|
عضو مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الموالي للعترة
المنتدى :
إضاءات من نور المراجع والعلماء
بتاريخ : 03-Jun-2008 الساعة : 08:31 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اليكم الجزء الثاني من مقتطفات من حياة المرجع الديني الاعلى السيد الحسني (دام ظله)
– ولادتـه ونـشـأتـه :
في مدينة الكاظمية المقدسة ولِــدَ سماحة السيد محمود الحسني(دام ظله) عند منتصف ليلة المبعث النبوي الشريف ( ليلة 27 / رجب / 1384 هـ) ونشأ بها وفيها أكمل دراسته الأكاديمية حيث تخرج من كلية الهندسة (القسم المدني) جامعة بغداد في عام 1987م بتفوق , وكان سماحة السيد(دام ظله) ذا ذكاء حاد , وصاحب نفسية هادئة .
تربّى السيد الحسني(دام ظله) في كنف والديه وكان من عائلة بسيطة معروفة بالنزاهة وبالرفعة وبالتقدير بين الناس وكان سيدنا معروفاً بالأخلاق الفاضلة , وهذا واضح جداً عند دخوله الحوزة حيث الكـُل يشيد بأخلاقه العالية وكان هذا نابعاً من تربيته العالية ومن إهتمام والديه بالجانب الأخلاقي والعلمي والثقافي (( لأن الفرد يعكس ما في بيته من أخلاق وسلوك)) .
4 – مَـثـَـلـَهُ الأعـلـى :
كان سماحته(دام ظله) متأثراً بالسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره الشريف) لعلميته وجهاده وإخلاصه(قدس سره) لذلك كان خط السيد الحسني(دام ظله) مشابهاً لخط السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) وأفكار السيد الحسني مقاربة لأفكار السيد محمد باقر الصدر(قدس سره) ويعتبره مثله الأعلى .
وله مقولة مشهورة بعد إعلانه الأعلمية يصف بها علمية السيد الشهيد الصدر الأول(قدس سره) " ما مضمونه": { إن مباني وأفكار وعلمية السيد الشهيد الصدر الأول(قدس سره) كالجبل الشامخ في مقابل التل أو الوادي الذي يمثل مباني وأفكار وعلمية باقي العلماء (رضوان الله عليهم)}
لذلك كان تأثير شخصية الشهيد الصدر(قدس سره) لها الأثر البالغ والكبير في صقل روحية وعلمية ونفسية سيدنا الحسني(دام ظله) .
5 – حبه لأُستاذه السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) :
إن للشهيد الصدر(قدس سره) مكانة كبيرة وحب كبير من لدن السيد الحسني(دام ظله) بإعتباره قائد الصحوة الجبارة للعراقيين واستاذه المخلص وكذلك يعتبره من الممهدين للإمام المهدي( وأرواحنا لمقدمه الفداء) فكان يعبّر سماحة السيد الحسني(دام ظله) عن حبه لاستاذه الصدر(قدس سره) بقوله (ما مضمونه): (( لم أرَ في دراستي الأكاديمية والحوزوية اُستاذاً أخلص وأنقى وأتقى وأصدق وأوفى من سماحة السيد الاستاذ الصدر(قدس سره) فكان "رضوان الله عليه" لا يبخل علينا بسؤال ولا بنصيحة وكان يحثنا على الدرس ، ويشدنا الى الدرس بإسلوبه الرائع الجميل ويعاملنا كأبنائه وأحبائه ، فكنا نستمد منه الحكمة والموعظة والعطف والرعاية الابوية ، فكان "رحمه الله " قد أخذ في قلوبنا مأخـذاً كبيراً ، وكان إستشهاده قد ترك جرحاً عميقاً في قلوبنا " فقدناك يا أبا مصطفى أباً حنوناً فقدناك هيبة ً وعزاً فقدناك شمعة ً تنير طريق العلماء العاملين فقدناك يداً كريمة ً لا تبخل على السائلين فقدناك استاذاً نبيلاً تجيب أسئلة المستفهمين "([1]) ، فلعن الله من قتله ولعن الله من نصب له الحرب والعداء ولعن الله من رضي بقتله واستحلَّ بقتلهِ حرمة الإسلام ولعن الله من حرمنا منه "رضوان الله عليه" فلم يكن(قدس سره) استاذاً في الفقه والاصول فحسب بل كان استاذاً في الأخلاق والتربية الروحية والتكامل الأخلاقي والإخلاص والتفاني في نصرة الإمام المعصوم( وعجل الله فرجه) فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم استـُشهد مظلوماً ويوم يُبعث حياً ))
6 - دراسته الحوزوية والتدرج العلمي :
دخل سماحة السيد(دام ظله) الحوزة العلمية في عام 1994م وكان إهتمامه وحبه للحوزة سببا ً لأن يدرس الكتب الحوزوية (المقدمات والسطوح) حيث درس حلقات( أبو جعفر) الثلاث في الاصول وحلقات اصول المظفر منذ أن كان طالبا ً في كلية الهندسة وقبل إلتحاقه بالحوزة العلمية كما شارك في الإمتحانات الحوزوية ونجح بتفوق , لذلك إلتحق سماحته مباشرة ً بمرحلة السطوح ومارس تدريس المقدمات عند إلتحاقه بالحوزة وكان استاذاً متمكناً ومتميزاً كما كان طالباً متميزاً في الدرس بل كان يقرر الدرس ويُشكل علمياً على الاستاذ بحضوره الدرس الأول أو الثاني وعندما دخل الى بحث الكفاية الذي يلقيه السيد الشهيد الصدر الثاني(قدس سره) فإنه في الدرس الأول من حضوره بحث الكفاية وجَه إشكالات الى السيد الصدر الثاني(قدس سره) وتكرر تسجيل الإشكالات والنقاشات يوميـاً , فتفاجأ السيد الشهيد(قدس سره) بذلك لأن الإشكالات كانت تدل على أن صاحبها قد أكمل دورة الكفاية وتمكّن منها وليس حاضراً لأول مرة فقط , فقال سماحة السيد الشهيد (قدس سره) " ما مضمونه ":- { إنني اُريد أن أعرف من المستشكل أولاً ؟! حتى اُجاوب على الإشكال فإنني أجد في هذا السؤال أن صاحبه متمكّن من البحث }
فقال السيد الحسني(دام ظله): { خادمكم السيد محمود الحسني , فقال السيد الشهيد (قدس سره): الحسنيون كثيرون من أي الحسنيين أنت ؟ فقال السيد الحسني(دام ظله): حسني صرخي , فـقال السيد الشهيد( قدس سره) : تشرّفنا سيدنا}
ومنذ الأيام الاولى أخذ السيد الشهيد(قدس سره) يُركّز على السيد الحسني , وعندما لاحظ سماحة السيد الشهيد(قدس سره) ان السيد الحسني(دام ظله) ذو علمية عالية لم يسبق له أن دَرّسَ طالباً مثله , قال له سماحة السيد الشهيد( قدس سره) وبشهادة العديد من الطلبة (ما معناه): -{ إنـّي أدعوك دعوى خاصة الى حضور البحث الخارج (الاصولي والفقهي) علما ً أني لمْ أدعُ غيرك لمثل هذه الدعوى } هذا مع العلم أن السيد الحسني(دام ظله) لم يكمل سُدس الفترة الزمنية من بحوث الكفاية وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنه يدل على علميتهِ الكبيرة ومقدرتهِ العالية على استيعاب الدرس وفهمه للمطالب وإلا تكون الدعوى لغواً وحاشا السيد الصدر(قدس سره) من هذا اللغو وتسامحه في العلم .
وقال السيد الحسني(دام ظله) للسيد الصدر(قد سره) "ما معناه ":- {إنـّي سأكمل ما عندي من تقريرات الكفاية وأحضر البحث{ لذلك تأخر السيد الحسني أقل من شهر عن الحضور الى البحث الخارج بعد استجابته لدعوى السيد الشهيد(قدس سره) , وبدأ سيدنا الحسني بإرتقاء سُلّم العلم وأخذ يبذل الجهد المضاعف لطلب العلم والمعرفة.
