منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - اوفوا الكيل يا أهل الميزان
عرض مشاركة واحدة

المصباح المحمدي
عضو
رقم العضوية : 2581
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 39
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 203
المستوى : المصباح المحمدي is on a distinguished road

المصباح المحمدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور المصباح المحمدي



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : المصباح المحمدي المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Sep-2008 الساعة : 11:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المبحث الثاني :-
الـمـنـاقــشـة في معارضة الروايات لروايـة السمري

والحق إن المفسر إذا فسر لفظ (المشاهدة) في الرواية برؤية الإمام المهدي (ع) مطلقا فان هذا التفسير يؤدي إلى تفسيق وتكذيب الكثرة الكاثرة من صالح العلماء السابقين (عليهم الرحمة) وعددهم يفوق عدد التواتر ، وتكذيب عدد أكثر من عدد التواتر بكثير من عامة الناس الذين تشرفوا برؤية الإمام المهدي (ع) والنقل عنه (ع) ، فان كان التواتر يحصل بوجود عدد يخبر عن أمر ما ، يمتنع عليه التواطؤ على الكذب أو الوقوع باللبس والاشتباه ( ) ، فان قضية الذين رأوا الإمام المهدي (ع) ، من هذا القبيل بل يفوقه بكثير ، فلا يمكن التسليم بهذا التفسير للرواية ، فالخبر القطعي هو رؤيةُ الامام (ع) ومشاهدته ، فلا يمكن حمل أو تفسير (المشاهدة) في التوقيع بنفي رؤية الإمام (ع) فإنه يستلزم تكذيب كل الذين تشرفوا بلقاء الإمام المهدي (ع) ومنهم العلماء الأتقياء الذين لا يمكن صدور الكذب منهم . كما فسر بعضهم هذا التوقيع الشريف .
*****
ولهذا السبب أعرض بعض العلماء عن هذا الاحتمال ، واختار أن يكون معنى (المشاهدة) في الحديث الشريف إنها تعني نقل الأخبار عن الإمام المهدي (ع) . أي رؤية الإمام (ع) بالإضافة إلى نقل الأخبار عنه (ع) . وبهذا يصبح كل من تشرف بلقاء الإمام المهدي (ع) ونقل الأخبار عنه فهو كذاب مفتري .
وهذا الوجه باطل أيضاً ، لعدم وجود ما يعضد هذا القول من ناحية الحديث الشريف ، ودلالة الألفاظ لا تساعد على ذلك ، فـ((المشاهدة)) في الحديث مطلقة ولا يوجد فيها أي دليل على ما ذهبوا إليه ، بل هي بعيدةٌ عما حددوه ، ولا اقل من وجود احتمال الفهم المغاير لهذا المعنى ، وعليه تسقط الرواية من الاستدلال كما ألزموا أنفسهم بقولهم ( إن دخل الاحتمال بطل الاستدلال ) .
كما إن هذا الفهم باطل من جهة أخرى ، وهو تعارضه مع الكثرة الكاثرة من الإخبارات التي نقل فيها ثقات الشيعة الإمامية عن الإمام المهدي (ع) أموراً كثيرة ، وقد قطع العلماء الأوائل بصدورها عن الإمام المهدي ومن جملة هذه الحوادث والأمور ما يأتي :-
1- حادثة البحرين وننقل عن السيد الصدر جانبا منها (... في روايةٍ ارويها عن أبـي (دام طله) ... فلما كانت الليلة الأخيرة ، اقبل شخص وعرفه بنفسه انه هو المهدي المنتظر،وقد جاء إجابة لطلبه . وسأله عن حاجته ، فاخبره الرجل بان قواعده الشعبية ومواليه في اشد التلهف والانتظار إلى ظهوره وقيام نوره . فأوعز إليه المهدي (ع) أن يبكر في غد إلى مكان عام عينه له، ويأخذ معه عددا من ... ) .
فهل ترى عزيزي القارئ إن هذا السيد محمد الصدر يكذب في روايته عن أبيه (أستغفر الله) .
ثم أليس هذا الرجل (البحريني) رسول للإمام المهدي (ع) ؟ !!! .
وهل هذا الرسالة التي يحملها عن الإمام تشمل الناس أم إن أمره (ع) بجمع الناس في مكان عام عبثاً ولعباً (وحاشاه) ؟ !!! .
وهل الناس إذا لم يجيبوا هذا الرسول يكونوا عاصين ومخالفين لأمر الإمام (ع) ، ويستحقوا بهذه المعصية النار أم لا ؟ !!! .
و ... و ... و ... .
أسئلةٌ تُسأل لانقلاب الموازين .

