منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة
عرض مشاركة واحدة

سليلة حيدرة الكرار
الصورة الرمزية سليلة حيدرة الكرار
مشرفة
رقم العضوية : 3576
الإنتساب : Jan 2009
الدولة : جنة الإمام الحسين عليه السلام
المشاركات : 3,167
بمعدل : 0.53 يوميا
النقاط : 324
المستوى : سليلة حيدرة الكرار is on a distinguished road

سليلة حيدرة الكرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور سليلة حيدرة الكرار



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : سليلة حيدرة الكرار المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Jul-2013 الساعة : 12:41 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين


الفصل السادس
في التطبيق
من الاداب المهمة لقراءة القرآن التي تنيل الانسان نتائج كثيرة والاستفادات غير المعدودة هو التطبيق.
وكيفيّتة انه حينما يتفكر في كل آية من الآيات الشريفة يطبق مفادها في حاله ويرفع نقصانه بواسطة هذا التطبيق ويشفي أمراضه به، مثلا في قصة آدم الشريفة يتفكر أن مطرودية الشيطان عن جناب القدس مع تلك السجدات والعبادات الطويلة لماذا؟ فيطهّر نفسه منه لان مقام القرب الالهي مقام المطهّرين، فمع الاوصاف والاخلاق الشيطانية لا يمكن القدوم إلى ذلك الجناب الرفيع. ويستفاد من الآيات الشريفة أن مبدأ عدم سجود ابليس هو رؤية النفس العجب فطبّل أنا خير منه حلقتني من نار وخلقته من طين.. فهذا العجب صار سببا لحب النفس والاستكبار، وصار سببا للاستقلال والاستكبار، وعصيان الامر فصار مطرودا عن الجناب ونحن خطبنا الشيطان من أول عمرنا ملعونا ومطرودا واتصفنا باوصافه الخبيثة ولم نتفكر في أن ما هو سبب المطرودية عن جناب القدس اذا كان موجودا في أي شخص، فهو مطرود وليس للشيطان خصوصية، فما كان سببا لطرده عن جناب القدس يكون مانعا من أن نتطّرق اليه، وأنا أخاف من أن نكون شركاء ابليس في اللعن الذي نلعنه.
ونتفكر أيضا في هذه القضية الشريفة ونرى ما هو السبّب لمزيّة آدم وأفضليته على الملائكة، فنتصف نحن أيضا بمقدار الطاقة بذاك السبب فنرى أن سبب التفضيل هو تعليم الاسماء كما قال تعالى: " وعلّم آدم الاسماء كلّها "(البقرة - 31) والمرتبة العالية من تعليم الاسماء هو التحقق بمقام اسماء الله. كما أن المرتبة العالية من الاحصاء الذي هو في الرواية الشريفة أن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، هو التحقق بحقيقتها التي تنيل الانسان إلى جنة الاسماء.
الانسان يستطيع أن يكون مظهرا لاسماء الله، والآية الكبرى الالهية بالارتياضات القلبية ويكون وجوده وجودا ربّانيا ويكون المتصرّف في مملكته يدا الجمال والجلال الالهي. وفي الحديث ما يقرب من هذا المعنى من أن" روح المؤمن أشدّ اتصالا بالله تعالى من اتصال شعاع الشمس بها أو بنورها ".
وفي الحديث الصحيح " لايزال يتقرّب اليّ عبدي بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يأخذ بها ". وفي الحديث " عليٌ عين الله ويد الله " إلى غير ذلك.. وفي الحديث " نحن أسماؤه الحسنى " والشواهد العقلية والنقلية في هذا بخصوصه كثيرة.
وبالجملة، من أراد أن يأخذ من القرآن الشريف الحظ الوافر والنصيب الكافي فلا له أن يطبّق كل آية شريفة من الآيات على حالات نفسه حتى يستفيد استفادة كاملة، مثلا يقول الله تعالى في سورة الانفال في الآية الشريفة: " انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربّهم يتوكّلون "(الانفال - 2). فلا بد للسالك من أن يلاحظ هل هذه الاوصاف الثلاثة منطبقة عليه، وهل قلبه يجِلُ اذا ذكر الله ويخاف؟ واذا تليت عليه الآيات الشريفة الالهية يزداد نور الايمان في قلبه؟ وهل اعتماده وتوكله على الحق تعالى؟ أو أنه في كل من هذه المراحل راجل ومن كل هذه الخواص محروم؟ فإن أراد أن يفهم أنه من الحق تعالى خائف وقلبه من خوفه وجل فلينظر إلى أعماله.
الانسان الخائف لا يتجاسر في محضر الكبرياء إلى مقامه المقدس ولا يهتك الحرمات الالهية في حضور الحق، واذا قوي الايمان بتلاوة الآيات الالهية يسري نور الايمان إلى المملكة الظاهرية ايضا، فغير ممكن أن يكون القلب نورانيا ولا يكون اللسان والكلام والعين والنظر والسمع والاستماع نورانيا. فالبشر النوراني هو الذي تكون جميع قواه الملكية والملكوتية منيرة، فمضافا إلى هداية نفسه إلى السعادة و الطريق المستقيم يكون مضيئا لسائر الخلق ايضا ويهديهم إلى طريق الانسانية كما أنه اذا توكل أحد على الله تعالى و اعتمد عليه فيقطع الطمع عمّا في أيدي سائر الخلق ويحط رحل حاجته وفقره إلى باب الغنى المطلق ولا يرى سائر الذين هم مثله فقراء ومساكين حلاّلين لمشاكله. فوظيفة السالك إلى الله هي أن يعرض نفسه على القرآن الشريف، فكما أن الميزان في صحة الحديث وعدم صحته واعتباره وعدم اعتباره ان يعرض على كتاب الله فما خالف كتاب الله فهو باطل وزخرف. كذلك الميزان في الاستقامة والاعوجاج والشقاوة والسعادة هو أن يكون مستقيما وصحيحا في ميزان كتاب الله، وكما أن خلق رسول الله هو القرآن فاللازم له أن يجعل خلقه موافقا للقرآن حتى يكون مطابقا لخلق الوليّ الكامل ايضا، والخلق يكون مخالفا لكتاب الله فهو زخرف وباطل.
وكذلك جميع المعارف وأحوال قلبه وأعمال الباطن والظاهر له لابد أن يطبّقها على كتاب الله ويعرضها عليه حتى يتحقق بحقيقة القرآن ويكون القرآن له صورة باطنية.
وانت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر
وفي هذا المقام آداب أخر قد ذكرنا بعضها في أول هذه الرسالة في آداب مطلق العبادات وبعضها مندرج في هذا الآداب، وذكر بعضها ينجّر إلى التطويل، فلهذه الجملة صرفنا النظر عنه والله العالم.
خاتمة الفصل
في ذكر ترجمة (ما ذكرناه نص الروايات لا ترجمتها، وانما ذكرنا كلمة ترجمة لاداء الامانة في الترجمة، حيث أتى المصنف، أدام الله ظلّه بترجمة الروايات في الاصل.) نبذة من الروايات الشريفة لتتميم الفائدة والتبرّك بكلام العترة الطاهرة.
ففي الكافي الشريف باسناده إلى سعد الخفّاف عن أبي جعفر قال: " يا سعد تعلّموا القرآن فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر اليها الخلق والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ثمانون ألف صفّ أمّة محمد وأربعون أل صف من سائر الامم، فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلّم فينظرون اليه ثم يقولون لا إله الا الله الحليم الكريم ان هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته وصفته غير أنه كان أشدّ اجتهادا منا في القرآن فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم يُعطَه، ثم يجاوز حتى يأتي على صف الشهداء فينظرون اليه ثم يقولون: لا اله الا الله الرب الرحيم ان هذا الرجل من الشهداء نعرفه بسمته وصفته غير أنه من شهداء البحر فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نُعطه. قال: فيتجاوز حتى يأتي صف شهداء البحر في صورة شهيد.. ثم ذكر الحديث اتيانه صفوف النبيين والمرسلين إلى أن يعرّفه رسول الله " الحديث بطوله.
وقال أبو عبدالله عليه السلام: " اذا جمع الله عزّ وجلّ الاولين والاخرين اذا هم بشخص قد أقبل لم ير قطّ أحسن صورة منه فاذا نظر اليه المؤمنون وهو القرآن قالوا هذا منّا هذا أحسن شيء رأينا، فاذا انتهى اليهم جازهم " إلى آخر الحديث.
والاحاديث بهذا المضمون كثيرة وهي دليل واضح على ما يقوله أهل المعرفة بأن الموجودات في هذا العالم لها صور أخروية، ومن أحاديث هذا الباب يستفاد أن للاعمال أيضا صورا أخروية.
وفي الكافي الشريف باسناده إلى باقر العلوم قال رسول الله صلى الله عليه وآله " أنا أول وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمّتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي ". وفي حديث آخر: " فيقول الجبار: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لاكرمنّ اليوم من أكرمك ولاهيننّ من أهانك " وليعلم أنه لو لم نكن نحيي أحكام القرآن ومعارفه بالعمل بها والتحقق بحقيقتها لا نستطيع أن نجيب رسول الله في ذلك اليوم فأي إهانة أعظم من أن تنبذ مقاصد القرآن ودعواته وراء الظهر، فليس إكرام القرآن وأهله وهم أهل بيت العصمة بتقبيل جلد القرآن او الضرائح المقدسة لهم فقط بل التقبيل هذا مرتبة ضعيفة من الاحترام و التكريم، واذا عملنا بأوامره وأوامرهم فهذا الاحترام مقبول والا فهو يشبّه بالاستهزاء واللعب وقد حذر تحذيرا شديدا في الاحاديث الشريفة من قارئ القرآن الذي لا يعمل به كما نقل عن عقاب الاعمال للشيخ الصدوق رضوان الله عليه باسناده عن رسول الله أنه قال في حديث " من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذي ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم " (أقول: الرواية بهذه الصورة ليست في النسخة المطبوعة في بيروت والموجودة عندي بل ما ذكر ما بين القوسين تحت رقم (5) لم يكن موجودا في نسختنا وانما ترجمة المؤلف دام ظله وما ذكر منها تحت رقم (6) قد ذكر في نسختنا في باب عقاب من تعلم القرآن فلم يعمل به تحت رقم (3) وما ذكرناه تحت رقم (7) قد ذكر في نسختنا في باب ثواب قراءة تحت (6) وأقول: السمعة من أقسام الريا ومعناها انه يسمع العابد للناس بعبادته ليجلب قلوبهم إلى نفسه.)." ومن قرأ القرآن وأراد به السمعة و الوصول إلى الدنيا لقي الله ووجهه عظم لا لحم فيه والقرآن يضرب على قفاه حتى يدخل النار ويسقط في النار مع الذين سقطوا "." ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول ربّ لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فيؤمر به إلى النار "." ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما يعطى الملائكة والانبياء والمرسلون، ومن تعلّم القرآن يريده رياء وسمعة ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء ويطلب به الدنيا بدّد الله عزّ وجل عظامه يوم القيامة ولم يكن في النار أشدّ عذابا منه وليس نوع من أنواع العذاب الا ويعذب من شدّة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلّم القرآن وتواضع في العلم وعلّم عباد الله يريد ما عند الله لم يكن في الجنة أعظم ثوابا منه ولا أعظم منزلة منه ولم يكن في الجنة منزلة ولا درجة رفيعة ولا نفيسة الا كان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل ".
وقد وردت روايات كثيرة في خصوص التفكر في معاني القرآن والاتعاظ به والتأثر منه. كما في الكافي الشريف عن أبي عبدالله قال: " ان هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدّجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ".. ومقصوده أنه كما أن الانسان لا بد له من النور الظاهري اذا هو يمشي في الظلمات حتى يصان من خطر السقوط في المزلات، كذلك لابدّ له أن يمشي في ظلمات طريق السير إلى الاخرة و إلى الله بالقرآن الذي هو نور الهداية والمصباح المنير في طريق العرفان والايمان كي لا يقع في المزلاّت المهلكة.
وفي معاني الاخبار، في حديث عن أمير المؤمنين أنه قال: " الفقيه من لا يترك القرآن رغبة عنه ويتوجّه إلى غيره، الا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ولا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقّه ".
وروي في الخصال ومعاني الاخبار عن رسول الله وسلم أنه قال: " حملة القرآن عرفاء أهل الجنة ". ومن المعلوم أن المراد من هذا الحمل هو حمل معارف القرآن وعلومه وتكون نتيجته في الاخرة ان الحامل يكون في عداد اهل المعرفة وأصحاب القلوب، كما أنه لو حمل سورة القرآن من دون الاتعاظ بمواعظه وتحمّل معارفه وحكمه والعمل بأحكامه وسننه، فهو كما قال تعالى: " مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا "(الجمعة - 5). والاحاديث الشريفة في شؤون القرآن الشريف وآدابه أكثر من أن تسع في هذا المختصر. والسلام على محمد وآله.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا


توقيع سليلة حيدرة الكرار

تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك



رد مع اقتباس