منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - سؤال للاخت منتظرة المهدي
عرض مشاركة واحدة

آية للمتوسمين
عضو
رقم العضوية : 1186
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 5
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : آية للمتوسمين is on a distinguished road

آية للمتوسمين غير متواجد حالياً عرض البوم صور آية للمتوسمين



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : د.محمودالسعداوي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 07:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وسلم تسليما

• عن أبي عبد الله (ع) وهو يفسر قول الله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4) فلا يبقى في الأرض يوم أذن أحد إلا وخضع وذلت رقبته لها فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي ابن أبي طالب وشيعته ، قال فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض ثم ينادي ألا إن الحق في عثمان وشيعته فانه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه ، قال فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض والمرض والله عداوتنا ، عند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا فيقولون إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلى أبو عبد الله(ع) قول الله عزوجل (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4) . غيبة النعماني ص262.
1- كما هو واضح في الروايات إن جبرائيل (ع) يصيح في السماء يعني في الملكوت وان إبليس اللعين يصيح من الأرض أي في عالم المادة ولو كانت صيحة جبرائيل في سماء هذه الأرض لكان كلا الصيحتين من الأرض وفي الهواء.
2- الصيحة لجبرائيل (ع) ، وجبرائيل ملك فصيحته في عالمه وهو عالم الملكوت ، يصيح بملك الرؤيا وملك الرؤيا يصيح بملائكة الرؤيا التابعين له والذين يأتمرون بأمره ويرون الناس الرؤيات وكذلك يصيح جبرائيل في السماء فيسمع الأرواح .
3- صيحة جبرائيل لما ضرب ابن مُلجَم الإمام علي (ع) لم يسمعها كل الناس ولو سمعها كل الناس لنقلها جميعهم فلو كانت في هذا العالم المادي لسمعها كل الناس فما المانع لسماعهم لها لو كانت في هذا العالم وهذه الصيحة نظير صيحة جبرائيل في زمن الظهور الموعود.
4- إن الناس لو سمعوا الصوت على سبيل الإعجاز المادي لعرفوا وتيقنوا أن طريق الإمام علي (ع) هو طريق الحق ولكان أحرى بهم نصرة وُلدِهِ من بعده لا خذلانهم وقتلهم وهذا يعني إن الصيحة بلغت المؤمنين فقط وهم قلة ولو شاء الله أن يجعلها عامة لكل الناس أو لأغلبهم لفعل ولكنه ادخرها لوعده ولنصرة قائم آل محمد (ع) بدليل الرواية الآنفة الذكر )
5- عن أمير المؤمنين (ع) قال ( صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها ) غيبة النعماني ص259.
ورد هذا المضمون في كثير من الروايات والذي يوقظ النائم هي الرؤيا فعندما يرى الإنسان رؤيا في كثير من الأوقات يستيقظ بعد الرؤيا .
بأنه لا إشكال بالنسبة لليقظان فان الكشف الذي يراه هو بمثابة الصدمة التي تفزع اليقظان الذي لم يعهد ذلك من قبل وكذلك الفتاة التي تخرج من خدرها والله اعلم .
6- الرؤى يفهمها ويسمعها أهل كل لغة بلغتهم والرؤيا يفهمها العربي والعجمي والسرياني وأهل كل لغة بلغتهم لأنها صور ورموز ثابتة عند الجميع ويفهمها الجميع ، فهي مطابقة للصيحة التي يسمعها أهل كل لغة بلغتهم .
7- الحديث الوارد عن الحضرمي قال دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله (ع) وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان وقلنا ما ترى فقال اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح ) غيبة النعماني 197.
ومعنى هذه الرواية لا يحتاج إلى كثير من التفكر وهو اجتماع أهل البيت في عالم الرؤيا لتأييد رجل وحث الناس على نصره .
إن اجتماعهم على رجل بأجمعهم لا يكون إلا بعد شهادتهم لسببين الأول انهم لم يجتمعوا في زمن واحد والثاني هو نصرته بالسلاح وهو لا يكون إلا مع القائم أو من يمثله فلا يكون اجتماعهم إلا بالرؤيا أما ما أوله بعضهم بان السادة الهاشميين هم الذين يجتمعون عليه فأنه يضحك الثكلى كيف وقد أعلن كثير منهم العداء لأهل البيت (ع) .
