منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - النجف الاشرف
الموضوع: النجف الاشرف
عرض مشاركة واحدة

BAGHDADY
الصورة الرمزية BAGHDADY
عضو نشيط

رقم العضوية : 1039
الإنتساب : May 2008
الدولة : عاصمة شيعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
المشاركات : 383
بمعدل : 0.06 يوميا
النقاط : 222
المستوى : BAGHDADY is on a distinguished road

BAGHDADY غير متواجد حالياً عرض البوم صور BAGHDADY



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي النجف الاشرف
قديم بتاريخ : 22-Jul-2008 الساعة : 07:09 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
النجف الاشرف
للنجف مكانة خاصة في قلوب المسلمين لأهميتها المتمثلة بوجود مرقد الإمام أميرالمؤمنين() فيها، لذا تهفو إليها القلوب ويقصدها الزائرون من كلّ البلدان الإسلامية لحصول التكريم والتشريف من ربّ العالمين.
وهي أرض الأنبياء والأولياء والقديسين، اتخذها إبراهيم الخليل() مسكناً له واشتراها من أربابها0ثمّ اشتراها أميرالمؤمنين() من أهلها بأربعين ألف درهم، وأشهد على ذلك شهوداً0
توفي أميرالمؤمنين() شهيداً بالكوفة ليلة الجمعة 21 شهر رمضان سنة 40هـ، فحمله ولداه الحسن والحسين(عليهما السلام) إلى ظهر الكوفة سراً، حيث مرقده الشريف الآن بين ربوات ـ تلال ـ ثلاث، وأُخفي قبره0
كان الدافع لإخفاء قبره الشريف ـ بوصية منه ـ ما كان يعلمه من أمر أعدائه من الخوارج والأمويين، وما يضمرون له من حقد وضغينة0
فكانت هذه الخطوة إحدى الخطوات الغيبية له، وبها حفظ قبره وسلم من عبث العابثين.
وكان أولاده وأحفاده وشيعته يتعاهدون القبر الشريف بالزيارة والصلاة عنده سراً، إلى عهد (هارون الرشيد) واظهار القبر.
كان اظهاره بمثابة ضوء أخضر إذ توافدت الشيعة زرافات ووحداناً لتقبيل تلك الأعتاب الطاهرة، ونقلت جنائز محبيه لدفنها في تلك الأرض.
واتسع الأمر إلى أن صار هناك خدم ومجاورون وكلّ أصناف الناس، واكتملت مدينة وصار لها شأن كبير.
واتسعت أكثر لمّا نزلها الشيخ الطوسي محمّد بن الحسن سنة 448 هـ مع جمع من تلامذته ومريديه، وأصبحت مدرسة فاقت أخواتها في الحواضر الإسلامية، واستمر بها العمران والعلم إلى اليوم(5).


● أسماؤها:
للنجف أسماء كثيرة عدّدها من كتب عنها، إلاّ أنّ المشهور منها ثلاثة أسماء هي:
1 ـ النجف:
فعن الإمام الصادق() قال: إنّ النجف كان جبلا وهو الّذي قال ابن نوح: (سَآوِي إلَى جَبَل يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ)
، ولم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه، فأوحى الله إليه: يا جبل أيعتصم بك منّي، فتقطع قطعاً قطعاً إلى بلاد الشام وصار رملا دقيقاً، وصار بعد ذلك بحراً عظيماً، وكان يسمّى ذلك البحر بحر (ني)، ثمّ جف وصار بعد ذلك فقيل: (ني جف) فسمّي بنجف، ثمّ صار الناس بعد ذلك يسمّونه (نجف) لأ نّه كان أخف على ألسنتهم0
قال الفيروزآبادي: النجف محرّكة والنجفة مكان لا يعلوه الماء مستطيل منقاد... مسناة بظاهر الكوفة تمنع السيل أن يعلو مقابرها ومنازلها0
وقال ياقوت: والنجف قشور الصليان، وبالقرب من هذا الموضع قبر أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)(
2 ـ الغري:
الغري نصب كان يذبح عليه العتاير، والغريان طربالان وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب، زعموا أ نّهما بناهما بعض ملوك الحيرة0

3 ـ مشهد عليّ:
والمشهد محضر الناس ومنه المشهدان: النجف وكربلاء.
وحيث أنّ مراقد الأئمّة() كلّها مشاهد إلاّ أنّ المشهور منها (مشهد عليّ)، وهذا الاسم غلب على المدينة مدّة طويلة وإلى الوقت الحاضر، فإنّي كنت أسمع من الشيوخ والعجائز أ نّه (ذاهب للمشهد) ويقصدون به مشهد أميرالمؤمنين().


