|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : جوار الحرم النبوي الشريف
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عشاق المجتبى
المنتدى :
إضاءات من نور المراجع والعلماء
بتاريخ : 16-Jun-2009 الساعة : 08:23 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
6- معالم شخصيته :
ان من يعاشر السيد السيستاني (دام ظله) ويتصل به يرى فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حث عليها اهل البيت (ع) والتي تجعل منه ومن امثاله من العلماء المخلصين مظهراً جلياً لكلمة ( عالم رباني ) وقوله (ع) ( مجاري الامور بيد العلماء امناء الله على حلاله وحرامه ) ومن أجل وضع النقاط على الحروف اطرح بعض المعالم الفاضلة التي رأيتها بنفسي عند اتصالي به درساً ومعاشرة :
أ) الانصاف واحترام الرأي : فان السيد السيستاني انطلاقاً من عشق العلم والمعرفة ورغبة في الوصول إلى الحقيقة وتقديساً لحرية الرأي والكلمة البناءة تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ومعرفة الآراء حتى آراء بعض العلماء من غير اساتذته او آراء بعض المغمورين في خضم الحوزة العلمية فتراه بعض الاحيان قد يشير في بحثه لرأي لطيف لأحد الأفاضل مع انه ليس من اساتذته كالشيخ محمد رضا المظفر في كتابه اصول الفقه ، فطرح هذه الآراء ومناقشتها مع انها لم تصدر من اساطين اساتذته يمثل لنا صورة حية من صور الانصاف واحترام آراء الآخرين .
ب) الأدب في الحوار : ان بحوث النجف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء او الاستاذ وتلميذه وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية واحياناً قد يكون الحوار جدلاً فارغاً لا يوصل لهدف علمي بل مضمونه ابراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة وذلك ما يستهلك وقت الطالب الطموح ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكره ويتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف ، اما بحث السيد السيستاني (دام ظله) فانه بعيد كل البعد عن الجدل واساليب الاسكات والتوهين فهو في النقاش مع اساتذته وآراء الآخرين يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف والاندفاع ، وفي اجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الارشاد والتوجيه ولو صرف التلميذ الحوار الهادف إلى الجدل الفارغ عن المحتوى فان السيد السيستاني يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ومع اصرار الطالب فان السيد الاستاذ حينئذ يفضل السكوت على الكلام .
ج) خلق التربية : التدريس ليس وظيفة رسمية او روتينية يمارسها الاستاذ في مقابل مقدار من المال ، فان هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور ، كما ان التدريس لا يقتصر على التربية العلمية في محاولة الترشيد التربوي لمسيرة الطالب بل التدريس رسالة خطيرة تحتاج مزاولتها لروح الحب والإشفاق على الطالب وحثه نحو العلم وآداب العلم ايضاً واذا كان يحصل في الحوزة او غيرها احياناً رجال لا يخلصون لمسؤولية التدريس والتعليم فان في الحوزات اساتذة مخلصين يرون التدريس رسالة سماوية لابدّ من مزاولتها بروح المحبة والعناية التامة بمسيرة التلميذ العلمية والعملية ، وقد كان الامام الحكيم (قده) مضرب المثل في خلقه التربوي لتلامذته وطلابه وكما كانت علاقة الامام الخوئي (قده) بتلامذته فقد رأيت هذا الخلق متجسداً في شخصية السيد السيستاني (دام ظله) فهو يحث دائماً بعد الدرس على سؤاله ونقاشه فيقول : اسألوا ولو على رقم الصفحة لبحث معين او اسم كتاب معين حتى تعتادوا على حوار الاستاذ والصلة العلمية به وكان يدفعنا لمقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة والوقوف عند نقاط الضعف والقوة وكان يؤكد دائماً على احترام العلماء والالتزام بالأدب في نقاش أقوالهم ويتحدث عن اساتذته بروحية وهمة عالية وأمثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع .
د) الورع : ان هناك ظاهرة جلية في كثير من العلماء والأعاظم وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن وربما يعتبر هذا البعد عند البعض موقفاً سلبياً لأنه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس ولكنه عند التأمل يظهر بانه موقف ايجابي وضروري احياناً للمصلحة العامة ومواجهة الواقع وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج لظروف موضوعية وارضية صالحة تتفاعل مع هذا الموقف ، فلو وقعت في الساحة الاسلامية او المجتمع الحوزوي إثارات وملابسات بحيث تؤدي لطمس بعض المفاهيم الاساسية في الشريعة الاسلامية وجب على العلماء بالدرجة الاولى التصدي لازاحة الشبهات وابراز الحقائق الناصعة فاذا ظهرت البدع وجب على العالم ان يظهر علمه فان لم يفعل سلب منه نور الايمان ، كما جاء في الحديث .
ولكن لو كان مسار الفتنة مساراً شخصياً وجواً مفعماً بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين او خط معين او كانت الاجواء تعيش حرباً دعائية مؤججة بنار الحقد والحسد المتبادل فان علماء الحوزة ومنهم السيد السيستاني (دام ظله) يلتزمون دوماً الصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة وما يحدث غالباً من التنافس على الألقاب والمناصب والاختلافات الجزئية كما هو الحال في يومنا الحاضر ، هذا مضافاً لزهده المتمثل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لا يملكه وأثاثه البسيط .
هـ) الانتاج الفكري : السيد السيستاني ليس فقيهاً فقط بل هو رجل مثقف مطلع على الثقافات المعاصرة ومتفتح على الأفكار الحضارية المختلفة ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي وعنده نظرات إدارية جيدة وافكار اجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ واستيعاب للأوضاع المعاصرة بحيث تكون الفتوى في نظره صالحاً للخير في المجتمع المسلم .
7- إمامته في الصلاة :
كان سيدنا الاستاذ مد ظله في عيادة استاذه المرحوم الامام الخوئي (قده) في 29 ربيع الآخر 1409هـ لوعكة صحية ألمت به فطلب منه ان يقيم صلاة الجماعة في محرابه في جامع الخضراء فلم يوافق على ذلك في البداية فألح عليه في الطلب وقال له ( لو كنت احكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج آقا حسين القمي لحكمت عليكم بلزوم القبول ) فاستمهله بضعة أيام وفي نهاية الأمر استجاب لطلبه وأمَ المصلين من يوم الجمعة 5 جمادى الأولى 1409هـ إلى الجمعة من ذي الحجة عام 1414هـ حيث أغلق الجامع من قبل السلطة كما سيأتي .
8- مسيرته الجهادية :
كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولى من تسلمه للسلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الاجانب ، ولاقى سيدنا الاستاذ مد ظله عناءاً بالغاً من جراء ذلك وكاد ان يسفر عدة مرات وتم تسفير مجاميع من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثم كانت الظروف القاسية جداً ايام الحرب العراقية الايرانية ، ولكن على الرغم من ذلك فقد اصر دام ظله على البقاء في النجف الأشرف وواصل التدريس في حوزته العلمية المقدسة ايماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار .
وفي عام 1411هـ عندما قضى النظام على الانتفاضة الشعبانية اعتقل سيدنا الاستاذ (دام ظله) ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ مرتضى البروجردي والشهيد الميرزا علي الغروي وقد تعرضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية إلى ان فرج الله عنهم ببركة اهل البيت (ع) .
وفي عام 1413هـ عندما توفي الامام السيد الخوئي رضوان الله عليه وتصدى سيدنا الاستاذ (دام ظله) للمرجعية – كما سيأتي – حاولت سلطات النظام السابق تغيير مسار المرجعية الدينية في النجف الأشرف وبذلت ما في وسعها في الحطّ من موقع السيد الاستاذ (دام ظله) ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت إلى تفرق المؤمنين عنه بأساليب متعددة منها اغلاق جامع الخضراء في أواخر ذي الحجة عام 1414هـ كما تقدم .
وعندما وجد النظام ان محاولاته قد باءت جميعاً بالفشل خطط لاغتيال سيدنا الاستاذ وتصفيته وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخططات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين .
وهكذا بقي سيدنا الاستاذ (دام ظله) رهين داره منذ أواخر عام 1418هـ حتى انه لم يتشرف بزيارة جده الامام أمير المؤمنين (ع) طوال هذه الفترة .
وقد تعرض لضغوط كثيرة من اجهزة النظام وازلامه ولكنه قاوم جميع الضغوطات إلى ان منّ الله على العراقيين بزوال النظام ونسأله تبارك وتعالى ان يمنّ عليهم بالتحرر من الاحتلال
ايضاً
|
توقيع عشاق المجتبى |
&type=sigpic)
&type=sigpic)
يوم ذكرى قتلها أحزانهُ
حافياً يمشي على حرِّ الوهادْ
|
|
|
|
|