منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الأمر
الموضوع: الأمر
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 0
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي الأمر
قديم بتاريخ : 17-Jun-2008 الساعة : 07:07 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الأمر
بسم الله الرحمن الرحيم
انا أنزلناه في ليلة القدر. المسلمون قاطبة يعتقدون، أن هذه الليلة لها مزايا كثيرة، وكرامة من الله خاصة. ففيها القرآن الكريم، انزل على الرسول محمد وسلم. وأنها ليلة تقدير الأعمال، الصالح منها والطالح. وفيها يقدر من سيكون مصيره إلى الجنة، ومن ستكون نهايته إلى النار. لذا فهم يستقبلونها بلهفة في كل سنة، ويتحرونها في أواخر شهر رمضان المبارك. فيؤمون المساجد للصلاة – ولقراءة القرآن - وللتعبد – وللتقرب إلى الله جل جلاله.

وترى البعض في تلك الليالي المباركة ينقطعون عن الدنيا، ليذكرون الله قياماً - وقعودا - وعلى جنوبهم – ويتفكرون في خلق السماوات والأرض. قائلين: ربنا ما خلقت هذا باطلاً فقنا عذاب النار. معتكفون - ومتهجدون في كل ليلة من العشر الأواخر، مخافة أن يفوتهم فضلها وخيرها. وهذه دلالة واضحة، على إيمانهم بها جميعاً دون استثناء. وإجماعهم هذا دليل جلي، على اعتقادهم بوقوعها دون ريب.

وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر. كما أن المسلمون متفقون، على إن هذه الليلة خير من ألف شهر. رغم اختلافهم في تفسير معنى الألف شهر، وما يرمي إليه جل جلاله من وراء ذكر هذه العبارة.

تتنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر. وفي هذه الليلة وكما هو ظاهر الآية، تتنزل الملائكة، والروح، بكل أمر. أما باطن الآية، والغير معروف منها، لا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى من ذكرهم الله في كتابة. عند قوله: ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.

ومع هذا فإن المسلمين قد اجمعوا على أن الملائكة، وكذلك الروح - وهو خلق من مخلوقات الله - ينزلون على رسول الله (ص)، في هذه الليلة العظيمة. وينزلون بأوامر الله العلي الأعلى للسنة المقبلة، كما يطلعونه على ما يجري فيها من خير - ومن شر.

فإذا كانت ليلة القدر لا تزال سارية المفعول، وتتحقق في كل سنة. وإنها كانت تتنزل على نبي الرحمة (ص) في حياته، فعلى من تتنزل بعد وفاته؟! سؤال حائر ويحتاج إلى إجابة؟! فلابد أن تتنزل على خليفته - ووصيه – ومن ويمتلك مزاياه. فمن هو ذلك الخليفة، وذلك الوصي – ومن يمتلك تلك المزايا النبوية؟!

لا يحرز الجواب الشافي لهذا السؤال، إلا من اعتقد بوجود خلفاء – وأوصياء – وأئمة - كلهم من قريش – وكلهم من أبناء فاطمة الزهراء - أم أبيها - . معينين من قبل الله، يقومون مقامه في وفاته عقلاً - ونقلاً. ولأن هذه السورة المباركة دليل قاطع، على وجود خليفة لخاتم الأنبياء (ص).

وهذا الخليفة موجود على وجه الأرض، ويعيش بين الناس. رغم عدم رؤيتهم له، ومعرفتهم به. ليكون حجة لله تعالى على الناس. فلا ينطبق هذا الوصف إلا على سيدنا ومولنا، أمام العصر والزمان، عجل الله تعالى فرجه. الذي سيملأها - عند خروجه – قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً. لذا هي سلام ورحمة حتى مطلع الفجر.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية

رد مع اقتباس