منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الدفاع عن رسول الانسانية
عرض مشاركة واحدة

الصقر1
عضو
رقم العضوية : 1609
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 7
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : الصقر1 is on a distinguished road

الصقر1 غير متواجد حالياً عرض البوم صور الصقر1



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الباب المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-Jun-2008 الساعة : 02:34 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


شمن كتاب المناقب المذكور عن أبي الفرج محمد بن أحمد المكي ، عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد ، عن محمد بن علي الحلواني ، عن كريمة بنت أحمد ابن محمد المروزي ، وأخبرني أيضا به عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله تعالى ، عن أبي علي زاهر بن أحمد ، عن معاذ بن يوسف الجرجاني عن أحمد بن محمد بن غالب ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن [ ابن ] نمير ، عن مجالد عن ابن عباس .
قال : خرج أعرابي من بني سليم يتبدى في البرية ، فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه ، فسعى وراءه حتى اصطاده ، ثم جعله في كمه وأقبل يزدلف نحو النبي ( ) فلما أن وقف بإزائه ناداه : يا محمد يا محمد ، وكان من أخلاق رسول الله ( ) إذا قيل له : يا محمد قال : يا محمد ،
وإذا قيل له : يا أحمد قال : يا أحمد ،
وإذا قيل له : يا أبا القاسم ، قال : يا أبا القاسم ،
وإذا قيل [ له ] : يا رسول الله ، قال : لبيك وسعديك وتهلل وجهه فلما أن ناداه الأعرابي يا محمد يا محمد قال له النبي : يا محمد يا محمد ،
قال له : أنت الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أكذب منك ، أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء إلها بعث بك إلى الأسود والأبيض واللات والعزى ، لولا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتك بسيفي هذا ضربة أقتلك بها ، فأسود بك الأولين والآخرين . فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال النبي ( ) : أجلس يا با حفص فقد كاد الحليم أن يكون نبيا . ثم التفت النبي ( ) إلى الأعرابي
فقال له : يا أخا بني سليم هكذا تفعل العرب ؟
يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلام الغليظ ؟ يا أعرابي والذي بعثني بالحق نبيا إن من ضربي في دار الدنيا هو غدا في النار يتلظى ، يا أعرابي والذي بعثني بالحق نبيا إن أهل السماء السابعة يسمونني أحمد الصادق ، يا أعرابي أسلم تسلم من النار يكون لك ما لنا وعليك ما علينا وتكون أخانا في الاسلام .
قال . فغضب الأعرابي وقال : واللات والعزى لا أؤمن بك يا محمد أو يؤمن هذا الضب ، ثم رمى بالضب عن كمه ، فلما أن وقع الضب على الأرض ولى هاربا ،
فناداه النبي ( ) : أيها الضب أقبل إلي ، فأقبل الضب ينظر إلى النبي ( ) ، قال : فقال له النبي ( ) : أيها الضب من أنا ؟ فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع
فقال : أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فقال له النبي ( ) : من تعبد ؟ قال : أعبد الله عز وجل الذي فلق الحبة وبرأ النسمة واتخذ إبراهيم خليلا واصطفاك يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول : ألا يا رسول الله إنك صادق * فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما * عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مدعو ويا خير مرسل * إلى الجن بعد الانس لبيك داعيا
ونحن أناس من سليم وإننا * أتيناك نرجو أن ننال العواليا
أتيت ببرهان من الله واضح * فأصبحت فينا صادق القول زاكيا
فبوركت في الأحوال حيا وميتا * وبوركت مولودا وبوركت ناشيا
قال : ثم أطبق على فم الضب فلم يحر جوابا ، فلما أن نظر الأعرابي إلى ذلك قال : واعجبا ضب اصطدته من البرية ثم أتيت به في كمي لا يفقه ولا ينقه ولا يعقل يكلم محمدا ( ) بهذا الكلام ويشهد له بهذه الشهادة أنا لا أطلب أثرا بعد عين ، مد يمينك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم الأعرابي وحسن إسلامه .
ثم التفت النبي ( ) إلى أصحابه فقال لهم : علموا الأعرابي سورا من القرآن قال : فلما أن علم الأعرابي سورا من القرآن قال له النبي ( ) : هل لك شئ من المال ؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيا إنا أربعة آلاف رجل من بني سليم ما فيهم أفقر مني ولا أقل مالا .
ثم التفت النبي ( ) إلى أصحابه فقال لهم : من يحمل الأعرابي على ناقة أضمن له على الله ناقة من نوق الجنة قال : فوثب إليه سعد بن عبادة قال : فداك أبي وأمي عندي ناقة حمراء عشراء وهي للأعرابي . فقال له النبي ( ) : يا سعد تفخر علينا بناقتك ؟ ألا أصف لك الناقة التي نعطيكها بدلا من ناقة الأعرابي ، فقال : بلى فداك أبي وأمي .
