[ولاء علي]

تكملة وفيه نص متواتر لمعرفة الإمام وأن المراد منه ليس القرآن
_______________

إذا عُرف الآن الخلفاء عند إخواننا السنة فلا بد لكل من عاصرهم من المسلمين أن يعرفهم
وإلا فميتته ميتة جاهلية وفقاً للرواية المتواترة عن النبي صلوات الله وسلامه عليه ,ولا يسمع
لما يقال من أن المراد من إمام الزمان هو القرآن كما فسر ذلك البعض ,
فإن الظاهر من إضافة الإمام إلى الزمان المضاف إلى الضمير هو التعدد ,
وأنه لكل زمان إمام خاص به , كما أن عبد الله
بن عمر الذي قال في حقه ابن عبد البّر في الاستيعاب : كان من أهل الورع والعلم , وكان كثير الاتباع لأثار رسول الله , شديد التحري والإحتياط إلى أخر ما قاله فيه , فَهِمَ ذلك من الرواية ,ولهذا كان يواظب على ما توجبه الرواية عليه من البيعة لإمام زمانه, حيث أتى الحجاج بعد قتل ابن الزبير وقال له : مدّ يدك لأبايعك بعبد الملك ,قال رسول الله (ص) :
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ,
فأخرج الحجاج رجله للبيعة وقال خذ رجلي فإن يدي مشغولة
كما أن الحجاج أيضاً فَهِمَ تعدد الإمام من الرواية , وأنه لكل زمان إمام خاص به ,
لأنه لما مد رجله للبيعة فقال ابن عمر أتستهزئ مني ؟ قال الحجاج : يا أحمق بني عديّ ,
ما بايعت مع عليّ وتقول اليوم من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟
أو ما كان عليٌّ إمام زمانك ؟!!
ثم قال : والله ما جئت إليَّ لقول النبي (ص) بل جئت مخافة تلك الشجرة
التي صُلِبَ عليها ابن الزبير.
إذن _ يتبين لنا من ما ذكرنا أن من أوقى الأدلة لما ذهب إليه الشيعة
من أختيارهم الأئمة الطاهرين
عليهم سلام الله أجمعين هم السادة والقادة وبتواتر الأحاديث النبوية التي تقول :
إن الخلفاء بعد النبي صلوات الله وسلامه عليه هم إثنا عشر , وكلهم من قريش ,
وإنها لا تنطبق إلا على مذهبهم .