منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - أعظم الله أجوركم باستشهاد مولاتنا الزهراء (ع)
عرض مشاركة واحدة

الصقر1
عضو
رقم العضوية : 1609
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 7
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : الصقر1 is on a distinguished road

الصقر1 غير متواجد حالياً عرض البوم صور الصقر1



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي وفاة الزهراء(عليها السلام)
قديم بتاريخ : 07-Jun-2008 الساعة : 05:06 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


قالت عائشة : أقبلت فاطمة تمشى كان مشيتها مشية رسول الله ( ) قال النبي مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت ثم أسر إليها حديثا فضحكت
فقلت لها : حدثك رسول الله ( ) بحديث فبكيت ثم حدثك بحديث فضحكت فما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن من فرحك
فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله ( ) حتى أنه إذا قبض سألتها
فقالت : أسر إلي فقال : ان جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وانه عارضني به العام مرتين ولا أراني إلا وقد حضر أجلى وانك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف انا لك فبكيت لذلك
ثم قال : ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء المؤمنين ؟ فضحكت لذلك .شالمصيبة بموت النبي ( ) وهي مهمومة مغمومة محزونة مكروبة كئيبة حزينة باكية العين محترقة القلب يغشى عليها كل ساعة بعد ساعة في كل ساعة وحين تذكره وتذكر الساعات التي كان يدخل عليها فيعظم حزنها وتنظر مرة إلى الحسن ومرة إلى الحسين وهما بين يديها فتقول أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة ؟
أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض ؟
فإنا لله وانا إليه راجعون فقد والله جدكما وحبيب قلبي ولا أراه يفتح هذا الباب ابدا ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما ثم مرضت مرضا شديدا ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفيت صلوات الله عليها فلما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي وأحضرته فقالت يا بن عم انه قد نعيت إلى نفسي لأرى ما بي لا أشك إلا انني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وانا أوصيك بأشياء في قلبي قال لها علي " " : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله .
فجلس عند رأسها واخرج من كان في البيت ثم قالت يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال " " معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله ان أوبخك غدا بمخالفتي فقد عز علي بمفارقتك وبفقدك إلا أنه أمر لابد منه والله جدد على مصيبة رسول الله ( ) وقد عظمت وفاتك وفقدك فانا لله وانا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وألمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزية لا خلف لها ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ على رأسها وضمها إلى صدره ثم قال أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفيا أمضى كل ما أمرتني به واختار أمرك على أمري ثم قالت جزاك الله عنى خير الجزاء ،
يا بن عم أوصيك أولا أن تتزوج بعدي بابنة إمامة فإنها تكون لولدي مثلي فان الرجال لابد لهم من النساء قال فمن أجل ذلك ، قال أمير المؤمنين " " : أربعة ليس إلى فراقهن سبيل : بنت امامة أوصتني بها فاطمة ،
ثم قالت أوصيك يا بن عم ان تتخذ لي نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته
فقال لها : صفيه إلي فوصفته فاتخذه لها ، فأول نعش عمل في وجه الأرض ذلك ، وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد ،
ثم قالت أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ، وأخذوا حقي فإنهم أعدائي وأعداء رسول الله ( ) وان لا يصلى علي أحد منهم ، ولا من اتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الابصار .
ثم توفيت صلوات الله عليها وعلى أبيها ، وبعلها وبنيها فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها ، فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة ان تزعزع من صراخهن وهن يقلن : يا سيدتاه يا بنت رسول الله ، واقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي " " وهو جالس ، والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يبكيان فبكى الناس لبكائهما ، وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها ، متجللة برداء عليها تسحبها وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله ، الآن حقا فقدناك فقدا لالقاء بعده ابدا واجتمع الناس فجلسوا ، وهم يرجون وينظرون ان تخرج الجنازة ، فيصلون عليها وخرج أبو ذر فقال : انصرفوا فإن ابنة رسول الله ( ) قد أخر اخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا ، فلما ان هدأت العيون ، ومضى من الليل ، أخرجها علي والحسن والحسين عليهما السلام ، وعمار والمقداد ، وعقيل والزبير ، وأبو ذر وسلمان وبريدة ، ونفر من بني هاشم وخواصه صلوا عليها ، ودفنوها في جوف الليل وسوى على حواليها قبورا مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها .
وقال بعضهم من الخواص : قبرها سوى مع الأرض مستويا ، فمسحها مسحا سواء مع الأرض حتى لا يعرف أحد موضعه .
وقالوا : ليس قبرها بالبقيع ، إنما قبرها بين رسول الله ( ) ومنبره لا ببقيع الغرقد وتصحيح ذلك قوله " " بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، إنما أراد بهذا القول قبر فاطمة .
وروى أن أمير المؤمنين " " ، قال عند دفن فاطمة : السلام عليك يا رسول الله عنى وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي إلا أن لي في التأسي بعظم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت بين نحري وصدري نفسك إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة واخذت الرهينة اما حزني فسرمد واما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم وستنبئك ابنتك فأحفها السؤال واستخبرها الحال هذا ولم يطل العهد ولم يخل الذكر والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وان أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله به الصابرين .
قال جابر سمعت رسول الله ( ) يقول لعلي بن أبي طالب قبل موته بثلاث سلام الله عليك يا أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك ، فلما قبض رسول الله ( ) فقال علي هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله ( ) فلما ماتت فاطمة ، قال علي هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله .
قال الأصبغ بن نباتة : سئل أمير المؤمنين " " عن علة دفن فاطمة بنت رسول الله ( ) فقال " " : انها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها وحرام على من يتولاهم ان يصلى على أحد من ولدها .
قال عبد الرحمن الهمداني : لما دفن علي بن أبي طالب " " فاطمة قام على شفير القبر ، وذلك في جوف الليل لأنه كان دفنها ليلا فأنشأ يقول :
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل
وان افتقادي فاطما بعد أحمد * دليل على أن لا يدوم خليل
سيعرض عن ذكرى وتنسى مودتي * ويحدث بعدي للخليل خليل
من كتاب المناقب المذكور عن أبي الفرج محمد بن أحمد المكي ، عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد ، عن محمد بن علي الحلواني ، عن كريمة بنت أحمد ابن محمد المروزي ، وأخبرني أيضا به عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله تعالى ، عن أبي علي زاهر بن أحمد ، عن معاذ بن يوسف الجرجاني عن أحمد بن محمد بن غالب ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن [ ابن ] نمير ، عن مجالد عن ابن عباس .
قال : خرج أعرابي من بني سليم يتبدى في البرية ، فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه ، فسعى وراءه حتى اصطاده ، ثم جعله في كمه وأقبل يزدلف نحو النبي ( ) فلما أن وقف بإزائه ناداه : يا محمد يا محمد ، وكان من أخلاق رسول الله ( ) إذا قيل له : يا محمد قال : يا محمد ،
وإذا قيل له : يا أحمد قال : يا أحمد ،
وإذا قيل له : يا أبا القاسم ، قال : يا أبا القاسم ،
وإذا قيل [ له ] : يا رسول الله ، قال : لبيك وسعديك وتهلل وجهه فلما أن ناداه الأعرابي يا محمد يا محمد قال له النبي : يا محمد يا محمد ،
قال له : أنت الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أكذب منك ، أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء إلها بعث بك إلى الأسود والأبيض واللات والعزى ، لولا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتك بسيفي هذا ضربة أقتلك بها ، فأسود بك الأولين والآخرين . فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال النبي ( ) : أجلس يا با حفص فقد كاد الحليم أن يكون نبيا . ثم التفت النبي ( ) إلى الأعرابي
فقال له : يا أخا بني سليم هكذا تفعل العرب ؟
يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلام الغليظ ؟ يا أعرابي والذي بعثني بالحق نبيا إن من ضربي في دار الدنيا هو غدا في النار يتلظى ، يا أعرابي والذي بعثني بالحق نبيا إن أهل السماء السابعة يسمونني أحمد الصادق ، يا أعرابي أسلم تسلم من النار يكون لك ما لنا وعليك ما علينا وتكون أخانا في الاسلام .
قال . فغضب الأعرابي وقال : واللات والعزى لا أؤمن بك يا محمد أو يؤمن هذا الضب ، ثم رمى بالضب عن كمه ، فلما أن وقع الضب على الأرض ولى هاربا ،
فناداه النبي ( ) : أيها الضب أقبل إلي ، فأقبل الضب ينظر إلى النبي ( ) ، قال : فقال له النبي ( ) : أيها الضب من أنا ؟ فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع
فقال : أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فقال له النبي ( ) : من تعبد ؟ قال : أعبد الله عز وجل الذي فلق الحبة وبرأ النسمة واتخذ إبراهيم خليلا واصطفاك يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول : ألا يا رسول الله إنك صادق * فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما * عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مدعو ويا خير مرسل * إلى الجن بعد الانس لبيك داعيا
ونحن أناس من سليم وإننا * أتيناك نرجو أن ننال العواليا
أتيت ببرهان من الله واضح * فأصبحت فينا صادق القول زاكيا
فبوركت في الأحوال حيا وميتا * وبوركت مولودا وبوركت ناشيا
قال : ثم أطبق على فم الضب فلم يحر جوابا ، فلما أن نظر الأعرابي إلى ذلك قال : واعجبا ضب اصطدته من البرية ثم أتيت به في كمي لا يفقه ولا ينقه ولا يعقل يكلم محمدا ( ) بهذا الكلام ويشهد له بهذه الشهادة أنا لا أطلب أثرا بعد عين ، مد يمينك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم الأعرابي وحسن إسلامه .
