منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - العفو والصفح من صفات المتقي
عرض مشاركة واحدة

zahraa_jwana
الصورة الرمزية zahraa_jwana
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 140
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 350
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 233
المستوى : zahraa_jwana is on a distinguished road

zahraa_jwana غير متواجد حالياً عرض البوم صور zahraa_jwana



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي العفو والصفح من صفات المتقي
قديم بتاريخ : 24-Jun-2007 الساعة : 05:42 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


يروي الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في سند - حسب الظاهر أنه صحيح - عن أبى جعفر الباقر() عن آبائه() قال: ((قال رسول الله( وسلم): - في حديث طويل - إذا كان يوم القيامة ينادي مناد يسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فيقول: أين أهل الفضل؟ فيقوم عنق من الناس(1) فيستقبلهم الملائكة، فيقولون: ما فضلكم هذا الذي نوديتم به ؟.. فيقولون: كنا يجهل علينا في الدنيا(2) - فنحمل(3) - ويساء إلينا فنعفو، فينادي مناد من الله تعالى: صدق عبادي خلو سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب))(4) فدخول الجنة بغير حساب يكون بالعفو وكفى بهذا ذكرى وبشرى للعافين.

الحديث الثاني: ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في سند معتبر عن أبي عبد الله الصادق().. قال: ((قال رسول الله( وسلم) في خطبة: ألا أخبركم بخير خلايق الدنيا والآخرة(5)؟

العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك))(6) هذه هي خير الخلائق التي يتخلق بها.

الحديث الثالث: روى الصدوق رضوان الله عليه بإسناده عن أمير المؤمنين() في وصيته لولده محمد بن الحنفية، قال: ((لا يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته، ولا على الإساءة إليك اقدر منك على الإحسان إليه))(7) أي: أن الإنسان قد يرى في موقف أن أخاه هو الذي يقاطعه والذي يحاول أن يبتعد عنه، لكن الإمام () يوصي ولده في أن لا يكون ذلك الإنسان في نيته للقطيعة وإصراره عليها أقوى من نيتك وإصرارك على الصلة، فعملية الصلة والتحرك نحو الصلة ينبغي أن تكون أقوى من عملية القطيعة التي تكون لدى المقابل. ونفس الحال بالنسبة إلى الإساءة، فقد يكون هناك واقعان متضادان المقابل يريد الإساءة، والآخر يريد الإحسان، فالإمام () يقول: لا يكون ذلك في نيته وإصراره على الإساءة أقوى منك في نيتك وإصرارك على الإحسان.
الحديث الرابع: وهي - حسب الظاهر - صحيحة السند, عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله() يقول: ((إنّا أهل بيت مروءتنا العفو عمن ظلمنا))(8) فهذه أخلاق أهل البيت()، ونحن من أتباع أهل البيت()نتأسى بهم، فعلينا أن تكون مروتنا العفو والسماح.

ثم بعد ذلك ينقل الشيخ الحر العاملي رضوان الله عليه رواية لعلها معروفة, يرويها عن الكشي - صاحب كتاب الرجال- يقول: عن علي بن جعفر(9): ((ان محمد بن إسماعيل(10) سأله أن يستأذن عمه أبا الحسن موسى - الكاظم() - في الخروج إلى العراق(11).. قال: فأذن له، فقام محمد بن إسماعيل، فقال: يا عم أحب أن توصيني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي(12). قال: لعن الله من سعى في دمك، ثم قال: أوصني يا عم، قال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، ثم ناوله أبو الحسن صرة فيها مئة وخمسون ديناراً، فقبضها محمد، ثم ناوله أخرى فيها مئة وخمسون ديناراً، فقبضها، ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده، فقلت له في ذلك(13) فاستكثرته، فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي عليه، إذا قطعني ووصلته. ثم ذُكر أنه سعى بعمه إلى الرشيد، وأنه يدعي الخلافة، ويجيء له الخراج، فأمر له بمائة ألف درهم ومات في تلك الليلة))(14) .. وهنا تشير الرواية إلى حقيقة, وهي أن الإنسان إذا قطع من وصله فالله سبحانه وتعالى ينتقم منه ويكون من الآثار الوضعية نزول العذاب والبلاء عليه.
فالجدير بنا كما نطمع ونرجو من الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأن نكون في موقع هذه المغفرة وهذا العطف الإلهي، وأن نكون متأدبين بأدب هذا الواجب, وهو العفو عن خطايا الآخرين، فنتخلق بأخلاق الإسلام وأخلاق أهل البيت() (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رحِيماً)(15).


توقيع zahraa_jwana

مشكــاة نــور اللـــه جـل جـلالـه * * زيــتونـة عــم الـورى بــركـاتهـا
هي قطـب دائــرة الوجــود ونقطة * * لمــا تـنزلــت اكـثرت كـثـراتــهـا
هي أحمد الثاني واحمد عـــصرها * * هي عنصر التوحيد في عرصاتها



رد مع اقتباس