منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - وصايا الإمام محمد الباقر عليه السلام
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Lightbulb وصايا الإمام محمد الباقر عليه السلام
قديم بتاريخ : 29-May-2008 الساعة : 07:24 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليك يا ابن رسول الله
السلام عليك يا باقر العلوم
السلام عليك يا محمد الباقر ورحمة الله وركاته






من وصيّته لجابر بن يزيد الجعفي (ره) :




« وأوصيكَ بخمس : إن ظُلِمتَ فلا تَظلِمْ ، وإن خانوكَ فلا تَخُنْ ، وإن كُذِّبتَ فلا تغضبْ ، وإن مُدِحتَ فلا تَفرَحْ ، وإن ذُمِمتَ فلا تَجْزَعْ ، وفكِّرْ فيما قيلَ فيكَ ، فإنْ عرفت من نفسِكَ ما قيلَ فيكَ ، فسقوطُكَ مِن عين الله جلّ وعلا عند غضبكَ مِنَ الحقِّ أعظمُ عليكَ مصـيبةً ممّا خِفتَ من سقوطُكَ مِن أعين الناس ، وإن كنت على خلافِ ما قيلَ فيك ، فثوابٌ اكتسبْتَهُ مِن غير أنْ يتعَبَ بدنُك .
واعلم بانّك لا تكونُ لنا وليّاً ، حتّى لو اجتمعَ عليك أهلُ مِصرِك وقالوا : إنّك رجلُ سوء لم يُحزِنْكَ ذلك ، ولو قالوا : إنّكَ رجلٌ صالحٌ لم يُسِرَّكَ ذلك ، ولكن أعرِضْ نفسَكَ على كتاب الله فإن كُنتَ سالِكاً سبيلَهُ زاهداً في تزهيدِهِ راغِباً في ترغيبِهِ خائِفاً من تخويفِهِ ، فاثبتْ وابشرْ ، فانّه لا يضرُّكَ ما قيلَ فيكَ ، وإن كُنتَ مُبايناً للقرآن فماذا الّذي يغرّكَ مِن نفسِك ؟ إنّ المؤمن معنيٌّ بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرّة يُقيمُ أَوَدَها ويُخالِفُ هَواها في محبّةِ الله ، ومرّة تَصْرَعُهُ نَفسُـهُ فيتّبِعُ هَواها ، فَيُنْعِشُـهُ الله فينتعش ، ويُقيلُ اللهُ عثرتَهُ ، فيتذكّر ويفزع إلى التوبة والمخافة ، فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيهِ من الخوف ، وذلك بأن الله يقول : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) .
يا جابر ! استكثرْ لنفسِكَ مِنَ الله قليلَ الرِّزق تَخلُّصاً إلى الشكر ، واسـتقلِلْ مِن نفسك كثيرَ الطّاعةِ لله إزراءً على النّفسِ وتعرُّضاً للعفو ، وادفع عن نفسِكَ حاضرَ الشرِّ بحاضرِ العلم ، واستعمِلْ حاضِرَ العلمِ بخالصِ العملِ ، وتحرَّز في خالصِ العملِ مِن عظيمِ الغفلةِ بشدّةِ التيقُّظِ ، واستجلِبْ شِدّة التيقُّظ بصدقِ الخوف ، واحذرْ خَفِيَّ التزيُّنِ بحاضِرِ الحياة ، وتَوَقَّ مُجازَفَةَ الهوى بدلالةِ العقل ، وقِفْ عندَ غلبةِ الهوى باسترشادِ العلم ، واستبْقِ خالصَ الاعمالِ ليومِ الجزاء ، وأنزِلْ ساحةَ القناعةِ باتقاءِ الحرص » .




هذه فقرات من وصيّة الأمام الباقر (ع) لتلميذه جابر الجعفي (ره) ، وهو يحدِّد من خـلالها مُواصفاتِ الشخصيةِ الاسلامية الحقيقية وكلَّ أبعـادها ، تلكَ الّتي يوفّرها الرّجوع إلى القرآن الكريم في فكره ومفاهيمه ومقاييسه ، وأنت حين تستقرئ هذه الفقرات الشامخة في معانيها ومضامينها ، فإنّك لا بدّ وأن تشعر ببصمات النبوّة مشرقة بين حروفها بشكل يجعلك تقطع أنّ قائلها ليس إنساناً عاديّاً كسواه من الناس في عصره ، وإنّما له ارتباط وثيق بالمنابع الصافية المتدفقة بالفكر الالهي الاصيل . انّه وريث جدّه رسول الله (ص) في حمل الرِّسالة الخاتمة في تلك الفترة من تاريخ الانسان.


رد مع اقتباس