منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - حقيقة السر المستودع بالزهراء صلوات الله عليها
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.94 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي حقيقة السر المستودع بالزهراء صلوات الله عليها
قديم بتاريخ : 29-May-2008 الساعة : 11:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
حقيقة السر المستودع بالزهراء صلوات الله عليها

أكد القرآن الكريم في كثير من آياته المباركة على اطلاع الباري عز وجل على خائنة العين وما تخفي الصدور ، ويعني هذا أن الله يعلم السر وما أخفى ، وهو ما أضمره الإنسان وأسره ثم نسيه * ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ) * ، وأيضا جاء قوله تعالى * ( وأسروا قولكم أو اجهروا به ، أنه عليم بذات الصدور ) * .

ليؤكد هذه الحقيقة ، حقيقة السر الذي يكتمه الإنسان على غيره ولكن لا يخفى على الله تعالى أي سر لأن الله تعالى خالق الإنسان في هذا العالم وإلى ذلك أشار القرآن * ( قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض ، إنه كان غفورا رحيما ) * ، فيعلم الله تعالى حقيقة أسرار الناس وما يكتمون ، إلا أنه هناك أسرار مودعة من قبل الله تعالى عند كثير من الأولياء وخصوصا الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين حيث أمرهم بحفظها ولا يظهروها إلا لمن هو أهل لها ، ولنعم ما قيل في الشعر المنسوب إلى مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) حيث قال :

لا تفش سرا ما استطعت إلى امرئ * يفشي إليك سرائرا يستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعا * فكذا بسرك لا محالة يصنع

وإلى ذلك أشار الفرزدق :
لا يكتم السر إلا من له شرف * والسر عند كرام الناس مكتوم
السر عندي في بيت له غلق * ضلت مفاتيحه والباب مردوم

إذن الأسرار المودعة من قبل الله تعالى عند الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين هي أمانات وكما ورد في المثل الذي يقول " السر أمانة فانظر عند من تضع أمانتك " ، وقال الله تعالى : * ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) * .

وأسرار الله تعالى كلها أماناته في أرضه وقلوب أوليائه ولا إجازة لهتكها وكشف قناعها إلا بين يدي صاحبها الذي هو أهل لها وهذا أمر أمر الله تعالى به عباده المخلصين من الأنبياء والأولياء - ( ) - وبالغ معهم ، وأمرهم أيضا أن يأمروا بذلك المؤمنين ويبالغوا فيه ، حتى قالوا " إفشاء سر الربوبية كفر وهتك أستار الألوهية زندقة " وقالوا " لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها ، فتظلموها ، ولا تمنعوها من أهلها فتظلموهم كونوا كالطبيب الشفيق يضع الدواء موضع الداء " .

وقالوا في الشعر المنسوب الفارسي " فمن منع الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم " ، وأقوالهم الشاهدة بذلك وإشاراتهم الدالة عليه أشهر وأظهر من أن تخفى على أحد ، ومع ذلك نحن نذكر بعض ذلك استظهارا لك ولغيرك لئلا يهمله أحد ويوقع نفسه في الهلاك الأبدي والشقاء السرمدي ، حيث جاء قوله تعالى تعليما لعباده وتأكيدا لهم في أداء الأمانة التي هي أسراره إلى أهلها * ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ، وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا ) * .

والمراد أنه يقول : الذين هم الملائكة والجن والحيوانات والوحوش والطيور وغير ذلك - أو على استعداد كل واحد من السماوات والأرض والجبال بنفسها ، لأنها عند الأكثرين شاعرة بذاتها - لأجل إيداع أمانتنا التي هي أسرارنا فما وجدنا أهلا لها ومستعدين لحملها لعدم قابليتهم وضعف استعدادهم لأن حمل الشئ وقبوله موقوف على قابلية ذلك الشئ واستعداده ووجدنا الإنسان أهلا لها ومستعدا لحملها فأمرناه بحملها وأشرنا إليه بقبولها لأنه كان " ظلوما جهولا " أي بسبب أنه كان مستعدا لها ومستحقا لحملها " بظلوميته وجهوليته " .

فكأنه يقول : إن السبب الأعظم والممد الأعلى في أهليته لهذه الأمانة المعروضة على السماوات والأرض والجبال وما فيها من المخلوقات كان " ظلوميته وجهوليته " لأنه لو لم يكن مستحقا لحملها ومستعدا لقبولها لكان كغيره من الموجودات لعدم هاتين الصفتين فيه ، وعلى هذا التقدير تكون صفتا " الظلومية والجهولية " مدحا له " يعني للإنسان " لا مذمة كما ذهب إليه أكثر المفسرين ، ولا شك أنه كذلك واللام في " لأنه " لام التعليل لا غير ، ليعرف به هذا المعنى والمراد بالإنسان نوعه وبالحمل استعداده للحمل وقابليته له .