ثم التفت النبي ( ) إلى أصحابه فقال لهم : علموا الأعرابي سورا من القرآن قال : فلما أن علم الأعرابي سورا من القرآن قال له النبي ( ) : هل لك شئ من المال ؟ قال : والذي بعثك بالحق نبيا إنا أربعة آلاف رجل من بني سليم ما فيهم أفقر مني ولا أقل مالا .
ثم التفت النبي ( ) إلى أصحابه فقال لهم : من يحمل الأعرابي على ناقة أضمن له على الله ناقة من نوق الجنة قال : فوثب إليه سعد بن عبادة قال : فداك أبي وأمي عندي ناقة حمراء عشراء وهي للأعرابي . فقال له النبي ( ) : يا سعد تفخر علينا بناقتك ؟ ألا أصف لك الناقة التي نعطيكها بدلا من ناقة الأعرابي ، فقال : بلى فداك أبي وأمي .
فقال : يا سعد ناقة من ذهب أحمر وقوائمها من العنبر ، ووبرها من الزعفران وعيناها من ياقوتة حمراء ، وعنقها من الزبرجد الأخضر ، وسنامها من الكافور الأشهب ، وذقنها من الدر ، وخطامها من اللؤلؤ الرطب ، عليها قبة من درة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تطير بك في الجنة .
ثم التفت النبي ( ) إلى أصحابه فقال لهم : من يتوج الأعرابي أضمن له على الله تاج التقى ، قال : فوثب إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) وقال : فداك أبي وأمي وما تاج التقى فذكر من صفته ، قال : فنزع علي ( ) عمامته فعمم بها الأعرابي .
ثم التفت النبي ( ) فقال : من يزود الأعرابي وأضمن له على الله عز وجل زاد التقوى ، قال : فوثب إليه سلمان الفارسي فقال : فداك أبي وأمي وما زاد التقوى ؟ قال : يا سلمان إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عز وجل قول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك ، وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم ألقك أبدا .
قال : فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله ( ) فلم يجد عندهن شيئا ، فلما أن ولى راجعا نظر إلى حجرة فاطمة ( ) فقال : إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد ( ) ، فقرع الباب فأجابته من وراء الباب : من بالباب ؟ فقال لها : أنا سلمان الفارسي فقالت له : يا سلمان وما تشاء ؟ فشرح قصة الأعرابي والضب مع النبي ( ) .
قالت له : يا سلمان والذي بعث محمدا ( ) بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ، ولكن لا أرد الخير إذا نزل الخير ببابي . يا سلمان خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون اليهودي وقل له : تقول لك فاطمة بنت محمد : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إنشاء الله تعالى .
قال : فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى شمعون اليهودي فقال له : يا شمعون هذا درع فاطمة بنت محمد ( ) تقول لك : أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إنشاء الله .
قال : فأخذ شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول : يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فأسلم وحسن إسلامه .
ثم دفع إلى سلمان صاعا من تمر وصاعا من شعير فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها واختبزته خبزا ثم أتت به إلى سلمان فقالت له : خذه وامض به إلى النبي ( ) ، قال : فقال لها سلمان : يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن والحسين ، فقالت : يا سلمان هذا شئ أمضيناه لله عز وجل لسنا نأخذ منه شيئا . قال : فأخذه سلمان فأتى به النبي ( ) فلما نظر النبي ( ) إلى سلمان قال له : يا سلمان من أين لك هذا ؟
قال : من منزل بنتك فاطمة ، قال : وكان النبي ( ) لم يطعم طعاما منذ ثلاث .
قال : فوثب النبي ( ) حتى ورد إلى حجرة فاطمة ، فقرع الباب وكان إذا قرع النبي ( ) الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له الباب نظر النبي ( ) إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها ، فقال لها : يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك ؟
فقالت : يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان .
قال : فأنبههما النبي ( ) فأخذ واحدا على فخذه الأيمن والاخر على فخذه الأيسر وأجلس فاطمة بين يديها وأعتنقها النبي ( ) ودخل علي بن أبي طالب ( ) فاعتنق النبي ( ) من ورائه ، ثم رفع النبي ( ) طرفه نحو السماء فقال : إلهي وسيدي ومولاي هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
قال : ثم وثبت فاطمة بنت محمد ( ) حتى دخلت إلى مخدع لها فصفت قدميها فصلت ركعتين ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي هذا محمد نبيك ، وهذا علي ابن عم نبيك ، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك إلهي أنزل علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا منها وكفروا بها ، اللهم أنزلها عليها فإنا بها مؤمنون .
قال ابن عباس : والله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها وإذا قتارها أزكى من المسك الأذفر ، فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النبي ( ) وعلي والحسن والحسين ، فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب ( ) قال لها : يا فاطمة من أين لك هذا ؟
ولم يكن عهد عندها شيئا فقال له النبي ( ) : كل يا أبا الحسن ولا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( 1 ) .
قال : فأكل النبي ( صل الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسنان (عليهما السلام).
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 43 - ص 69 - 74

رد مع اقتباس