8- عن البيزنطي قال سالت الرضا (ع) عن مسالة الرؤيا فامسك ثم قال (ع) (إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم واخذ برقبة صاحب هذا الأمر (ع)).قرب الإسناد ص380.
فالسائل سئل عن مسألة تخص الرؤيا والإمام ربط الرؤيا برقبة صاحب الأمر فتبين أن هناك ارتباط وثيق بين الرؤيا والإمام (ع) وكأنها علامة حتمية من علامات ظهوره مرتبطة بقضيته (ع) فلا يناسبها إلا صيحة جبرائيل لأنها من عالمه .
عن الإمام الصادق (ع) قال (رأي ورؤيا المؤمن في آخر الزمان على سبعين جزء من أجزاء النبوة ) دار السلام ج1 ص18 .
وورد عنهم (ع) إن في آخر الزمان تكاد الرؤيا لا تكذب فالأنسب أن تكون صيحة جبرائيل في عالمه وهو عالم الملكوت ، فالصيحة في عالم الملكوت تصل للإنسان بالرؤيا التي لا تكذب في آخر الزمان وبالكشف.
أي وصول الصيحة عن طريق الرؤيا في آخر الزمان ادعى للتصديق واكثر بالوثاقة من غيرها .
9- لو كانت الصيحة في هذا العالم المادي من سنخه وماديته فما هو المائز بينهما وبين صيحة إبليس (لع) ، هل هو الصوت ؟ وهل سمع الناس صوت جبرائيل وصوت إبليس (لع) لكي يفرقوا بينهما ؟ بلى إذا كانت صيحة جبرائيل في السماء أي في ملكوت السماوات استطاع المؤمنون تميزها لان الملكوت بيد الله (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:83)
10- أي لا يمكن تحقق مطلب التمييز بين النداءين الذي ورد في الروايات كون الأول من السماء والثاني من الأرض إلا باعتبار الأول في السماء الملكوتية لا في السماء الدنيا وإلا فانهما ستكونان في نفس السماء وهذا محال لاستحالة التمييز بينهما مما يجعل الصيحة داعية للضلال لا للهداية وحاشا لله وتعالى علواً كبيرا .
ورد في الروايات عن أبي جعفر (ع) فينادي منادي من السماء باسم القائم … فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت وأجاب … فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلان قتل مظلوم ليشكك الناس ويفتنهم فكم في ذلك اليوم من شاك ومتحير قد هوى إلى النار فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه انه صوت جبرائيل وعلامة ذلك انه ينادي باسم القائم واسم أبيه … ) غيبة النعماني ص254.
وردت عدة روايات بهذا المضمون فالأئمة (ع) يحذرون في الروايات من الشك في الصيحة ويؤكدون على إنها صوت جبرائيل بل إن كثير من الناس سوف يقع في فتنة إبليس اللعين ويكون متحير ويهوى إلى النار بصريح الرواية . وهذا يعني إن الصيحة لن تكون أبداً صوت في السماء الدنيا يسمعه كل الناس وكل أهل لغة بلغتهم لأنها لو كانت كذلك فلن يشك أحد بذلك وهذا منافي للروايات ، بينما توجد المقدمات للتشكيك بالرؤيا بسبب استغفال الناس من علماءهم .
عن أبي عبد الله (ع) ( …فعند ذلك يتبرءون منا ويتناولونا فيقولون إن المنادي الأول سحر من سحر أهل البيت ثم تلى أبو عبد الله (ع) قول الله عزوجل (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (القمر:2) .
