منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - عظم الله أجرك سيدتي يا فاطمة الزهراء...يا سيدي يا صاحب الزمان !!
عرض مشاركة واحدة

شعاع المقامات
الصورة الرمزية شعاع المقامات
مشرف سابق
رقم العضوية : 520
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 1,562
بمعدل : 0.24 يوميا
النقاط : 277
المستوى : شعاع المقامات will become famous soon enough

شعاع المقامات غير متواجد حالياً عرض البوم صور شعاع المقامات



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي عظم الله أجرك سيدتي يا فاطمة الزهراء...يا سيدي يا صاحب الزمان !!
قديم بتاريخ : 27-Jul-2008 الساعة : 05:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها


شهادة الإمام الكاظم ( )

عاصر الإمام الكاظم ( ) خلال فترة إمامته أربعة من الخلفاء العباسيين وهم : المنصور ، المهدي ، الهادي ، الرشيد .

وقد زخرت هذه الفترة بالأحداث والوقائع التاريخية الخطيرة ، وكان من أبرز تلك الوقائع هي الثورات والسجن والملاحقات والقتل الفردي والجماعي لآل علي بن أبي طالب ( ) ، وبني عمومتهم من الطالبِيّين .

فالولاة يحكمون ويعبثون ويتصرفون كيف شاءوا ما زالوا محافظين على طاعة الخليفة .

لأن المطلوب هو الولاء للخليفة العباسي لا بَسط العدل وإقامة أحكام الإسلام ، وفي مثل هذه الأوضاع كان طبيعياً أن ينال الإمام ( ) الظلم والسجن والاضطهاد .

فأمر الرشيد بنقل الإمام من سجن الفضل إلى سجن السندي بن شاهك ، والأخير كان شريراً لم تدخل الرحمة إلى قلبه ، وقد تَنكّر لجميع القِيَم .

فكان لا يؤمن بالآخرة ولا يرجو لله وقاراً ، فقابل الإمام ( ) بكل قسوة وجفاء ، فَضَيّق عليه في مأكله ومشربه ، وكَبّله بالقيود

ويقول الرواة : إنه قَيّده ( ) بثلاثين رطلاً من الحديد .

وأقبل الإمام ( ) على عادته على العبادة ، فكان في أغلب أوقاته يصلي لربه ، ويقرأ كتاب الله ، ويُمجّده ويَحمُده على أنْ فَرّغه لعبادته .


كتابه إلى هارون :


وأرسل الإمام ( ) رسالة إلى هارون الرشيد أعرب فيها عن نقمته عليه ، وهذا هو نَصّها :

( إِنّه لن يَنقضي عَنّي يوم من البلاء حَتى ينقضي عَنك يوم من الرّخَاء حتى نَفنَى جميعاً إلى يومٍ ليس فيه انقضاء ، وهُناك يَخسرُ المُبطلون ) .

وحكت هذه الرسالة ما أَلمّ بالإمام ( ) من الأسى في السجن ، وأنه سيحاكم الطاغية هارون الرشيد أمام الله تعالى في يوم يخسر فيه المبطلون .


شهادته ( ) :


عهد هارون إلى السندي باغتيال الإمام ( ) ، فَدُسّ له سُمّاً فاتكاً في رطب ، وأجبره السندي على تناوله .

فأكل ( ) مِنهُ رطبات يسيرة ، فقال له السندي : زِد على ذلك .

فَرَمَقَهُ الإمام ( ) بَطَرْفِه وقال له : ( حَسبُكَ ، قد بَلغتُ ما تحتاجُ إليه ) .

وتفاعل السم في بدنه ( ) ، وأخذ يعاني الآلام القاسية ، وقد حفت به الشرطة القُساة .

ولازَمه السندي ، وكان يُسمِعُه مُرَّ الكلام وأقساه ، ومَنعَ عنه جميع الإسعافات لِيُعَجّل له النهاية المَحتومة .

ولما ثقل حاله ( ) وأشرف على النهاية ، استدعى المُسيّب بن زهرة ، وقال له :

( إني على ما عَرّفتُك من الرحيل إلى الله عزَّ وجلَّ ، فإذا دَعوتُ بِشُربة من ماءٍ فَشربتُها ورأيتني قد انتَفَختُ واصفَرَّ لوني واحمَرَّ واخضَرَّ ، وَأتَلَوَّنُ ألواناً ، فأخبر الطاغية بوفاتي ) .

فقال المُسيَّب : فلم أزلْ أراقب وَعده ، حتى دعا ( ) بشربة فَشربَها ، ثم استدعاني فقال :

( يا مُسيَّب ، إن هذا الرِّجس السِّندي بن شَاهك سَيزعم أنه يتولَّى غسلي ودفني ، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً ، فإذا حُمِلت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فَألحِدُوني بها ) .

قال المُسيَّب : ثم رأيتُ شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه ، وكان عهدي بسيِّدي الرضا ( ) وهو غلام ، فأردت أن أسأله ، فصاح بي سيدي الكاظم ( ) وقال : ( أَليسَ قَد نَهَيتُك ؟! ) .

ثم إنه غاب ذلك الشخص ، وجئتُ إلى الإمام ( ) فإذا به جثة هامدة قد فارق الحياة ، فانتهيت بالخبر إلى الرشيد .

وكانت شهادته ( ) في ( 25 ) رجب من سنة ( 183 هـ ) .

فخرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان إمام المسلمين وسيد المتقين والعابدين ، وخرجَت الشيعة وهي تلطم الصدور ، وتذرف الدموع ، وخرجت السيدات من نسائهم وَهُنَّ يَندبْنَ الإمام ( ) ويرفَعْنَ أصواتَهُنَّ بالنياحَة عليه ( ) .

وسارت مواكب التشييع في شوارع بغداد ، وهي تردد أهازيج اللوعة والحزن .

وسارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن وقد ساد عليها الحزن ، حتى انتهت إلى مقابر قريش في بغداد .

فَحُفِر للجثمان العظيم قبر ، فواروه فيه وانصرف المشيعون وهم يعددون فضائله ( ) ، ويَذكُرون بمزيد من اللَّوعة الخسارةَ التي مُني بها المسلمون .

فَتَحيَّات من الله على تلك الروح العظيمة ، التي ملأت الدنيا بفضائلها وآثارها ومآثرها .


توقيع شعاع المقامات

قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.


رد مع اقتباس