منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الإيمان بالمصلح العالمي في الفكر غير الديني
عرض مشاركة واحدة

ناظم البديري
عضو
رقم العضوية : 3003
الإنتساب : Nov 2008
المشاركات : 12
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : ناظم البديري is on a distinguished road

ناظم البديري غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناظم البديري



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : ناظم البديري المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Feb-2009 الساعة : 05:12 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفكر الديني يؤمن بظهور المصلح العالمي بعد غيبةإن الإجماع على حتمية ظهور المصلح العالمي مقترنٌ بالإيمان بأن ظهوره يأتي بعد غيبة طويلة، فقد آمن اليهود بعودة عزير أو منحاس بن العازر بن هارون، وآمن النصارى بغيبة المسيح وعودته، وينتظر مسيحيو الأحباش عودة ملكهم تيودور كمهدي في آخر الزمان، وكذلك الهنود آمنوا بعودة فيشنوا، والمجوس بحياة أوشيدر، وينتظر البوذيون عودة بوذا ومنهم مَن ينتظر عودة ابراهيم () وغير ذلك[7].

إذن قضية الغيبة قبل ظهور المصلح العالمي ليست مستغربة لدى الأديان السماوية، ولا يمكن لمنصف أن يقول بأنها كلّها قائمة على الخرافات والأساطير، فالخرافات والأساطير لا يمكن أن توجد فكرة متأصلة بين جميع الأديان دون أن ينكر أي من علمائها أصل هذه الفكرة، فلم ينكر أحدٌ منهم أصل فكرة الغيبة وإن أنكر مصداق الغائب المنتظر في غير الدين الذي اعتنقه وآمن بالمصداق الذي ارتضاه.إنّ انتشار أصل هذه الفكرة في جميع الأديان السماوية كاشفٌ عن أرضية اعتقادية مشتركة رسخها الوحي الإلهي فيها جميعاً، ودعمتها تجارب الأنبياء () التي شهدت غيبات متعددة مثل غيبة ابراهيم الخليل وعودته، وغيبة موسى عن بني اسرائيل وعودته اليهم بعد السنين التي قضاها في مدين، وغيبة عيسى () وعودته في آخر الزمان التي أقرّتها الآيات الكريمة واتفق عليها المسلمون من خلال ورودها في الأحاديث النبوية الشريفة، وغيبة نبي الله إلياس التي قال بها أهل السنة كما صرّح بذلك مفتي الحرمين الكنجي الشافعي في الباب الخامس والعشرين من كتابه «البيان في أخبار صاحب الزمان»، وصرّح كذلك بايمان أهل السنة بغيبة الخضر () وهي مستمرة الى ظهور المهدي() في آخر الزمان حيث يكون وزيره[8].
بل إن انتشار فكرة غيبة المصلح العالمي في الأديان السابقة قد تكون مؤشراً على وجود نصوص سماوية صريحة بذلك كما سنلاحظ ذلك في نموذج النبوة الواردة في سفر الرؤيا من الكتاب المقدس والتي طبقها الباحث السني سعيد أيوب على المهدي الإمامي.

أما الاختلاف في تشخيص هوية المصلح الغائب فهو ناشئ من الخلط بين النصوص المخبرة عن غيبات بعض الانبياء () وبين النصوص المتحدثة عن غيبة المصلح العالمي، بدوافع عديدة سنشير إليها لاحقاً.


[1] المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه، للسيد عبد الرضا الشهرستاني : 6.
[2] المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه، للسيد عبد الرضا الشهرستاني: 7.

[3] برناردشو، للاستاذ عباس محمود العقاد : 124 ـ 125، وعلق الاستاذ العقاد على كلمة برناردشو بالقول: ؤأ «يلوح لنا أن سوبرمان شو ليس بالمستحيل، وأن دعوته لا تخلو من حقيقة «ثابتة»، نقلاً عن كتاب المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي: 9، وقد نقلها عن العقاد الشيخ محمد حسن آل ياسين في كتابه المهدي المنتظر بين التصور والتصديق: 81.

[4] راجع توضيح هذه النقطة في البحث القيم الذي كتبه آية الله الامام الشهيد الصدر حول المهدي : 41 ـ 48 ، ط 3 دار التعارف.

[5] لمزيد من التوضيح راجع تأريخ الغيبة الكبرى : 276 وما بعدها.

[6] بحث حول المهدي: 7 ـ 8 .

[7] راجع مثلاً كتاب «دفاع عن الكافي» للسيد العميدي: 1/181، وإحقاق الحق: 13/ 3 ـ 4 .

[8] البيان في أخبار صاحب الزمان: 149 ـ 150 .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
اللهم أرنى الطلعة البهيه لرؤيته يارحم الرحمين


رد مع اقتباس