وهذا هو المعنى المطابق للأمانة والعرض والحمل والقبول والإباء إجمالا لا غير ، وإلا الأمانة ما كانت شيئا محسوسا معروضا على كل واحد من الموجودات حسا وشهادة ولا كان آباؤهم عنها قولا وفعلا ، كما يرسخ في أذهان المحجوبين عنها . إذن بما أنه تعالى مع عظمة شأنه وجلالة قدره لم يضع ويدع الأمانة إلا عند أهلها ، ولم يأذن بها إلا إلى صاحبها فلا ينبغي أن يفعل غيره بخلاف ذلك وإلا يكون مخالفا لأمره سالكا غير طريقه وأيضا لو لم تكن رعاية الأمانة عنده عظيمة ما مدح بنفسه للراغبين أمانته ، وما سلكهم في سلك المصلين الصلاة الحقيقية ، وما جعلهم من الوارثين * ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلواتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ) * إلى قوله تعالى * ( أولئك هم الوارثون الذين هم يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) * فحيث مدحهم على ذلك وسلكهم في سلك هؤلاء المعظمين بل قدمهم عليهم وجعلهم من الوارثين " الذين يرثون الفردوس " فعرفنا أن رعايتها " يعني رعاية الأمانة " معتبرة وقدرها جليل وشأنها عظيم وبالجملة الخيانة في هذه الأمانة هي إيداعها عند غير أهلها ، وإمساكها عن أهلها ، وكلاهما غير جائز وإليه أشار جل ذكره في قوله * ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) * أي " لا تخونوا الله والرسول " بإيداع أسرارهم عند غير أهلها " وأنتم تعلمون " عاقبة الخائن وصعوبة عذابه وشدة عقوبته : * ( ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) * أي ذلك القول " وصاكم به لعلكم تتقون " عنها أي تحتزرون عن الخيانة بعد ذلك وتعظمون مكانتها .

جعلنا الله من الحاملين أمانته والراعين عهده ، الموفين به الوارثين جنته ، بمحمد وآله أجمعين .

وإذ فرغنا من كلام الله تعالى ، فلنشرع في كلام الأنبياء ( ) ومنها قول النبي ( ) " من وضع الحكمة في غير أهلها جهل ، ومن منع عن أهلها ظلم " " أن للحكمة حقا ، وأن لها أهلا : فأعط كل ذي حق حقه " وقوله ( ) " أن من العلم كهيئة المكنون ، لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله ، فإذا نطقوا به لم يجهله إلا أهل الاغترار بالله " وغير ذلك من الأقوال المعلومة لأهلها .

والغرض أنه ( ) أمر بذلك وفعل بنفسه ، لأنه إذا أراد إيداع مثل هذه الأسرار في قلوب أصحابه وخواصه كان يخلو بهم ويقول في آذانهم ، كما فعل بأمير المؤمنين علي ( ) وأخبر عنه أمير المؤمنين بقوله " تعلمت من رسول الله ألف باب من العلم ، وفتح الله تعالى لي بكل باب ألف باب " وإلى كتمانه وإخفائه بنفسه عن الأغيار أشار أيضا بقوله " اندمجت على مكنون علم ، لو أبحت به لاضطربتهم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة " .

وإلى ثمرة إظهاره - أعني من الفساد - أشار أيضا وقال " والله لو شئت أن أخبر بكل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ولكني أخاف أن يكفروا برسول الله " وهذا أمر منه بإخفاء أسرار الله وكتمانها وكناية عن إخفائها ولهذا لما قال له الخصم " أنت تتكلم بالغيب " قال ويحك ! أن هذا ليس بغيب ، ولكنه علم تعلمت من ذي علم " أراد به النبي ( ) .

وكما فعل بسلمان أيضا ، أي جعله صاحب سر وقال فيه : " سلمان منا أهل البيت " أي من أهل بيت التوحيد والعلم والمعرفة والحكمة لا من أهل بيت النسوان والصبيان والأهل والأولاد ، وقال تأكيدا لهذا المعنى : " لو علم أبو ذر ما في بطن سلمان من الحكمة لكفره ! " وروي " لقتله ! " وكلاهما صحيح فأنظر إلى عظمة السر المودع عند سلمان ، وعلى المبالغة في كتمان أسرار الله تعالى حيث عرفت أن كبار الصحابة كانوا يخفون بعضهم عن بعض حتى النبي ( ) ولعظمة شأن سلمان وقربه إلى حضرة الرحمان قال : " الجنة أشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة " وكذلك لجلالة قدر أويس القرني ( رحمه الله ) لاطلاعه على أسرار الله تعالى كشفا وذوقا ، قال ( ) في حقه حيث كان يستنشق من طرف اليمن روائح أنفاسه الشريفة من حيث الباطن أو الظاهر : " أني لأستنشق روح الرحمن من طرف اليمن " وورد " من ناحية اليمن " و " من قبل اليمن " وقد سأله سلمان عن هذا الشخص فقال له ( ) : " إن باليمن لشخصا يقال له : " أويس القرني يحشر يوم القيامة أمة وحده يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، ألا من رآه منكم فليقرأه عني السلام ، وليأمره أن يدعو لي " .

