[سيد جلال الحسيني]

الفصل 16

السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراء وخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
فبدئت ابحث عن سيارات النجف الاشرف واذا بسيارة تحتوي على 11 كرسي ويسموها (كيّه ) والعجيب الذي رئيته من سائق هذه السيارة حفظه الله تعالى نشاطه الملفت للنظر وهو ينادى :
نجف ....... نجف .......
وكان ياخذ الحقائب من الناس بنشاط فائق ويرمي بها الى الرجل الذي كان على سقف السيارة وهو ينادي :
ارجوك لا تشخط سيارتي ثم سالته كم تاخذ من الاجرة الى النجف الاشرف قال انا آخذ 15ألف دينار وهذا جاري ياخذ 13 ألف دينار( وانت ابكيفك ) ضحكت في نفسي وتذكرت ولدي خادمكم عبد المهدي دائما يقول لي ان جارنا فلان ينفسنا في العمل ويبيع بضاعتنا بارخص منا لكي يجذبوا زبائننا؛ فاضحك معه واقول ولدي ان جدك امير المؤمنين يقول:
رزقك لا يسبقك اليه غيرك وقال :
الكافي 1 30
قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ:
أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلُ بِهِ أَلَا وَ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ مَضْمُونٌ لَكُمْ قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ وَ ضَمِنَهُ وَ سَيَفِي لَكُمْ وَ الْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ فَاطْلُبُوهُ .
فكان ياتينا الزبائن ويسئلنا عن نوع من الاغلفة البلاستيكية بكم الذراع؟
فاقول له انا ابيعه بكذا وجاري يبيعه ارخص مني.
فيقول:
وما العلة؟
فاقول: لا ادري لعلي اشتريته اغلى.
وانا بعت كل ما عندي وكذلك جاري نفذ ما عنده والحمد لله الصادق الوعد ولم انافس احدا ؛ ثقة بالله تعالى وبما قاله لنا اهل البيت ؛ لذلك اكلنا رزقنا وبهدوء تام ولم نزعل على احد وكان ياتي الزبون ويقول :
جارك فلان يعطي ارخص منك.
فاقول له رحمه الله انه افضل مني .
او يقول انه يبيع اغلى منك مادحا لي .
وانت منصف اكثر منه .
اقول له ابدا لا تستغيب انا اقبل يديه ارجوك لا تستغيب .
وبلفعل عشنا هذا العمر والحمد لله ولم نكن في همّ لرزقنا لانه لا يسبقنا اليه غيرنا واذا بسائقنا الذي قال انا اخذكم بمبلغ 15 الف دينار امتلئت سيارته باسرع من جاره الذي ياخذ ب13 الف دينار
اتعجب منك قارئي العزيز : لماذا لا تسلني لماذا اكدت على نشاط السائق والفت نظرك ........