7 – الطـالـب الـمتمـيـز :
عندما حضر السيد(دام ظله) البحث الخارج (الاصولي والفقهي ) كان طالباً متميزاً عن باقي الطلبة , حيث كان كثير الإشكال على سماحة السيد الصدر(قدس سره) وكثير النقاش في الدرس حتى انه بعد كل درس يبقى لمناقشة السيد الشهيد(قدس سره) , وقد صرّحَ السيد الشهيد(قدس سره) في مناسبات عديدة عندما كانَ يُسأل عن أفضل طلبته كان يُجيب بأنه السيد محمود الحسني أفضل الطلبة علمياً وأرجحهم , وقد حضر السيد الحسني(دام ظله) البحوث الاصولية والفقهية عند الشيخ الفياض والسيد السيستاني(دام ظلهما) والشيخ مرتضى البروجردي والسيد الحمامي(قدس الله أرواحهم) وكان من خلال إطلاعه على دروس وبحوث العلماء له التقييم الموضوعي على تحديد الأعلم وقد أشار السيد الصدر(قدس سره) في مقدمة مبحث الضد حيث كتب: { ... وأنصح بقراءة المقدمة}([2]) وكانت هذه المقدمة رسم لمنهج البحث الصحيح والتقييم الحقيقي للطلبة وهذا ما ينصح به السيد الشهيد الصدر(قدس سره) أيضاً , وقد قرر السيد الحسني(دام ظله) بحوث استاذه السيد الصدر(قدس سره) وأشكلََ على البحوث ورفع إشكالات السيد الشهيد الصدر الثاني(قدس سره) على السيد الشهيد الصدر الأول(قدس سره)([3]) {قدست روحيهما الزكية} وقد قال السيد الصدر الثاني(قدس سره) بحق هذه البحوث { ... فوجدته وافياً بالمقصود ومسيطراً على المطلوب .... }
وهذا قبل استشهاد السيد الصدر(قدس سره) بحوالي شهر ونصف , وهذه تعتبر شهادة خطية من السيد الصدر (قدس سره) بإجتهاده لأنه (أي السيد الحسني) قد سيطر على المطالب بعد فهمها وهي مطالب الأعلم (أي السيد الصدر " قد س سره" ) , وكان(قدس سره) قد دعاه الى العمل في (البرّاني) ومساعدته في الرد على الاستفتاءآت وقد قال سماحة السيد الشهيد(قدس سره) "ما معناه":- { إن التصدي لمثل هذا المنصب يوّلد لك العديد من الحُسّاد والمبغضين } مع العلم أن السيد الحسني قال للسيد الصدر:- { إنني لا اٌقلدك ولا اُقلد غيرك لكنني أدعو للدليل العلمي الذي طرحتهُ(أي دليل السيد الصدر " قد س سره") والذي هو حجة على كل عاقل يبحث عن مرجع التقليد } وقد أجاب سماحة السيد(قدس سره):- { لا بأس جزاك الله خيرا ً} وقد سمِعَ العديد من هذا الكلام ( أي عدم تقليده للسيد(قدس سره) ولا لغيره) عندما كان يعمل السيد الحسني مع السيد الصدر(قدس سره) في البرّاني.
وكان سيدنا الحسني (دام ظله) معروفا ً لدى المراجع , منهم الشيخ الفياض بالعلمية الكبيرة حيث صرّح الشيخ (دام ظله) ( قبل تصدي سماحة السيد الحسني للمرجعية) أكثر من مرة "ما مضمونه":- {إن أفضل طلبتي هو السيد الحسني} أو { هو الطالب المتميز عندي} .
وقد أشاد الشيخ اليعقوبي أيضا ً (برسالة خطية)([4]) التي أرسلها الى السيد الحسني(دام ظله) أثر ردّهُ على كتاب ( القول الفصل) للشيخ وكتب "ما مضمونه":- { وقد اطلعتُ على بعض موارد الكتاب (أي الفصل في القول الفصل) ليس كلها طبعا ً .... وقد احتوى الكتاب على بعض الملاحظات الصحيحة وهذا ما لا يخلو منه أي جهد لغير المعصوم .... لو فكرت بطرح أفكاره (أي القول الفصل) على نحو البحث الخارج فسأتناول حينئذ تلك الملاحظات... وأنت ممن يؤمل له مستقبل زاهر بإذن الله تعالى} وقد أشاد الشيخ محمد جواد مهدوي بكتاب (الفصل في القول الفصل) للسيد الحسني(دام ظله) وقال "ما مضمونه":- { بأنَّ الردود فيه تامة} علماً أنها لإبطال مباني الشيخ اليعقوبي جملةً وتفصيلاً وقال أيضاً "ما مضمونه":- { إن البحث (أي الفصل في القول الفصل) دال على إجتهاده} مع العلم ان الشيخ اليعقوبي قد جعل الشيخ المهدوي حكماً بين البحثين (أي كتاب القول الفصل للشيخ اليعقوبي وكتاب السيد الحسني الفصل في القول الفصل ) حيث صرّحَ الشيخ اليعقوبي الى أن شهادة استاذي الشيخ المهدوي هي الفصل بين البحثين ,
وسُئِلَ الشيخ محمد جواد المهدوي (عن الفكر المتين) فقال "ما مضمونه":- { لم أقرأه وليس مهمتي الرد إنما هي مهمة الشيخ الفياض (دام ظله)} ([5]) .
وقد أشار سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسين آل نوري الموسوي(دام عزه) الذي هو أحد طلاب السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) بأعلمية السيد الحسني(دام ظله) وولايته لأمرة المسلمين ، بعد إطلاعه على بحوث السيد الحسني(دام ظله) مقارنة ً مع بحوث السيد الحائري والسيد الهاشمي والشيخ الفياض(دام ظلهم) والسيد الصدر الثاني والسيد الصدر الاول(قدس سرهما) ،
وكذلك قد شهد للسيد الحسني بالإجتهاد والأعلمية والولاية سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ أحمد التبريزي(دام عزه) أحد طلاب البحث الخارج عند سماحة آية الله العظمى السيد وحيد الخراساني(دام ظله)([6]) وقام بتدريس بحوث السيد الحسني في( قم المقدسة) وترجمتها الى اللغة الفارسية ،
وكذلك سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ حازم السعدي(دام عزه) قد صرّح بأعلمية السيد الحسني(دام ظله) على باقي العلماء في خارج وداخل النجف بعد إطلاعه على بحوث العلماء المتصدين للمرجعية بالإضافة الى أن ثلة من طلاب السيد الحسني(دام ظله) قد شهدوا للسيد الحسني بالإجتهاد والأعلمية ، وإذا منَّ الله علينا ببقاء السيد الحسني(دام ظله) (إن شاء الله تعالى) سيخرج عدة مجتهدين وطلاب بحث الخارج من حوزة الإمام الصادق(u) ببركة وتسديدات مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) .
8 – إشارة السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره الشريف) للسيد الحسني (دام ظله):
قد أشار السيد الصدر(قدس سره) مرات عديدة عندما يُسئل عن أفضل طلبته كان يقول " ما مضمونه":- { ان السيد الحسني هو أفضل طلابي} وقد ذكر السيد الصدر(قدس سره) في لقاء مُسَجَل (اللقاء الثالث) :- {... أنا قلت أن جناب السيد كاظم الآن هو الأعلم (إله باب وجواب) أمـا في حينه لعله سيكون بعض طلابي هو الأعلم , ليس مجتهدا ً فقط بل أعلم فحينئذٍ يجب (يعني) الرجوع إليه تقليداً وقيادة ً(لو صح التعبير) وانتهى الحال} ولم يكن من طلاب السيد الشهيد(قدس سره) مَنْ لديه حظ من العلم والجهاد مثل سماحة سيدنا الولي(دامت بركاته) حيث أشكل على مباني السيد الخوئي والشيخ الفياض والسيد محمود الهاشمي والشيخ اليعقوبي فضلاً عن إشكاله على استاذه السيد الصدر الثاني(قدس سره) ليثبت بذلك علميته الكبيرة , ولم يستطع أحد أن يرد الإشكالات طبعاً ([7]) , ولاحظ عزيزي كلام السيد(قدس سره):- (...هو الأعلم.... بل الأعلم ...) ولا يوجد من طلبة السيد من إدّعى الأعلمية وإثباتها بالدليل وأبدى استعداده لإثبات ذلك وتحدى الجميع حتى بالمناظرة لا يوجد إلا السيد الحسني هو صاحب دعوى الأعلمية .
9 – تدريسه فـي الـحـوزة :
كان سماحة السيد الحسني (دام ظله) قد درّس المنطق واصول المظفر والكفاية ومن ثم فتح البحث الخارج (الاصولي ) وسمّاه (البحث الاستدلالي الابتدائي) وقد سُجل البحث , وكان معروفا ً لدى الأوساط الحوزوية ان أقوى بحث هو بحث السيد الحسني حتى أنه كان لا يحضر هذا البحث إلا المتمكن من الكفاية وكان يحضر لديه (20) طالبا ً لكن بمجرد ما إدّعى السيد الأعلمية حتى أخذت الحوزة بقطع رواتب الطلاب الذين يدرسون عند السيد الحسني(دام ظله) ولم يبقَ في تلك الفترة إلا طالب واحد وهو جناب حجة الإسلام الشيخ حازم السعدي (دام عزه) , وقد فتح السيد الحسني البحث الأخلاقي (كمقدمة للبحث الخارج) وقد اشترط بدخول البحث الخارج أن يكون الطالب قد قرر لاستاذه وفهم مطالبه وأنه يشهد بالحق ويقسم بذلك .
10 – صـلاة الـجمـعـة :
عندما كان السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) يصلي الجمعة في مسجد الكوفة كان له عدد من الوكلاء يصلّون الجمعة في اماكن مختلفة من العراق ومنهم السيد الحسني (دام ظله) حيث بعثه السيد الشهيد(قدس سره) الى مدينة الحلة لإمامة صلاة الجمعة هناك وقد صلى سماحته(دام ظله) بأهل الحلة في مقام الإمام علي(u) في منطقة الشاوي قرابة تسع جُمَع إلى ان منعه أزلام صدام المجرم من إقامتها ، وهذا مما لا يخفى على الجميع وخاصة مقلدي السيد الشهيد(قدس سره) في الحلة وهذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على ان السيد الصدر(قدس سره) كان يعتبر السيد الحسني من طلابه الثقاة العدول وممن يستطيع تحمل المسؤولية .
وبعد إستشهاد السيد الصدر(قدس سره) في زمن الطاغية صدام لمْ يتصدَّ أي مرجع ديني الى صلاة الجمعة سوى السيد الحسني(دام ظله) ، حيث أوصى السيد الصدر(قدس سره) بصلاة الجمعة بعده قائلاً: (( استمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات السيد محمد الصدر لأنه لا يجوز لكم ان تجعلوا موت السيد محمد الصدر سبباً وذريعةً لذلة الإسلام والتشيّع وتفرّّق الكلمة وكثرة المشاكل))([8]) ، ومن هذا المعنى نستنتج ان السيد الحسني يمتلك من الشجاعة ما لا يملكه غيره ممن يدّعي الاجتهاد أو الأعلمية أو القيادة ، وانه لا تأخذه في الله لومة لائم وهذه هي الأخلاق التي دعا إليها أئمتنا الأطهار( ) .
وكانت صلاة الجمعة التي أقامها السيد الحسني(دام ظله) بعد إستشهاد السيد الصدر(قدس سره) في النجف الاشرف والتي سُميت (جمعة الأقصى) السبب الرئيسي للإعتقال الأول لسماحة السيد الحسني(دام ظله) والتي اعتبرها النظام البائد تحديا ً صريحا ً وعلنيا ً لمنع صلاة الجمعة لا سيّما أن السيد أقامها وترديد الشعارات التي كان يرددها السيد الشهيد(قدس سره) وتلك الشعارات هي صوت الحق الذي صرخه بوجه الظلم والطغيان .
11 – الشيخ المهدوي والمناظرة :
بعد ان تزايد عدد مقلدي السيد الحسني(دام ظله) ازدادت التساؤلات والاستفسارات في مكاتب علماء النجف وخصوصاً مكتب السيد السيستاني ومكتب الشيخ الفياض ومكتب السيد الشهيد الصدر(قدس سره) وعلى أثر الضغوطات من قبل الناس (حيث يسألون المشايخ لماذا لا تناظرون السيد الحسني وتنهون الموضوع إذا كنتم فعلاً تعتقدون بعدم إمتلاكه الدليل العلمي) ، وخلال هذه الفترة أجاب الشيخ المهدوي على استفتاءٍ وُجـِِِّهَ إليه من بعض مقلدي السيد الحسني(دام ظله) فأجاب الشيخ المهدوي:- (( أنا مستعد أن أختبر السيد الحسني في الكفاية " أي في بحث الكفاية للأخوند " فإذا نجح السيد الحسني بهذا الاختبار فإنّي أعترف بأنه(( مجتهد)) فأجاب السيد الحسني(دام ظله) ردّاً عليه (ما مضمونه):- (( إني موافق على شـرط أن أختبره كما يختبرني حتى نرى مَنْ هو دون المستوى ؟ ويجعل بيننا حكماً هو يختاره على ان يكون هذا الاختبار وما يترتب عليه ممضياً من قبـل الشيخ الفياض(دام ظله))) ، وأشار السيد الحسني ( الى ان هذا الأمر فيه خديعة واحتيال لأنه هل يُعقـل أن يعترف ويقر الشيخ لي بالإجتهاد بمجرد أن أجتاز امتحان الكفاية فهل الضابطة عند الشيخ المهدوي في الاجتهاد هو اجتياز إختبار الكفاية فقط !!!! إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون) .
وقد وافق الشيخ المهدوي على ذلك وحـدد ساعة الاختبار والمكان ، وأرسل الى السيد الحسني الدعوة بالحضور في جامع الترك في اليوم الأول من شهر جمادي الأول في الساعة العاشرة صباحاً , وكتب السيد الحسني(دام ظله) خمسة أسئلة في الاصول وأعطاها الى احد المشايخ وقال له (ما مضمونه):- ( إذا لم آتِ الى الجامع لسبب أو آخر , لأنني سأُمنع بالتأكيد من الوصول الى الجامع فاعرض هذه الخمسة أسئلة على كل علماء الكوفة وإعطهم مُهلة لمدة أسبوع وليتعاونوا على حلها وليستعينوا بمن شاؤوا) وقد جعل السيد الحسني هذا الاختبار لكشف المؤامرة المحاكة من قبل المرتزقة ، وقال السيد الحسني(دام ظله):- ((وخذ منهم الأسئلة الموجهة لإختباري وسيأتي الرد خلال ساعة من وصول الأسئلة وبخلافه أُعتبر خاسراً وهم بخلاف السبعة أيام يعتبرون خاسرين)) وفعلاً في الليلة الاولى من ذلك الشهر طـُوِقَ بيت السيد الحسني(دام ظله) ومُـنِعَ من الخروج من داره وفي صبيحة اليوم الأول من شهر جمادي الأول طرق الباب (أزلام أمن صدام) فخرج إليهم السيد الحسني(دام ظله) وكانت السابعة صباحاً فقال المسؤول الأمني:- ( اننا نريد منك بعض الاستفسارات ونذهب فقط ) ودخلوا الى البيت وقالوا للسيد الحسني ( لماذا تزعج العلماء بالمناظرات , فقد جاءت تبليغات من السلطات العليا بإعتقال كل من يسأل مكتب الشيخ الفياض عن المناظرة مع الحسني (وفعلاً اعتـُقِلَ العديد من المكلفين) وقالوا:- ان شكاوى العلماء وخاصة ً من السيد السيستاني والشيخ الفياض قد وصلت الى الرئيس مباشرة ٍ, وانهم (أي رجال الأمن) قدموا لتطويق البيت من الليل من أجل منع السيد(دام ظله) من الخروج الى مكان المناظرة ، وأطالوا الحديث ، واخذوا يساومون السيد الحسني على ان يتعاون مع الدولة بإعطائه مغريات كثيرة ، وكان الرفض القاطع من السيد الحسني(دام ظله) لأن بهذه المساومة خيانة لخط الشهيدين الصدرين(قدس سرهما) وللدين والمذهب وخيانة لخط الإمام المعصوم(u) ، ولم يخرج رجال الأمن إلا في الساعة الثانية عشرة ظهرا ً أي بعد إن إطمأنوا بفشل المناظرة ، وقد كان الشيخ المهدوي جالساً في أحدى سيارات ضباط الأمن الصدامي وهو يتحدث ضاحكاً مع ضباط الأمن كما يشهد لهذا الموقف العديد من الأشخاص ممن مرَّ في ذلك الوقت قرب دار السيد (دام ظله) .
وبهذا يكون عدم حضور السيد الحسني(دام ظله) الى جامع الترك هو إنسحابه من المناظرة وبطلان دعواه ، لكن السيد(دام ظله) كان متوقعاً لهذا المخطط ، لذلك كما ( ذكرنا سابقاً ) فقد كشف سماحته (دام ظله) المخطط فلم يأتي الشيخ المهدوي الى جامع الترك .
فإنكشف زيف إبن العاص وباءت محاولته بالفشل وإنقلب السحر على الساحر ، فلم يستطع العلماء حل الأسئلة الموجهة إليهم من السيد الحسني (الخمسة أسئلة) ولم يـُوَجَهْ أي سؤال الى السيد الحسني(دام ظله) ولا أي اختبار ، وما بعد الحق إلا الضلال
|
|
|
|
|