فقال : يا سعد ناقة من ذهب أحمر وقوائمها من العنبر ، ووبرها من الزعفران وعيناها من ياقوتة حمراء ، وعنقها من الزبرجد الأخضر ، وسنامها من الكافور الأشهب ، وذقنها من الدر ، وخطامها من اللؤلؤ الرطب ، عليها قبة من درة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تطير بك في الجنة .
ثم التفت النبي ( ) إلى أصحابه فقال لهم : من يتوج الأعرابي أضمن له على الله تاج التقى ، قال : فوثب إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) وقال : فداك أبي وأمي وما تاج التقى فذكر من صفته ، قال : فنزع علي ( ) عمامته فعمم بها الأعرابي .
ثم التفت النبي ( ) فقال : من يزود الأعرابي وأضمن له على الله عز وجل زاد التقوى ، قال : فوثب إليه سلمان الفارسي فقال : فداك أبي وأمي وما زاد التقوى ؟ قال : يا سلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عز وجل قول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك ، وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم ألقك أبدا .
قال : فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله ( ) فلم يجد عندهن شيئا ، فلما أن ولى راجعا نظر إلى حجرة فاطمة ( ) فقال : إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد ( ) ، فقرع الباب فأجابته من وراء الباب : من بالباب ؟ فقال لها : أنا سلمان الفارسي فقالت له : يا سلمان وما تشاء ؟ فشرح قصة الأعرابي والضب مع النبي ( ) .
قالت له : يا سلمان والذي بعث محمدا ( ) بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ، ولكن لا أرد الخير إذا نزل الخير ببابي . يا سلمان خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل له : تقول لك فاطمة بنت محمد : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إنشاء الله تعالى .
قال : فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى شمعون اليهودي فقال له : يا شمعون هذا درع فاطمة بنت محمد ( ) تقول لك : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إنشاء الله .
قال : فأخذ شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول : يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم وحسن إسلامه .
ثم دفع إلى سلمان صاعا من تمر وصاعا من شعير فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها واختبزته خبزا ثم أتت به إلى سلمان فقالت له : خذه وامض به إلى النبي ( ) ، قال : فقال لها سلمان : يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن والحسين ، فقالت : يا سلمان هذا شئ أمضيناه لله عز وجل لسنا نأخذ منه شيئا . قال : فأخذه سلمان فأتى به النبي ( ) فلما نظر النبي ( ) إلى سلمان قال له : يا سلمان من أين لك هذا ؟
قال : من منزل بنتك فاطمة ، قال : وكان النبي ( ) لم يطعم طعاما منذ ثلاث .
قال : فوثب النبي ( ) حتى ورد إلى حجرة فاطمة ، فقرع الباب وكان إذا قرع النبي ( ) الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له الباب نظر النبي ( ) إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها ، فقال لها : يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك ؟
فقالت : يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان .
قال : فأنبههما النبي ( ) فأخذ واحدا على فخذه الأيمن والاخر على فخذه الأيسر وأجلس فاطمة بين يديها وأعتنقها النبي ( ) ودخل علي بن أبي طالب ( ) فاعتنق النبي ( ) من ورائه ، ثم رفع النبي ( ) طرفه نحو السماء فقال : إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
قال : ثم وثبت فاطمة بنت محمد ( ) حتى دخلت إلى مخدع لها فصفت قدميها فصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي هذا محمد نبيك ، وهذا علي ابن عم نبيك ، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك إلهي أنزل علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا منها وكفروا بها ، اللهم أنزلها عليها فإنا بها مؤمنون .
قال ابن عباس : والله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها وإذا قتارها أزكى من المسك الأذفر ، فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النبي ( ) وعلي والحسن والحسين ، فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب ( ) قال لها : يا فاطمة من أين لك هذا ؟
ولم يكن عهد عندها شيئا فقال له النبي ( ) : كل يا أبا الحسن ولا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( 1 ) .
قال : فأكل النبي ( صل الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسنان (عليهما السلام).
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 43 - ص 69 - 74


رد مع اقتباس