منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - (فاطمة أمُ أبيها )..؟!
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : mowalia_5 المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-Mar-2009 الساعة : 04:54 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم العن ظالمي محمد وآل محمد وصل على محمد وآل محمد عجل فرجهم

نكمل ما ذكره وكما ذكر في هذا الرابط

http://www.mezan.net/zahraa/****/01.html


نقف مع هذه الحديث لكي نستلهم منه المعاني الرائعة والجميلة التي تضمنها بين طياته ، فكلمة أم أبيها كلمة عذبة أفضل ما تفوهت به حنجرة رسول الله وسلم عندما قال مرحباً بأم أبيها ، فهذه الكلمة رغم أنها صغيرة ولكنها في نفس الوقت كبيرة مملوءة بالحب والأمل والعطف وكل ما في القلب البشري من الرقة والعذوبة ، لذا نرى لا بد من تسليط الأضواء على هذه الكلمة لكي نستخلص روائع الفكر من هذا الحديث الشريف الذي قلده رسول الله وسلم لا بنته فاطمة فجعل جيدها يشع نوراً لمن أراد أن يستضي من نور معرفته .
ولقد ورد في صحاح اللغة العربية أن معنى كلمة أم هو الأصل كما هو معروف في لسان القرآن الكريم حيث عبر عن مكة المكرمة بـ ( أم القرى ) أي أصل القرى في الجزيرة العربية ، ومنها انطلقت روح الحياة لكي تغذي القرى ومن حولها وتقوم برعيايتها ، وذلك لما لها من مكان وموقع جغرافي في قلب الجزيرة العربية مما جعلها قطب الرحى لبقية القرى ... وعلى هذا الأساس نفهم معنى هذا الحديث « أم أبيها » حيث نستطيع تفسير بأن فاطمة كانت مصدر ذرية رسول الله ومنبع نسله وهذا ينطبق ويتماشى مع تفسير الكوثر الذي هو مصدر ذرية رسول الله صلى الله عليه ومنبع نسله وهذا ينطبق ويتماشى مع تفسير الكوثر الذي هو مصدر ذرية رسول الله وسلم .

أقول : إن في التأمل في حياة فاطمة واستقراء حياتها في ظل رعاية أبيها رسول
الله وسلم نجد عدة معاني وتفاسير تجعل هذا الحديث وهذه الكلمة أم أبيها كنظرية ولها تطبيقات عديدة في حياة الصديقة الطاهرة وعلى هذا الاساس نرى الوقوف مع هذا الحديث مما يزيدنا معرفة في فاطمة ويجعلنا نتقرب من الأسرار التي كانت تحيط بحياتها الشخصية وإليك بعض التفاسير والمعاني الرائعة لهذه الكلمة :

* ان التدقيق في حياة الرسول وسلم مع ابنته فاطمة يجعلنا نفهم معنى أم أبيها حيث أن الزهراء كانت تقوم بمداراة أبيها رسول الله ورعايته أفضل ما تكون المراعاة بالنسبة لأم لولدها وفي قبال ذلك كان الرسول يحترمها كما يحترم الولد أمه ، وهذا نجد جلياً وواضحاً في سيرته الشريفة وعلاقته بالبضعة الطاهرة حيث كان الرسول وسلم ينادي بالزهراء عندما تقبل عليه : مرحباً بأم أبيها ، ويقدم لها ضروب الإحترام وألوان التعظيم ، حتى وصل الأمر إلى أن يقوم لها إجلالاً وتعظيماً ويأخذ يدها ويقبلها ثم يجلسها إلى جانبه ويقبل عليها بكليته ، وكان إذا يقبلها يقول : أشم منها رائحة الجنة .

* إن رسالة نبينا محمد وسلم لا بد لها من امتداد يمثلها في كافة جوانبها ويعطيها التفسير الصحيح ، وهذا لم نجده إلا من خلال الإمتداد الطبيعي للرسول وسلم المتمثل في ذريته من فاطمة ، لذا كان الرسول يقول : « حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً » أي إن الحسين ابني وامتدادي الطبيعي فهو قرة عيني وثمرة فؤادي وفي نفس الوقت أنا من حسين ، وعليه فإن هذا الحديث يحدد المفهوم الذي أراده من هذا الحديث أي بدقة متكاملة وبتمعن نرى أن هذا الأمر يعني استمرار الرسالة السماوية وإحياء معالم الدين والعقيدة انما هو بوجود الحسين وذرية فاطمة من الأئمة المعصومين ، لذلك قيل ان الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء وهذا ما نراه في التضحية التي قدمها الحسين يوم عاشوراء حيث أرخص الغالي والنفيس لإحياء شجرة الرسالة المحمدية في كل جوانبها فغذاها بدمه ودم عيالاته من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء حتى الطفل الرضيع ، وعلى هذا الأساس يكون معنى أم أبيها ان استمرار الإسلام وبقاء رسالة السماء وحفظ القرآن الكريم وعقائده مناهجه إنما يكون بواسطة فاطمة الزهراء ومن خلال ذريتها ، وهذا ما كان يراه الرسولفاطمة من خلال تطلعه إلى آفاق المستقبل الذي سيكون لولد فاطمة فكان يكرمها ويحترمها ويقول لها مرحباً بأم أبيها .

* ولعل وجه تكنيتها بأمّ أبيها هو أنه وسلم يعاملها معاملة الولد أمه . وانها تعامله معاملة الأم ولدها كما ان التاريخ يؤيد ذلك والأخبار تعضده ، ففي الأخبار الكثيرة أنه وسلم يقبل يدها ويخصها بالزيارة عند كل عودة منه إلى المدينة المشرفة ويودعها منطلقاً عنها في كل أسفاره ورحلاته ، وكأنه يتزود من هذا المدينة المشرفة ويودعها منطلقاً عنها في كل أسفاره ورحلاته . وكأنه يتزود من هذا النبع الصافي عاطفة لسفره كما يتزود الولد المؤدب من أمه ، ونلاحظ من جهةٍ أخرى ان فاطمة الزهراء تحتضنه وتضمد جروحه وتخفف من آلامه كالأم المشفقة لولدها ، وبالجملة كل ما يجده الولد في امه من العطف والرقة والشفقة والأنس فهو وسلم يجده في فاطمة وكأنها أمه .

* ونقل المولى الأنصاري ( ره ) : إنّ النكتة في هذه التكنية إنما هي محض إظهار المحبة ، فإن الإنسان إذا أحبّ ولده أو غيره وأراد أن يظهر في حقّه غاية المحبّة قال : « يا أمّاه » في خطاب المؤنّث ، ويا « أياه » في خطاب المذكّر ، تنزيلاً لهما بمنزلة الأمّ والأب في المحبّة والحرمة على ما هو معروف في العرف والعادة .

أو أنّ الله عزّ وجلّ لمّا شرّف وكرّم أزواج النبي وسلم بتكنيتهنّ بأمّهات المؤمنين صرن في معرض أن يخطر ببالهنّ أنّهن أفضل النساء حتى من بضعة المصطفى فاطمة الزهراء ، ولأجل ذلك كنّاها أبوها بأمّ أبيها صوناً لهذه الخواطر والوساوس ، يعني يا نساء النبي إن كنتنّ أمّهات المؤمنين ، ففاطمة أمّ النبيّ ، أمّ المصطفى ، أمّ الرسول ، أمّ أبيها .

ويمكن أن يراد بهذه التكينة معنىً أدق وأعمق من الأول والثاني وإن كان الأول هو الأظهر ، وهو : أنّ أمّ كلّ شيء أصله ومجتمعه كما صرّح به أهل اللغة كأم القوم وأمّ الكتاب وأم النجوم وأم الطرق وأم القرى وهي مكّة شرّفها الله تعالى ، وأم الرأس وأم الدماغ و ... فعليه يمكن أن يقال : إنّه وسلم أراد منها أنّ ابنتي فاطمة هي أصل شجرة الرسالة وعنصر النبوّة ، كما قال الباقر : الشجرة الطيّبة رسول الله وسلم وفرعها عليّ وعنصر الشجرة فاطمة وثمرتها أولادها ، وأغصانها وأوراقها شيعتها .

وكما أنّه لولا العنصر يبست الشجرة وذهبت نضرتها ، فكذلك لولا فاطمة لما اخضرّت شجرة الإسلام ، فإنّ الشجرة تسمو وتنمو بتغذيتها من أصلها . وشجرة الشريعة الحنيفيّة قد سمعت ونمت بمجاهداتها ودفاعها من إمامها وبعلها الشريف المظلوم ومجاهدات أولادها وتضحيّاتهم ، لا سيّما شبليها الكريمين ، فإنّ الحسن بصلحه أبقى شجرة الإسلام ومنعها من الاصطدام والحسين بإبائه عن البيعة وبذل مهجته الشريفة سقاها وربّاها ، ولولا صلح الحسن وقيام الحسين ليبست شجرة الإسلام وما قام لها عود ولا اخضرّ لها عمود . ولا يخفى أنّ أصل الحسن والحسين عليهما السلام أمّهما فاطمة الزهراء ، ولولاها لم يكن أبوها وبعلها وبنوها كما تقدم في صدر الكتاب .

ولتمام البحث فاستمع لم يتلى من بعض الأخبار في هذا المعنى : قال رسول الله وسلم : أنا شجرة ، وفاطمة أصلها ، وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها .

وعن المفضّل بن محمد الجعفيّ قال : سألت أبا عبدالله عن قول الله عزّ وجلّ : ( حبة أنبتت سبع سنابل ) قال : الحبّة فاطمة ، والسبع السنابل سبعة من ولدها ، سابعها قائمهم ... .
وقال بعض أهل التحقيق : سرّ التعبير عنها بالحبّة يحتمل وجهين :
الأول : إمّا كناية عن أنها هي المقصود أولاً وبالذات ، وإما أن تكون مجرى هذه الأمانات الإلهيّة ومظاهر التوحيد الحقيقيّ صلوات الله عليها ، ووجه التشبيه أنّ من لم يكن من الزرّاع عنده حبّه فهو آيس من تحصيل الزراعة ، فأصل النظر عنه دائماً إلى الحبّة فقطّ وإلا فالنتيجة منها غير حاصلة ، وكذلك وجود الزهراء صلوات الله عليها

هي المصدر والأصل لهذه الأنوار الإلهية ، رزقنا الله حبّها وشفاعتها .
الثاني : أنّ الزراعة أصلاً وحقيقة هي تلك الجبّة مع إضافات أخريأ عملت فيها ، فتصور بصرة أخرى ، وإنما الفرق بينهما الإجمال والتفصيل ، وإلا هي هي مادة وأصلاً . فعلى هذا تكون الأنوار المقدّسة هي المتشعبّة والمشتقّة من هذه الحبّة الإلهية ...

* إن النبي كان يكشف عن مكانة فاطمة في الإسلام ، في كل كلمة يقولها لفاطمة ، وكل صنيع يصنعه لها . وهنا أراد النبي الكريم ، أن يبيّن عظمة فاطمة الزهراء ، وأنها تختلف عن نسائه اختلافاً كبيراً ، أي أن مكانة الزهراء تفوق مكانة نساء النبي لأنها تختلف عن نسائه اختلافاً كبيراً ، أي أن مكانة الزهراء تفوق مكانة نساء النبي لأنها معصومة .. وهنّ لسنن بمعصومات .. ولأنها مطهرة من الرجس ، وهن لسن مطهرات من الرجس .. ففاطمة زعيمة آية التطهير ، بينما لم تدخل واحدة من نساء النبي في آية التطهير ، حتى أم سلمة على جلالة قدرها ، لما اقتربت من الكساء والنبي يقرأ قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) .
وكان تحت الكساء يومها محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ـ أقول : لما اقتربت أم سلمة من طرف الكساء ، وقالت : وأنا منهم يا رسول الله ـ روحي فداك ـ ؟ قال : لا .. لست منهم ، ولنك على خير ، أو إلى خير .

وفي يوم المباهلة نجد النبي لم يخرج معه من النساء سوى فاطمة في حين أن آية المباهلة واضحة بقولها : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم ونساءكم ، وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) .

أقول : ولما خرج النبي إلى مباهلة النصارى ، لم يخرج معه سوى الحسن والحسين وفاطمة وعلي فالحسن والحسين يمثلان الأبناء ، وفاطمة تمثل النساء ، وعلي يمثل نفس النبي ، وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل على أن فاطمة سيدة النساء ، ولو كانت واحدة من نساء النبي في مستوى فاطمة لأخرجها معه ، ولكنه ـ أي الرسول ـ لم يجد في نسائه ، ولا في بني هاشم ولا في نساء الخلافة ، واحدة تقوم مقام الزهراء ، فاطمة بنت محمد ـ صلوات الله وسلامه عليها . والذين يحاولون إدخال زوجات النبي في أهل البيت ، عليهم أن يتفكروا في أمر آية المباهلة لتستبين لهم جادة الحق والصواب كالشمس الصافية المشرقة .

ولتأصيل هذا المعنى ، وتأكيده اقرأوا معي إذا شئتم أول سورة التحريم ، وهو قوله تعالى : ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ) ، والتعبير واضح جداً .
فحينما يقول : تبتغي مرضاة أزواجك ، فإن معنى ذلك أن رضى زوجات النبي لا قيمة له أمام رضا الله سبحانه وتعالى لأن رضا أزواج النبي خاضع للهوى ، وليس لموازين الإيمان ، وهذا ليس انتقاصاً لنساء النبي وإنما هو الواقع ، والحقيقة فنساء النبي لسن معصومات وما فيهن واحدة يمكن أنت تصل إلى مستوى فاطمة ، لذلك يقول القرآن في استنكار شديد ( يا أيها النبي لم تحرم ما الله لك ، تبتغي مرضاة أزواجك ) .

علماً بأن النبي لا يحرّم ما أحل الله له في التشريع الإسلامي الحنيف ، وإنما كانت القضية ، مسألة خاصة تتعلق بشيء من السمن والعسل أهدي إلى زوجة النبي زينت بنت جحش ، وحدث أن كان النبي عندها ، فقدمت له من ذلك الطعام شيئاً يسيراً فأكله النبي ، غير أن غيرة عائشة وبعض نسائه أدت إلى أن تقوم اثنتان من نساء النبي ـ كما ورد في سورة التحريم ـ وهما عائشة وحفصة ، أن تقوما بمظاهرة ضد الرسول الأعظم محمد وسلم وبدأت المظاهرة بقول عائشة وحفصة للنبي إننا نشم من فمك رائحة كريهة ، فتعجب النبي أن تكون رائحة فمه كريهه وهو الذي كانت حبات عرقه تتضوع عطراً ، بل كان جسمه يفوح بعطر الجنة كما جاء ذلك في سيرته الذاتية ، وأحواله الشخصية .. ولكن لا بأس ، إذا كان هذا الطعام الذي أكلته ـ هكذا قال النبي ـ فيه رائحة غير جيدة فقد حرمته على نفسي أي أن النبي حرّم ذلك الطعام الذي هو عند زوجته زينب بنت جحش ولم يحرم كل أنواع العسل ... ولذلك قلت لكم ـ آنفاً ـ إن التحريم كان خاصاً به ولم يكن عاماً وشاملاً ، لأن النبي لا يحرم ما أحل الله : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) . ومحل الشاهد هنا ، هو قول الحق سبحانه : ( يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ) . وهذا يدل بوضوح ، على أن رضا أزواج النبي لا وزن ولا قيمة له أمام رضا الله سبحانه وتعالى .

هذا بالنسبة لرضا أزواج النبي ونسائه .. أما بالنسبة لفاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ فالأمر يختلف اختلافاً جذرياً . يقول النبي : « إن الله ليرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها » .
ويقول : يا فاطمة إن الله ليرضى لرضاك ويغضب لغضبك .
ويقول في حديث ثالث : « رضا فاطمة من رضاي وسخطها من سخطي » . والويل لمن غضبت عليه فغضبها يعني غضب الله ، وإذا غضب الله على أحد أحل به نقمته ، وجنّبه رحمته .
يقول : الله عزّ وجلّ : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) .
ونحن نعرف أن فاطمة ماتت وهي غاضبة وواجدة على أبي بكر وعمر ، كما جاء في صحيح البخاري ، فما أدري كيف تكون المعادلة .. إذا كان غضب فاطمة ، هو غضب الله ، وأن الله ليرضى لرضا فاطمة ، ويغضب لغضبها ، ثم تموت الزهراء ، وهي واجدة ـ غاضبة ـ على أبي بكر وعمر ، فالقرآن يقول بصراحة : إن الذي يحلل عليه غضب الله يكون من الهالكين : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) .

والعجيب أن هذه الأحاديث كلها موجودة في صحيح البخاري وفي كتب الصحاح الأخرى ، وكلها تؤكد أن الله ليرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها .. وأن فاطمة ماتت وهي واجدة على أبي بكر و عمر ... ماتت ولم تكلمهما كلمة واحدة ... ماتت ودفنت في الليل ولم يحضر أبو بكر ولا عمر تجهيزها ولا الصلاة عليها .. وهذه قضية معروفة لدى المسلمين كافة . أما لماذا يرضى الله لرضا فاطمة ويغضب لغضبها ، فواضح جداً وذلك أنها طاهرة نقية ، معصومة لا تتعامل مع الخطأ في قول ولا فعل وهي التي كانت تقول : « أيها الناس إعلموا أني فاطمة ، وأبي محمد وسلم .
أقول : حقاً عوداً وبدءاً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً .. » فلا غلط في قولها .. ولا شطط في فعلها على الإطلاق .

* حادثتان تكشفان حقيقة حديث النبي :
والذي يهمني هنا هو ذكر حادثتين اثنتين فقط ، لأنهما تسلطان الضوء على الحديث الذي نحن بصدده ، إضافة إلى كون الحادثتين اللتين سأذكرهما ، تعكسان صورة واضحة وجلية تكشف لنا عن حقيقة حديث مرحباً بأم أبيها .
الحادثة الأولى هي المؤاخاة ، فقد آخى النبي بين كل أصحابه لينزع الغل من بعض القلوب ، ويجعلهم صفاً واحداً في مواجهة العدو ، كأنهم بنيان مرصوص .. فقال : هذا أخو هذا ، وفلان أخو فلان ، حتى لم يبق أحد سوى علي ظل واقفاً إلى جواز النبي فأخذ النبي بعضده وقال له : أنت أخي أو قال : « وهذا أخي .. » .. وهنا تجدر الملاحظة بدقة متناهية ، حيث أن النبي اختار علياً من دون أصحابه ليكون أخاً له دون غيره .

إذن اجعلوا هذه الحادثة ، عالقة في أذهانكم ثم تعالوا معي إلى الحادثة الثانية : وهي لما نزلت آية الحجاب : ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهم من رواء حجاب ) .
قال طلحة : أيريد محمد أن يمنعنا من النظر إلى بنات عمنا ، أما والله لئن مات محمد لنتزوجن نساءه ، ونجول بين خلاخيلهن ... !! ...

حقاً إنه عجب يثير الهم يجلب الحزن ، أن نسمع مثل هذا الكلام من طلحة وهو من العشرة المبشرين بالجنة ( .... ) ولا أعتقد أن بوابة الجنة سوف تنخلع أمامه ليدخل الجنة من أعرض الأبواب . هذا الذي لا يتورع من إظهار الهوى والغرام لزوجات النبي وهن أمهات المؤمنين . ولم يحفظ حرمة رسول الله . ولكن ما علينا بطلحة ، لنتركه يعيش مع غرامه الباطل فإن عذاب جهنم كان غراماً . ولنرجع إلى الحادثة الثانية ،

وهي حين نزلت آيات الحجاب ، وظهر من بعض المنافقين مثل الكلام الذي قد مرّ نزلت آية تقول : ( ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ) .
ثم جاء آية ثانية تتحدث عن مكانة زوجات النبي وأنهن بمثابة الأمهات لكم أيها المؤمنون قالت الآية : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .

وهذا يعني أن عائشة أم المؤمنين وأن زينب بنت جحش أم المؤمنين ، ومارية القبطية أم المؤمنين ، وحفصة أم المؤمنين ، وخديجة الكبرى أم المؤمنين .. فأثارت هذه الآية سؤالاً عريضاً على الشفاه السؤال هو : إذا كانت كل واحدة من زوجات النبي أماً للمؤمنين .. فاطمة أم من ؟ وهنا جاء الجواب على لسان الرسول الأمين الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال « فاطمة أم أبيها ... » ومن ذلك الحين أصبحت فاطمة أم أبيها ، وصار الرسول يناديها بأم أبيها ، فيقول : مرحباً بأم أبيها .



عذرا للإطالة
أجرك على الزهراء سلام الله عليها
ورزقك الله زيارتها وشفاعتها في الأخرة


رد مع اقتباس