوة الالهية، ويستفاد عدم الوقوف وعدم القناعة إلى حدّ معين من نفس القرآن.
والاشارة إلى هذا المعنى كثيرة في القصص القرآنية، فموسى الكليم مع ما له من المقام العظيم في النبوّة ما اقتنع بذلك المقام وما توقف في مقام علمه الشامخ، وبمجرد أن لاقى شخصا كاملا كالخضر قال له بكل تواضع وخضوع: " هل أتّبعك على أن تعلّمني ممّا علّمت رشدا "(الكهف - 66) وصار ملازما لخدمته حتى أخذ منه العلوم التي لابد من أخذها.
وابراهيم لم يقتنع بمقام شامخ الايمان والعلم الخاص للانبياء فقال: " ربّ أرني كيف تحيي الموتى "(البقرة - 260). فأراد أن يرتقي من الايمان القلبي إلى مقام الاطمئنان الشهودي وأعظم من ذلك ان الله تبارك وتعالى يأمر نبيّه الخاتم وهو أعرف خلق الله بالكريمة الشريفة " وقل ربّ زدني علما "(طه - 114). فهذه الاوامر في الكتاب الالهي ونقل هذه القصص لان نتنبّه ونستيقظ من نوم الغفلة.
ومن الحجب: حجاب الآراء الفاسدة والمسالك والمذاهب الباطلة، وهذا قد يكون من سوء استعداد الشخص والاغلب انه يوجد من التبعية والتقليد. وهذا من الحجب التي حجبتنا بالاخص عن معارف القرآن مثلا اذا رسخ في قلوبنا اعتقاد بمجرّد الاستماع من الاب أو الام أو من بعض جهلة أهل المنبر تكون هذه العقيدة حاجبة بيننا وبين الآيات الشريفة الالهية. فإن وردت آلاف من الآيات والروايات تخالف تلك العقيدة، فامّا أن نصرفها عن ظاهرها أو أن الا ننظر فيها نظر الفهم والامثال لذلك فيما يرجع إلى العقائد والمعارف كثيرة ولكنّي أكفّ نفسي عن عدّها لاني أعلم بأن هذا الحجاب لا يخترق بكلام مثلي، ولكن أشير إلى واحد منها حيث أنه سهل المأخذ في الجملة.
قد وردت الآيات الكثيرة الراجعة إلى لقاء الله ومعرفة الله، ووردت روايات كثيرة في هذا الموضوع مع كثير من الاشارات والكنايات والصراحات في الادعية والمناجاة للائمة . فبمجرّد ما نشأت عقيدة في هذا الميدان من العوام وانتشرت بأن طريق معرفة الله مسدود بالكلّية فيقيسون باب معرفة الله ومشاهدة جماله على باب التفكر في الذات على الوجه الممنوع بل الممتنع، فأمّا أن يؤوّلوا ويوجّهوا تلك الآيات والروايات، وكذلك الاشارات والكنايات والصراحات في أدعية الائمة ومناجاتهم، وأمّا الاّ يدخلوا في هذا الميدان أصلا ولا يعرّفوا أنفسهم بالمعارف التي هي قرّة العين للانبياء والاولياء، فممّا يوجب الاسف الشديد لاهل الله أن بابا من المعرفة الذي يمكن أن يقال أنه غاية بعثة الانبياء ومنتهى مطلوب الاولياء قد سدّوه على الناس بحيث يعدّ التفوّه به محض الكفر وصرف الزندقة إنّ هؤلاء يرون معارف الانبياء والاولياء في ما يختص بذات الحق تعالى وأسمائه وصفاته مساوية لمعارف العوام والنساء فيه، بل يظهر من هؤلاء أحيانا ما هو أعظم من ذلك فيقول أحدهم: ان لفلان عقائد عامية حسنة فيا ليت لنا مثلما له من العقيدة العامية.. وهذا الكلام منه صحيح لان هذا المسكين الذي يتفوّه بهذا الكلام قد أخرج من يده العقائد العامية ويرى معارف الخواص وأهل الله باطلة، فهذا التمنّي منه عينا كتمني الكفار. وقد نقل عنهم في الكريمة الالهية " ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا "(النبأ - 40). ونحن ان أردنا أن نذكر الآيات والاخبار في لقاء الله بتفاصيلها حتى تتضح فضاحة هذه العقيدة الفاسدة الناشئة عن الجهل والغرور الشيطاني، فيستلزم ذلك كتابا على حدة فضلا من أن نذكر المعارف التي وقعت وراء ستر النسيان بواسطة هذا الحجاب الغليظ حتى يعلم أن أحد مراتب المهجورية من القرآن. ومهجورية القرآن ولعلّ الاسف عليها أشدّ هو هذه كما يقول تعالى في الكريمة الشريفة: " وقال الرسول يا ربِّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا "(الفرقان - 30).