وإلى غلبة هذه الأسرار بالنسبة إليه في بعض الأوقات قال : " لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل " والمراد أن لي مع الله حالات وأوقات لا يمكن أن يطلع عليها أحد ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهم من المخلوقات ، وكأنه يشير إلى أنه ما تنكشف عليه هذه الأسرار ولا تتجلى له هذه الأنوار إلا عنده تجرده عن جميع التعلقات الروحانية والجسمانية - حتى النبوة والرسالة - وعن جبرئيل وإبلاغه أيضا لقوله ( ) : " لو دنوت أنملة لاحترقت " وبالحقيقة المعراج عبارة عن هذا المقام ، إن أريد به المعراج المعنوي ، وإن أريد به المعراج الصوري فهو ظاهر وقد عبر ( ) عن شدة تعلقه بالنبوة والرسالة ومنعهما من الوصول إلى حضرة الحق جل جلاله وقال حين خلاصه عنهم لحظة " لا يسعني فيه ملك مقرب أي جبرئيل وإبلاغه " ولا نبي مرسل " أي النبوة ورسالتهما لأن الرسالة إبلاغ ما حصل عن النبوة وإلى هذا المقام أشار - جل ذكره - " ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته " وأمثال ذلك كثيرة .

والغرض منه أن إخفاء أسرار الله تعالى - خصوصا الأسرار المتعلقة بهم - واجب من غير أهلها لأنها لا زالت كذلك أي مخفية عن غير أهلها ، مودعة عند أهلها ، وإذا عرفت هذا فلنرجع إلى قول الأولياء ( ) ونبين هذا بقول أعظمهم وأكملهم الذي هو أمير المؤمنين ( ) كما فعلنا في الأنبياء أعني اكتفينا منهم بأعظمهم وأكملهم الذي هو نبينا ( ) ومنها قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) وأقواله في هذا الباب كثيرة نذكر منها أحسنها وألطفها ، وهو ما جرى بينه وبين كميل بن زياد النخعي ( رحمهم الله ) الذي كان من أخص تلامذته وأعظم أصحابه وإليه تنسب خرقة الموحدين وطريقة المتحققين حين سأله عن " الحقيقة " ، بقوله " ما الحقيقة ! " فقال له ( ) : " ما لك والحقيقة ؟ " يعني من أنت والسؤال عن الحقيقة ولست بأهلها ! فقال كميل : " أولست بصاحب سرك ؟ " قال : " بلى ولكن يرشح عليك ما يطفح مني " يعني أنت صاحب سري ومن أخص تلامذتي ولكن لست بأهل لمثل هذا السر والاطلاع عليه لأنه " يرشح عليك ما يطفح مني " و " إلا كان الأمر " يضرك ويضرني لأن ظرفك لا يحتمل فوق قدرك ، وأنا مأمور بوضع الشئ في موضعه ، فقال كميل : " أو مثلك يخيب سائلا ؟ " أي مثلك في العلوم والحقائق والاطلاع على استعداد كل سائل " يخيب سائلا " أي يمنعه عن حقه ويجعله محروما عن مراده ، خائبا عن مقصوده ، ساكتا عن جوابه ؟ لا والله بل يجب عليك وعلى مثلك جواب كل واحد منهم بقدر استعداده وفهمه وإدراكه مطاوعة لقوله تعالى : * ( أما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث ) * وأسوة نبيك ( ) لقوله " كلموا الناس على قدر عقولهم " .

فشرع الإمام ( ) بعد ذلك في بيانه وقال : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة ، فقال كميل : زدني فيه بيانا ، قال الإمام ( ) : صحو الموهوم مع محو المعلوم . قال كميل : زدني فيه بيانا ، قال الإمام ( ) : هتك السر لغلبة الستر .

قال كميل : زدني فيه بيانا . قال الإمام ( ) : نور يشرق من صبح الأزل ، فيلوح على هياكل التوحيد آثاره .

قال كميل : زدني فيه بيانا ، قال الإمام ( ) : أطف السراج ، فقد طلع الصبح .

وهذا الكلام يحتاج إلى شرح طويل وبسط عظيم ، ولكن معنى الكلام الأخير أنه يقول : اسكت بعد ذلك أي بعد هذا البيان التام والإظهار الكامل والكشف الجلي ، عن السؤال من لسان العقل ومقام القلب ومرتبة السلوك ، لأنه قد طلع تباشير شمس الحقيقة وظهر شعاعها في الآفاق ، ولست أنت بعد ذلك ، محتاجا إلى السؤال من لسان العقل الذي كالسراج بالنسبة للشمس .