● فضل النجف:
روي عن الإمام الصادق() قال: أربع بقع ضجت إلى الله تعالى أيّام الطوفان: البيت المعمور فرفعه الله، والغري، وكربلاء، وطوس0.
وعنه() قال: الغري قطعة من طور سيناء، وإنّه الجبل الّذي كلم الله عليه موسى تكليماً، وقدّس عليه عيسى تقديساً، واتخذ عليه إبراهيم خليلا، واتخذ محمّداً حبيباً، وجعله للنبيين مسكناً0
وعنه() قال: نحن نقول بظهر الكوفة قبر ما يلوذ به ذو عاهة إلاّ شافاه الله0


● فضل المجاورة والدفن:
وعقيدة الشيعة في السكن أو المبيت أو في نقل جنائزهم جوار مراقد الأئمّة() وبالخصوص مرقد أميرالمؤمنين(); لما ورد في النصوص المأثورة الّتي تحفز على المجاورة، فمنها:
أنّ أميرالمؤمنين() نظر إلى ظهر الكوفة فقال: ما أحسن منظرك، وأطيب قعرك، اللّهمّ اجعل قبري بها0
وعن الإمام الصادق() قال: ما من مؤمن يموت في شرق الأرض وغربها إلاّ وحشر الله جلّ وعلا روحه إلى وادي السلام.
قيل: وأين وادي السلام؟
قال: بين وادي النجف والكوفة، كأ نّي بهم حلق كثير قعود يتحدّثون على منابر من نور0
وهذه المجاورة الكريمة المسقطة لحساب منكر ونكير بحسب الأخبارعناها الشاعر بقوله:
بقبـــــــــرك لذنا والقبـور كثيرة *** ولكن من يحمــــي الجوار قليل
وأوصى آخر حيث قال:
إذا مت فــــادفني مجـــــاور حيـــــــــــدر *** أبــــا شبـــر أعنـــي بـــه وشبـــيــــــــــر
فتى لا يذوق النــــار مــــن كـــــان جاره *** ولا يختشـــــــــي مـــــــــن منكـــر ونكير
وعار على حامي الحمى وهوفي الحمى *** إذا ضـــــــــل في البـــــــــيدا عقـــال بعير

● الصحن الشريف:
يقوم الصحن الشريف على طبقتين، في كلّ طبقة من الأواوين والغرف مثل ما في الطبقة الثانية، وكلّ إيوان منها يحتوي على حجرة أو حجرتين.
وهو مستطيل الشكل يبلغ ارتفاعه 17 متراً، أمّا أبعاده فهي:
من الجنوب إلى الشمال 77 متراً.
من الشرق إلى الغرب 72 متراً.
وله خمسة أبواب:
1 ـ الباب الكبير، من جهة الشرق.
2 ـ باب مسلم بن عقيل، من جهة الشرق.
3 ـ باب القبلة، من جهة الجنوب.
4 ـ باب الفرج أو السلطاني، من جهة الغرب.
5 ـ باب الطوسي، من جهة الشمال.
الدفن في الصحن الشريف:
تحدثنا سابقاً في (فضل المجاورة والدفن) عن عقيدة الشيعة في نقل موتاهم إلى جوار أميرالمؤمنين()، سواء داخل الصحن الشريف أم خارجه.
وتعد مقبرة (وادي السلام) من أوسع مقابر العالم إذ ينقل إليها ما معدله (100) جنازة يومياً من مختلف مدن العراق والعالم.
وللصحن الشريف نصيب من هذا النقل، فقد امتلأت حجره وأرضه والحرم المطهر بآلاف الموتى من أوّل تأسيسه إلى سنة 1404 هـ ـ 1984 م حيث منعت الحكومة المبادة الدفن فيه إلاّ لبعض الأفراد المخصوصين الّذين لا يتجاوزون العشرة.
وطمست آثار المقابر، وقلعت الصخور الدالة على الاشخاص، ورفعت الصور المعلقة.
وبهذا العمل الخبيث ضاع علينا كثير من الشواخص والآثار النفيسة.

توقيع BAGHDADY




رد مع اقتباس