الموضوع:
قطرة تطفئ نار جهنم
عرض مشاركة واحدة
منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط :
0
المستوى :
مشاركة رقم :
3
كاتب الموضوع :
خادم الزهراء
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة
( عاشوراء )
بتاريخ : 26-Dec-2008 الساعة : 02:00 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليك يا أبا عبد الله
وهناك أخبار كثيرة تدل على أنّ الله لم يبعث على وجه الأرض نبياً ووصياً إلا ذكّره بمصاب الحسين (
) فبكى عليه قبل استشهاده، وإنّ النبي (صلى الله ليه وآله ) والزهراء وجميع الأئمة (
) بكوا على الحسين (
) بكاءً شديداً حتى كان من ألقاب الحسين (
) (صريع الدمعة الساكبة) و (عَبرة كل مؤمن ومؤمنة) وحتى بكته أسرته يوم ميلاده، وحتى قال الإمام الرضا (
): ((إنّ يوم الحسين (
) أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء)).
وقال الإمام المنتظر (عج) في زيارة الناحية مخاطباً جده الشهيد: ((فلئن أخّرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب لك العداوة مناصباً فلأندبنك صباحاً ومساء، ولأبكينّ لك بدل الدموع دماً)).
وفي المستدرك بإسناده عن أبي جعفر (
) قال: ((نظر النبي (
) إلى الحسين بن علي (
) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين (
) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً ثم قال
: ((بأبي قتيل كل عبرة)) قيل: وما قتيل كل عبرة يا ابن رسول الله؟ قال: (لا يذكره مؤمن إلا بكى).
وأما الأخبار الصادرة في فضل البكاء على الإمام الشهيد فهي كثيرة نذكر منها ما يلي:
في كامل الزيارة عن أبي حمزة، عن الإمام الصادق (
): ((أن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام): ((من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتن يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)).
وروى علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق (
): ((من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)).
وروى الشيخ في الآمالي بإسناده عن الإمام الصادق (
): ((من دمعت عينه دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا أنقصناه أو عرض انهتك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقباً)).
وروى أبو هارون المكفوف عن الصادق (
): ((من ذكر الحسين (
) عنده فخرج من عينيه مقدار جناح ذبابة كان ثوابه على الله عزّ وجلّ، ولم يرض له بدون الجنة)).
فهذه الأخبار والمئات من أمثالها تكشف عن الجانب الأخروي لفضل البكاء على سيد الشهداء بصورة خاصة، وأهل البيت (
) جميعاً بصورة عامة.
وكان الأئمة (
) يشجعون البكاء على الحسين (
) بكل ما أمكنهم من أساليب، فربما كانوا يذكرون ثواب البكاء على الإمام الشهيد، وحيناً كانوا يدعون لهم، ومن الدعوات التي دعا بها أهل البيت للباكين على الإمام الحسين (
) ما رواه في الكافي وكامل الزيارة مسنداً عن معاوية بن وهب أنّه سمع الإمام الصادق (
) يقول في سجوده: ((فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله (
)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إنّي أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى توافيهم من الحوض يوم العطش)).
ولما استكثر معاوية بن وهب هذا الدعاء لزوار قبر الحسين (
) والباكين عليه قال له الإمام الصادق: ((يا معاوية، من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم الأرض)).
وللبكاء على أهل البيت جميعاً وعلى الحسين (
) بصورة خاصة جوانب دنيوية قد يكون أبرزها الجانب التربوي، لأنّ البكاء على شيء ـ أي شيء ـ لا يكون إلا بعد انفعال الباكي بالحادث الأليم الذي اكتنف ذلك الشيء حتى يبكي عليه، ولكل حادث مجرم وضحية، ومن الطبيعي أن يؤدي الانفعال إلى تحيز الباكي للضحية ومعاداة المجرم، فتهيج فيه الثورة على الظالم والإشفاق على المظلوم، وحيث إنّ الإمام الحسين (
) ويزيد لم يكونا بطلين وقفا على نقطتي نقض فاشتبكت مصالحهما وتصارعا على حكم مثل كرة الطراد، وإنّما كان كل واحد منهما يمثل جبهة بلغ فيها الذروة، فتوفر في معركتهما من المعاني الحيوية ما لم تتوفر في أية معركة أخرى.
كان البكاء على الإمام الحسين (
) يعني توجيه الباكي نحو جميع الفضائل وإثارته ضد جميع الرذائل، ومثل هذه الفائدة السخية لا يمكن أن تحصل من البكاء على أي شهيد آخر، ولا من أي شيء آخر سوى البكاء على الإمام الشهيد، كان حرياً بتأكيدات الأئمة الأطهار، والمكافأة بذلك الثواب العظيم، فثواب البكاء على الحسين (
) الجنة، لأنّه يدفع إلى انتزاع صفات أهل النار وتقمص صفات أهل الجنة ولو بعد حين، حين يتاح للبكاء أن يتفاعل مع الباطن ويخلف فيه أثره التربوي.
وهكذا لا تبدو الأحاديث السابقة مبالغة في تكثير ثواب البكاء على الإمام الشهيد، ولا تكشف عن مجازفة في جعل الثواب إزاء البكاء عليه، وإنّما تعبر عن ثواب البكاء بمقتضى أثر البكاء.
اللهم اجعل من كتب هذه السطور في سجل الباكائين على الحسين عليهالسلام
وتفضل عليه بشفاعته يوم القيامة
منتظرة المهدي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها منتظرة المهدي
البحث عن جميع مواضيع منتظرة المهدي