والمراد أن الشخص إذا وصل إلى مقام المشاهدة والكشف فلا ينبغي له أن يطلب المقصود من طريق المجادلة والمباحثة لأن الكشفيات والذوقيات غير قابلة للعبارة والإشارة والسؤال والجواب كما أشار إليه أولا : " كشف سبحات الجلال من غير إشارة " فكأنه أمره بالسكوت والصمت والتوجه إلى حضرته تعالى حتى يدرك مقصوده بالذوق الذي هو أعلى مراتب الوصول إلى الله تعالى ، وعن هذا المقام قال العارف : " من عرف الله كل لسانه " أي " من عرف الله " على سبيل المشاهدة والذوق " كل لسانه " عن العبارة والإشارة والغرض من هذا كله أن الإمام إذا كان بإفشاء الأسرار الإلهية من أعظم خواصه وأكبر تلامذته بهذه المثابة ، فلا يجوز لغيره إفشاؤها مع كل أحد من العوام والجهال ، فإذن عليك بكتمانها وإخفائها عن غير أهلها اتباعا لله تعالى ولرسوله ولإمام المسلمين كافة .

ويروى عن كميل ( رضي الله عنه ) مثل ذلك أيضا وأبلغ في كتمان الأسرار وإخفائها ، كما هو مذكور في نهج البلاغة ، وهو أنه قال ( رضي الله عنه ) : " أخذ بيدي أمير المؤمنين علي ( ) فأخرجني إلى الجبانة فلما أصحر ، تنفس الصعداء ثم قال لي : يا كميل بن زياد ! " إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فأحفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق .

يا كميل : العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق وصنيع المال يزول بزواله ، يا كميل ! معرفة العلم دين يدان به ، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، العلم حاكم والمال محكوم عليه ، يا كميل بن زياد : هلك خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ؟ إن ههنا لعلما جما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة ! بلى ! أصبت لقنا غير مأمون عليه ، مستعملا آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله تعالى على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة : ألا ! لاذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة - سلس القيادة للشهوة ، أو مغرما بالجمع والادخار ليس من رعاة الدين في شئ أقرب شئ شبها بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى : لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه ، إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، ولم ذا ؟ وأين أولئك - لا والله - الأقلون عددا .

والأعظمون عند الله قدرا ، بهم يحفظ الله تعالى حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا ردح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه ، آه ! شوقا إلى رؤيتهم " .

وإذ فرغنا من كلامه في كتمان الأسرار والمبالغة فيه بقدر هذا المقام ، فلنشرع فيه من كلام الأئمة المعصومين من أولاده ( ) تأكيدا ومبالغة في هذه المقدمة ، وإن قيل : يكفي في هذه المقدمة ما قدمتم من آية أو آيتين ، وخبر أو خبرين لأن المقصود يحصل منهما ، فلا فائدة في التطويل وزيادة في الكلام ؟ أجيب عنه بأن المراد ليس نفس الإخفاء ولا الكتمان ، بل هناك غرض آخر يفهم من البحث الآتي في آخر هذه العجالة وهو معرفة حقيقة السر المستودع في فاطمة وهل هو ظاهر أم مستور ستره الله عن جميع البشر إلا الأولياء الخلص ، وبقية الأغراض سوف تظهر من بعد ذلك .

ومنها قول الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي - صلوات الله عليهم أجمعين - وهو أنه مروي برواية صحيحة عن أحدهم ( ) قال : " أن أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان " ، وقال : " خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم بما ينكرون ، ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا ، أن أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان " .

وروى محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : " سمعت أبا جعفر " يعني الإمام الباقر " - يقول : أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

ثم قال : يا أبا حمزة ! ألست تعلم أن من الملائكة مقربا وغير مقرب ؟ ومن النبيين مرسلا ، وغير مرسل ؟ وفي المؤمنين ممتحنا وغير ممتحن ؟ قال : قلت بلى ؟ ألا ترى صعوبة أمرنا ؟ إن الله تعالى أختار له من الملائكة المقرب ومن النبيين المرسل ومن المؤمنين الممتحن " .

وروى محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن جابر عن أبي عبد الله يعني الإمام جعفر الصادق ( ) - أنه قال : " أمرنا سر مستور في سر ، وسر مستسر ، وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر ، مقنع بسر " وروي أيضا أنه قال : " أمرنا سر مستور في سر ، مقنع بالميثاق : من هتكه أذله الله " .

وروى ابن محبوب ، عن مرازم ، قال " قال لي أبو عبد الله ( ) : " أمرنا هو الحق وحق الحق ، وهو الظاهر ، وباطن الباطن ، وهو السر ، وسر السر ، والسر المستتر ، وسر مقنع بسر " .

وإلى كتمان هذا السر ، أشار بقوله ( ) : " التقية ديني ودين آبائي ، فمن لا تقية له ، لا دين له " يعني : الاتقاء والاحتراز من إفشاء الأسرار الإلهية ، " ديني ودين آبائي " من الأنبياء والأولياء ( ) " فمن لا تقية له " في إخفائها " لا دين له " ، وإلى هذا أشار علماؤنا في كتبهم وقالوا : التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج الإمام القائم الذي به يظهر الدين كله ويكون من المشرق إلى المغرب على ملة واحدة كما كان الشأن في زمان آدم ( ) ، فمن تركها " يعني التقية " قبل خروجه فقد خرج من دين الإمامية ، وخالف الله تعالى ورسوله والأئمة ( ) وهذا الكلام منقول من " اعتقادات ابن بابويه ( رحمه الله ) " .

وروى عمران بن موسى عن محمد بن علي وغيره ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : " ذكر علي ( ) التقية في يوم عيد " . قال والله لو علم أبو ذر ماذا في قلب سلمان ، لقتله ! " ، ولقد آخي رسول الله ( ) بينهما ، فما ظنك بسائر الخلق ؟ " أن علم العلماء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان .

قال : " وإنما صار سلمان من العلماء ، لأنه أمرؤ منا أهل البيت " .

فلذلك نسبته إلينا .

وإلى هذا كله أشار الإمام المعصوم زين العابدين ( ) في أبيات منسوبة إليه ، وهو قوله :

أني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدمنا فيها أبو حسن * مع الحسين ووصى بها قبلها الحسنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا !
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

وعلى هذا الأساس نجد أن الأئمة من آل محمد - ( ) - كانوا يحملون الأسرار الربانية التي أفاضها الباري عليهم منذ أن خلقهم أنوارا وجعلهم بعرشه محدقين وإلى أن من بهم علينا ، ولكن لا يظهرون هذه الأسرار إلا لمن وجدوه أهلا لحمل الأمانة ، ومستودعا لها ، وإلى هذا الأمر - أعني حمل الأسرار - ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة لأئمة المؤمنين ( ) ما نصه : ( . . . السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله . . . اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره . . . وأنصارا لدينه ، وحفظة لسره . . . ومستودعا لحكمته . . . ) . وغير ذلك من الأقوال والزيارات الواردة والتي تصفهم ( ) بأنهم المستودع لسر الله ، وأن هذه الأسرار لا يعطوها إلا إلى أهلها وإلى ذلك أشار الحديث المروي عن أبي بصير قال : " قال أبو عبد الله ( ) : يا أبا محمد ، إن عندنا والله سرا من سر الله وعلما من علم الله ، والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلف الله ذلك ، أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا ، وأن عندنا سرا من سر الله ، وعلما من علم الله أمرنا بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما ، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته ( ) ، ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته وضعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته ، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك " فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه " وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا ، وحديثنا فلولا أنهم من هذا لما كانوا كذلك ، لا والله ما احتملوه ، ثم قال : إن الله خلق أقواما لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم ، واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ، وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ، قال : ثم رفع يده وبكى وقال : اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون ، فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم ، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما " .

يظهر من هذا الحديث عدة أمور أهمها : إن أهل البيت ( ) عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزة لا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذا هو معنى " حفظة سر الله " الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة ، وأيضا قوله ( ) أن عندنا . . . وعلما من علم الله يعني حكمة الله تعالى أنهم هم الودائع لها وهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعا لحكمته ، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهم لا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لأنهم فقط الذين يحتملونها .

وكذلك عندهم سر من أسرار الله تعالى وعلما من علم الله تعالى احتمله نبي مرسل وملك مقرب وعبد امتحن الله قلبه للإيمان وقد عبر الرواية أن هذه الأسرار والعلوم لا يحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين ، الذين بشرهم هذا الحديث بالدعاء من قبل الإمام ( ) لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت ( ) .

إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم ( ) أنهم كانوا يحملون أسرار الله تعالى قد أودعها الباري عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقرات الواردة في الزيارة الجامعة ، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والتي قد أقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وأنها كانت مفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، تكون عندئذ أيضا حاملة للأسرار الإلهية لأنه كيف تكون حجة الله على الأئمة وكما ورد ذلك في الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري " نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا " وهم حاملين للأسرار وهي تكون غير حاملة لها ؟ ولكن السؤال الذي ينقدح في المقام هو كيف كانت مستودعا للسر الإلهي وما هو حقيقة هذا السر المستودع ؟ كل هذه الأسئلة لا بد من إدراكها وعلى ما نحتمله لكي نعرف فاطمة ولو معشار عشر المعرفة التي فطمنا عنها - أي عن معرفة فاطمة ( ) . أقول : قبل أن ندخل في تفاصيل السر المستودع وحقيقة ماهيته لا بد أن نرى كيف اقتضت ذات الزهراء لحمل الأمانة الإلهية التي جعلها مستودعا لها ، وهذا يظهر لنا من خلال مراجعة واستقراء الأحاديث المأثورة فيها والزيارات الواردة في علو مقامها وشأنها ونستنطقها الحال ونستقرئها الجواب لكي نفهم كيف اقتضت المشيئة الربانية ذلك ، وأن أول ما يظهر من الجواب على ذلك من خلال الزيارة الواردة في شأنها في يوم الأحد والتي تقول الزيارة : " السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك صابرة " .

والذي يظهر من هذه الزيارة المخصوصة للصديقة الشهيدة أنها امتحنت من قبل الباري عز وجل وقبل خلقها أي عندما كانت نورا من الأنوار التي خلقها الله تعالى قبل الخلق بألف عام والتي كانت بعرشه محدقة ، والامتحان كان لها لأجل إظهار مقامها السامي ومنزلتها الحقيقية حيث كانت نتيجة الامتحان صابرة ، والمعروف عند العرف العقلائي أن الامتحان يمتحن به الشخص ليعرف مدى استعداداته وقابلياته " عند الامتحان يكرم المرء أو . . . " ، لذا نجد من باب أن الباري عز وجل الذي هو سيد العقلاء بل هو خالق العقل أجرى الامتحان الرباني للزهراء حيث امتحنها ، ونحن نعرف أن الامتحان يكون للمرء إما لزيادة منزلة ومقام أو لأجل شئ آخر ، ولكن الزهراء ( ) امتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة للأسرار الإلهية وذلك ما اقتضته المشيئة الربانية فيها ، لذا كانت ناجحة في الامتحان الرباني قبل خلقها حيث استحقت لقب الصابرة ، أما ماهية هذا الامتحان وفي أي موضوع كان ، وكيف أجراه الله تعالى عليها ؟ فهذا ما أشارت إليه بعض الروايات والتي نستفيد من خلال التمعن فيها والتدقيق في مدلولاتها أنها امتحنت في حمل العلم والأمانة الربانية فوجدها الباري عز وجل صابرة على حمل العلم والأمانة الربانية ، لذا استحقت حمل الأسرار الربانية ، ولكن ينقدح السؤال المهم في المقام ما هو حقيقة هذا السر المستودع في فاطمة ؟

قبل الإجابة على حقيقة هذا السر ، أود أن أشير إلى مسألة مهمة تظهر لنا من ‹ صفحة 55 › خلال عرض الروايات التي تقول أن الأسرار التي كان يحملها أهل البيت لا يتحملها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد أمتحن الله قلبه للإيمان ، أي من خلال عرض هذه الروايات الواردة في حمل أسرار الأئمة وأنه لا يحملها إلا الممتحن ومطابقتها مع الزيارة الخاصة بالصديقة الطاهرة والتي تقول " السلام عليك يا ممتحنة " ، يظهر لنا من خلال هذه المطابقة أن العبد الممتحن هو الوحيد الذي يستطيع حمل الأسرار والعلوم الربانية فأفهم تغنم فإن في الأمر إشارات لا يسع المقام أن يظهرها من خلال القلم أو الكتاب .

أما حقيقة السر المستودع فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا نقصد من أن ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فإن الأمر أعلى وأجل من أن يظهره قلم أو يخطر على ذهن كاتب ، أو عالم ، وأنما الأمر يتجاوز المقام ، فإن من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت ( ) ما لم يخطر على بال بشر ، وكيف لا وهم الذين اصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الأقوم ، أما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني أنها هي السر المستودع في فاطمة ( ) بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلام الله عليها عسى ولعل يصل إلى حقيقة الأمر ، أما هذه الاحتمالات مع بعض القرائن والشواهد عليها :

1 - السر المستودع هو المهدي ( عج ) : قد يكون السر هو صاحب الزمان عج الذي سوف يظهر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان ، لكون أن الزهراء جدته ، وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها ، فعليه قد يكون السر الذي سوف يظهره الله في وقته هو الإمام الحجة ، ويدل على كون المهدي هو من ولد فاطمة ( ) ، في الحديث المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملته كان الخطاب لفاطمة ( ) . . . عن رسول الله ( ) . . . " ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ، والذي نفسي بيده منا مهدي هذه الأمة وهو من ولدك " .

وعن أم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله ( ) يقول : " المهدي من عترتي من ولد فاطمة " .

وقد يرد على هذا الاحتمال بأنه إذا كان المهدي ( عج ) سرا من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يظهر لأحدنا فإن هذا القول الآن يصبح منتفي لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الإلهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين ، هذا من جهة ، وكون الدعاء يقول اللهم أي أتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها . . . ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول والسر المستودع ، فإنه لا معنى أن يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عج ) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها ، الذي هو منهم ومشترك معهم ، وربما يجاب أنه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الاختصاص ؟ ! ! !