2- ومن هذه الحوادث حادثة الرمانة ونختار منها ما يخص المقام فقط ( ... فقال الإمام (ع) : يا محمد بن عيسى ! أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك ، فقال : إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ... فقال صلوات الله عليه : يا محمد بن عيسى إن الوزير (لعنه الله) في داره شجرة رمان فإذا مضيتم غدا إلى الوالي ، فقل له : جئتك بالجواب ولكني ... ) ، ويشرح الإمام له كيف يخرج الشيعة من ذلك المأزق . أليس هذا رسول للإمام المهدي يحمل رسالة شريفة لاستنقاذ امة ، أم إن الناس لا يؤمنون بمن يسعى لإنقاذهم إلا بعد وقوع العذاب ، فإذا وقع العذاب أو السيف صدقوا من غير أن يطلبوا أي دليل !!! .
إنا لله وإنا إليه راجعون اعني واخص بهذه الكلمات شيعة اليوم بتكذيبهم لرسول ووصي الإمام المهدي (ع) السيد احمد الحسن (ع) . ولا أريد شخصيات الرواية بهذا الكلام .
3- الأخبار الكثيرة الواردة عن السيد ابن طاووس (عليه الرحمة) وهي موجود في كتب الحديث والأدعية مطلقاً .
4- حادثة بناء مسجد جمكران وإخبار الإمام وتحديده المكان الذي يقام فيه هذا المسجد ثم تعليمه ذلك الرجل كيفية الصلاة في هذا المسجد ، فراجع .
5- الصلوات التي نقلها الكثير من العلماء في عهد الغيبة الكبرى ومنها ما أورده الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان الموجود في كل بيت شيعي تقريباً ، فراجع .
6- الحديث الوارد عن الإمام الصادق (ع) :
(للقائم غيبتان : أحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه) . والكثير غير هذا من الأخبار التي تسالم على قبولها العلماء الأوائل ونقلوها في كتبهم ، فراجعها في مضانها .
ومن هذا يتبين بطلان تفسير المشاهدة في التوقيع الشريف برؤية الإمام المهدي (ع) والنقل عنه (وهو القول الثاني) . فليس كل من رأى الإمام المهدي (ع) ونقل عنه هو كذاب مفتر . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
*****
والقسم الثالث : هم الذين تبين لهم هذا البطلان ، فأرادوا أن يقيدوا الحديث أكثر من ذلك فقالوا إن الإمام (ع) كان يقصد بـ((كاذب المفتر)) ، هو الذي يدعي (المشاهدة) أي (النيابة عن المعصوم) .
وهذا القول باطل أيضاً ، لِمَا تقدم في ثانيا :- بأنه لا دلالة على هذا القول ، والحديث الشريف لا يوحي بذلك لا من قريب ولا من بعيد ، فارجع إليه واقرأه من جديد لتتحقق من ذلك .
ثم إن وجود الرسل والنواب عن الإمام المهدي (ع) أمر حاصل ومتحقق ، ولا اقل من وجود الاحتمال المخالف لهذا الفهم كما قدمنا فهو كفيلٌ بتسقيط استدلالهم بهذا التوقيع ، هذا أولا .
*****
وأما ثانياً : فان هذا القول يستلزم الطعن بالقرآن الكريم فالقرآن الكريم يثبت إن الرسل من آل بيت العصمة وبالتالي من الله مستمر لكل أمة (أي كل جيل) لأحظ عزيزي القارئ قوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ)(يونس:47) وهي آية صريحة بان باب إرسال الرسل منهم (ع) مستمر وبهذا المضمون جاءت الكثير من روايات أهل البيت (ع) ومن هذه الأحاديث ما جاء في تفسير هذه الآية :
عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : سألته عن تفسير هذه الآية : ( لكل امة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) قال : تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد (ع) يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ، وهم الأولياء وهم الرسل ، وأما قوله : ( فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط ) قال : معناه أن الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله ) ، وفي هذا الشأن روايات أخرى أعرضنا عن ذكرها خوف الإطالة .
*****
وثالثاً : إن قولهم هذا (أي هذا الاحتمال) مُعارض لما ورد عن آل بيت العصمة (ع) ، بل ومُعارض لإحداث مهمة جداً ستقع قد تسالم عليها الشيعة الإمامية وفيها يكون رسوب اغلب الناس وسقوطهم في الهاوية لأنهم أطاعوا علماء السوء فأردوهم ، وهذه الأحداث هي إرسال الإمام المهدي رسول إلى أهل مكة (محمد ذو النفس الزكية) وسيجمع الناس على تكذيبه والوقوف بوجهه ومن ثمَّ قتله .
فهل باستطاعة أحد أن ينكر أن محمد ذو النفس الزكية من رسل الإمام المهدي (ع) ؟!!!.
كما إن هذا التفسير للحديث (أي تفسير التوقيع) بمن يأتي من الإمام (ع) كنائب خاص ووصفه بأنه كذاب مفتري مُعارض أيضاً لِأخبار اليماني الموعود .
فهل باستطاعة أحد أن ينكر (اليماني الموعود ) ، وخروجه قبل الإمام المهدي (ع) داعياً للإمام (ع) ؟ !!! . فلنأتي لصفة اليماني ، وهل هو مسدد من قبل الإمام المهدي بالاتصال مباشرة ؟ أم لا ؟ ( ) .
فصفة اليماني في روايات أهل البيت (ع) هي :- ما ورد في الرواية عن الإمام الباقر(ع) :
( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حَرَمَ بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )
وللوقوف على أسرار الحديث نختار منها نقاط نقف عندها :-
النقطة الأولى :- (ليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني) وهذا يعني إن هذه الراية هي الراية المعصومة . وإلا فلابد للإمام (ع) من وجود راية تهدي الناس ، وبهذا إما أن تكون راية اليماني هي راية الإمام وبهذا تكون راية واحدة ، وإما أن تكون راية الإمام هي الأهدى بلا شبهة ولا نقاش . ونص الرواية هنا يقول إن راية اليماني هي أهدى الرايات ، ولا يمكن حل هذا التناقض إلا بكون راية اليماني الموعود هي راية الإمام المهدي (ع) . وسيتضح شيء من هذه الحقيقة في الكلام القادم في (المبحث الثالث) فتابع .
النقطة الثانية :- (يدعوا إلى صاحبكم) أي انه يدعوا دعوة صادقة وخالصة للإمام المهدي (ع) ، دون أن تمازجها أي دعوة أخرى شخصية أو شيطانية .
النقطة الثالثة :- (يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم) أي يدعو إلى الإمام المهدي (ع) لأنه هو الحق ، وتكون دعوته هي اقصر الطرق إلى الله (صراط مستقيم) ، وهو بهذا مبتعد عن الباطل وشائبته .
النقطة الرابعة :- (الملتوي عليه من أهل النار) وهو بهذا صاحب ولاية إلهية ، ولهذا أوجب الأئمة (ع) على الناس البيعة له (فانهض إليه) أو كما في حديث آخر (فأتوه ولو حبوا على الثلج) . أي إنه صاحب بيعة الإمام المهدي (ع) أو (أول المؤمنين) على حد تعبير وصية رسول الله (ص) ( ... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ) ، أو تسميته بـ(المولى الذي وليَّ البيعة) على حد تعبير الرواية :-
(يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب حتى إذا كان قبل خروجه أتى المولى الذي كان معه حتى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم ههنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلا ، فيقول : كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو ناوى بنا الجبال لناويناها معه ، ثم يأتيهم من القابلة ويقول : أشيروا إلى رؤسائكم أو خياركم عشرة ، فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يلقوا صاحبهم ، ويعدهم الليلة التي تليها)
وبهذا تكون هذه الشخصية (شخصية المولى الذي ولي البيعة) منحصرة في اليماني دون غيره ، لأنه صاحب الدعوة الحقة دون بقية الخلق ، وصاحب أهدى الرايات ، ولو افترقا (اليماني عن المولى وأول المؤمنين) لأصبح المولى الذي يلي أمر الإمام (ع) تابع لليماني ، وإلا فهو من أهل النار (لان الملتوي على اليماني من أهل النار) ، وهذا مخالف للرواية الشريفة ، لأنها تقول هو النائب الخاص للإمام (ع) ، وهو من يهيئ القاعدة ويجمع للإمام أنصاره ، والى هنا يتضح لدينا اتحاد الشخصيتين ، ومنه يتضح اتصال الإمام المهدي (ع) باليماني الموعود من جهة ثانية بأكثر من دليل .
ثم لو لم يرغب القارئ الكريم بهذا لكفته الرواية السابقة دون تحديد هوية هذا المولى ، حيث يكون هذا الشخص هو الواسطة بين الإمام المهدي (ع) وبين قواعده الشعبية فيكون نائبه الخاص لهم بحيث يتسنى له الاتصال معه (ع) في أي زمن من الأزمنة .
وعلى هذا لا يمكن أن تقوم الرواية للاستدلال ضمن دائرة حساباتهم


رد مع اقتباس