وردت عدة روايات أيضاً بهذا المضمون أي فاتهام الصيحة بالسحر هو راجح إذا كانت الصيحة هي رؤيات أما إذا كانت في عالم الدنيا فان اتهامها بالسحر لا يمكن أن يدعيه حتى السفيه لعظم الأمر وخلوه من الفتنة بل لانعدام الإتيان بذلك مهما كانت الإمكانات المادية أو إمكانات السحرة مجتمعين هذا فضلاً عن إن المفهوم الدارج للصيحة هو هذا فالأنسب في المقام هو تصديق الناس جميعاً العامة والعلماء وليس هناك مشكلة …
عن أبي عبد الله (ع) قال ( هما صيحتان …إلى أن سأله هشام : وكيف تعرف هذه من هذه ؟ فقال : يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون …) غيبة النعماني ص266.
عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله (ع) (إن الناس يوبخونا ويقولون من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا فقال ما تردون عليهم قال: فقال : قولوا لهم يصدق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون قال الله عز وجل (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(يونس:35) نفس المصدر .
فالإمام (ع) في حديثه يشير إلى إن صيحة الحق لا يمكن تمييزها عن صيحة الباطل إلا الذي كان قد سمع بها قبل ذلك أو كان مؤمناً بها قبل أن تكون مما يعني إن هناك صيحات سبقت صيحة جبرائيل الموعودة في 23 رمضان فأين هو موقع تلك الصيحات الممهدة للرئيسية وكيف لا تخل وتربك بنظام عملية الظهور لاحتمال استخدامها من قبل المدعين ولماذا سكتت الروايات عن تحديد موعد لتلك الصيحات أو حتى ذكرها من جهة معلوميتها كقرينة لحدوث صيحة رمضان بل جعلت حدوث صيحة رمضان قرينة لحدوث الصيحات السابقة لها فمن كان سمع بها قبل ذلك يؤمن بها …ما أروع أهل البيت (ص) وما اجل علمهم ولا يوجد مخرج من هذا التعارض إلا بوضع الرؤيات محل الصيحات وهذا ما يحصل فعلاً الآن فكثير من الناس والأنصار بالخصوص هذه الأيام ترى رؤيات تبشر بظهور أمر قائم آل محمد (ع) وان الذي يؤمن بالرؤيا هو الذي سوف يصدق بصيحة رمضان والذي يعتبر الرؤيا ليست حجة سينتظر مهديه كما ينتظر اليهود المسيح منذ ألفي عام إلى هذا اليوم .
فيما يخص مضمون الصيحة ، وردت عدة مضامين مختلفة نقلت بعضها عن غيبة النعماني ص 253-266 .
• عن أبي جعفر (ع) ( ينادي منادي باسم القائم واسم أبيه).
• عن أبي عبد الله (ع) (ألا إن الحق في علي بن أبي طالب ).
• عن أبي جعفر (ع) (ألا إن المهدي من آل محمد فلان بن فلان) .
• عن أبي عبد الله (ع) (إن فلان هو الأمير ) .
• عن أبي عبد الله (ع) ( وينادي منادي أن علياً وشيعته هم الفائزون) .
• عن أبي عبد الله (ع) ( ألا أن فلان صاحب الأمر فعلامَ القتال) .
• عن أبي عبد الله (ع) (فيم القتل والقتال ، …صاحبكم فلان) .
فنرى أن هذه المضامين مختلفة ومتعددة وتوجد روايات أخرى لمضامين أخر غيرها مما يدل على أن الصيحة لا يمكن أن تكون بهذه الصيغ جميعاً كل على حدة ولوجب أن يكون الحديث الصادر حول الصيحة بالجمع أي (الصيحات) لاختلاف المضامين وهذا أيضا لا يحله إلا كون الصيحة بالرؤيا لأنها عندئذ تكون كل أمة مبتلية بنوع من الابتلاء الذي يتطلب نوع من الرؤيا يتناسب مع حاجتها بل أن الرؤيات تأتي متناسبة مع الأفراد لذلك تتعدد المضامين ولكنها تصب جميعاً في الهداية لامر الإمام المهدي (ع) .
عن أبي عبد (ع) سأل زراره الإمام عن المنادي فمن يعرف الصادق من الكاذب قال ( يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون انه يكون قبل أن يكون ويعلمون انهم هم المحقون الصادقون ) غيبة النعماني ص264.
أي أن الإمام (ع) اشترط بالذين يعرفون الصادق من الكاذب ثلاث شروط :
أ - يروون حديثنا .