ان مهجورية القرآن لها مراتب كثيرة ومنازل لا تحصى، ولعلنا متصفون بالعمدة منها. أترى أننا اذا جلّدنا هذه الصحيفة الالهية جلدا نظيفا وقيّما وعند قراءتها او الاستخارة بها قبّلناها ووضعناها على أعيننا ما اتخذناه مهجورا؟ أترى اذا صرفنا غالب عمرنا في تجويده وجاته اللغوية والبيانية والبديعية قد أخرجنا هذا الكتاب الشريف عن المهجورية؟ هل اننا اذا تعلّمنا القراءات المختلفة وأمثالها قد تخلّصنا من عار هجران القرآن؟ هل اننا اذا تعلمنا وجوه إعجاز القرآن وفنون محسّناته قد تخلّصنا عن شكوى رسول الله؟ هيهات.. فإنه ليس شيء من هذه الامور موردا لنظر القرآن ومنزّلها العظيم الشأن، ان القرآن كتاب إلهي وفيه الشؤون الالهية. القرآن هو الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق ولا بد ان يوجد الربط المعنوي والارتباط الغيبي بتعليماته بين عباد الله ومربّيهم، ولا بد أن يحصل من القرآن العلوم الالهية والمعارف اللدنيّة، ان رسول قال حسب ما رواه الكافي " انما العلم ثلاثة: آية محكمة وفريضة عادلة وسنّة قائمة ". فالقرآن الشريف حامل لهذه العلوم فإن تعلمنا من القرآن هذه العلوم فما اتّخذناه مهجورا، واذا قبلنا دعوات القرآن وأخذنا التعليمات من قصص الانبياء المشحونة بالمواعظ والمعارف والحكم، اذا اتعظنا نحن من مواعظ الله تعالى ومواعظ الانبياء والحكماء المذكورة في القرآن فما اتّخذناه مهجورا، والا فالغور في الصورة الظاهرية للقرآن ايضا إخلاد إلى الارض ومن وساوس الشيطان ولا بد من الاستعاذة بالله منها.
ومن الحجب المانعة من الاستفادة من هذه الصحيفة النورانية: الاعتقاد بأنه ليس لاحد حق الاستفادة من القرآن الشريف الا بما كتبه المفسّرون أو فهموه. وقد اشتبه على الناس التفكر والتدبّر في الآيات الشريفة بالتفسير بالرأي الممنوع، وبواسطة هذا الرأي الفاسد والعقيدة الباطلة جعلوا القرأن عاريا من جميع فنون الاستفادة واتخذوه مهجورا بالكلية في حال ان الاستفادات الاخلاقية والايمانية والعرفانية لا ربط لها بالتفسير، فكيف بالتفسير بالرأي، فمثلا اذا استفاد احد من كيفية مذاكرات موسى مع الخضر وكيفية معاشرتهما وشدّ موسى رحاله اليه مع ما له من عظمة مقام النبوّة لاخذ العلم الذي ليس موجودا عنده وكيفية عرض حاجته إلى الخضر كما ذكرت في الكريمة الشريفة: " هل أتّبعك على أن تعلّمني ممّا علّمت رشدا "(الكهف - 66). وكيفية جواب الخضر والاعتذارات التي وقعت من موسى عظمة مقام العلم وآداب سلوك المتعلم، مع المعلّم ولعلها تبلغ من الآيات المذكورة إلى عشرين أدبا فأي ربط لهذه الاستفادات بالتفسير فضلا من أن تكون تفسيرا بالرأي والاستفادة من هذا القبيل في القرآن كثيرة، ففي المعارف مثلا اذا استفاد أحد من قوله تعالى " الحمد لله رب العالمين "(الفاتحة - 1) الذي حصر جميع المحامد لله، وخصّ جميع الاثنية للحق تعالى التوحيد الافعالي وقال بأنه يستفاد من الآية الشريفة ان كل كمال وجمال وكلّ عزّة وجلال الموجودة في العالم وتنسبها العين الحولاء والقلب المحجوب إلى الموجودات من الحق تعالى وليس لموجود من قبل نفسه شيء، ولذا المحمدة والثناء خاص بالحق ولا يشاركه فيها أحد، فأيّ ربط لهذا إلى التفسير حتى يسمّى بالتفسير بالرأي أو لا يسمى؟ إلى غير ذلك من الامور التي تستفاد من لوازم الكلام ولا ربط لها بوجه إلى التفسير، مضافا إلى أن في التفسير بالرأي ايضا كلاما لعلة غير مربوط بآيات المعارف والعلوم العقلية التي توافق الموازين البرهانية وبالآيات الاخلاقية التي فيها للعقل دخل، لان التفاسير التي من هذا القبيل مطابقة للبرهان المتين العقلي أو الاعتبارات العقلية الواضحة، فإذا كان ظاهر الكلام على خلافها فاللازم أن يصرف الكلام من ظاهره، مثلا في كريمة " وجاء ربك "(الفجر - 22) و" الرحمن على العرش استوى "(طه - 5). التي يكون الفهم العرفي فيها مخالفا للبرهان ليس تفسيرا بالرأي ولا يكون ممنوعا بوجه فمن المحتمل بل من المظنون أن التفسير بالرأي راجع إلى آيات الاحكام التي تقصر عنها أيدي الآراء والعقول، ولابد وأن تؤخذ بصرف التعبّد والانقياد من خزّان الوحي ومهابط ملائكة الله، كما أن أكثر الروايات في هذا الباب وردت في مقابل علماء العامة الذين كانوا يريدون أن يفهموا دين الله بعقولهم ومقايساتهم، وما في بعض الروايات الشريفة من أنه ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن..وكذلك الرواية الشريفة" ان دين الله لا يصاب بالعقول " تشهد بأن المقصود من دين الله الاحكام التعبّديّة للدين والا فباب اثبات الصانع والتوحيد والتقديس واثبات المعاد والنبوّة بل مطلق المعارف حقٌ طلق للعقول، ومن مختصاتها وان ورد في كلام بعض المحدثين من ذوي المقام العالي ان الاعتماد في اثبات التوحيد على الدليل النقلي، فمن غرائب الامور بل من المصيبات التي لابد أن يستعاذ بالله منها. ولا يحتاج هذا الكلام إلى التهجين والتوهين و إلى الله المشتكى.
ومن الحجب المانعة من فهم القرآن الشريف، ومن الاستفادة من معارف هذا الكتاب السماوي وموعظه حجاب المعاصي والكدورات الحاصلة من الطغيان والعصيان بالنسبة إلى ساحة رب العالمين المقدسة فتحجب القلب عن إدراك الحقائق.
