[سيد جلال الحسيني]

الحلقة 15
اعزائي :
كما اخبرتك ان تفاصيل الواقفة وغيرهم سياتي ان شاء الله في كتابنا الالكتروني والمطبوع بنفس هذا الاسم قريبا ان شاء الله ؛ والان وصل الدور الى ايام الامام المهدى حجة الله الاعظم وآيته الكبرى ؛ لنرى ان هناك وفي تلك الايام كان هناك فقهاء قد اشتهروا بالعلم وكانوا من اصحاب الامام الحسن العسكري وبعضهم كان من اصحاب الامام الهادي والامام الحسن العسكري صلوات الله عليهم وكانوا الى مدة مديدة على الاستقامة الظاهرة ولم تمر الايام الا واخذهم حب الجاه وبعضهم احترق بحطب الحسد وناره وبعضهم سال لعابه لما في يده من امانات امامه فحازها في حضنه وجلس فيما تبوء لمقعده من نار جهنم في لَظى‏ (15)نَزَّاعَةً لِلشَّوى‏ (16)تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى (17)وَ جَمَعَ فَأَوْعى‏ (18)"المعارج"
واول من انقل لكم عنه هو :
محمد بن علي الشلمغاني
كان لي استاذ لازال حيا وهو كبير السن باسم السيد رسولي الطهراني اطال الله عمره درست عنده قسم من كتاب الرسائل للشيخ الانصاري - والحمد لله امتحن الطلاب مرة عن سؤال ولم يتوقع سيجيبه احد فاسرعت انا في جوابه فتعجب والحمد لله وجاءني يوم غد بهدية ثمينة وهي كتاب في يومها كان له دور هام ولازلت احتفظ بالكتاب - قال يوما وهو على كرسي الدرس وكان الطلاب يزدحمون في درسه قال وهو يتحسر ويأن بعد ان نظر بعينيه الى السماء ثم طأطأ راسه للارض فالتفتنا جميعا لما يريد ان يقول ثم قال :
آه من سوء العاقبة ؛
ماذا اقول؟!!
ان الشلمغاني بلغ الستين واكثر من عمره وكان من مراجع الشيعة لكن حسده لوكيل الامام الحجة جره الى ان لعنه الامام صاحب الزمان لكثرة ما كان يؤذي الامام عليه السلام بفعاله واقواله وادعاءاته.
قال استاذي الطهراني :
كان يتوقع ان الامام صاحب الامر سيختاره وكيلا ولكنه روحي فداه عندما اختار الحسين بن روح رضوان الله عليه تالم كثيرا وخلافه لامامه جره للحسد .
بالضبط كما في زماننا يا اعزائي لمن يتسرع للوثوب على الحقوق ويتسرع للوصول للمرجعية وان لم يستحقها فيبدء بحسد من وصل اليها فيتهمه بما راق له من التهم فلم يزداد المحسود الا محبة في قلوب الناس لانه سيضفي عليه بالاضافة الى ما رُزق ؛ مسحة المظلومية ولكم نماذج من هؤلاء العلماء الذين اصابهم تلك الادواء
اللهم نسالك وندعوك بحق نورانية صاحب الزمان روحي فداه النجاة من كل ما لا يرضيك .