منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - حسن الخلق وقبحه في نظر أهل البيت عليهم السلام
عرض مشاركة واحدة

وحيد الجياشي
عضو مميز
رقم العضوية : 13258
الإنتساب : Apr 2012
الدولة : العراق السماوه
المشاركات : 207
بمعدل : 0.04 يوميا
النقاط : 167
المستوى : وحيد الجياشي is on a distinguished road

وحيد الجياشي غير متواجد حالياً عرض البوم صور وحيد الجياشي



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : وحيد الجياشي المنتدى : ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان"> ميزان السلوك إلى الله وطرق العرفان
افتراضي الأخلاق بين الإستقامة والإنحراف:
قديم بتاريخ : 25-Sep-2014 الساعة : 07:00 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الأخلاق بين الإستقامة والإنحراف:

كما نمرض الأجساد وتعروها أعراض المرض من شحوب وهزال وضعف، كذلك تمرض الأخلاق، وتبدو عليها سمات الاعتدال ومضاعفاته، في صور من الهزال الخلقي، والانهيار النفسي، على اختلاف في أبعاد المرض ودرجات أعراضه الطارئة على الأجسام والأخلاق.
وكما تعالج الأجسام المريضة، وتسترد صحتها ونشاطها، كذلك تعالج الأخلاق المريضة وتستأنف اعتدالها واستقامتها، متفاوتة في ذلك حسب اعراضها، وطباع ذويها، كالأجسام سواء بسواء.
ولولا إمكان معالجة الأخلاق وتقويمها، لحبطت جهود الأنبياء في تهذيب الناس، وتوجيههم وجهة الخير والصلاح، وغدا البشر من جراء ذلك كالحيوان وأخس قيمة، وأسوأ حالاً منه، حيث أمكن ترويضه، وتطوير أخلاقه، فالفرس الجموح يغدو بالترويض سلس المقاد، والبهائم الوحشية تعود داجنة أليفة.
فكيف لا يجدي ذلك في تهذيب الانسان، وتقويم أخلاقه، وهو أشرف الخلق، وأسماهم كفاءة وعقلاً؟؟
من أجل ذلك فقد تمرض أخلاق الوادع الخَلُوق، ويغدو عبوساً شرساً منحرفاً عن مثاليته الخلقية، لحدوث إحدى الأسباب التالية:
(1) - الوهن والضعف الناجمان عن مرض الانسان واعتدال صحته، أو طرو أعراض الهرم والشيخوخة عليه، مما يجعله مرهف الأعصاب عاجزاً عن التصبر، واحتمال مؤون الناس ومداراتهم.
(2) - الهموم: فإنّها تذهل اللبيب الخلوق، وتحرفه عن أخلاقه الكريمة، وطبعه الوادع.
(3) - الفقر: فانه قد يسبب تجهم الفقير وغلظته، أنَفَةً من هوان الفقر وألم الحرمان، أو حزناً على زوال نعمته السالفة، وفقد غناه.
(4) - الغنى: فكثيراً ما يجمح بصاحبه نحو الزهو والتيه والكبر والطغيان، كما قال الشاعر:
لقد كشف الإثراء عنك خلائقاً***من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر
(5) - المنصب: فقد يُحدث تنمراً في الخُلق، وتطاولاً على الناس، منبعثاً عن ضعة النفس وضعفها، أو لؤم الطبع وخسته.
(6) - العزلة والتزمت: فانه قد يسبب شعوراً بالخيبة والهوان، مما يجعل المعزول عبوساً متجهماً.

توقيع وحيد الجياشي

وحيد وليد دلي الجياشي
#وحيدوليد


رد مع اقتباس