عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
الامام المهدي وطول عمره
بتاريخ : 27-Sep-2008 الساعة : 06:04 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ـ ان من الاسئلة المطروحة حول الامام المهدى، طول عمره فى فترة غيبته، فانه ولد عام 255، فيكون عمره الى الاعصار الحاضرة اكثر من الف و مائة و خمسين عاما، فهل يكمن فى منطق العلم ان يعيش انسان هذا العمر الطويل؟
والجواب:
من وجهين، نقضا وحلاّ.
اما النقض، فقد دلّ الذكر الحكيم على ان شيخ الانبياء عاش قرابة الف سنة، قال تعالى:
«فلبث فيهم الف سنة الاّ خمسين عاماً»
وقد تضمّنت التوراة اسماء جماعة كثيرة من المعمّرين، وذكرت احوالهم فى سفر التكوينوقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين، ككتاب المعمرين لابى حاتم السجستانى، كما ذكر الصدوق اسماء عدة منهم فى كتاب كمال الدين، والعلاّمة الكراجكى فى رسالته الخاصة، باسم «البرهان على صحة طول عمر الامام صاحب الزمان»و العلامة المجلسى فى البحار و غيرهم.
واما الحلّ، فان السؤال عن امكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرف على سعة قدرة الله سبحانه:
«و ما قدروا الله حقّ قدره»
فانه اذا كانت حياته و غيبته و سائر سؤونه، برعاية الله سبحانه، فاىّ مشكلة فى ان يمدّ الله سبحانه فى عمره ماشاء، ويدفع عنه عوادى المرض و يرزقه عيش الهناء.
و بعبارة اخرى، ان الحياة الطويلة، اما ممكنة فى حدّ ذاتها او ممتنعة، والثانى لم يقل به احد، فتعيّن الاول، فلا مانع من ان يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من اغراض التشريع.
اضف الى ذلك ما ثبت فى علم الحياة، من امكان طول عمر الانسان اذا كان مراعيا لقواعد حفظ الصحة و ان موت الانسان فى فترة متدنية، ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولو امكن تحصين الانسان منها بالادوية و المعالجات الخاصة لطال عمره ماشاء.
وهناك كلمات ضافية من مهرة علم الطب فى امكان اطالة العمر، و تمديد حياة البشر، نشرت فى الكتب و المجلات العلمية المختلفة
وبالجملة، اتفقت كلمة الاطباء على ان رعاية اصول حفظ الصحة، توجب طول العمر، فكلّما كثرت العناية برعاية تلك الاصول، طال العمر، و من هنا اسست شركات تضمن حياة الانسان الى امد معلوم تحت مقررات خاصة و حدود معيّنة، جارية على قوانين حفظ الصحة، فلو فرض فى حياة شخص اجتماع موجبات الصحة من كل وجه، طال عمره الى ما شاءالله.
واذا قرأت ما تدونه اقلام الاطباء فى هذا المجال، يتضح لك معنى قوله سبحانه:
«فلولا انه كان من المسبحين * للبث فى بطنه الى يوم يبعثون»
فاذا كان عيش الانسان فى بطون الحيتان، فى اعماق المحيطات، ممكنا الى يوم البعث، فكيف لايعيش انسان على اليابسة، فى اجواء طبيعية، تحت رعاية الله وعنايته، الى ماشاء؟

|