منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رسائل الشيخ البهاري حول السلوك إلى الله ..
عرض مشاركة واحدة

الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة السادسة للشيخ البهاري


رأيتك في ليلة من الليالي كسلاً فاترا ، ولم أعرف الحكمة في ذلك ؟.. فلو كان فتورك للدنيا ، فاعلم أن العبد لا يأخذ أكثر من قوته المقدر له.. وإن كان للآخرة فاعلم أن الله تعالى يستقبل العبد الهارب بأول سعي منه إليه ، إذ أن الراحل إليه قريب المسافة .. أو ما سمعت قوله : لو علم المدبرون كيف اشتياقي إليهم لماتوا شوقاً .. فعجّل قبل فوات الأوان.


وإذا رأيت نفسك لا تُقبل على العبادة ، فالتجأ إليه بالتضرع والمسكنة ، فإن العطاء _ بلا حساب واستحقاق - إنما هو ديدنه وعادته .. فلا تلتفت إلى وسوسة الشيطان في أنه لا مجال للتوبة بعد تكرر المعصية ، فإنه جلّت عظمته توّاب غفور ، وأولياؤه أيضاً مأمورون بذلك .

وأما لو كان فتورك وضيقك لأجل فراق الاخوان ، نظراً إلى أن مودة سنة رحم ماسة ، وفرقتها نار موقدة ، وقد قال الشاعر:
وجدت مصيبات الزمان جميعها

سوى فرقة الاحباب هينة الخطب

وقال آخر :
يقولون ان الموت صعب على الفتى

مفارقة الاحباب والله اصعب


فأقول لك : إن للكلام تفصيلاً وفروعاً.. والحق أنه لو كانت صداقة الانس هذه من موجبات الالتذاذ بالدنيا ، فلا معنى للضيق والفتور أبداً ، بل لا بد من الفرح والسرور لتخلّصك من هذه البلية ، وفقنا الله تعالى لنيل هذه المرتبة الجليلة .

وأما لو كانت أخوتك في الله تعالى فإن مفارقة الأنيس - وإن كانت موجبة للوحشة - إلا أن علاج الأمر ليس بالضيق والتبرم ، بل عليك بالإحسان إليه والقيام بحقوق اخوته ولو في غيابه ، فإن الاخوة عقد يجب الوفاء به..

وليس القصد هنا التفصيل في بيان حقوق الاخوة ، بل على المؤمن أن يعين اخوانه على الثبات على لوازم الاخوة ليقطفوا جميعاً ثمارها ، وإن من ثمارها الخلاص مما يقع فيه كل واحد منهما من البلاء في أهوال الآخرة .

(محمد البهاري الهمداني )


رد مع اقتباس