|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبي طالب
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
بتاريخ : 09-Aug-2008 الساعة : 02:33 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المثال الثالث:
حديث الرسول الأعظم (ص): (أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُها)، كانَ موجوداً في الطبعات القديمة لكتاب (سنن الترمذي)، وقد أشارَ إلى وجوده الكثير من عُلمائهم ومُحققيهم، مثل ابن حجر في (الصواعق المحرقة) والسيوطي في (تأريخ الخلفاء) وابن الأثير في (جامع الأصول) وابن عدي في (الكامل) وغيرهم..، وأمَّا في الطبعات المُتداولة في الأسواق وفي أيدي الناس فلا يوجد فيها هذا الحديث أصلاً، لأنَّ الترمذي روى في كتابهِ حديثين،وقدأشارَ ابن حجر في الصواعق أنهما حديثان في الترمذي،الأول:(أنا مدينة العلم..)، والثاني: (أنا مدينة الحكمة..)، فالثاني موجود، والأول محذوف.
ولولا ضيق المجال، ولأننا لسنا بصدد هذا الموضوع، لذكرنا مئات الأمثلة العجيبة والمذهلة على التلاعب والتحريف في كتبهم، ناهيك عن الفضائح الواضحة التي يكتشفها المتتبع بدقة لمؤلفاتهم، فتجد كثيراً من الأحاديث في فضل أهل البيت (ع) أو غيرذلك يرويها السيوطي أو النبهاني أو ابن حجر الهيثمي وحتى ابن تيمية وغيرهم، ويقولون بأنها في الصحيحين أو في أي كتاب آخر، فإذا راجعنا الكتاب لا نرى للحديث وجوداً أبداً.
فإن كانَ ذلك نسيانٌ منهم، فالنسيان في حديث أو حديثين وليس في عشرات الأحاديث،وإن كان نسيانٌ فلماذا اجتمعت العلماء على نقله والإشارة إلى المصدر نفسه، فهل أنهم جميعهم نسوا؟!
وإن كان نسيانٌ أيضاً فلماذا يقول بعض المحققين لكتبهم بعد نقل الحديث: (ربما حذف من المصدر)؟!
وإن كانَ نسيانٌ فلماذا يقول مُحقق كتاب (مجمع الزوائد) الدكتور علي البوطي: إن التحريف أخذ مأخذه في كُتُبنا!
وإن كانَ نُسيانٌ فما تقولون فيما قاله الشيخ محمود أحمد الخليوي عندما سافرَ إلى لندن في مقابلة صحفية ما نصه: ( عندنا في السعودية مطابع متخصصة في تحريف الكُتب الإسلامية وقلب الحقائق).
عِلماً أنَّ هُناك الكثير مِنَ الألفاظ البذيئة التي كانَ يقولها عُمر أو عثمان أو غيرهما عَمَدوا لها وحذفوها أو بدَّلوها، ليتَ شعري إنهم مهما حذفوا وبدَّلـوا فإن الكُتب مشحـونة بقبائحهم، بل إنَّ الكثير مِن عُلمـاء النفس بدؤوا يتناولون كلمات الصحابـة بشيء من الدراسـة والتحقيق، فمثلاً: لَمَّا طُعِنَ عُمر بن الخطاب قال -كما أجمعَ عليه عُلماؤهـم-: (آه قتلني الكلب)، وفي رواية أُخـرى قال:(آه أكلني الكلب)، وفي رواية أُخرى قال: (آه دونكم الكلب فقد قتلني).
ولَمَّا ضُرِبَ بطلُ الإسلام الأوَّل علي بن أبي طالب (ع) في محرابهِ قال -كما أجمعَ عليه المسلمون-: (فُزتُ وَرَبِّ الكَعبَةِ).
من هُنا يتبيَّن لنا الفرق بين ألفاظ التربية الجاهليَّة، وألفاظ الذي تربَّى بين يدي زعيم البشريَّة النبي الأعظم محمد (ص)، ويقول عُلماء النفس أنَّ كَلِمَة عُمر تُشير إلى رغبتهِ في الدنيا، وتُشير إلى أنَّ في داخلهِ بذور الرفض للقضاء الإلهي، وتُشير إلى أنه في أقل درجات الإيـمان، وأنه يـخاف المـوت بسبب بعض المُلاحظات التي أحْدَثها في حياته..وغير ذلك من الأمراض النفسيَّة الخطيرة، ولمعرفة المزيد راجع كُتب عُلماء النفس الذينَ لا ينتمون إلى الشيعة، مثل (علم اللغة النفسي) للبروفسور جمال محمد عيضة، (عِلمُ نفس الألفاظ) للدكتور محمود الدهيمة، (موقف وكلمة) للدكتور برهان ضيجة، (عِلمُ نفس الإشاعة) للدكتور هارل كانتر، (سيكولوجيا الكلمة) للدكتور محمد علوان الحلبي، (سيكولوجيا الإرهاب) للدكتور الشيخ أحمد الرابح الزهراني، وغير ذلك.
وإذا أرادَ القارئ مُراجعة الكلمة التي قالها عُمر أو معرفة الهستيريا الخطيرة التي صارت عند ولده عبيد الله وكيف أنه أخذ يقتل الناس الأبرياء عشوائياً من أجلِ دم أبيه، فليقرأ الكتب التالية: (صحيح البخاري)، (تأريخ الإسلام) للذهبي، (عمدة القاري) للعيني،(شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي،(المبسوط) للسرخسي،(بدائع الصنائع) لأبي بكر الكاشاني، (السنن الكبرى) للبيهقي، (فتح الباري) لابن حجر، (المُصنَّف) لابن أبي شيبة الكوفـي، (صحيح ابن حبـان)، (كنـز العمـال) للمتقـي الهنـدي، (الطبقات الكبرى) لابن سعد، (تأريخ مدينة دمشق) لابن عـساكر، (تـاج العـروس) للزبيـدي، (نيل الأوطـار) للشوكانـي، (بغية الباحث) للحارث بن أبي أسامة، (تأريخ المدينة) لابن شبه النميري، (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة الدينوري، (عمر بن الخطاب) للبكري، (فقه السُّنة) للسيد سابق، (أُسد الغابة) لابن الأثير، وعشرات الكتب الأخرى.
وفي المُقابل اسألوا عُلماء النفس عن: (فُزتُ وَرَبِّ الكَعبَةِ) الكلمة التي قالها الإمام علي (ع) حينما ضربه ابن مُلجم،وانظروا ماذا كتبوا حولها، حتى تعرفوا عظمة إمامنا (ع).
وقد قالَ أحد الحاقدين في كتابهِ بأنَّ الإمام علي (ع) قالَ نفس الكلمة التي قالها عُمر، وهذا كذبٌ صريح، ومُخالِف لِما جاء به السنة والشيعة، وقد ردَّ عليه الكثير من السنة في أنَّ هذه الكلمة لم تجرِ على لسان الإمام (ع)، وإنما جرت على لسان عُمر بن الخطاب.
وقالَ بعض الناس الذين اشتبهوا في النَّقل أنَّ الإمام علي (ع) قالَ حين ضَربهُ ابن مُلجم: (فزت ُورب الكعبة قتلني ابن اليهوديَّة)، وهذا خطأ كبير لم يذكرهُ أحدٌ من عُلمائنا الأعلام في كتبهم المُعتبرة، وهُناك بعض الكتب غير المُعتبرة والشاذة نقلت ذلك اشتباهاً، وإذا كانَ هُناك خطيبٌ يقول هذه العِبارة فهو مُخطئ قطعاً وعليه أن يُحقق حتى لا يظلم نفسه، لأنَّ إجماع المُسلمين أنه قال (ع): (فُزتُ وَرَبِّ الكَعبَةِ) فقط وفقط..، فتأمَّل.
نعود.. فلهذا السبب وأسباب أُخرى أيضاً عمَدوا إلى كُـتبهم فحرَّفوها وتلاعبوا فيها.
وبعـد هـذه المُقـدِّمـة البسيطـة نعـود إلى أصل الموضـوع لنـذكـر للقارئ بعض النصوص الدَّالة على مظلُوميَّة فاطمة الزهراء (ع)، مع التزامنا بالاختصـار الشديد، لكي تبقى هـذه الصفحات كُرَّاساً صغيـراً، سهل القِراءة، ولأنَّ الوقت كانَ ضيّقاً جداً، فقد كتبنا هامش المُحاضرة السابقة مع هذا المُلحق حول مظلُوميَّة الزهراء (ع) في أربعة أيَّام فقط ونعتذر على الإطالة، ونسأل من الله القبول.
|
|
|
|
|