منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أرخيتُ لليلِ دمعي والأسى أرقي
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 195
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي أرخيتُ لليلِ دمعي والأسى أرقي
قديم بتاريخ : 26-Sep-2013 الساعة : 12:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أرخيتُ لِلَيلِ دمعي والأسى أرقي



هذي الجراحُ التي سالتْ بواديها = تبقى حياةً ونبضاً عند أهليها


كأنّها الشمسُ تُعطي كلَّ باصرةٍ = روحَ الحياةٍ بعزٍّ كي تُنَمّيها


هذي الجراحُ مناراتٍ وألويةٍ = تعلو القبابَ ولا تَخفى معاليها


تبدو على الأرضِ عنواناً لمُعجزةٍ = يادهرُ دوّنْ لها ، يا نجمُ حيّيها


تبقى مدى الدهرِ تكبيراً ومأذنةً = عند الصلاةِ وللأحفادِ ترويها


وللسّماءِ محطّاتٍ وأدعيةٍ = لا حِقدَ يدفُنها لا قتلَ يفنيها


إنّ الكرامةَ للأوطانِ منزلةٌ = فليسَ غيرُ أُباةِ الضّيمِ تُبقيها


روحُ المجاهدِ تُستجلى الهمومُ بها = أصلُ العزيمةِ والإصرارِ يكفيها


إنْ كانت الناسُ لا تروي معاجزَها = لاقولَ يقنعُها ، لا فعلَ يكفيها


يا شمسُ قُرّي ، ويا ترنيمتي انبعثي = مِنْ لمْ يرَ الشمسَ لمْ يُدرِكْ دراريها


أأَدركُ الغربَ لمْ أصعدْ لهُ جبلاً = وأنزلُ الشامَ لم أعرفْ أراضيها


دَعَوْتُ لو أنَّها فوقي فأنظُرَها = وفي اليدينِ عروسٌ كي أُمَنِّيها


وددتُ لو أنّها زهراً فأُلْثِمَهُ = وفي الحدائِقِ غيداً كي أُناجيها


وددتُ لو أنني ظلٌ فأسترها = وفي المرابعِ شيئٌ مِنْ أقاحيها


وكيفَ تغرُبُ عن قلبي لها صِورٌ = وما لجنّتها شيءٌ يُحاكيها


ظلّتْ حبائلُ قلبي عندَ ساحتِها = والنفسُ يحضِنُها سحرٌ ويطويها


فكمْ سَعِدتُ وفي عيني محطّتها = فهْي َ الوسيلةُ ، مالي لا أُفدّيها ؟


ياقبلةَ القلبِ لمْ أتركْ محبّتها = فصارَ كلُّ كياني هائمٌ فيها


أدنو إليها وأحبو كلّما ذُكِرَتْ = مَنْ علّمَ النفسَ ، أنّ الطَّفَ يُحييها


كمْ حاولَ الدهرُ أنْ يُدمي أحبّتها = فحطمتهُ الرواسي مِنْ أعاليها


ياحاملَ الحقدِ قلْ لي هل عشِقتَ بهِ = ريماً تُمنيكَ أو ريماً تُمنيها


لايَنبُتُ الزرعُ لمْ تُحرَثْ منابِتَهُ = والأرضُ إنْ حبستْ يوماً سواقيها


أرخيتُ لِلّيلِ دمعي والأسى أرقي = وكانَ يعزفُ ألحاني ويُبديها


الحزنُ أحملهُ كأساً لأشربَهُ = مثلُ العبادةِ لمْ أتركْ أقاصيها


وكمْ بكيتُ ووِرقي فوقَ أعمدتي = وكمْ نزِفتُ وأنفاسي تُمنِّيها


نامَ الحَمامُ وخُبزي عند زاويتي = والجوعُ يدفعُها والدّهرُ يُضنيها


والغدرُ أهونُهُ سهمٌ بخاصرتي = لا نارَ في بلدةٍ عاثتْ بأهليها


فالنجمُ باصرها والصُّبحُ عاتبها = والدارُ غادرها ضيفٌ وما فيها


قفرى المدائنِ لم يظهرْ بها إرجٌ = وتَخرُجُ الناسُ قسْراً مِنْ أراضيها


أكان للدينِ صوتٌ نستجيرُ بهِ = لو الطفوفِ طوَتْ عنا أضاحيها ؟


القتلُ للحُرِّ يحييهِ ويرفعهُ = إنّ الرسالةَ لا تفنى معانيها


أرمي الليالي سهاماً ثمَّ تسبقني = وصار كلُّ ذليلٍ مِنْ جواريها


إنّ الليوثَ ترى في الغابِ صولتها = تأبى الرجوعَ ، وتأبى الذئبَ يحميها


حتى مَ ، يادهرُ ترمينا وتغدُر بنا = لعلَّ في الغدرِ ترويعاً وتمويها


مصائبٌ أتلظى حينَ أذكُرها = ويُلهبُ الحزنُ قلبي حينَ أرويها


يا أرضُ عُدّي ، ويا أحلامنا انطلقي = فليس غيرُ صليلِ البيضِ يشفيها


أطلقتُ للحربِ سهمي والمنى كفني = والحربُ فارسُها يجني رواسيها


أمضي إليها وزحفُ الجُندِ مكتملٌ = والحربُ يسْجُرُها ليثٌ وَيُطفيها


زحفٌ كتائبنا ضربٌ سواعدُنا = فكنتُ أوّلهم دلْواً وساقيها


نصرٌ تقدُّمُنا ، أُسْدٌ فرائسُنا = لبيكَ قائدُنا للطفِّ نهديها


عزمٌ أوائلها نصرٌ أواخِرُها = فجرٌ بدايتها صبحٌ دواجيها


قبَّلتها وحروفُ الضّادِ تسبقني = في القولِ نعياً كأني مِن قوافيها


أبو حسين الربيعي دبي 12/9/2013 – 5 ذو القعدة 1434هـ


رد مع اقتباس