[خادمة المرتضى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

أولاً، نعايد الجميع بحلول عيد الفطر المبارك اعاده عليكم بالصحة والعافية...

أعتذر عن الأطالة في الرد لما قدم من النقاش حول الموضوع الذي طرحته لكن لم يكن بمقدوري التواجد على شبكة الأنترنت في اليومين الماضيين... وأريد أن أشكر أختي العزيزة "رباب" وأختي الفاضلة "mowalia_5" لمشاركتهم وللردود التي قدموها (كفتوا ووفاتوا)...

اما بخصوص النقاش المقدم:

--- في خصوص خلق حوا؟؟؟

قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)) سورة النساء، الآية الأولى

في تفسير هذه الآية:

1-- تقريب القرآن إلى الأذهان (آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي):

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ)) بإطاعة أوامره ونواهيه، وهذه الفاتحة تلائم خاتمة سورة آل عمران حيث قال سبحانه "واتقوا الله" ((الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)) هي نفس آدم أبي البشر () ((وَخَلَقَ مِنْهَا))، أي من تلك النفس، أما بالخلق من فضلة طينته، أو المراد من جنس تلك النفس ((زَوْجَهَا)) وهي حواء ()

2--تفسير نور الثقلين (العلامة الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي):

-- باسناده لتفسير العياشى عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال: سألت ابا جعفر من أى شئ خلق الله حوا؟ فقال، اى شئ يقولون هذا الخلق؟ قلت، يقولون ان الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا، كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يابن رسول الله من أى شئ خلقها، فقال. اخبرنى أبى عن آبائه قال: قال رسول الله ، ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين، فخلطها بيمينه- وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء (وهذا ذكرناه في الموضوع)

-- وباسناده إلى ابن نوبة رواه عن زرارة قال: سئل ابوعبد الله (ع) عن خلق حواء وقيل له: ان اناسا عندنا يقولون: ان الله عزوجل خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى، قال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا: ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه...

-- في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله فقال: اخبرنى عن آدم خلق من حوا أم خلقت حوا من آدم؟ قال: بل حوا خلقت من آدم، ولو كان آدم خلق من حوا لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد الرجال، قال: فمن كله خلقت أومن بعضه؟ قال: بل من بعضه، ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال، قال: فمن ظاهره أو باطنه؟ قال: بلى من باطنه ولو خلقت من ظاهره لانكشفن النساء كما ينكشف الرجال، فلذلك صار النساء مستترات، قال: فمن يمينه أو من شماله؟ قال: بل من شماله ولو خلقت من يمينه لكان حظ الانثى مثل حظ الذكر من الميراث، فلذلك صار للانثى سهم وللذكر سهمان، وشهادة امرأتين مثل شهادة رجل واحد، قال: فمن أين خلقت؟ قال من الطينة التى فضلت من ضلعه الايسر، قال صدقت يا محمد، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

-- وباسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عن النبى حديث طويل يقول فيه : خلق الله عزوجل آدم من طين، ومن فضله وبقيته خلقت حواء.

3--الميزان في تفسير القرآن (العلامة محمد حسين الطباطبائي):

-- و ظاهر الجملة أعني قوله: و خلق منها زوجها أنها بيان لكون زوجها من نوعها بالتماثل و أن هؤلاء الأفراد المبثوثين مرجعهم جميعا إلى فردين متماثلين متشابهين فلفظة من نشوئية و الآية في مساق قوله تعالى: و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة: - الروم 21، و قوله تعالى: و الله جعل لكم من أنفسكم أزواجا و جعل لكم من أزواجكم بنين و حفدة: - النحل 72، و قوله تعالى: فاطر السموات و الأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا و من الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه: - الشورى 11، و نظيرها قوله: و من كل شيء خلقنا زوجين: - الذاريات 49، فما في بعض التفاسير: أن المراد بالآية كون زوج هذه النفس مشتقة منها و خلقها من بعضها
وفاقا لما في بعض الأخبار: أن الله خلق زوجة آدم من ضلع من أضلاعه مما لا دليل عليه من الآية.

-- للشيباني عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: سألت أبا جعفر (): من أي شيء خلق الله حواء؟ فقال (): أي شيء يقولون هذا الخلق؟ قلت يقولون: إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم فقال: كذبوا أ كان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك من أي شيء خلقها؟ فقال: أخبرني أبي عن آبائه قال: قال رسول الله ( وسلم): إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين فخلق منها آدم، و فضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء
أقول(اي العلامة محمد حسين الطباطبائي): و هناك روايات أخر تدل على أنها خلقت من خلف آدم و هو أقصر أضلاعه من الجانب الأيسر، و كذا ورد في التوراة في الفصل الثاني من سفر التكوين، و هذا المعنى و إن لم يستلزم في نفسه محالا إلا أن الآيات القرآنية خالية عن الدلالة عليها كما تقدم.

هذا ما ورد في تفسير الآية الكريمة ونرى ان اكثر العلماء الشيعة يتفقنا انها خلقت من فضلة الطينة
واما بخصوص انها خلقت منه من بعد خلقه ومن ضلعه فأكثرهم يحمل هذا الخبر على التأويل...