وليعلم كما أن لكل عمل من الاعمال الصالحة أو السيئة كما أن له صورة في عالم الملكوت تتناسب معه فله صورة أيضا في ملكوت النفس، فتحصل بواسطتها في ملكوت النفس: امّا النورانية ويكون القلب مطهّرا ومنوّرا وفي هذه الحالة تكون النفس كالمرآة المصقولة صافية، ويليق للتجليات الغيبية وظهور الحقائق والمعارف فيه، واما ان يصير ملكوت النفس به ظلمانياً وخبيثاً، وفي هذه الصورة يكون القلب كالمرآة المريّنة والمدنّسة لا تنعكس فيها المعارف الالهية ولا الحقائق الغيبية، وحيث أن القلب في هذه الحالة يقع بالتدريج تحت سلطة الشيطان ويكون المتصرف في مملكة الروح ابليس فيقع السمع والبصر وسائر القوى ايضا في تصرف ذاك الخبيث، وينسد السمع بالكلية عن المعارف والمواعظ الالهية، ولا ترى العين الآيات الباهرة الالهية وتعمى عن الحق وآثاره وآياته ولا يتفقّه القلب في الدين ويحرم من التفكر في الآيات والبيّنات وتذكر الحق والاسماء والصفات، كما قال الحق تعالى " لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالانعام بل هم أضلّ "(الأعراف - 179). فيكون نظرهم إلى العالم كنظر الانعام والحيوانات الخالية عن الاعتبار والتدبّر، وقلوبهم كقلوب الحيوانات لا نصيب لها من التفكر والتذكّر، بل تكون حالة الغفلة والاستكبار تزداد فيهم يوما فيوم من النظر في الآيات واستماع المواعظ، فهم أرذل وأضّل من الحيوان.
ومن الحجب الغليظة التي هي ستر صفيق بيننا وبين معارف القرآن ومواعظه: حجاب حبّ الدنيا، فيصرف القلب بواسطة تمام همّته في الدنيا وتكون وجهة القلب تماما إلى الدنيا ويفغل القلب بواسطة هذه المحبة عن ذكر الله، ويعرض عن الذكر والمذكور، وكلما ازدادت العلاقة بالدنيا وأوضاعها ازداد حجاب القلب وساتر ضخامة، وربما تغلب هذه العلاقة على القلب ويتسلّط سلطان حب الجاه والشرف على القلب بحيث يطفىء نور فطرة الله بالكليّة وتغلق ابواب السعادة على الانسان، ولعل المراد من اقفال القلوب المذكورة في الآية الشريفة " أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها "(محمد - 24). هذه الاقفال واغلال العلائق الدنيوية، ومن أراد أن يستفيد من القرآن ويأخذ نصيبه من المواعظ الالهية لابدّ وأن يطهّر القلب من هذه الارجاس، ويزيل لوث المعاصي القلبية وهي الاشتغال بالغير عن القلب لان غير المطهّر ليس محرما لهذا الاسرار قال تعالى: " انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسّه الا المطهّرون "(الواقعة - 78). فكما أن غير المطهّر الظاهري ممنوع عن ظاهر هذا الكتاب ومسّه في العالم الظاهر تشريعا وتكليفا، كذلك ممنوع من معارفه ومواعظه وباطنه وسرّه من كان قلبه متلوثا بأرجاس التعلّقات الدنيوية، وقال تعالى: " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "(البقرة - 2) إلى آخر الآية. فغير المتقي بحسب تقوى العامة وغير المؤمن بحسب ايمان العامة محروم من الانوار الصورية لمواعظه وعقائده الحقة، وغير المتقي وغير المؤمن بحسب سائر مراتب التقوى الخاص وتقوى خاص الخاص وتقوى أخصّ الخواص محروم من سائر مراتبها. والتفصيل حول تلك المراتب وذكر سائر الآيات الدالة على المقصود موجب للتطويل، ولكن نختتم هذا الفصل بذكر آية شريفة الهية تكفي لاهل اليقظة بشرط التدبّر، قال تبارك وتعالى: " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " (المائدة - 16).
فخصوصيات هذه الآية الشريفة كثيرة، والبيان حول نكاتها يستلزم رسالة على حدة ليس الان مجالها.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا



توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس