[سيد جلال الحسيني]

الحلقة 14
سانقل لكم رواية قد وردت في مصادر كثيرة وانقلها لكم من كتاب الكشي رحمة الله عليه واشرح بعض العبارات من ضمن الرواية واجعل الشرح بين قوسين ؛ وفي الرواية وقفات وملاحظات كثيرة اكتفي هنا ببعضها والباقي في الكتاب الذي سينجز باذن الله ؛ وببركة دعوات الموالين :
رجال ‏الكشي/الجزءالأول/الجزءالسادس/883463
- حدثني محمد بن مسعود قال حدثنا جعفر بن أحمد عن حمدان بن سليمان عن منصور بن العباس البغدادي قال حدثنا إسماعيل بن سهل قال حدثني بعض أصحابنا و سألني أن أكتم اسمه قال كنت عند الرضا ( صلوات الله علیه ) فدخل عليه علي بن أبي حمزة و ابن السراج و ابن المكاري فقال له " یعنی قال علي بن ابي حمزة للامام الرضا ما فعل ابوك موسى بن جعفر" ابن أبي حمزة ما فعل أبوك؟
قال: مضى
قال مضى موتا؟
قال نعم
قال فقال إلى من عهده؟
قال إلي
قال فأنت إمام مفترض طاعته من الله؟
قال نعم
قال ابن السراج و ابن المكاري قد و الله أمكنك من نفسه " یقصدا ان الرضا قال قولا تستطيع به ان ترده لان الائمة لا يعلنون امامتهم بهذا الشكل "
قال" الامام الرضا علیه السلام": ويلك و بما أمكنت أتريد أن آتي بغداد و أقول لهارون أنا إمام مفترض طاعتي و الله ما ذاك علي و إنما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم و تشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم .
قال له ابن أبي حمزة لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك و لا يتكلم به.
قال بلى و الله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله (صلوات الله علیه واله ) لما أمر الله تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين جمع من أهل بيته أربعين رجلا و قال لهم إني رسول الله إليكم و كان أشدهم تكذيبا له و تأليبا عليه عمه أبو لهب فقال لهم النبي (صلوات الله علیه واله ) إن خدشني خدش فلست بنبي فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة و أنا أقول إن خدشني هارون خدشا فلست بإمام فهذا ما أبدع لكم من آية الإمامة .
قال له علي: إنا روينا عن آبائك أن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله؟ " یقصد ان الامام لا یغسله الا امام فکیف غسلت الامام موسى بن جعفر علیه السلام وانت فی المدینة والامام المسموم علیه السلام کان فی بغداد فاجابه الامام الرضا علیه السلام بقضیة الامام الحسین وزین العابدین علیهما السلام"
فقال له أبو الحسن (صلوات الله علیه): فأخبرني عن الحسين بن علي (صلوات الله علیه) كان إماما أو كان غير إمام؟
قال كان إماما
قال: فمن ولي أمره؟
قال علي بن الحسين
قال: و أين كان علي بن الحسين (صلوات الله علیه)؟
قال كان محبوسا بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد
قال خرج و هم لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف
فقال له أبو الحسن (صلوات الله علیه): إن الذي أمكن علي بن الحسين (صلوات الله علیه) أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف و ليس في حبس و لا في إسار
قال له علي إنا روينا أن الإمام لا يمضى حتى يرى عقبه؟
قال فقال أبو الحسن (صلوات الله علیه): ؟
قال لا قال:
بلى و الله لقد
قال لا،
قال بلى و الله لقد رويتم فيه إلا القائم و أنتم لا تدرون ما معناه و لم قيل
قال له علي بلى و الله إن هذا لفي الحديث،
قال له أبو الحسن (صلوات الله علیه) ويلك كيف اجترأت علي بشي‏ء تدع بعضه،
ثم قال يا شيخ اتق الله و لا تكن من الصادين عن دين الله تعالى. (انتهت الرواية)
وقفة:
اعزائي:
ارجو التأمل بهذه الرواية فانها تستحق اكثر مما تعتقدون .
يقول الامام بانني انما اعلنت امامتي مع ما فيها من الخطورة لتكن لكم معجزة واضحة لانني اعلنت لكم امامتي مع ما فيها من الخطورة وقلت لكم ان هارون لا يستطيع ان يخدشني خدشة كما ان رسول الله صلى الله عليه واله حينما اعلن نبوته قال ان ابا لهب لا يستطيع ان يخدشني خدشة فان خدشني فلست بنبي وانا اقول لكم ان خدشني هارون خدشة فلست بامام وهذه آية الامامة ومعجزة الاختيار الرباني للامام ؛ ثم قال الامام انما ابديت بهذه المعجزة ((و إنما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم و تشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم)). وهذه من الرحمة العظيمة للامام لامته .
ففي كل زمان توجد روايات اهل البيت وبشكل كافي وشافي لرد المدعين ما ليس لهم وللذين يطمعون بحطام الدنيا فينكرون التراث والروايات ويستهزؤون بالعلماء والخطباء فهؤلاء لا يتركهم الحجة بن الحسن صلوات الله عليهم بل من وراء السحاب يرد كيدهم في نحرهم وينجي المومنين الموالين من وسوستهم .
وبهذا القدر نكتفي البحث عن الواقفة لنذهب للحلقة الجديدة ان شاء الله وفيها عجائب وغرائب