منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Jul-2013 الساعة : 12:27 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين



الفصل الخامس
في التفكّر
من آداب قراءة القرآن حضور القلب، وقد ذكرناه في الآداب المطلقة للعبادات في هذه الرسالة ولا يلزم اعادته، ومن الآداب المهمة لها: التفكر، والمقصود من التفكر أن يتجسس من الآيات الشريفة المقصد والمقصود، وحيث أن مقصد القرآن كما تقوله نفس الصحيفة النورانية هو الهداية إلى سبل السلام والخروج من جميع مراتب الظلمات إلى عالم النور، والهداية إلى طريق مستقيم فلا بد أن يحصّل الانسان بالتفكر في الآيات الشريفة مراتب السلامة من المرتبة الدانية والراجعة إلى القوى الملكية إلى منتهى النهاية فيها وهي حقيقة القلب السليم على ما ورد تفسيره عن أهل البيت وهو أن يلاقي الحق وليس فيه غيره وتكون سلامة القوى الملكية والملكوتية ضالة قارئ القرآن فإنها موجودة في هذا الكتاب السماوي ولا بد أن يستخرجها بالتفكر، واذا صارت القوى الانسانية سالمة عن التصرّف الشيطاني وتحصّل طرق السلامة وعمل بها ففي كل مرتبة من السلامة تحصل له ينجو من ظلمة ويتجلى فيه النور الساطع الالهي قهرا حتى اذا خلص عن جميع أنواع الظلمات التي أولها ظلمات عالم الطبيعة بجميع شؤونها وآخرها ظلمة التوجّه إلى الكثرة بتمام شؤونها يتجلى النور المطلق في قلبه ويهديه إلى طريق الانسانية المستقيم وهو في هذا المقام طريق الربّ " ان ربي على صراط مستقيم "(هود - 56).
وقد كثرت الدعوة إلى التفكر وتمجيده وتحسينه في القرآن الشريف قال تعالى: " وأنزلنا اليك الذكر لنبّين للناس ما نزّل اليهم لعلّهم يتفكرون "(النحل - 44). وفي هذه الآية مدح عظيم للتفكر، لان غاية انزال الكتاب العظيم السماوي والصحيفة العظيمة النورانية قد جعلت احتمال التفكر وهذا من شدّة الاعتناء به حيث أن مجرد احتماله صار موجبا لهذه الكرامة العظيمة، وقال تعالى في الآية الاخرى: " فاقصص القصص لعلّهم يتفكرون "(الأعراف - 176).
والآيات من هذا القبيل أوما يقرب منه كثيرة والروايات ايضا في التفكر كثيرة. فقد نقل عن الرسول الخاتم وسلم انه لما نزلت الآية الشريفة " إنّ في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات "(آل عمران - 190) إلى آخرها.. قال : " ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ".
والعمدة في هذا الباب ان يفهم الانسان ما هو التفكر الممدوح، والا لا شك في أن التفكر ممدوح في القرآن والحديث، فأحسن التعبير فيه ما عبّر به الخواجة عبدالله الانصاري قال: اعلم ان التفكّر تلمّس البصيرة لاستدراك البغية، يعني أن التفكر هو تجسّس البصيرة وهي بصر القلب للوصول إلى المقصود والمقصود هو السعادة المطلقة التي تحصل بالكمال العلمي أو العملي فلا بد للانسان أن يتحصل على المقصود والنتيجة الانسانية وهي السعادة في الآيات الشريفة للكتاب الالهي وفي قصصه وحكاياته وحيث أن السعادة هي الوصول إلى السلامة المطلقة وعالم النور والطريق المستقيم فلا بد للانسان أن يطلب من القرآن المجيد الشريف سبل السلامة ومعدن النور المطلق والطريق المستقيمة كما أشير اليها في الآية الشريفة السابقة، فاذا وجد القارئ المقصد وتبصّر في تحصيله وانفتح له طريق الاستفادة من القرآن الشريف وفتحت له أبواب رحمة الحق فإنه لا يصرف عمره القصير العزيز ورأس مال تحصيل سعادته على أمور ليست مقصودة لرسالة الرسول ويكف عن فضول البحث وفضول الكلام، في مثل هذا الامر المهم فاذا أشخص بصيرته مدّة إلى هذا المقصود وصرف نظره عن سائر الامور تتبصّر عين قلبه ويكون بصره حديدا ويكون التفكر في القرآن للنفس أمرا عاديا وتنفتح طرق الاستفاد وتفتح له أبواب ليست مفتوحة له إلى الان، ويستفيد مطالب ومعارف من القرآن ما كان يستفيدها إلى الان بوجه، فحين ذاك يفهم كون القرآن شفاء للامراض القلبية، ويدرك مفاد الآية الشريفة " وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا "(الإسراء - 82) ومعنى قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه " وتعلموا القرآن فانه ربيع القلوب واستشفعوا بنوره فإنه شفاء الصدور " ولا يطلب من القرآن شفاء الامراض الجسمانية فقط بل يجعل عمدة المقصد شفاء الامراض الروحانية الذي هو مقصد القرآن بل القرآن ما نزل لشفاء الامراض الجسمانية وان كان يحصل به كما أن الانياء لم يبعثوا للشفاء الجسماني وان كانوا يشفون فهم أطباء النفوس والشافين للقلوب والارواح.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس