منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دور الإمام الرضا (عليه السلام) قبل ولاية العهد
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Unhappy دور الإمام الرضا (عليه السلام) قبل ولاية العهد
قديم بتاريخ : 10-Feb-2009 الساعة : 11:56 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليك يا غريب المدى

دور الإمام الرضا () قبل ولاية العهد



لقد كان الإمام () محطّ أنظار الفقهاء ومهوى أفئدة طلاّب العلم، ويشهد لذلك قوله () : «كنت أجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا عليّ بأجمعهم وبعثوا اليّ بالمسائل فأجبت عنها».

وكان () يأمر أتباعه بمداراة عقول الناس وعدم تحميلها ما لاتطيق من افكار وعقائد، فقد قال لمحمد بن عبيد : «قل للعبّاسي : يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلم الناس بما يعرفون، ويكفّ عمّا ينكرون».

الإصلاح الفكري والديني

وضّح الإمام () حقيقة التآمر الفكري في بلبلة عقول المسلمين، وأعطى قاعدة كلية في الأساليب والممارسات التي يستخدمها أعداء الاسلام لتشويه الافكار والمفاهيم الاسلامية فقال () : «انّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها : الغلو، وثانيها : التقصير في أمرنا، وثالثها : التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا، واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، واذا سمعوا مثالب أعدائنا باسمائهم; ثلبونا باسمائنا ...». (خاص بمواقع الميزان)

واتخذ الإمام () عدّة أساليب في مجال الاصلاح الفكري وإليك إيضاحها:

أوّلاً : الرد على الانحرافات الفكرية

قام الإمام () بالرد على جميع ألوان الانحراف الفكري من أجل كسر الالفة بين المنحرفين وبينها، وكان يستهدف الافكار والاقوال تارة، كما يستهدف الواضعين لها والمتأثرين بها تارة اُخرى .

ففي ردّه على المشبّهة قال() : «الهي بدت قدرتك ولم تبد واهية فجهلوك، وقدروك والتقدير على غير ما به وصفوك وإنّي بريء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شيء».

وفي ردّه على المجبرة والمفوضة قال () : «من زعم انّ الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها، فقد قال بالجبر، ومن زعم أنّ الله عزوجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه ، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك».

وله ردود عديدة على الغلاة والمجسّمة وأصحاب التفسير بالرأي والقياس، كما ان له ردوداً على الفرق غير الاسلامية كالزنادقة واليهود والنصارى وغيرهم .

وفنّد الإمام () جميع الروايات التي يعتمد عليها المنحرفون، ووضّح بطلان صدورها عن رسول الله () وأرشد المسلمين الى الروايات الصحيحة، ففي رده على الرواية المفتعلة والمنسوبة الى رسول الله () والتي جاء فيها: «ان الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة الى السماء الدنيا»، قال () : «لعن الله المحرّفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله كذلك، وانّما قال: انّ الله تعالى ينزل ملكاً الى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الاخير، وليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فاتوب عليه، هل من مستغفر فاغفر له ... حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله () . (خاص بمواقع الميزان)

كما دعا الإمام الرضا () الى مقاطعة المنحرفين كالمجبّرة والمفوّضة والغلاة مقاطعة كلية لمنع تأثيرهم في الاُمة، وأسند هذه الأوامر الى أجداده () تارة واليه ابتداءً تارة اُخرى .

قال () : «حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد (عليهما السلام)، انه قال : من زعم انّ الله تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته، ولا تقبلوا شهادته، ولا تصلّوا ورائه، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً».

وقال () عن مقاطعة الغلاة والمفوّضة: «الغلاة كفّار والمفوّضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم، أو شاربهم، أو واصلهم، أو زوّجهم، أو تزوّج منهم، أو آمنهم، أو ائتمنهم على أمانة أو صدّق حديثهم، أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عزّوجل وولاية رسول الله () وولايتنا أهل البيت».

بل أمر بمقاطعة جميع أصناف الغلاة فقال () : «لعن الله الغلاة الا كانوا يهوداً، الا كانوا مجوساً، الا كانوا نصارى، الا كانوا قدريّة، الا كانوا مرجئة، الا كانوا حرورية... لا تقاعدوهم ولا تصادقوهم، وابرؤوا منهم برئ الله منهم».

وأمّا موقفه() من الواقفة فيمكن تلخيصه بما يلي:

بعد أن استشهد الإمام الكاظم () طالب الإمام الرضا () جماعة من وكلائه بارسال المال الذي كان بحوزتهم اليه، ولكنهم طمعوا به، فأجابوه : إن أباك صلوات الله عليه لم يمت وهو حي قائم، ومن ذكر أنّه مات فهو مبطل.

واستطاع هؤلاء ان يستميلوا بعض الناس لترويج فكرة أنّ الإمام الكاظم () لم يمت وأنّه القائم المنتظر .

وكان دور الإمام () هو إثبات موت أبيه في المرحلة الاولى من مواجهة هذه الافكار الهدّامة .

واستمر في مواجهتهم بشتى الاساليب، وكانت الحكومة آنذاك تشجع مثل هذه الافكار الهدّامة لتفتيت التآزر والتآلف بين اتباع أهل البيت (). وما كان من الإمام () إلاّ ان يعلن المواجهة مع الواقفة للقضاء عليهم، فقد لعنهم أمام أصحابه فقال () : «لعنهم الله ما أشدّ كذبهم».

وأمر بعدم مجالستهم تحجيماً لأفكارهم ومدّعياتهم، فقال لمحمد بن عاصم: «بلغني أنّك تجالس الواقفة ؟» قال : نعم، جعلت فداك اُجالسهم وأنا مخالف لهم، قال : «لا تجالسهم»[12].

وقال () فيمن سأله عن الواقفة : «الواقف حائد عن الحق ومقيم على سيئة إن مات بها كانت جهنّم مأواه وبئس المصير».

وأمر بمنع الزكاة عنهم فعن يونس بن يعقوب قال : قلت لابي الحسن الرضا () اعطي هؤلاء الذين يزعمون انّ اباك حيّ من الزكاة شيئاً ؟ قال : «لا تعطهم فانّهم كفار مشركون زنادقة».

وبذلك استطاع تحجيم دورهم وايقاف حركتهم داخل كيان أنصار أهل البيت ()، ولم تنتشر افكارهم الاّ عند أصحاب المطامع والأهواء .(خاص بمواقع الميزان)

ثانياً : نشر الافكار السليمة

ابتدأ الإمام () بالرد على الافكار المنحرفة ثم أمر بمقاطعة واضعيها والقائلين بها والمتأثرين بها; لتطويقها في مهدها والحيلولة دون استشرائها في الواقع، ثم عمل على نشر الافكار السليمة لتتم المحاصرة من جميع الجوانب .

فكان () يقوم بتفسير الآيات القرآنية التي تتناول اصول وقواعد العقيدة والشريعة، ويهتمّ بنشر الاحاديث الشريفة عن آبائه وعن رسول الله () لكي تكون هي الحاكمة على أفكار وتصورات المسلمين .

وكان يستثمر جميع الفرص المتاحة لتبيان الفكر السليم والمفاهيم الشرعية الصحيحة .

ففي مجال التوحيد قال () : «حسبنا شهادة أن لا اله الاّ الله أحداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، قيّوماً سميعاً بصيراً قوياً قائماً باقياً نوراً، عالماً لا يجهل، قادراً لا يعجز، غنياً لا يحتاج، عدلاً لا يجور، خلق كل شيء، ليس كمثله شيء، لا شبه له، ولا ضدّ، ولا ندّ، ولا كفو».

وصنّف () أصناف القائلين بالتوحيد فقال : «للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب : نفي وتشبيه وإثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز لأن الله تبارك وتعالى لا يشبهه شيء، والسبيل في الطريقة الثالثة اثبات بلا تشبيه».

وسئل () : أيكلّف الله العباد ما لا يطيقون ؟ فقال : «هو أعدل من ذلك»، قيل له : فيستطيعون أن يفعلوا ما يريدون ؟ قال : «هم أعجز من ذلك».

ونشر الافكار الاسلامية يشكّل الركن الاساسي في الاصلاح الفكري لانه يستبدل فكراً بفكر ورأياً برأي وتشريعاً بتشريع.

ثالثاً : إرجاع الاُمة الى العلماء

بعد توسّع القاعدة الشعبية لأهل البيت () وصعوبة الالتقاء بالإمام () باستمرار، قام الإمام () بارجاع الامة الى عدد من العلماء لأخذ معالم دينهم، فعن عبدالعزيز بن المهتدي قال : سألت الرضا، فقلت اني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني ؟ قال : «خذ من يونس بن عبدالرحمن». (خاص بمواقع الميزان)

وكان له اتباع من الفقهاء منتشرين في جميع الأمصار، يُرجع لهم انصاره وسائر المسلمين لأخذ معالم الدين من عقائد وتشريعات واحكام .

منهم : أحمد بن محمد البزنطي، ومحمد بن الفضل الكوفي، وعبدالله بن جندب البجلي، والحسين بن سعيد الاهوازي .

وكان يتابع حركة الرواة لكي لا يكذبوا عليه أو على آبائه، فكان يقول عن يونس مولى علي بن يقطين : «كذب ـ لعنه الله ـ على أبي»


للموضوع بقيه


آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 10-Feb-2009 الساعة 11:58 PM.

رد مع اقتباس