اقتباس انة السجود يفرض بعد ان يسوي ادم وينفخ فية من روح الله سبحانة وقبل خلق حواء وسبحانة قدر كل شيئ تقديرا وما كان للصدفة مجال فتزيد الكمية فتخلق امنا منها

ولما نقول ان بقاء فضلة من الطينة صدفة ولا نقول ان الله اراد (وسبحانه قدر كل شيئ تقديرا) ان تبقى هذه الفضلة لخلق حوا ...

----- اما بخصوص الإعتقاد بأن محمداً وآله هم العالون وانهم علة الوجود؟؟؟

هنالك احاديث كثيرة منقولا عن الرسول (ص) والأئمة هذا غير ما ورد في القرآن في حق العترة الطاهرة تثبت بأن الله لم يخلق احدا افضل منهم وانهم علة الوجود، نذكر منها:

1-- حديث الكساء:

اشكرك اختي "رباب" على نقله وعلى الأضاءة على الجزء الذي يثبت ان العترة الزكية هم علة الوجود سلمت يداك...

اقتباس فقال الله عز وجل : يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي ، إني ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحـت الكساء ، فقال الأمين جبرائيل : يا رب ومن تحت الكساء ، فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة ، هم فاطمة و أبوها ، وبعلهـا وبنـوها

2-- عن أبي عبد الله (ع) قال: اجتمع ولد آدم في بيت فتشاجروا فقالوا بعضهم خير خلق الله ابونا آدم.وقال بعضهم الملائكة المقربون. وقال بعضهم حملة العرش. اذ دخل عليهم هبة الله فحكوا له فرجع الى آدم وقال يا أبت اني دخلت على اخوتي وهم يتاشجرون في خير خلق الله فسألوني فلم يكن عندي ما أخبرهم فقال آدم بني اني وقفت بين يدي الله جل جلاله فنظرت الى سطر على وجه العرش مكتوب: "بسم الله الرحمن الرحيم محمد وآل محمد خير من برأ الله"

3-- وفي حديث عن علي بن الحسين(ع)قال: أن آدم نظر الى ذروة العرش فرأى نور أشباحنا فقال الله يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي وعرفه أسمائهم وقال بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب فتوسل بهم يا آدم واذا دهتك داهية فاجعلهم الي شفعائك فاني آليت على نفسي لا أرد بهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله عز وجل بهم فتاب عليه.

4-- عن الرضا (ع) قال: ان آدم (ع) لما أكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملائكته وبادخاله الجنة قال في نفسه هل خلق الله بشراً أفضل مني فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم فرفع رأسه الى ساق العرش فوجد عليه مكتوباً لا اله الا الله محمد رسول الله علي بن ابي طالب أمير المؤمنين وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة فقال آدم(ع) يا رب من هؤلاء؟ فقال عز وجل من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض...

5-- وعن ابن عباس قال: لما خلق الله تعلى آدم ونفخ فيه من روحه عطس فألهمه الله الحمد لله رب العالمين فقال له ربه يرحمك ربك فلما أسجد له ملائكته تداخله العجب فقال يا رب خلقت خلقاً أحب اليك مني فلم يجب ثم قال الثالثة فلم يجب ثم قال الله عز وجل له نعم لولاهم ما خلقتك فقال فأرنيهم فأوحى الله عز وجل الى ملائكة الحجب ان ارفعوا الحجب فلما رفعت اذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش فقال يا رب من هؤلاء؟ قال يا آدم هذا محمد نبي وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبي ووصيهوهذه فاطمة ابنة نبي وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولد ابنة نبي، ثم قال يا آدم هم ولدك ففرح بذلك فلما اقترف الخطيئة قال يا رب أسالك بمحمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي فغفر الله له فهذا الذي قال الله عز وجل ((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)) فلما هبط الى الأرض صاغ خاتماً فنقش عليه محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين...

6-- روى الجويني الشافعي في كتابه فرائد السمطين باسناده عن سلمان الفارسي، قال: سمعت رسول الله(ص) يقول خلقت انا وعلي بن ابي طالب من نور الله عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل ان يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر الف سنة... واشتق الله تعالى لنا من أسمائه أسماءً فالله عز وجل محمود وانا محمد والله الأعلى وأخي علي والله الفاطر وابنتي فاطمة والله محسن وابناي الحسن والحسين...

7-- قال الله تعالى في كتابه الكريم: ((مرج البحرين يلتقيان - بينهما برزخ لا يبغيان - فبأى ءالاء ربّکما تکذّبان - يخرج منهما اللّؤلؤ و المرجان».

عن ابن عباس في قوله تعالى: ((مرج البحرين يلتقيان))قال: علي وفاطمة عليهما السلام
(( بينهما برزخ لا يبغيان)) قال النبي (ص)، (( يخرج منهما اللّؤلؤ و المرجان)) قال: الحسن والحسين عليهما السلام ...

فبأي ءالاء ربّکما تکذّبان!!!

كل هذه الأحاديث تدل على ان خير خلق الله هم العترة الزكية وانهم هم العالون وانهم هم علة الوجود...

اعتذر عن الأطالة... والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء