|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نعيم الكاظمي
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
بتاريخ : 04-Nov-2008 الساعة : 07:37 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
خطاب العقيلة زينب
وحينما رأت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) زينب الجموع الزاخرة التي ملأت الشوارع والأزقة، وقد أحاطت بها اندفعت إلى الخطابة لبلورة الرأي العام، وإظهار المصيبة الكبرى التي داهمت العالم الإسلامي بقتل ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتحميل الكوفيّين مسؤولية هذه الجريمة النكراء، فهم الذين نقضوا ما عاهدوا الله عليه من نصرة الإمام الحسين(عليه السّلام) والذبّ عنه،ولكنّهم خسروا ذلك وقتلوه ثم راحوا ينوحون ويبكون، كأنهم لم يقترفوا هذا الإثم العظيم، وهذا نصّ خطابها:
(الْحَمْدُ للهِ، وَالصَّلاَةُ عَلىَ جَدِّي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الأَخْيَارِ.
اَمَّا بَعْدُ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، يَا أَهْلَ الْخَتْلِ والْغَدْرِ، أَتَبْكُونَ؟! فَلَا رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ، ولَا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً، تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ.
أَلاَ وَهَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلَفُ وَالنَّطَفُ، وَالصَّدْرُ الشَّنِفُ، وَمَلَقُ الإمَاءِ، وَغَمْزُ الْأَعْدَاءِ؟! أَوْ كَمَرْعىَ عَلىَ دِمْنَةٍ، أَوْ كَفِضَّةٍ عَلىَ مَلْحُودَةٍ، أَلَا سَاءَ مَا قَدَّمْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْكُمْ وَفِي الْعَذَابِ أَنْتُمْ خَالِدُونَ.
أَتَبْكُونَ وَتَنْتَحِبُونَ؟! إِيْ وَاللهِ فَابْكُوا كَثِيراً، واضْحَكُوا قَلِيلاً، فَلَقَدْ ذَهَبْتُمْ بِعَارِهَا وَشَناَرِهَا، وَلَن تَرْحَضُوهَا بِغَسْلٍ بَعْدَهَا أَبَداً، وَأَنّى تَرْحَضُونَ قَتْلَ سَلِيلِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ، وَسَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَلاَذِ خِيَرَتِكُمْ، وَمَفْزَعِ نَارِلَتِكُمْ، وَمَنَارِحُجَّتكُم، وَمِدْرَةِ سُنَّتِكم.
أَلاَ سَاءَ مَا تَزِرُونَ، وَبُعْداً لَكُمْ وَسُحقاَ، فَلَقَدْ خَابَ السَّعْيُّ، وَتَبَّتِ الأّيدِي، وَخَسِرَتِ الصَّفْقةُ، وَبُؤْتُمْ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ، وَضُربَتْ عَلَيْكُمُ الذَّلَّةُ وَالمَسْكَنةُ.
وَيْلَكُمْ يَا أَهلَ الْكُوفَةِ، أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ لِرَسُولِ اللهِ فَرَيْتُم؟! وَأيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أبْرَرْتُمْ؟! وَأَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ؟! وَأّيَّ حُرْمَةٍ لَهُ انتَهَكْتُمْ؟! لَقَدْ جِئْتُمْ بِهَا صَلعَاءَ عَنْقَاءَ سَوْدَاءَ فَقُمَاءَ.
وَفي بَعْضِهَا: خَرْقَاءَ شَوْهَاءَ، كَطِلاَعِ الأَرْضِ وَمِلاءِ السَّمَاءِ.
أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ مَطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً، وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزىَ وَأَنْتُمْ لاَ تُنْصَرُونَ، فَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكُمْ الْمَهلُ، فَإِنَّهُ لاَ يَحْفُزُهُ الْبِدَارُ وَلا يَخَافُ فَوْتَ الثَّارِ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَبِالأْمِرصَادِ
لقد قرعتهم عقيلة الرسول بخطابها البليغ، وعرّفتهم زيف إسلامهم، وكذب دموعهم، وأنّهم من أحطّ المجرمين، فقد اقترفوا أفضع جريمة وقعت في الأرض، فقد قتلوا المنقذ والمحرّر الذي أراد لهم الخير، وفروا بقتله كبد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وانتهكوا حرمته، وسبوا عياله، فأي جريمة أبشع من هذه الجريمة.
__________________________________________________ ________
لا بأس ان نذكر الخطاب والمجادله مع عدو الله ابن مرجانه .
ولمّا روى المجرم الخبيث ابن مرجانة أحقاده من رأس ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) التفت إلى عائلة الإمام الحسين فرأى سيّدة منحازة في ناحية من مجلسه، وعليها أرذل الثياب وقد حفت بها المهابة والجلال، فانبرى ابن مرجانة سائلاً عنها، فقال:
مَن هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟
فأعرضت عنه احتقاراً واستهانة به، وكرّر السؤال فلم تجبه فانبرت إحدى السيّدات فأجابته:
هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
فالتاع الخبيث الدنس من احتقارها له، واندفع يظهر الشماتة بلسانه الألكن قائلاً:
الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم، وأبطل اُحدوثتكم.
فثارت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأجابته بشجاعة أبيها محتقرة له قائلة:
(الحمْدُ للهِ الَّذي أَكْرَمَنَا بِنَبِيِّهِ، وَطَهَّرَنــــَا مِنَ الرِّجْسِ تَطْهِيراً، إِنَّمَا يَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ وَيَكْذِبُ الْفَـــاجِرُ، وَهُوَ غَيْـــرُنَا يَا بْنَ مَرْجَانَة
وكانت هذه الكلمات كالصاعقة على رأس هذا الوضر الخبيث، لقد قالت هذا القول الصارم وهي مع بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في قيد الأسر قد نصبت فوق رؤوسهن حراب الظالمين وشهرت عليهن سيوف الشامتين.
ولم يجد ابن مرجانة كلاماً يجيب به سوى التشفّي قائلاً:
كيف رأيت صنع الله بأخيك؟
فأجابته حفيدة الرسول، ومفخرة الإسلام بكلمات الظفر والنصر لها ولأخيها قائلة:
(ما رَأَيْتُ إِلاّ جَمِيلاً، هؤُلاَءَ قَوْمُ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْقَتَلَ، فَبَرَزُوا إِلى مَضَاجِعِهِمْ، وَسَيَجْمعُ اللهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ، فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلَجُ يَومَئِذٍ، ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يا بْنَ مَرْجَانَةَ..).
وفقد الحقير الدنس إهابه من هذا التبكيت، والاحتقار اللاذع، فهمّ أن يضرب العقيلة فنهاه عمرو بن حريث وقال له: إنّها امرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
يالله، يا للمسلمين، ابن مرجانة يروم أن يعتدي على عقيلة بن هاشم وحفيدة الرسول.
فإن ابن مرجانة التفت إلى العقيلة مظهراً لها التشفّي بقتل أخيها قائلاً:
لقد شفى الله قلبي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك.
وغلب الأسى والحزن على العقيلة من هذا التشفّي الآثم، وتذكّرت حماتها الصفوة من الاًسرة النبوية، فأدركتها لوعة الأسى، وقالت:
(لَعَمِرْي لَقَدْ قَتَلْتَ كَهْلِي، وَقَطَعْتَ فَرْعِي، وَاجْتَثَثْتَ أَصْلِي، فَإِنْ كَانَ هذَا شِفَاؤُكَ فَقَدِ اشْتَفَيْتَ).
وتهافت غيظ ابن مرجانة، وراح يقول:
هذه شجّاعة، لعمري لقد كان أبوها شجّاعاً شاعراً.
فردّت عليه العقيلة: (إِنَّ لِيَ عَنِ الشجَاعَةِ لَشغلاً، مَا لِلْمَرْأَةِ وِالشجَاعَةِ
سلام الله عليكي مولاتي زينب كم تحملتي من المصائب .
|
|
|
|
|