[سيد جلال الحسيني]

الفصل 51


السلام عليكم


شكرا لتفضلكم بمطالعة موضوعي وآجركم الله وقضى لكم حوائج الدارين

قال رسول الله صلى الله عليه واله :

من كنت مولاه فعلي مولاه

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم


والعن اعدائهم

فتقبل الله زيارتهن اخرجن الطعام وبدئن بتقديم الطعام لجميع الركاب وانا كنت جائعا جدا ولكن الحياء منعني وكلما حاولت ان امد يدي لن استطيع فبدئت احاكم نفسي واقيس بين كلام اميرالمؤمنين
غررالحكم 257
& الحياء يمنع الرزق
& قرن الحياء بالحرمان
غررالحكم 256
&على قدر الحياء تكون العفة
&الحياء جميل
& الحياء تمام الكرم
&الحياء قرين العفاف
&العقل شجرة ثمرها الحياء و السخاء
&الحياء تمام الكرم و أحسن الشيم
&الإيمان و الحياء مقرونان في قرن و لا يفترقان
ونتيجة المقايسة كانت ان امتنع من الاكل واطيع الحياء لان ما اخسره من ترك الحياء اكثر مما اربحه من ترك الحرمان والافضل ان احافظ على حالتي هذه مادام لم يصل الجوع الى حالة الضرورة :
إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم‏.
ولذلك فان اهل البيت في كربلاء الحزن والكرب والبلاء كانوا يعانون من الجوع اشد المعاناة ولكن ليس من مكارم الاخلاق ان يشكو الانسان الجوع لذلك لم ينقل انهم شكو الجوع في واقعة كربلاء بينما اظهار العطش يبين عظم الكرب الذي يعيشه العطشان .
ومن هنا يتبن ان واقعة كربلاء كانت اعظم سوق لعرض اسمى الاخلاقيات والفضائل السامية وكشف بؤرة الجيف من الرذائل الاخلاقية في معسكر يزيد بن معاوية الغاوية ومن تربى في حجرهم ممن مهدوا لهم الكرسي في الهاوية .
فاعرضت عن اكل اي شيئ وان كانت المؤمنات الطيبات الزائرات اصروا كثيرا وبعذوبة حيث بدئن يصفن نوع طبخه ولذاذة طعمه لجميع الركاب .
والحمد لله وصلنا الى الكاظمية ونزلت من الكية وانا ابحث عن سيارة تاخذني الى النجف الاشرف فقيل لي تلك السيارة الواقفة هناك وهي تحمل 24 راكبا تذهب للنجف الاشرف ولما وصلت اليها :
وَ قالَ ارْكَبُوا فيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحيمٌ (41)
فقلت في نفسي لاباس ان اشتري شيئا اكله قبل الركوب ولما ذهبت لمحل بيع الاطعمة ولم يكن صاحب المطعم موجودا فسالت الواقف هناك عن صاحب المطعم بدء يستهزء بي ويضحك ثم نادى صاحب المطعم بطريقة اراد ان يشاركه في ضحكه واستهزائه فخجلت وتمنيت ان كنت قطعت ملح وضعت في الماء لاذوب فيها .