[ابو اسامة]

يقول السيد محمد باقر الصدر (قد)(إن كل عمليه تغير اجتماعي يرتبط نجاحها بشروط
وظروف موضوعية ) ونجاح ذلك التغير الاجتماعي يكون مرتبط بتحقيق تلك الشروط الموضوعية لكونها أساسية من الناحية التنفيذية .
فنحن نعلم ان رسالة النبي (ص) تاخرت اكثر من خمسة قرون بعد نبي الله عيسى (ع) والسبب كان عدم توفر الشروط الموضوعية ؛ وعندما توفرت بعث الله النبي برسالته الجديدة

***وقضيه الامام المهدي (ع) ترتبط كأي عملية تغير اجتماعي بظروف موضوعية تساهم في عملية التغير الاجتماعي الهائل الذي سيحدث, وهذه الظروف لو كانت متحققة لتشكلت دوله العدل الالهي في زمن الغيبة الصغرى وانتهى الأمر .لكن هذا التأخير والانتظار هو لعدم توفر هذه الشروط والتي تنقسم الى قسمين :


1-الشروط المادية : يمكن ان تكون شروط الحياة المادية الحديثة اقدر من شروط الحياة القديمة كما في عصر الغيبة الصغرى على انجاز الرسالة على صعيد العالم كله وذلك بما تحققه من تقريب المسافات والقدرة الكبيرة على التفاعل بين شعوب الأرض وتوفير الأدوات والوسائل التي يحتاجها جهاز مركزي لممارسة توعية الشعوب العالم وتثقيفها على اساس الرسالة الجديدة .وهذا الشرط قد تحقق نتيجة الثورة الهائلة في عالم الاتصالات الحديثة وكذلك من خلال وسائل النقل الحديثة والسريعة التي تقرب المسافات وتختصر الزمن .

2-الشروط البشرية : ان إنسان الحضارة سيخرج بشعور معين ناتج من ثقل السلبيات التي ولدتها الحضارة التي بناها الإنسان و يشعر بالنفاد ويلتفت لا شعوريا الى المجهول طالبا العون والمساعدة .

ان ظهور الامام (عج) سيكون في اعقاب فراغ كبير يحدث نتيجة نكسة وأزمة حضارية خانقة وذلك الفراغ يتيح المجال للرسالة الجديدة ان تمتد . وهذه النكسة تهيئ الجو النفسي لقبولها . ان هذه النكسة التي ستحطم ثقة الناس بأنفسهم ودولهم وقوانينهم وستكون نتاجا طبيعيا للانقطاع والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى وستجعل المؤمنين المتسلحين بالفكر والايمان والإخلاص ينتصرون على اولئك المدججون بالسلاح والتكنولوجيا انشاء الله .