منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مولانا أمير المؤمنين علي (ع) في القرآن.
عرض مشاركة واحدة

عبد علي
عضو
رقم العضوية : 2700
الإنتساب : Sep 2008
الدولة : قلب ازهراء
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 202
المستوى : عبد علي is on a distinguished road

عبد علي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد علي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عبد علي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي علي عليه السلام في القرآن
قديم بتاريخ : 12-Sep-2008 الساعة : 01:44 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سورة البقرة
(وفيها أربعون آية)


1. (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) الآية 2.
2. (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الآية 3.
3. (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس) الآية 13.
4و5. (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئوُنَ، اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) الآيتان 14 و15.
6. (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ) الآية 25.
7. (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) الآية 37.
8. (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) الآية 43.
9. (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ) الآية 45.
10. (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) الآية 46.
11. (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) الآية 57.
12. (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) الآية 58.
13. (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) الآية 60.
14. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الجنّة) الآية 82.
15. (وَإِذِ ابْتَلى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) الآية 124.
16. (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الآية 142.
17. (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَط) الآية 143 و (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) الآية 143.
18. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) الآية 153.
19. (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ـ إلى ـ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) الآيات 155-157.
20. (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبابُ) الآية 166.
21. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) الآية 172.
22. (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى) الآية 177.
23. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) الآية 178.
24. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) الآية 183.
25. (وَمِنَ النّاس مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاة اللهِ) الآية 207.
26. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) الآية 208.
27. (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الآية 213.
28. (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) الآية 253.
29. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا ممّا رَزَقْناكُمْ) الآية 254.
30. (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) الآية 256.
31. (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية 261.
32. (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاة اللهِ) الآية 265.
33. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) الآية 267.
34. (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِير) الآية 269.
35. (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية 274.
36. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ) الآية 277.
37. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ) الآية 282.
38. (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ) الآية 285.

:: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)
سورة البقرة، الآية 2.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) بإسناده عن عبد الله بن عباس، في قول الله عزّ وجلّ (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) يعني: لا شك فيه أنّه من عند الله، نزل (هدى) يعني: بياناً ونوراً (لِلْمُتَّقِينَ) علي بن أبي طالب، الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتقّى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته(1).

* * * * *

(أقول) (التقوى) درجات كثيرة، وكثيرة جداً.
(فأعلاها) ما كانت لعلي بن أبي طالب ().
فهو الذي اتقى بجوامع التقوى.
وهو المصداق الأكمل (للمتقين).
وحبر الأمة يروي ذلك.
(وَممّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
سورة البقرة، الآية 3.
أخرج علاّمة الحنفية، المير محمد صالح الترمذي، المعروف ب. (الكشفي) في مناقبه قال: عن طراز المحدِّثين الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه قال في هذه الآية: إنّها نزلت في أمير المؤمنين علي (كرّم الله وجهه)(2).
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
سورة البقرة، الآية 5.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) بإسناده عن علي بن أبي طالب قال:
حدّثني سلمان الخير فقال: يا أبا الحسن قلّما أقبلتَ أنت وأنا عند رسول الله ( وسلّم) إلاّ قال: (يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة)(3).
(أقول) مجيئ ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر، وكون الخبر مُحلّى (بأل) من علامات الحصر، مثل (زيد هو القائم) ـ كما حُقق في كتب البلاغة ـ.
والنبي ( وسلّم) قد استعمل علاّمة الحصر في قوله لسلمان الخير (هذا وحزبه هم المفلحون).
كما أنَّ الله تعالى ـ أيضاً ـ استعمل في هذه الآية الكريمة أداة الحصر، إذ جاء بضمير الفصل والخبر محلى (بأل).
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس)
سورة البقرة، الآية 13.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس) قال: علي بن أبي طالب وجعفر الطيار، وحمزة، وسلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد، وحذيفة بن اليمان، وغيرهم(4).
(أقول) يعني: المقصود من كلمة (النّاس) هم هؤلاء.
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئوُنَ، اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
سورة البقرة، الآيتان 14 و15.
(الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل، قال: أخبرنا أبو العباس العلوي (بإسناده) عن مقاتل، عن محمد بن الحنفية قال: بينما أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب قد أقبل من خارج المدينة، ومعه سلمان الفارسي، وعمّار، وصهيب، والمقداد، وأبوذر، إذ بصر بهم عبد الله بن أُبَي بن سلول المنافق، ومعه أصحابه، فلما دنا أمير المؤمنين قال عبد الله بن أُبي: مرحباً بسيّد بني هاشم وصي رسول الله، وأخيه، وختنه، وأبي السبطين، الباذل له ماله ونفسه فقال (يعني علي): ويلك يا ابن أُبي أنت منافق، أشهدُ عليك بنفاقك. فقال ابن أُبي: وتقول مثل هذا لي؟ ووالله إنّي لمؤمن مثلك ومثل أصحابك. فقال علي: ثكلتك أُمّك ما أنت إلاّ منافق.
ثم أقبل إلى رسول الله ( وسلّم) فأخبره بما جرى، فأنزل الله تعالى: (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُو) يعني: وإذا لقي ابن سلول أمير المؤمنين المصدّق بالتنزيل (قالُوا آمَنَّ) يعني صدّقنا بمحمد والقرآن (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) من المنافقين (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) في الكفر والشرك (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ) بعلي بن أبي طالب وأصحابه.
يقول الله تعالى: (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بعلي وأصحابه (رضي الله عنهم)(5).

* * * * *

وروى نحواً منه الفقيه الحنفي، الموفق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه(6).

* * * * *

(وفي غاية المرام) عن تفسير الهذلي:
(اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يعني يجازيهم في الآخرة، جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين.
قال ابن عباس: وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة أمر الله الخلق بالجواز على الصراط، فيجوز المؤمنون إلى الجنّة، ويسقط المنافقون في جهنم. فيقول الله: يا مالك استهزئ بالمنافقين في جهنم، فيفتح مالك باباً من جهنم إلى الجنّة، ويناديهم معاشر المنافقين هاهنا هاهنا فاصعدوا من جهنم إلى الجنّة، فيسبح المنافقون في بحار جهنم سبعين خريفاً، حتى إذا بلغوا إلى ذلك الباب وهموا الخروج أغلقه دونهم، وفتح لهم باباً إلى الجنّة من موضع آخر، فيناديهم من هذا الباب فاخرجوا إلى الجنّة، فيسبحون مثل الأول، فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم، ويفتح من موضع آخر، وهكذا أبد الآبدين(7).
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ)
سورة البقرة، الآية 25.
روى العلاّمة البحراني في كتابه (غاية المرام) عن (الجبري) من أعيان العلماء عن ابن عباس قال:
(فيما نزل في القرآن من خاصة رسول الله ( وسلّم) وعلي وأهل بيته دون النّاس من سورة البقرة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب)(8).
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
سورة البقرة، الآية 37.
روى العلاّمة الحافظ ابن المغازلي (الشافعي) في مناقبه، (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
سئل النبي ( وسلّم) عن الكلمات التي تلّقاها آدم من ربِّه فتاب عليه؟
قال ( وسلّم):
(سأله بحقِّ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ فتاب عليه)(9).

* * * * *

وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع السّيوطي في تفسيره(10).

* * * * *

وروى العلاّمة البحراني (قدّس سره) أيضاً عن القاضي أبي عمر وعثمان بن أحمد ـ وهو من أعيان العلماء ـ يرفعه إلى ابن عباس عن النبي ( وسلّم) قال:
(لما شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء حول العرش (فقال) يا ربِّ إنّي أرى أشباحاً تشبه خلقي فما هي؟
قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك اسم أحدهما (محمد). أبدأ النبوّة بك، وأختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه اسمه (علي) أؤيد محمداً به وأنصره على يده، والأنوار التي حولها أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا، يزوّجه ابنته، تكون له زوجة، يتصل بها أول الخلق إيماناً به وتصديقاً له، أجعلها سيدة النسوان، وأفطمها وذريتها من النيران، تنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلاّ سببه ونسبه (فسجد) آدم شكراً لله أنْ جعل ذلك في ذريته، فعوّضه الله عن ذلك السجود أنْ أسجد له ملائكته.(11)
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
سورة البقرة، الآية 43.
أخرج عالم الحنفية، أبو المؤيّد، موفّق بن أحمد، أخطب خطباء خوارزم، في كتابه (المناقب) (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال:
(قوله تعالى (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) نزلت في رسول الله ( وسلّم) وفي علي بن أبي طالب خاصة، وهما أول من صلّى وركع) (12).
ونقله أيضاً العلاّمة الكشفي، المير محمد صالح الترمذي (الحنفي) قال: عن المحدِّث الحنبلي وابن مردويه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الخ (13).
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ)
سورة البقرة، الآية 45.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل) قال: حدثونا عن أبي بكر السبيعي (بإسناده المذكور) عن أبي صالح(14) عن ابن عباس قال:
(الخاشع الذّليل في صلاته، المقبل عليها يعني رسول الله ( وسلّم) وعلياً)(15).
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ)
سورة البقرة، الآية 46.
روى العلاّمة البحراني في (غاية المرام) عن ابن عباس أنّه قال:
قوله تعالى: (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) نزلت في علي، وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر، وأصحاب لهم رضي الله عنهم(16).
(وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
سورة البقرة، الآية 57.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بسنده عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) عند ذكر هذه الآية:
(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
قال: فالله جلّ شأنه، وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه، أعز وأرفع وأقدس من أنْ يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل ظلمنا ظلمه، فقال:
(وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(17).
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
سورة البقرة، الآية 58.
روى الفقيه الشافعي، جلال الدين السّيوطي في تفسيره (الدّر المنثور) عند قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) إلخ قال:
وأخرج ابن أبي شيبة عن علي (رضي الله عنه) أنّه قال: (إنّما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكباب حِطّة)(18).

* * * * *

ونقل قريباً من ذلك الطبري في المسترشد، في ضمن خطبة لعلي ()(19) ونقله النعماني أيضاً عن الموافق والمخالف(20).
(وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْن)
سورة البقرة، الآية 60.
روى أبو الحسن الفقيه، محمد بن علي بن شاذان، في المناقب المائة من طريق العامّة ـ بحذف الإسناد ـ عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ في حديث ـ قال لرسول الله ( وسلّم) يا رسول الله ما عدّة الأئمة؟
قال ( وسلّم): يا جابر سألتني ـ رحمك الله عن الإسلام بأجمعه ـ إلى أنْ قال ( وسلّم):
وعدّتهم عدّة العيون التي انفجرت منه (أي من الحجر) لموسى بن عمران، حين ضرب بعصاه الحجر (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْن)(21).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الجنّة هُمْ فِيها خالِدُونَ)
سورة البقرة، الآية 82.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) قال: حدثونا عن أبي بكر السبيعي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال:
ممّا نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الجنّة هُمْ فِيها خالِدُونَ) نزلت في علي خاصة، وهو أول مؤمن، وأول مصلّ بعد رسول الله ( وسلّم)(22).
(أقول) قوله (نزل في علي خاصة) باعتباره المصداق الأكمل، والفرد الأول الذي شملته هذه الآية الكريمة، فكان علي () مصداقاً (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) حيث لم يكن فرد آخر غيره مصداقاً لها، وهو مع ذلك أكمل المؤمنين إيماناً، فصار صدق الإيمان عليه بأولية وأولوية معاً. فكأنه هو المؤمن الوحيد.

* * * * *

وروى الحاكم الحسكاني (أيضاً) قال:
حدّثنا الإمام أبو طاهر الزيادي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال:
هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي ( وسلّم).
وهو الذي كان لواءه معه في كل زحف.
وهو الذي صبر معه يوم المهراس، انهزم النّاس كلهم غيره.
وهو الذي غسّله، وهو الذي أدخله قبره(23).
(وَإِذِ ابْتَلى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)
سورة البقرة، الآية 124.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) في كتابه (ينابيع الموّدة) (بإسناده المذكور) عن المفضل قال: سألت جعفراً الصادق عن قوله عزّ وجلّ: (وَإِذِ ابْتَلى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) الآية قال:
(هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليهن وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة الحسن والحسين إلاّ تبت عليّ. فتاب عليه إنّه هو التواب الرحيم.
فقلت له يابن رسول الله فما يعني بقوله (فَأَتَمَّهُنَّ)؟
قال: يعني أتمهن إلى القائم المهدي، اثني عشر إماماً تسعة من الحسين(24).
(قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
سورة البقرة، الآية 124.
روى الفقيه الشافعي، أبو الحسن ابن المغازلي عن الغندجاني (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن مسعود(25) قال: قال رسول الله ( وسلّم): قال: قال رسول الله ( وسلّم):
(أنا دعوة أبي إبراهيم).
قلت: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟
قال ( وسلّم):
(أوحى الله عزّ وجلّ إلى إبراهيم (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمام) فاستخف إبراهيم الفرح قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أئمة مثلي؟ فأوحى الله عزّ وجلّ: أنْ يا إبراهيم إني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به (قال) يا رب وما العهد الذي لا تفي لي به؟ (قال) لا أعطيك لظالم من ذريتك عهداً (قال) إبراهيم عندها: (واجبنبني وبني أنْ نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراً من النّاس).
فقال النبي ( وسلّم)، فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي، لم يسجد أحدنا لصنم قط، فاتخذني نبياً واتخذ علياً وصياً(26).

