[zahraa_jwana]

أرجوك افهمني..
دائماً تتهمني بالبرود والعصبية وتحاول أن تلقي باللائمة على الظروف التعيسة التي جمعتنا معاً، وعند اقتراب المسافة بيني وبينك وفي أعذب اللحظات أشعر بالانكفاء ودونما أن تسأل نفسك ماذا حدث لي، وما في داخلي من انفعالات مشمئزة، مكفهرة، عبوسة؟!
تدير ظهرك متذمراً، وأدير ظهري صامتة خجلة ألعق جراحي، فقد تحول الذوبان إلى نفور والالتحام إلى جفاء، نبهتك أكثر من مرة : أن دخان سجائرك يطفئ شوقي ويسد منافذ البوح في مساماتي.. اتركها على اﻷقل في ليالي الوهج العاطفي ليهفو قلبي إليك طيعاً حميماً.
لكنك صاد، قاس، لا تسمعني وتظنني جافة، ميتة اﻹحساس، رغم أني كأي أنثى أحتاجك متألقاً نظيفاً، عبق الرائحة، أنيقاً، ترفرف أنفاسك الزكية فوق بشاشة وجهي، فتستكين جوارحي وتطيب جوانحي.. فأنصهر معك في بوتقة السعادة والسكن!


ارجوك انت افهميني..

كم أود أن أعبر عن تقديري وحبي لك ولما تبذلينه لي من مودة ومعروف، حتى تعلمي حجم السعادة والاستقرار الذي أعيشه وأنت إلى جانبي في مشوار العمر، لكني لا أجد الكلمات المناسبة، ولا يسمح لي تكويني كرجل أن أبادلك نفس الكلمات العاطفية التي تتلطفين بها علي.
أقر بأنه من اﻷفضل أن يردد الرجل على زوجته كل يوم ـ صباحاً ومساءً ـ الكلمات العاطفية التي تكشف عن محبته وسعادته بها، فهذا اﻷمر من شأنه أن يشبع عاطفتها ويريح بالها ويمنحها السكينة والاستقرار اللازم، ولكن غياب مثل هذه الكلمات عن لسانه لا يعني بالضرورة أنه لا يحبها.
لو أنك تأملت قليلاً لوجدت أني أعبر لك عن حبي ومودتي لك بطرق مختلفة يومياً، وهكذا دأب أكثر اﻷزواج.. انظري كم من الجهد أبذله ﻷوفر لك احتياجاتك الحياتية، وكم من الوقت الثمين أصرفه لتذليل العقبات وتصريف اﻷمور الخاصة بك، من مراجعة الطبيب وتخليص المعاملات وحل مشاكلك الوظيفية بل حتى الطبخ ورعاية اﻷطفال أحياناً.
ألم تفكري يوماً.. لماذا أستلم عملاً إضافياً في وظيفتي؟ ولماذا كنت أشتغل في وظيفة ثانية أحياناً؟ إنني أريد أن أكسب مالاً إضافياً ﻷوفر لك كل مستلزمات الرفاهية، عرفاناً ومحبة مني لجهودك المخلصة معي.
أرجوك.. كوني متفهمة للطريقة التي أعبر فيها لك عن حبي، فأنت حقاً أغلى إنسانة لدي، وأنا أبذل كل جهدي ﻷسعدك بالطريقة التي تتوافق مع تكويني وشخصيتي .

نقلا عن مجلة العصر