[كاظم الحسيني الذبحاوي]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمّد وآل محمّد ؛صلاة تقرُّ بها أعينهم ،ويرغم بها أنف شانئيهي أما بعد . يبدو أن سورة العلق المباركة تحملُ سرّا يبحث عن مكتشف له ،هذا السر لاأشك أنه يبتعدُ عن الدأب الآلي لأسباب النزول .وفيما اطلعتُ عليه من أقوال المفسّرين الأعاظم ؛فإنني لم أجد ما يشير إلى هذا السرّ المفترض .وأعلم ياأخي العزيز أن أشخاص الخطاب في المقام ثلاثة: المخاطب ولابد أن يكون محترماً،وفي زمن النزول،هو النَّبيّ الأعظم(ص) وفيما بعده منً الأزمنة خلفاؤه المعصومون(ص).والثاني(عبداً إذا صلّى) والثالث الذي يصدر عنه النهي .هذه ليست المعضلة؛بل المعضلة هل أنّ هذا الذي ينهى عبداً إذا صلّى هو نفسه يأمر بالتقوى ،أو أنه كان على الهدى؟ فإن قيل لا قلتً : ما معنى مجيء قوله (ألم يعلم بأنّ الله يرى)؟ فمَن هو ذا ؟ إن تمَّ ذلك فأنَّ المقام يتحدث عن شخصية خطرة جدّاً ومؤثرة في الوسط الاجتماعي، تتلبّس بلباس التقوى وهي غير ذلك ،فالسورة تكشف هذا المنافق الخطير حتى لا تنطلي أكاذيبه على ملايين المسلمين المغيّبين عن الحقائق ،وهذا نموذج يتكرر في كلّ زمان ومكان .انظر إلى التعبير بالناصية الكاذبة الخاطئة . وودتُ أن ألقي على الأخوة المزيد منَ الملاحظات الهامّة بصدد هذه السورة الخطرة ولكن هذا ما يسمح به المجال واستودعكم الله الذي لا إله إلاّ هو ,