* * * * *

وأخرجه أيضاً العديد من العلماء والمحدِّثين:
(منهم) المير محمد صالح بن عبد الله (الحنفي) الترمذي في كتابه (مناقب مرتضوي)(27) وغيره.
(قُلْ للهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
سورة البقرة، الآية 142.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل) قال:
حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه في أماليه (بإسناده المذكور) عن حذيفة، قال: قال رسول الله ( وسلّم):
(وإن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق المستقيم)(28).
(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاس وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ)
سورة البقرة، الآية 143.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل) قال:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس، عن علي () قال:
(إنّ الله إيّانا عنى بقوله تعالى (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاس).
فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على النّاس، وحجته في أرضه. ونحن الذين قال الله جل اسمه: (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَط)(29).
(وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ)
سورة البقرة، الآية 143.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو نصر المفسّر، (بإسناده المذكور) عن حكام أبو درهم قال:
سمعت الحسن يقول: كان علي بن أبي طالب من المهتدين.
ثم تلا: (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْه) الآية.
فكان علي أول من هداه الله مع النبي، وأول من لحق بالنبي ( وسلّم).
فقال له الحجّاج: ترابي عراقي (نسبة إلى أبي تراب، وهو كنية لعلي بن أبي طالب ().
فقال الحسن: (هو ما أقول لك)(30).
أخرج الحافظ جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي المدني (الحنفي) في نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، بإسناده عن الأعمش عن مجاهد(31) عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله ( وسلّم):
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)
سورة البقرة، الآية 153.
ما أنزل الله تعالى آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) إلاّ وعلي رأسها وأميرها(32).
(أقول) حيث إنّه وردت روايات عديدة بهذا المضمون بأسانيد مختلفة، ونصوص متعددة، وكانت هذه الآية مكرّرة في القرآن الحكيم، لذلك ذكرنا كل حديث عند كل مورد في (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) وقد تكرر الحديث الواحد في عدة آيات.
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
سورة البقرة، الآية 155-157.
روى مؤلف كتاب (شمسية الأفكار) عن كتب العامّة في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ):
(إنَّها نزلت في علي بن أبي طالب، لما وصل إليه قتل حمزة سيّد الشهداء)(33).
(أقول) حيث إنّ الآيات الثلاث واردة مورداً واحداً، فنزول واحدة منها في علي () معناه نزول جميعها فيه () كما لا يخفى.
وقد تكرّر منّا أنّ معنى نزولها في علي كونه أول شخص نزلت فيه، ولكونه المصداق الأتمّ كان ذلك.
(... أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)
سورة البقرة، الآية 159.
هم أعداء علي ().
أخرج العلاّمة الخوارزمي، أبو المؤيّد الموفقّ بن أحمد المكي (الحنفي) قال: أنبأني مهذّب الأئمّة، أبو المظفر، عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، إجازة (بإسناده المذكور) عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لعلي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه): اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي ثم قرأ (): (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ).
ثم بكى ( وسلّم).
فقيل: ممّ بكاؤك يا رسول الله؟
فقال ( وسلّم): (أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه، ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعدي)(34).
وأخرج علاّمة الهند (بسمل) عن أبي سعد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ( وسلّم) في حديث:
(هذا علي بن أبي طالب، هذا شيخ المهاجرين والأنصار... إلى أنْ قال ( وسلّم):
... فعلى مبغضيه لعنة الله ولعنة اللاعنين)(35).
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبابُ)
سورة البقرة، الآية 166.
روى الحافظ المحبّ الطبري في ذخائر العقبى، عن جابر بن عبد الله قال: (كان لآل رسول الله ( وسلّم) خادمة تخدمهم يقال لها (بربرة) فلقيها رجل وقال لها: يا بربرة غطي شعيفاتك فإنّ محمداً ( وسلّم) لن يغني عنك من الله شيئاً.
قال: فأخبرت النبي ( وسلّم) فخرج يجرُّ رداءه محمارة وجنتاه ـ وكنّا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه ـ فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا يا رسول الله ( وسلّم) مُرْنا بما شئت، والذي بعثك بالحق نبياً لو أمرتنا بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم.
ثم صعد ( وسلّم) المنبر فحمد الله وأثنى عليه (إلى أنْ قال):
قال ( وسلّم):
(ما بال أقوام يزعمون أنّ رحمي لا تنفع، بل تنفع حتى تبلغ (حكم) و (حاء)(36).
إنّي لأشفع فأُشفع، حتى أنَّ من أشفع له ليشفع فيشُفع، حتى أنَّ إبليس ليتطاول طمعاً في الشفاعة)(37).

* * * * *

وروى العلاّمة المناوي في (فيض القدير) عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله ( وسلّم) أنّه قال: (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلاّ سببي ونسبي)(38).
التتمة

يتبع

آخر تعديل بواسطة عبد علي ، 12-Sep-2008 الساعة 01:47 PM.

رد مع اقتباس