منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الحلقة الثانية:(المعجزة والعمر الطويل)
عرض مشاركة واحدة

العاديات
الصورة الرمزية العاديات
عضو
رقم العضوية : 1934
الإنتساب : Jun 2008
المشاركات : 15
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : العاديات is on a distinguished road

العاديات غير متواجد حالياً عرض البوم صور العاديات



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي الحلقة الثانية:(المعجزة والعمر الطويل)
قديم بتاريخ : 27-Jun-2008 الساعة : 07:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


هذا الموضوع يمثل الحلقة الثانية لموضوع (من اين ياتي للمهدي هذا العمر الطويل) لذا من اجل فهم هذا الموضوع ارجو قراة الموضوع السابق الذي سردت اسمه بين القوسين اعلاه علما ان المواضيع ضمن هذه السلسلة التي انا بصدد نشرها مقتبسه من كتاب (بحث حول المهدي) لسماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر لذا ارجو عدم نسيان هذا العالم الفيلسوف من الدعاءوالفاتحة وجزاكم الله خير الجزاء.

المبحث الثانى المعجزه والعمر الطويل

وقد عرفنا حتى الان ان العمر الطويل ممكن علميا، ولكن لنفترض انه غير ممكن علميا، وان قانون الشيخوخه والهرم قانون صارم لا يمكن للبشريه اليوم، ولا على خطها الطويل ان تتغلب عليه، وتغير من ظروفه وشروطه، فماذا يعنى ذلك؟ انه يعنى ان اطاله عمر الانسان - كنوح او كالمهدى - قرونا متعدده، هى على خلاف القوانين الطبيعيه التى اثبتها العلم بوسائل التجربه والاستقراء الحديثه، وبذلك تصبح هذه الحاله معجزه عطلت قانونا طبيعيا فى حاله معينه للحفاظ على حياه الشخص الذى انيط به الحفاظ على رساله السماء، وليست هذه المعجزه فريده من نوعها، او غريبه على عقيده المسلم المستمده من نص القرآن والسنه((83))، فليس قانون الشيخوخه والهرم اشد صرامه من قانون انتقال الحراره من الجسم الاكثر حراره الى الجسم الاقل حراره حتى يتساويا، وقد عطل هذا القانون لحمايه حياه ابراهيم(ع) حين كان الاسلوب الوحيد للحفاظ عليه تعطيل ذلك القانون. فقيل للنار حين القى فيها ابراهيم (قلنا يا ناركونى بردا وسلاما على ابراهيم) الانبياء:69، فخرج منها كما دخل سليما لم يصبه اذى، الى كثير من القوانين الطبيعيه التى عطلت لحمايه اشخاص من الانبياء وحجج اللّه على الارض، ففلق البحر لموسى((84))، وشبه للرومان انهم قبضوا على عيسى((85)) ولم يكونوا قد قبضوا عليه، وخرج النبى محمد(ص) من داره وهى محفوفه بحشود قريش التى ظلت ساعات تتربص به لتهجم عليه، فستره اللّه تعالى عن عيونهم وهو يمشى بينهم((86)). كل هذه الحالات تمثل قوانين طبيعيه عطلت لحمايه شخص، كانت الحكمه الربانيه تقتضى الحفاظ على حياته، فليكن قانون الشيخوخه والهرم من تلك القوانين.

وقد يمكن ان نخرج من ذلك بمفهوم عام وهو انه كلما توقف الحفاظ على حياه حجه للّه فى الارض على تعطيل قانون طبيعى، وكانت ادامه حياه ذلك الشخص ضروريه لانجاز مهمته التى اعد لها، تدخلت العنايه الربانيه فى تعطيل ذلك القانون لانجاز ذلك، وعلى العكس اذا كان الشخص قد انتهت مهمته التى اعد لها ربانيا فانه سيلقى حتفه ويموت او يستشهد وفقا لما تقرره القوانين الطبيعيه.

ونواجه عاده بمناسبه هذا المفهوم العام السوال التالى: كيف يمكن ان يتعطل القانون((87))؟ وكيف تنفصم العلاقه الضروريه التى تقوم بين الظواهر الطبيعيه؟ وهل هذه الا مناقضه للعلم الذى اكتشف ذلك القانون الطبيعى، وحدد هذه العلاقه الضروريه على اسس تجريبيه واستقرائيه؟! والجواب : ان العلم نفسه قد اجاب عن هذا السوال بالتنازل عن فكره الضروره فى القانون الطبيعى، وتوضيح ذلك: ان القوانين الطبيعيه يكتشفها العلم على اساس التجربه والملاحظه المنتظمه، فحين يطرد وقوع ظاهره طبيعيه عقيب ظاهره اخرى يستدل بهذا الاطراد على قانون طبيعى، وهو انه كلما وجدت الظاهره الاولى وجدت الظاهره الثانيه عقيبها، غير ان العلم لايفترض فى هذا القانون الطبيعى علاقه ضروريه بين الظاهرتين نابعه من صميم هذه الظاهره وذاتها، وصميم تلك وذاتها، لان الضروره حاله غيبيه، لا يمكن للتجربه ووسائل البحث الاستقرائى والعلمى اثباتها، ولهذا فان منطق العلم الحديث يوكد ان القانون الطبيعى - كما يعرفه العلم - لا يتحدث عن علاقه ضروريه، بل عن اقتران مستمر بين ظاهرتين((88))، فاذا جاءت المعجزه وفصلت احدى الظاهرتين عن الاخرى فى قانون طبيعى لم يكن ذلك فصما لعلاقه ضروريه بين الظاهرتين.

والحقيقه ان المعجزه بمفهومها الدينى، قد اصبحت فى ضوء المنطق العلمى الحديث مفهومه بدرجه اكبر مما كانت عليه فى ظل وجهه النظر الكلاسيكيه الى علاقات السببيه.

فقدكانت وجهه النظر القديمه تفترض ان كل ظاهرتين اطرد اقتران احداهما بالاخرى فالعلاقه بينهما علاقه ضروره، والضروره تعنى ان من المستحيل ان تنفصل احدى الظاهرتين عن الاخرى، ولكن هذه العلاقه تحولت فى منطق العلم الحديث الى قانون الاقتران او التتابع المطرد ((89))بين الظاهرتين دون افتراض تلك الضروره الغيبيه.

وبهذا تصبح المعجزه حاله استثنائيه لهذا الاطراد فى الاقتران اوالتتابع دون ان تصطدم بضروره او تودى الى استحاله.

واما على ضوء الاسس المنطقيه للاستقراء((90)) فنحن نتفق مع وجهه النظر العلميه الحديثه، فى ان الاستقراء لا يبرهن على علاقه الضروره بين الظاهرتين، ولكنا نرى انه يدل على وجود تفسير مشترك لاطراد التقارن او التعاقب بين الظاهرتين باستمرار، وهذا التفسير المشترك كما يمكن صياغته على اساس افتراض الضروره الذاتيه، كذلك يمكن صياغته على اساس افتراض حكمه دعت منظم الكون الى ربط ظواهر معينه بظواهر اخرى باستمرار، وهذه الحكمه نفسها تدعو احيانا الى الاستثناء فتحدث المعجزه.


توقيع العاديات

بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحاَ(1)فالموريات قدحا(2) فالمغيرات صبحا(3)فأثرن به نقعا(4)فوسطن به جمعا(5)ان الانسان لربه لكنود(6)وانه على ذلك لشهيد(7)وانه لحب الخير لشديد(8)افلا يعلم اذا بعثر مافي القبور(9)وحصل ما في الصدور(10)ان ربهم بهم يومئذ لخبير(11)
صدق الله العلي العظيم



رد مع اقتباس