ب - يقولون انه يكون ( إي المنادي ) قبل أن يكون .
ج - انهم يعلمون انهم هم المحقون الصادقون .

عن أبى عبد الله (ع) (… فإذا سمعوا الصوت اصبحوا وكأنما على رؤسهم الطير …) غيبة النعماني ص263.
وفي هذه الرواية تصريح انهم سمعوا الصوت بالليل وأثناء النوم ولما اصبحوا ذهلوا وكأنما على رؤوسهم الطير .
قال الله تعالى في كتابه الكريم (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (ق :41-42) .
بغض النظر عن حمل المعنى المقصود من المنادي في هذه الآية على انه صيحة إسرافيل أو جبرائيل فانهما من سنخ واحد والمعنى المراد منها أن الصيحة من مكان قريب ولا أقرب شيء للإنسان من نفسه إذن فلو حملت هذه الصيحة على عالم الشهادة أي الدنيا لناسبها الرؤيا أو الكشف فهي الرابطة الوحيدة بين عالم الملكوت والإنسان .
كل نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى يبعث بمعجزة والمعجزة تكون مشابه لما في زمانه فعيسى (ع) جاء بإحياء الموتى وشفاء المرضى لانتشار الطب وموسى جاء بالعصا والآيات لانتشار السحر ويوسف (ع) جاء بالرؤيا وبتأويل الرؤيا لانتشارها في زمانه ، والإمام المهدي (ع) أو المهدي الأول الذي يمهد له أيضا يأتي بما يناسب زمانه وهو العلم بكتاب الله والمعرفة و…ومما يناسب زمانه أيضا الرؤيا ، لأنها كما قالوا (ع) لا تكذب في آخر الزمان وهي الباقية من النبوة في آخر الزمان ، إذن فالإمام المهدي (ع) يأتي بالرؤيا وتأويل الرؤيا كما جاء بها يوسف (ع) .
وهم (ع) يأتون بالآيات والمعجزات من الله المشابهة لما هو منتشر في زمانهم لا لمشابهتها لما هو منتشر في زمانهم كما توهم كثير من العلماء بذلك بل للّبس ولأن لا تكون خالية من الامتحان فلا يكون هناك إلجاء للأيمان فالدنيا دار بلاء وامتحان وليؤمن من يؤمن بالغيب قال تعالى (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (الأنعام:9) .
لما ثبت مما سبق أن الرؤيا من معجزات الإمام المهدي (ع) وأنها تواكب عملية الظهور والصيحة هي أول ما يبدأ به الظهور المقدس فيكون الأنسب هو أن تكون الصيحة بالرؤيا ، فالأولى اجتماع كل من الرؤيا والصيحة في مصداق خارجي واحد لاتحاد زمانهما وتقارب حقيقة كل منهما حيث أن الصيحة لجبرائيل (ع) وهو ملك والرؤيا من الملائكة .
( إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة فتكون هذه الصيحة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم فإذا أحسستم بالصيحة فخروا سجداً وقولوا سبحان القدوس ربنا القدوس فانه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل ذلك هلك ). / الملاحم والفتن لابن طاووس ص42 . أن المتمعن في قراءة هذه الرواية يستنتج من فهمهما عدة نقاط.
أ/ إن الذي يحرص على سماع الصيحة وينتظرها يهيء لذلك أسباب الهدوء أو يذهب إلى البراري أو فوق سطوح المنازل، لا إغلاق الأبواب والكوات والآذان ثم التدثر مما يعارض الفهم الظاهر للرواية.
ب/ لو سلمنا بالمعنى الظاهري وان الصيحة مادية وإنها من القوة بحيث تُسمع رغم كل إجراءات الإغلاق السابقة فما هو الداعي لهذه الإجراءات أصلاً إذا كانت الصيحة شديدة إلى هذه الدرجة بحيث تسمع رغم كل ذلك أذن سوف لن يجرأ على إنكارها أحد … أما الثابت بالروايات فهو الإنكار .
