منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - حقوق المجتمع
الموضوع: حقوق المجتمع
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
Post حقوق المجتمع
قديم بتاريخ : 11-Feb-2009 الساعة : 01:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



حقوق المجتمع

الإسلام ليس منهج اعتقاد وايمان وشعور في القلب فحسب ، بل هو منهج حياة إنسانية واقعية ، يتحول فيها الاعتقاد والايمان إلى ممارسة سلوكية في جميع جوانب الحياة لتقوم العلاقات على التراحم والتكافل والتناصح ، فتكون الأمانة والسماحة والمودة والاحسان والعدل والنخوة هي القاعدة الأساسية التي تنبثق منها العلاقات الاجتماعية .
وقد جعل الإسلام كل مسلم مسؤولاً في بيئته الاجتماعية ، يمارس دوره الاجتماعي البنّاء من موقعه ، قال رسول الله وسلم : « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته » .
ودعا وسلم إلى الاهتمام باُمور المسلمين ومشاركتهم في آمالهم وآلامهم ، فقال : « من أصبح لا يهتم باُمور المسلمين فليس بمسلم » .
ودعا الإمام الصادق إلى الالتصاق والاندكاك بجماعة المسلمين فقال : « من فارق جماعة المسلمين قيد شبر ، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه » .
وقال وسلم : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى والسهر » . ( خاص بمواقع الميزان)
وأمر الإمام الصادق بالتواصل والتراحم والتعاطف بين المسلمين ، وذلك هو أساس العلاقات بينهم ، فقال : « تواصلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا » .
ودعا الإمام علي إلى استخدام الأساليب المؤدية إلى الاُلفة والمحبة ، ونبذ الأساليب المؤدية إلى التقاطع والتباغض ، فقال : «لاتغضبوا ولا تُغضبوا افشوا السلام وأطيبوا الكلام » .
والاُسرة بجميع أفرادها مسؤولة عن تعميق أواصر الود والمحبة والوئام مع المجتمع الذي تعيش فيه ، ولا يتحقق ذلك إلاّ بالمداومة على حسن الخلق والمعاشرة الحسنة ، وممارسة أعمال الخير والصلاح ، وتجنب جميع ألوان الاساءة والاعتداء في القول والفعل .
ولذا وضع الإسلام منهاجاً متكاملاً في العلاقات قائماً على أساس مراعاة حقوق أفراد المجتمع فرداً فرداً وجماعة جماعة ،

وتتمثل هذه الحقوق العامّة في :

(حقّ الاعتقاد ، وحقّ التفكير وإبداء الرأي ، وحق الحياة ، وحق الكرامة ، وحق الأمن ، وحق المساواة ، وحق التملك) وتنطلق بقية الحقوق من هذه القواعد الكلية ، لتكون مصداقاً لها في الواقع العملي .
والالتزام بالاوامر الالهية كفيل باحقاق حقوق المجتمع ، ومن الأوامر الالهية الجامعة لجميع الحقوق قوله تعالى : ( إنّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وايتاء ذي القُربى ويَنهى عَنِ الفَحشَاءِ والمُنكَرِ والبَغي يَعِظُكم لَعلَّكُم تَذَكَّرونَ).
فالتقيد بهذا الأمر الالهي يعصم الإنسان من التقصير في حقوق المجتمع ، ويدفعه للعمل الجاد الدؤوب لتحقيق حقوق الآخرين وأداء مسؤوليته على أحسن وجه أراده الله تعالى منه .



حقوق المجتمع في القرآن الكريم :

القرآن الكريم دستور البشرية الخالد ، يمتاز بالشمول والاحاطة الكاملة بجميع شؤون الحياة ، وقد وضع أُسساً عامة في علاقة الفرد بالمجتمع ، ووضع لكلِّ طرف حقوقه وواجباته للنهوض من أجل إتمام مكارم الأخلاق ، وإشاعة الود والحب والوئام في ربوع المجتمع الإنساني ، وفيما يلي نستعرض جملة من حقوق المجتمع على الفرد والاُسرة ، الخلية الاجتماعية الاُولى ،( خاص بمواقع الميزان)
وأهم تلك الحقوق هو التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الاثم والعدوان قال تعالى : ( وَتَعَاونوا على البرِّ والتَقوى ولا تَعاونُوا على الإثمِ والعُدوانِ ) . وأمر القرآن الكريم بالاحسان إلى أفراد المجتمع : ( واعبُدُوا اللهَ ولاتُشرِكُوا بهِ شَيئاً وبِالوالدينِ إحساناً وبذي القُربى واليتَامى والمسَاكينِ والجارِ ذي القُربى والجارِ الجُنُبِ والصَّاحبِ بالجنبِ وابنِ السبيلِ وما مَلكَت أيمانُكُم ) .
وأقرّ القرآن حق النصرة : ( وإن استَنصرُوكُم في الدِّينِ فَعَليكُمُ النَّصرُ...) .
وأمر بالاعتصام بحبل الله وعدم التفرّق : ( واعتَصِموا بِحبلِ اللهِ جَميعاً ولاتَفَرَّقُوا ) .
وأمر بالسعي للاصلاح بين المؤمنين : ( إنّما المؤمِنُونَ إخوةٌ فاصلِحُوا بينَ أخوَيكُم واتقُوا اللهَ لَعلّكُم تُرحَمُونَ ) .
وأمر بالعفو والمسامحة : ( خُذِ العَفو وأمُر بالعُرفِ وأعرِض عَن الجَاهِلينَ) .
وأمر بالوفاء بالعقود : ( يَا أيُّها الذِينَ آمنُوا أوفُوا بالعُقُودِ )
وأمر باداء الامانة : ( إنّ اللهَ يأمُرُكُم أن تُؤدّوا الأماناتِ إلى أهلِهَا ) .
وأمر باداء حق الفقراء والمساكين وابن السبيل وعدم تبديد الثروة بالتبذير والاسراف : ( واتِ ذا القُربى حَقّهُ والمسكِينَ وابن السّبيلِ ولاتُبذّر تَبذيراً ) .
وقال أيضاً : ( وفي أموالِهم حقٌ لِلسّائِلِ والمحرُومِ ) .
ومن أجل إشاعة مكارم الأخلاق ، والسير على النهج القويم ، أمر القرآن بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر : ( وَتَواصوا بِالحقِّ وتَواصَوا بالصّبرِ ) .
ومن حقوق المجتمع على الفرد أن يقوم بواجب الاصلاح والتغيير للحفاظ على سلامة المجتمع من الانحراف العقائدي والاجتماعي والأخلاقي ، وأن يقابل الاساءة والمصائب التي تواجهه بصبر وثبات ، فمن وصية لقمان لابنه : ( يا بُنيّ أقِم الصَّلاةَ وأمُر بالمعرُوفِ وانه عَنِ المنكَرِ واصبِر على ما أصابَكَ إنَّ ذلكَ مِن عزمِ الاُمُورِ )
ونهى القرآن الكريم عن الاعتداء على الآخرين ، بالظلم والقتل وغصب الأموال والممتلكات والاعتداء على الأعراض : ( ولا تَعتدُوا إنَّ اللهَ لا يُحبُّ المُعتَدينَ ) .
(خاص بمواقع الميزان )
وحرّم الدخول إلى بيوت الآخرين دون إذن منهم : ( يا أيُّها الذينَ آمنُوا لا تَدخُلوا بُيُوتاً غَير بُيُوتِكُم حتى تَستأنِسُوا وتُسلِّموا عَلى أهلِها ).
ونهى عن بخس الناس حقوقهم : ( ولا تَبخَسُوا الناسَ أشياءَهُم ) .
وحرّم التعامل الجاف مع الآخرين : ( ولا تُصعِّر خَدَّكَ للناسِ ولا تَمشِ في الأرضِ مَرَحاً... ) .
وحرّم جميع الممارسات التي تؤدي إلى قطع الأواصر الاجتماعية ، (يَا أيُّها الذِينَ آمنُوا لا يَسخَر قومٌ مِن قَومٍ عَسى أن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم ولانِساءٌ مِن نِساءٍ عَسى أن يَكُنَّ خَيراً مِّنهنَّ ولا تَلمِزُوا أنفسَكُم ولا تنابزُوا بالألقابِ بِئسَ الإسمَ الفسُوق بعدَ الإيمانِ... )
وحرّم الظن الآثم والتجسس على الناس واغتيابهم : ( يا أيُّها الّذينَ آمنُوا اجتَنبُوا كَثيراً مِن الظنّ إنّ بَعضَ الظنّ إثمٌ ولا تَجَسّسُوا ولا يَغتب بَعضُكُم بَعضاً ) . وحرّم إشاعة الفاحشة في المجتمع الإسلامي : ( إنّ الذينَ يُحبُّونَ أن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الذينَ آمنُوا لَهُم عذابٌ أليمٌ... ) .
وحرّم ارتكاب الفواحش الظاهرية والباطنية : ( ولا تَقربُوا الفواحِشَ ماظَهرَ مِنها وما بَطنَ ) .
وهكذا يوفر القرآن في هذه اللائحة الطويلة والعريضة ، ما يضمن توفير الحصانة للمجتمع البشري ، وهو يضع النظام الدقيق والشامل ، من أحكام وقيم أخلاقية ، ليكون الامان والتآلف والتعايش والتكافل معالم أصيلة في الحياة الاجتماعية .


آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 11-Feb-2009 الساعة 01:49 PM.

رد مع اقتباس