منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - عمة زينب انته عالمة غير معلمة هكذاقال الامام السجاد عليهما السلام
عرض مشاركة واحدة

ناظم البديري
عضو
رقم العضوية : 3003
الإنتساب : Nov 2008
المشاركات : 12
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : ناظم البديري is on a distinguished road

ناظم البديري غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناظم البديري



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي عمة زينب انته عالمة غير معلمة هكذاقال الامام السجاد عليهما السلام
قديم بتاريخ : 21-Feb-2009 الساعة : 03:48 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد


جرت العادة في معرفة عظماء التاريخ والأمم بالبحث عن سرّ وأبعاد العظمة فيهم، وحينما نقف عند شخصية بطلة كربلاء السيدة زينب () ندرك أن ما عرف عن شخصيتها الفذة هو عنصر المأساة في حياتها المتمثل بمواكبتها لأحداث الطف المفجعة، ابتداءً بقتل الذرية الطاهرة لرسول الله () وانتهاءً بالسبي من كربلاء إلى الكوفة ثمّ إلى الشام. وهكذا دورها الكبير في إيصال صدى الثورة الحسينية إلى الأرجاء.
ولكن هنالك معالم أخرى نقرأها في حياة العقيلة زينب () سيما بعد شهادة الإمام زين العابدين () لها بقوله: (عمّة أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة) فهي التي تربت في مهد جدها رسول الله ()؛ ونمت في جامعة أبيها أمير المؤمنين الذي كان يقول (): (علمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح من كلّ باب ألف باب).


وهي المتغذية من نبع أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ()، وهي التي طوت فترة من الدهر بصحبة الإمامين الهمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، فهي من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، (من أهل بيت قد زقوا العلم زقا).
وقد ورد عن الشيخ الصدوق: أنّ زينب () كانت لها نيابة خاصة عن الإمام الحسين ()، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين من مرضه.
فهي لم تختزن العلوم لنفسها بل أفاضت من علومها ومروياتها على المسالمين، ليأخذوا منها كما أخذوا من جدّها رسول الله () وذلك لأن (زكاة العلم نشره).


وكانت تروي عن أمها الزهراء ()؛ وأبيها أمير المؤمنين ()؛ وأخويها الحسن والحسين (عليهما السلام)، كما قد روى عنها ابن عباس حبر الأمة، والإمام زين العابدين؛ وزوجها عبد الله بن جعفر؛ وغيرهم.. ممّا يدلّ على سعة علمها واطلاعها ومعرفتها للحقائق الشرعية وللأسرار المحمدية، فهي التي قد أفيض عليها من الأسرار والعلوم إلهاما لطفاً من الباري لها وإعظاماً لشخصيتها. ومما لاشكّ فيه هو دورها العظيم في إيصال صوت مظلومية أمها الزهراء () حينما خرجت إلى القوم تخاصمهم بالبرهان والمنطق والعقل والشرع مما يتعلق بأمر فدك، التي غصبوها منها. وقد روى ابن عباس خطبة أمها عنها بقوله: (حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي () ).

ويظهر من بعض المصادر التاريخية أن السيدة زينب () كان لها مجلس في بيتها أيام خلافة أبيها أمير المؤمنين في الكوفة، وكانت تفسّر القرآن للنساء، ومما يروى في هذا الصدد: دخول أبيها أمير المؤمنين عليها حينما كانت تفسّر القرآن الكريم للنساء، وهي في معرض تفسير آية (كهيعص)، فقال لها: يا نور عيني، سمعتك تفسرين (كهيعص) للنساء؟ فقالت: نعم. فقال (): هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله (). ثم شرح الإمام () لها المصائب، فبكت بكاءً عالياً لذلك.


وحينما ننظر إلى خطابها بالكوفة ووقعه وتأثيره في الناس، وكما يصفها الراوي حذيم الأسدي: (لم أر - والله - خفرة قط أنطق منها، كأنها تنطق وتفرغ عن لسان علي () )، ثم يقول: وقد أشارت إلى الناس أن أنصتوا، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس.. وقد أخذ كلامها فيهم مأخذه، وأثر فيهم بالغ الأثر وصف الراوي حالة الناس: فرأيت الناس حيارى قد ردّوا أيديهم في أفواههم.
فهي ابنة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين () التي وقفت أمام المهاجرين والأنصار وأنت أنّة أجهش القوم بالبكاء، وارتجّ المجلس كما في الرواية.


ولم تكن العقيلة زينب () تمتلك هذه العلوم فحسب وإنما كانت على معرفة ودراية بأسرار وخفايا الكون والمسمى بعلم المنايا والبلايا، وهذا ما يظهر ممّا ذكره الفاضل الدربندي: إنها كانت تعلم علم المنايا والبلايا كجملة من أصحاب أمير المؤمنين منهم ميثم التمار؛ ورشيد الهجري، وغيرهما.


فحقاً شهد لها سيد الساجدين والعابدين: (عمّة.. أنت بحمد الله عامة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة).

اللهم ارزقنا الثبات على ولاية اهل البيت
ونسألكم الدعاء


رد مع اقتباس