ج / إن القيام بكل تدابير الإغلاق تلك يتطلب سماع مسبق أو على الأقل علم مسبق قبل حدوثها من أناس قد سمعوها قبل ذلك أي قبل آذان الفجر كما في الرواية وبعد ذلك يتسنى اتخاذ تدابير الإغلاق وانتظار السماع ثم السماع بها وأداء شكر الله عز وجل بعد ذلك .
وهذا أيضاً يتعارض مع المعنى الظاهري المعروف للصيحة بل يتطلب الرمزية لحل التعارض .
د / أن يكون الفهم للرواية فهماً رمزياً وان تكون الصيحة غير مادية وأول تعارض سوف يرفع هو كون تدابير الإغلاق للتحرز من الخارج المادي (صيحة إبليس) حتى يتسنى الإصغاء لصيحة الحق من خلال عالم الملكوت أي قطع التبعيات الوثنية مع المحيط الخارجي تماماً ، وما هذه الحواجز التي يحثنا عليها الرسول (ص) إلا وسيلة أكيدة وفعاله لسماع الحق والابتعاد عن شبهات الباطل ونزغ الشياطين وهذا ما أثبته الواقع الآن فان جملة من العلماء لا يقرون حجية الرؤيا الصادقة بل إن السيستاني أفتى علناً وجهاراً بتكذيب من يدعي انه يرى الإمام عجل الله فرجه فماذا يعني هذا غير تكذيب الصيحة …
أما انهم وضعوا أنفسهم موضع إبليس (لع) وصاغوا صيحة الباطل وأطلقوها بكل الوسائل .
هـ / كون الصيحة في ليلة 23 ثم انتظار سماعها بعد الفجر يدل على معاني رمزية كون الصيحة في تلك الليلة المباركة وهي ليلة القدر هو إمضاء وإقرار للصيحة في تلك الليلة لذلك العام حالها حال جميع المقادير التي تمضى لجميع الخلائق في تلك الليلة في كل عام حسب ما ورد عن أهل البيت (ع) وعليه تكون الصيحة في تلك الليلة الموعودة نافذة ومقرة ولا يعني هذا إنها ستكون مقتصرة السماع على تلك الليلة فقط كما هو مفهوم عند الناس بل إنها سوف تثبت في تلك الليلة وسمع صداها ابتداءاً منها إلى جميع الأيام التي تليها … ومما يستوجب الإشارة إن بعض الروايات صرحت بان صيحة جبرائيل تكون في أول ليلة مما يعطي صورة عامة للصيحة بعيدة تماماً عن ظاهر الروايات إذ إن آخر فترة في الغيبة الكبرى أي قبل الظهور وهي طبعاً فترة الظلام والتيه والابتعاد عن طريق الله وبالتالي فهو ظلام الليل الحالك وهو ما عبر عنه (بأول الليل) الذي يسبق الظهور وهي حدوث صيحات تسبق الصيحة الموعودة وقد إشارة إليها الروايات الآنفة وهي في ارض الواقع رؤيات اخبر عنها كثير من الناس ثم بعد ذلك تكون صيحة رمضان الموعودة وتكون إيذان الفتح المبين ، فتح أبواب الملكوت أيضاً بالرؤيات للخلق وكل بحسبه والرواية هنا تنتقل إلى صلاة الفجر وهي بعد الصيحة طبعاً والمقصود والله اعلم بالفجر وهو الظهور المقدس وانتشاره …
لذلك قال الرسول (ص) وبصيغة الأمر .. إنكم إذا صارت الصيحة في ليلة جمعة وانتشر خبرها (صلاة الفجر) فادخلوا في بيوتكم و …(أي حاولوا أن تتأكدوا من الحق عن طريق الاختلاء بالله فقط ولا تسمع لأي صوت مادي أن يضيع عليك الحق ثم يقول فإذا أحسستم بالصيحة (أي عن طريق الرؤيا) وهو (ص) يقول هذا على الرغم من انه يقول إن الصيحة قد كانت في الليلة السابقة ولا ينفي سماعها لاحقاً بل هو يحث على ذلك … وبهذا يتضح المعنى إنشاء الله والحمد لله وحده .



رد مع اقتباس