[منتظرة المهدي]

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين

يا نفسُ!..
ألا تنظرين إلى الذين عمروا الدنيا زمانا، وجعلوها أوطانا، واتخذوا منها أموالا وأعوانا، فأُخرجوا منها وحدانا، وزودوا من متاعها أكفانا، ولم يجدوا من خوفها أمانا.

جرت الرياح على محل ديارهم فكأنهم كانوا على ميعاد

أقاموا في بطون الأرض بعد ظهورها، وسكنوا في قبورها بعد قصورها، في مضاجع الهلكات راقدون، وفي بلاقع الفلوات خامدون، فيا عجبا لمن يخرب أيام عمره وهو يعمر دارا!.. ويا رحمتاه لمن أيقن بحلول الموت به وهو يلذ قرارا!..

وما الدنيا بباقية لحي ولا حي على الدنيا بباق

قال النبي وسلم:
أكثروا ذكر هادم اللذات الموت، أي نغصوا به اللذات حتى ينقطع ركونكم اليها فتقبلوا على الله تعالى. وقالت عائشة: يا رسول الله!.. هل يحشر مع الشهداء أحد؟.. قال: نعم، من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة. (لأن ذكر الموت يوجب التجافي عن دار الغرور، ويميت الشهوات في النفس، ويقلع منابت الغفلة، ويقوي القلب بمواعد الله، ويكسر اعلام الهوى، ويطفئ نار الحرص، ويحقر الدنيا ، والغفلة عن الموت تدعو إلى الانهماك في شهوات الدنيا ونسيان الآخرة.

يا نفسُ!..
السعيد من اعتبر بأمسه واستظهر لنفسه، والشقي من جمع لغيره وبخل على نفسه بميره[المير: مصدر الطعام يقال: ما عنده خير ولا مير أي لا عاجل ولا آجل].


يا نفسُ!..
لا تحدثي نفسك بفقر ولا بطول عمر.

يا نفسُ!..
لا تعمري الدنيا فلا بد من فراق محلها، وصانعي وجها يكفيك الوجوه كلها.

يا نفسُ!..
الويل كل الويل لمن باع نعيما دائم البقاء بكسرة تفنى وخرقة تبلى، كفى حزنا الا حياة لذيذة ولا عمل يرضى به الله صالح.

يا نفسُ!..
في طلب الدنيا ذل النفوس، وفي طلب الجنة عز النفوس، فيا عجبا لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى، ويترك العز في طلب ما يبقى .

يا نفسُ!..
اتقي في الخلوات المآثم، فإن الشاهد هو الحاكم

أجرك على أبي عبد الله الحسين
أختي مواليه 5
تسلم أناملك الفاطمية