منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - شكوى الشيخ الأنصاري قدس سره من مُدَّعي العرفان
عرض مشاركة واحدة

zahraa_jwana
الصورة الرمزية zahraa_jwana
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 140
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 350
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 233
المستوى : zahraa_jwana is on a distinguished road

zahraa_jwana غير متواجد حالياً عرض البوم صور zahraa_jwana



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Exclamation شكوى الشيخ الأنصاري قدس سره من مُدَّعي العرفان
قديم بتاريخ : 08-Jul-2007 الساعة : 02:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


شكوى الشيخ الأنصاري قدس سره من مُدَّعي العرفان
بحث علماؤنا رضوان الله عليهم الحد الأدنى الواجب على المسلم من المعرفة ، واتفقوا على أنه قليل مُيَسَّر ، وأنه يكفي للمسلم معرفة الله تعالى بقدر معنى سورة التوحيد ، وكذلك معرفة النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، وبقية العقائد التي جاء بها النبي من العدل والمعاد والآخرة والجنة والنار . ففي الكافي:1/91: (عن عبد العزيز بن المهتدي قال: سألت الرضا عن التوحيد فقال: كل من قرأ قل هو الله أحد ، وآمن بها ، فقد عرف التوحيد ، قلت: كيف يقرؤها ؟ قال: كما يقرؤها الناس).انتهى.

فالصعوبة إذن ليست في المعرفة النظرية ، بل في العمل والتطبيق !

وقد ناقش شيخ الطائفة الأنصاري قدس سره ما ذكره العلامة الحلي قدس سره ويفهم منه أنه يجب على المسلم أكثر من ذلك ، وبثَّ الشيخ الأنصاري بمناسبته شكواه من مدعي العرفان والعلم ، الذين يغُشُّون الناس باسم معرفة الله تعالى ومعرفة النبي وآله ، وهم جهلاء لا يعرفون الفاعل والمفعول ولا البديهي من الكسبي !

قال قدس سره في الرسائل:1/275: (وقد ذكر العلامة في الباب الحادي عشر فيما يجب معرفته على كل مكلف ، من تفاصيل التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد ، أموراً لا دليل على وجوبها كذلك ، مدعياً أن الجاهل بها عن نظر وإستدلال خارج عن ربقة الإيمان مستحق للعذاب الدائم ، وهو في غاية الإشكال . نعم يمكن أن يقال: إن مقتضى عموم وجوب المعرفة مثل قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ، أي ليعرفون . وقوله : وما أعلم بعد المعرفة أفضل من هذه الصلوات الخمس ، بناء على أن الأفضلية من الواجب ، خصوصاً مثل الصلاة ، تستلزم الوجوب . وكذا عمومات وجوب التفقه في الدين الشامل للمعارف بقرينة استشهاد الإمام بها لوجوب النفر لمعرفة الإمام بعد موت الإمام السابق وعمومات طلب العلم ، هو وجوب معرفة الله جل ذكره ومعرفة النبي والإمام ومعرفة ما جاء به النبي على كل قادر يتمكن من تحصيل العلم ، فيجب الفحص حتى يحصل اليأس ، فإن حصل العلم بشئ من هذه التفاصيل اعتقد وتدين به ، وإلا توقف ولم يتدين بالظن لو حصل له .

ومن هنا قد يقال: إن الإشتغال بالعلم المتكفل لمعرفة الله ومعرفة أوليائه صلوات الله عليهم أهم من الإشتغال بعلم المسائل العلمية ، بل هو المتعين ، لأن العمل يصح عن تقليد ، فلا يكون الإشتغال بعلمه إلا كفائياً بخلاف المعرفة .

هذا ، ولكن الإنصاف ممن جانب الإعتساف يقتضي الإذعان بعدم التمكن من ذلك إلا للأوحدي من الناس ، لأن المعرفة المذكورة لا تحصل إلا بعد تحصيل قوة استنباط المطالب من الأخبار وقوة نظرية أخرى ، لئلا يأخذ بالأخبار المخالفة للبراهين العقلية ، ومثل هذا الشخص مجتهد في الفروع قطعاً فيحرم عليه التقليد .

ودعوى جوازه له للضرورة ليس بأولى من دعوى جواز ترك الإشتغال بالمعرفة التي لا تحصل غالباً بالأعمال المبتنية على التقليد.

هذا إذا لم يتعين عليه الإفتاء والمرافعة لأجل قلة المجتهدين . وأما في مثل زماننا فالأمر واضح . فلا تغتر حينئذ بمن قصر استعداده أو همته عن تحصيل مقدمات استنباط المطالب الإعتقادية الأصولية والعلمية عن الأدلة العقلية والنقلية ، فيتركها مبغضاً لها لأن الناس أعداء ما جهلوا، ويشتغل بمعرفة صفات الرب جل ذكره وأوصاف حججه صلوات الله عليهم ، بنظرٍ في الأخبار لا يعرف به من ألفاظها الفاعل من المفعول ، فضلاً عن معرفة الخاص من العام . وبنظرٍ في المطالب العقلية لا يعرف به البديهيات منها ، ويشتغل في خلال ذلك بالتشنيع على حملة الشريعة العملية واستهزائهم بقصور الفهم وسوء النية ، فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ .

هذا كله حال وجوب المعرفة مستقلاً، وأما اعتبار ذلك في الإسلام أو الإيمان فلا دليل عليه ، بل يدل على خلافه الأخبار الكثيرة المفسرة لمعنى الإسلام والإيمان . ففي رواية محمد بن سالم عن أبي جعفر المروية في الكافي:إن الله عز وجل بعث محمداً وهو بمكة عشر سنين ، ولم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، إلا أدخله الله الجنة بإقراره وهو إيمان التصديق ، فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان التي يخرج الإنسان بها عن حد الكفر الموجب للخلود في النار لم تتغير بعد انتشار الشريعة . نعم ظهر في الشريعة أمور صارت ضرورية الثبوت من النبي فيعتبر في الإسلام عدم إنكارها . لكن هذا لا يوجب التغيير، فإن المقصود أنه لم يعتبر في الإيمان أزيد من التوحيد والتصديق بالنبي وبكونه رسولاً صادقاً فيما يبلغ. وليس المراد معرفة تفاصيل ذلك ، وإلا لم يكن من آمن بمكة من أهل الجنة أو كان حقيقة الإيمان بعد انتشار الشريعة غيرها في صدر الإسلام . وفي رواية سليم بن قيس عن أمير المؤمنين :إن أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أن يعرفه الله تبارك وتعالى إياه فيقر له بالطاعة، ويعرفه نبيه فيقر له بالطاعة ويعرفه إمامه وحجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة . فقلت له: يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلا ماوصفت قال:نعم. وهي صريحة في المدعى).انتهى.

أقول: وبهذه الشكوى البليغة من مرجع الطائفة الكبير الشيخ الأنصاري قدس سره ننبه شبابنا وبناتنا الى خطأ تصورهم وخطأ من يُصور لهم أنه يجب عليهم معرفة الله تعالى بأكثر مما يفتي به مراجع تقليدهم ! وخطأ تصورهم أن ذلك لا بد أن يكون بواسطة أستاذ يوجههم ويربيهم تربية الشيخ لمريديه ، والآمر لمأموريه !

وفي عصرنا زادت أبواب الضلال بخروج أشخاص يَدَّعُون الإرتباط بالإمام المهدي أرواحنا فداه ، وبعضهم يدعي أنه أمره أن يكون سفيره أو ينصب نفسه مرجع تقليد وقائد ثورة! وبعضهم ادعى أنه ابنه ووصيه وسفيره الى العالمين..الخ. وقد وجدوا لهم بعض الأتباع بسبب موجة التدين القوية في الأمة ، وجهل الناس بدينهم !


توقيع zahraa_jwana

مشكــاة نــور اللـــه جـل جـلالـه * * زيــتونـة عــم الـورى بــركـاتهـا
هي قطـب دائــرة الوجــود ونقطة * * لمــا تـنزلــت اكـثرت كـثـراتــهـا
هي أحمد الثاني واحمد عـــصرها * * هي عنصر التوحيد في عرصاتها



رد مع اقتباس