2 - وقد يكون السر المستودع إشارة إلى أن ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وأن الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها ، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة ( ) وأن الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما أثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في إثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني ، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير المؤمنين ( ) عن النبي ( وسلم ) في حديث طويل قال : " إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماما . . . وأمهم فاطمة ابنتي .

وفي حديث آخر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : " أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله ( ) لأهنئها بولدها الحسين ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس . . . فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي ، فيه أسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعدي من ولدي ، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت . . . " .

وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء ، يقول بفاطمة . . . وبنيها والسر المستودع فيكون تكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة .

3 - السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق ( ) : " إن أمرنا سر مستتر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر " .

وعنه ( ) أيضا : " إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله " .

وعنه ( ) : " أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر مستسر وسر مقنع بالسر " .

فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وأنها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الأحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها ، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتمل لعلمهم وأسرارهم ولذلك ظهر الشئ القليل منها ، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين ، فأمرهم هو سر الله تعالى المودع في فاطمة ( ) والأئمة يحافظون على أسرار هذا الأمر وإن كان تفسير الأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية ، " السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله " .

4 - السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة ( ) ، وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدثة من قبل الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحدا بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذين يحكمون وحكموا من زمن آدم إلى آخر يوم من الدنيا ، وعليه نحتمل أن يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوى أبناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو من إملاء رسول الله وربما من إملاء الإمام علي بن أبي طالب ( ) ، وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها : * " ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله ( ) يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شئ فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة . . . .

وأيضا ما رواه أبي بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبد الله ( ) فقلت له إني أسئلك جعلت فداك عن مسألة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبد الله ( ) سترا . . . ، " وساق الحديث " . . . حتى أجابه الإمام قائلا : " وأن عندنا لمصحف فاطمة ( ) وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شئ أملاها الله وأوحى إليها قال قلت هذا والله هو العلم إنه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال إنه العلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت فداك ، فأي شئ هو العلم ، قال ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة .

وفي حديث عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله ( ) يقول : " تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت : وما مصحف فاطمة ( ) ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه ( ) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( ) فقال لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فأعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال : ثم قال أما إنه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون .

أقول : يظهر من هذا الحديث وأحاديث أخرى مأثورة عن أهل بيت العصمة ( ) أن مصحف فاطمة متوارث من قبل الأئمة وفيه علم ما كان ويكون إلى آخر الزمان ، وفيه الحكام الذين يحكمون والفرق التي تظهر وتبتدع في كل زمان ، ويظهر من هذا المصحف أنه من إملاء الإمام علي ( ) حيث كانت الملائكة تحدث الصديقة الشهيدة ( ) بعد وفاة رسول الله ( ) وتملي على علي ( ) ويكتبه ، وعلى هذا الأساس يكون المصحف متأخر رتبة في الوجود والظهور عن الأساس الذي أسسناه في كون السر المستودع في فاطمة كان بعد امتحانها قبل الخلق وكما بيناه في مقدمة البحث ، فعليه يكون هذا الاحتمال في كون المصحف هو السر المستودع في فاطمة ( ) بعيد وعلى ضوء الأساس الذي بيناه ، لذا تكون العلوم الربانية ليست هي السر المستودع وخصوصا نحن نعلم إن ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله ( ) حيث يقول : ( إن عندنا والله سرا من سر الله ، وعلم من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا . . . ) .

فيتبين من هذه الرواية أن عند أهل البيت بما فيهم فاطمة ( ) عندهم سرا من سر الله تعالى وهذا غير العلم وإلا لكان الإمام يقول العلم نفسه السر بل إنه فصل بين السر والعلم فعليه العلم غير السر المستودع فيهم .

5 - قد يكون السر هو ما أشارت إليه الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله ( ) عن الله تبارك وتعالى أنه قال : " يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما " .

أي إنه العلة الغائية لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة ( ) ، أما كيف يكون هذا الأمر فهذا ما سيتبين لنا من خلال بحث هذا الحديث في موضوع مستقل إن شاء الله .

6 - السر المستودع هو اسم الله الأعظم .

عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت ( ) نجد أن مما حظي به الأئمة ( ) ، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الأحاديث المأثورة عنهم ، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة ، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة أن السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت ( ) ، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الأعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب ، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الأعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر ( ) قال : " إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وعن النوفلي ، عن أبي الحسن صاحب العسكري ( ) قال : سمعته يقول " اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ - أي مملكة سبأ أو مدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس - فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب .

أقول : وكثيرة هي الأحاديث المأثور عنهم ( ) في هذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديث أنهم أفضل مقاما ومنزلة من الأنبياء السابقين ، بدلالة هذه الأحاديث ، وكل ما ثبت للأئمة ( ) فهو ثابت للصديقة الشهيدة ( ) من حيث كونها أم الأئمة الأطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث ، وكذلك هناك عدة إشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف أن الإمام علي ( ) الذي هو كفؤ الزهراء ( ) كان يحمل اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحد أصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس ، فقال له ، سئلت الله تعالى باسمه الأعظم أن يردها عليها فردها ، وكما ورد في سورة الواقعة * ( فسبح باسم ربك العظيم ) * .

وعلى هذا الأساس فإن كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت ( ) فهو ثابت للزهراء ( ) ، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم الله الأعظم الذي خصه الله تبارك ذ بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، فيكون وعلى ما أحتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الأخرى أن السر المستودع في فاطمة هو اسم الله الأعظم ، والذي يدل عليه على ما أستفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث " اللهم إني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها . . . " حيث يظهر من هذا الدعاء أولا التوسل بحق فاطمة . . . وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع ، والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل ، ونبتغي إليه الوسيلة ، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الأعظم المستودع عند فاطمة ( ) ، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على أن هذا الاسم لا يخرجونه أهل البيت ( ) إلى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قال لأبي جعفر ( ) : " إني أظن أن لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قال : قلت فإن لي إليك حاجة قال وما هي ؟ قال : قلت تعلمني الاسم الأعظم قال وتطيقه قلت نعم قال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده على الأرض فأظلم البيت فأرعدت فرايص عمر فقال : ما تقول أعلمك فقال لا قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان " .

ويوجد أيضا شاهد آخر يدل على كون فاطمة ( ) تمتلك الاسم الأعظم وذلك عندما قادوا عليا ( ) في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعة فخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها خلف ابن عمها وهي تقول خلوا ابن عمي أو لأكشفن رأسي للدعاء ، حيث يقول سلمان " فخرجت فاطمة ( ) فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي - والله - لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ، ولآتين قبر أبي ، ولأصيحن إلى ربي : فأخذت بيد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وخرجت تريد قبر النبي ( ) ، فقال علي ( ) لسلمان : أدرك ابنة محمد ( ) فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، وأتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمن فيها ) ، فأدركها سلمان ( رضي الله عنه ) فقال ، يا بنت محمد ، أن الله بعث أباك رحمة فارجعي فقالت : يا سلمان ، يريدون قتل علي ، ما على علي صبر ، فدعني حتى آتي أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصيح إلى ربي ، فقال سلمان أني أخاف أن تخسف بالمدينة ، وعلي ( ) بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي .

فقالت : إذا أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع " .

ويظهر من هذه الرواية أن الصديقة الزهراء ( ) لو أنها دعت الله تعالى لاستجاب الله دعائها ، فإن الإمام علي ( ) عندما قال : ( فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ) يعني إشارة إلى أنها كانت عندها الولاية التكوينية وكما سنقف مع هذا البحث إن شاء الله تعالى ، وعلى كل حال فإن الصديقة كانت تحمل الاسم الأعظم ، ولا ضير في ذلك فهي أم أبيها وأم الأئمة الأطهار الذين يحملون الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وهناك إشارة لطيفة في كون فاطمة الزهراء ( ) لها أسم مشتق من أسماء الله الحسنى حيث ورد ذلك في حديث الاشتقاق " هذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت لها اسما من اسمي " .

وقال رسول الله ( ) : " أن الله شق لك يا فاطمة اسما من أسمائه وهو الفاطر وأنت فاطمة " وعليه فإن فاطمة وديعة المصطفى ، فاطمة الإنسية ، الحوراء مطلع الأنوار العلوية ومشكاة الولاية وأم الأئمة وعيبة العلم ووعاء المعرفة .

واختتم هذا البحث في أمر قد استفدته واستنتجته من خلال بعض الروايات الواردة في كتب الحديث كأمثال الكافي والبصائر وغيرهما ، حيث يظهر من خلال الروايات أن أمر آل محمد ( ) أمر جسيم مقنع بالميثاق لا يستطاع فهمه وإدراكه وذكره وهذا الأمر هو ( كما عبرت عنه الرواية ب " أمرنا " سر في سر وسر مستتر في سر ولا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر وهو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وكذلك ورد في الحديث الشريف أنه لو قد قام قائمنا لتكلم بهذا الأمر وصدقه القرآن ، وكذلك وجدت أن هذا الأمر - وكما ورد في الرواية - هو الذي جعل الملائكة مقربين وغير مقربين والأنبياء مرسلين وغير مرسلين والمؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وعليه يكون الأمر هو السر ، فما هو السر ؟ ؟ ؟ . . . . ( إنما أمره إذا أراد شئ أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ) .

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس