منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - شباك الغفلة
الموضوع: شباك الغفلة
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Unhappy شباك الغفلة
قديم بتاريخ : 04-Feb-2009 الساعة : 02:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

بسم الله الرحمن الرحيم

{ لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }

لعل من أخطر الأمراض التي تلقي بظلالها على قلب الإنسان هو الغفلة عن الله والابتعاد عن مواطن ذكره .
وأخطر من غفلة الفرد غفلة الأمة فقد يغفل الفرد أحيانا كثيرة ويؤدي إلى خسارة فردية ، أما غفلة الأمة ، فهي تؤدي إلى هدم الدين والإسلام .
ولو قارنا هذا موضوعنا بمصاب الإمام الحسن وشهادته وفقدنا له ، والمعاناة التي عاشها وسيطرة معاوية على البلاد وفتكه بالإسلام والمسلمين ، وتعذيبه وتنكيله بشيعة علي أمثال حجر بن عدي وأصحابه وغيرهم إلا بسبب غفلة الأمة وبعدها عن منهج أهل البيت القويم .


تعريف الغفلة :


هي فتور النفس عن الالتفات والتوجه إلى ما فيه طلبها وغرضها عاجلا أو آجلا .

{ لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }

يتبن من هذه الآيه أمران :

1-إن يوم القيامة يوم ينكشف فيه الغطاء ، فتكون فيه البصيرة قوية جدا لانكشاف غطاء الغفلة عنها .

2-إن ما نشاهده يوم القيامة هو موجود حقيقة ونحن في عالم الدنيا ، وذلك لأن معنى الغفلة هو عدم الالتفات إلى شيء موجود بالفعل ، ومعنى الغطاء أيضا أنه يقع على شيء موجود ، وإلا فلا معنى للغطاء إذا لم يكن هنالك شيء ، وبما ان سبب عدم الانكشاف هو غطاء الغفلة ، فمعناه أن الإنسان كلما تنبه إلى ذكر الله تعالى وابتعد عن الغفلة انكشف عنه شيء من الغطاء وهو عالم الدنيا ، لأن سبب الانكشاف لم يكن هو الموت ، وإنما كان سببه هو التنبيه من الغفلة .
وهذا التنبيه إنما بسببين أساسيين . ( خاص بمواقع الميزان)

السبب الأول :

هو الموت ، فإنه كما يقول الحديث ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ) لأن الإنسان يطلع حقيقة على ما فاته من الأعمال وعلى ما ارتكبه من المعاصي في حق الله تعالى وحق الناس ، وهذا السبب إنما يحدث للعوام من الناس لأنهم بانشغالهم بالدنيا يبتعدون عن المعرفة والتنبيه ، ولا يكشف عنهم حجاب الغفلة إلا الموت .

السبب الثاني :

أما الناس المقربون والأولياء الصالحون وخصوصا الأئمة المعصومون والأنبياء وسيدهم الرسول وسلم ، فهم قد أزيل عنهم حجاب الغفلة وهم في عالم الدنيا ، لذلك يقول أمير المؤمنين : ( لو كشف لي الغطاء مازددت يقينا ).

نتيجة عدم انشغاله ، وإنها ظهر منهم ما ظاهره التمتع بالدنيا وزخرفها وزبرجها بها فإنه مجرد انشغال ووجود أبدلان ، أما أرواحهم في ذات الله تعالى ، كما يقول امير المؤمنين لكميل : ( صبحوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى ) .

صفات الغافلين :

1-السطحية في التفكير :

وقد وصف الله تعالى مثل هؤلاء الناس بقوله تعالى { يعلمون ظهرا من الحيوة الدنيا وهم عن الأخرة هم غفلون } وهذه السطحية إنما تكون نتيجة محدودية نظرهم إلى ما فيه مصلحتهم الدنيوية فقط ، فهم لاينظرون فقط إلى ما تحت أقدامهم وإلى ما بين أيديهم ، فهل لا يعلمون شيئا عن الحياة الآخرة وأيضا الدنيا لايعلمون إلا ظواهرها . ( خاص بمواقع الميزان)
2-الكفر بالنعم :

نتيجة شجعهم وتعلقهم بالدنيا لا يؤمنون إلا بما ينفعهم ، أما غيره فهم يكفرون به بمجرد معارضته لمصلحتهم وإن كان هذا الشيء من عند الله ، فهم قليلون الصبر فيكفرون عند المرض وعند الفقر وعند الفاقه وعند كل مصيبة تحل بهم .أ وبالعكس فإنهم لايذكرون الله تعالى إلا في الشدائد ، أما في الرخاء فهم عن ذكر الله معرضون كما قال سبحانه في كتابه { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا } وقال { وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا} .

3-الشيطان يعشش في صدور الغافلين :

لا يجتمع في قلب حبان : حب الله وحب الدنيا ‘ فإن امتلأ القلب بحب الله تعالى فذلك هو الفوز المبين ، وإن مال إلى الدنيا فمعناه أن الشيطان قد حل بصدره فيتحول ذلك الغافل إلى شيطان إنس ، كما قال تعالى في كتابه الكريم { وكلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول } ، وقال في كتابه الكريم أيضا { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطان فهو له قرين }.

4-المعيشه الضنك :

وقد قال عز وجل { ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى }. ( خاص بمواقع الميزان)لا يقال : إن هناك كثير من الغافلين على ما يبدو، يعيشون مرفهين غير مضنوكين إذ أن المراد من الضنك في مقامنا هذا ليس النقص في المال والأولاد وإنما هو فقد الاطمئنان وعدم الاستقامه وهكذا وهكذا تجد الغافل مهما تزينت له الدنيا فهو بسعى ، وراءها بغير قناعة ، فتجده دائما في حالة إرهاق وعدم اطمئنان لخوفه من الموت ، أما الذاكر الله تعالى فهو مطمئن لا يخشى من الموت لآنه يعلم أن وراءه حياة أبدية بجوار ربه تبارك وتعالى فقال في كتابه العزيز { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }.


5-قسوة القلب :


وبما أنهم أصحاب الدنيا لا تهمهم إلا مصالحهم فتجدهم لا يبالون ولا يراعون مصالح الآخرين ، وهم مستعدون لارتكاب أبشع الجرائم من أجل تحقيق أغرضهم الدنيوية ، وقد هدد الله تعالى قساء القلوب فقال في كتابه الكريم { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلل مبين }


رد مع اقتباس