[سيد جلال الحسيني]

انتظار 18
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائه
فكرت ان اذهب الى الحوزة في النجف الاشرف لكي اتخلص من والدي واستطيع ان اعيش ؛ وبالضمن اتعلم ديني؛0
فتكلمت مع احد الشيوخ وكان تلميذ عند السيد احمد المستنبط صاحب كتاب ضياء الصالحين وكتاب القطرة في مناقب العترة بالمسالة0
فقال:
عندنا في مدرسة كاشف الغطاء غرف فارغة تعال معي لكي ارتب الامر لك.
وبلفعل جزاه الله سبحانه خيرا اعطاني غرفة ؛ وكانت المدرسة مخيفة جدا لانه ليس فيها سوى الخادم وهو كبير السن ؛ حيث كان بعض الرجال الذين يبلغ بهم السن مبلغا كبيرا ياتوا الى النجف الاشرف من اطراف العراق ليعيشوا في المساجد والحسينيات منتظرين ان ياتيهم الاجل وهم في النجف الاشرف؛ وكان هذا الخادم من هؤلاء الرجال البرزخيين ؛ والمدرسة فارغة سوى هؤلاء ومجموعة كبيرة من التوابيت التي كان اصحاب الجنائز بعد دفن موتاهم يلقونها هنا وهناك وكان سهم مدرستنا لاباس بها من هذه التوابيت0
فكنت في هذه المدرسة وحيدا فريدا بين ظلمات الغربة ووحشت التوابيت والم الجوع وذكريات الماضي بمفارقة الاصدقاء والخلان ؛ وخوف المستقبل المجهول ؛
آه
ياأمي الآن عرفت قدرك بعد ان فقدتك وانا طفل فهل كان يجرء احد ان كنتِ موجودة ان يطردني يا اماه؟؟!!
واخذني الشيخ الى سماحة السيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه واسكنه فسيح جنته فالبسني العمامة بيده الشريفة واعطاني مبلغا من المال كهدية وخرجت متعمما.
الناس يرون ظاهري هادئا كهدوء نسيم الصباح على الرياض المزهرة ؛ وصدري كفؤادي ام موسى يكاد ان يُخرج قلبي من غليانه ؛ لاني لا اعلم ما يكون مصيري لو خطبت قريبتي التي بات ذكرها انسي الوحيد في مدلهمات مصائبي التي طالما شكوتها لملاذي الوحيد امير المؤمنين 0
كان لي صديق من اصل باكستاني وكان سخيا كريما ما جئته يوما الا واستقبلني بالابتسامات الجميلة الهشة البشه واول كلمة اسمعها منه للترحيب بي عندما ازوره هي اين كنت؟ وانا انتظرك!
اهلا........ اهلا..
رحمة الباري عليه المظلوم ؛ ثم يسرع بالمائدة قبل ان يسالني هل تحتاج الطعام ام لا؟
فجائني يوما الى مدرسة كاشف الغطاء فوجدني جالسا على حصير بالي ؛خاسف اللون طاوي البطن ذابل الشفاه
فرثي لحالي وقال لي من سيزوجك؟ وكيف تعيش وانت على هذا الحال؟؟؟؟؟

--في تلكم الايام كان اكثر الطلبه يعيشون في اضيق حال في حكم الطاغية احمد حسن البكر—