منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دورس في أسرار الصلاة على محمد وآله
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Jun-2009 الساعة : 11:29 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم يا أرحم الرحمين .

نكمل ما تبقى من الدرس الأول :

ثانياً: صلاة الملائكة على النبيّ:

يراد بها في الروايات التزكية.

فإذا أخذنا المعنى الظاهري تنقلب كلّ الحقائق، فهل الملائكة تزكّي النبيّ وآله؟

هذا المعنى لا يمكن قوله بهذه العجالة بهذا المعنى الظاهريّ القشريّ، وإنّما يراد بالتزكية هو التنزيه.

فعندما نقول زكّى فلانٌ نفسه، أي خلّصها من الشوائب وهذَّبها من الزوائد.

هنا التزكية بمعنى: التنزيه والتقديس للمراتب الحقّة لمحمّد وآل محمد صلّى الله عليه وآله.

إذاً التزكية بالنسبة لصلاة الملائكة عبارة عن تنزيه هذه الحقائق التي تجوهرت بالنبيّ وآل النبيّ عن أن يمسّها أحدٌ من الخلائق.

يعني كأنّ الملائكة تقول تنزّهتم يا آل رسول الله ووصلتم إلى مقامات ندعو الله تعالى أن يكشف لنا تلك الحقائق لتكون السجدة لآدم، سجدةً لسيد خلق الله النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله.

من هنا يشار إلى هذه الحقيقة في تزكية الملائكة، أي يا أهل بيت النبوة أنكم فوق الحدّ وفوق ما نتصور، تنزّهتم عن مجانسة مخلوق من المخلوقات فيما فيهم من الصفات، وأنّكم وصلتم إلى درجة أعلى من المخلوقين لا يرقى إليكم راق، ولا يفوقكم فائق، ولا يسبقكم سابق، ولا يطمع في إدراككم طامع، ولا يبلغ مبلغكم بالغ، فأنتم فوق كل هذه المقامات المدوّنة «آتَاكم الله مَا لَم يُؤتِ أحَداً مِن العَالَمِين». " خاص لمواقع الميزان"

فقد آتاهم الله تعالى مراتب فوق تلك المراتب التي هي مسجّلة للخلق أجمعين؛ لأنّه بإجماع المسلمين وبإجماع العقلاء أن النبيّ أفضل الخلق بمن فيهم أولي العزم على الإطلاق، فليس أحدٌ ممن عرف الشهادتين وتوجه إلى القبلة، وأدى ما عليه من الفرائض إلاّ ويشهد بأفضلية المصطفى صلّى الله عليه وآله على جميع الخلق والورى، وهذا إجماع لا يشك فيه أحدٌ، فإذا تمّ هذا المقام وهو تامّ بالنسبة إلى النبيّ صلوات الله تعالى عليه وآله، فهو بتمامه منطبق بالنسبة إلى الوليّ (عليّ بن أبي طالب )، لأنّه نفسه بنص القرآن الكريم {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} .

إذا ثبت المراد بالتزكية فيما يخصّ الملائكة عبارة عن تنزيه هذه الحقائق عن أن تمسّ وعن أن يبلغ أحد مبلغها، أو يتصف بصفاتها، أو يتجوهر بجواهرها، أو يتلون بصبغتها، فهي حينئذٍ الحقيقة الملطقة المقصودة من صلاة الله تعالى وصلاة ملائكته.



ثالثاً: الصلاة المخصوصة بالمؤمنين:

عندما تقول: اللّهمّ صلِ على محمّد وعلى آل محمّد، فما المقصود بهذا الذكر؟

هل تريد رفع مقام النبي صلّى الله عليه وآله؟

إنّ هذا أدنى تصور وأدنى مرتبة من الفهم، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله ما الذي ينقصه حتّى تزيده صلواتي وصلواتك مرتبة عليا، أليس هو صاحب الشفاعة الكبرى؟

أليس هو صاحب المرتبة العظمى؟

أليس هو الذي وصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى؟

فهل أوصلته صلواتنا إلى تلك المرتبة العليا؟

الإجابة: طبعاً لا.

إذاً ما المقصود عندما أُصلّي في صباحي ومسائي في ليلتي ونهاري؟


المراد من هذا إننا نطلب من الحقّ تبارك وتعالى أن يخلي نفوسنا من كلّ ما يتعلق بها من شوائب وزوائد وملوثات حتّى نلتحق بالحقيقة المحمّدية ونلتصق بالسرّ المحمّدي ونندك فيه نصبح متلونين بصبغة محمّد وآل محمّد.

وقد أشار الكبار من الأولياء والعرفاء إلى أنّ حقيقة صلواتنا هي عبارة عن تخليتنا عن عوالمنا والالتصاق بعوالمهم، بمعنى: يا ربّي أريد منك أن أصلي على النبيّ وآله لأكون معه، ولألتصق بتلكم الصفات حتّى أخرج من دار الظلمات، فإنّ الخروج من الظلمات إنما يكون ببركة ذكر الصلوات على محمّد وعلى آل محمّد صلّى الله عليه وآله .

قال أبو الحسن العسكري : «إنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم».

فهذا الذكر هو الذي كان الواسطة في الخلّة واتّخاذ النبيّ إبراهيم خليلاً؛ لأنّه كان يكثر من ذكر النبيّ وآله، وكذلك لما انكشفت له هذه الحقائق ورأى ملكوت السماوات وكان من الموقنين، إنما كان ببركة المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله.

يقول المحدث النوري: حدّثني مشافهة وحيد العصر وفريد الدهر الشيخ الأوحد الشيخ أحمد الشيخ زين الدين، قال: رأيتُ في المنام سيّدنا زين الدين عليّ بن الحسين؛ فشكوت إليه عدم الاعتداد من حمل الزاد ليوم المعاد، وعدم التوفيق للتوبة الخالصة والأعمال الصالحة، فأجابني سيّد الساجدين بأن الذي عليك أن تكثر من الصلاة على محمّد وآله، ونحن نعمل بذلك، ونجعله لك عوض صلواتك على محمّد وآله صلى الله عليه وعليهم أجمعين إلى يوم الدين . " خاص لمواقع الميزان"

إنّ هذا هو السرّ المسرور والكنز المكنون فيما يتعلق في هذه الصلوات.

إنّ الإنسان يصبح ويقرأ الأدعية، سابقاً كل لفظ بالصلوات وذكر النبيّ وآله، وهكذا في الزيارات، وهكذا في مجموعة طويلة، وما نجده في أيّ دعاء سواء في كتب العامة أو كتب الخاصة، إلاّ وتجد هذا السرّ مذكور في أول الدعاء ومختوماً به الدعاء، وحينما نطالع ذلك لابد أن نتعرف على هذه الحقيقة، وهذه الجوهرة الفريدة، وهي أننا إذا صلّينا على النبيّ وآله ليس بمعنى أننا نطلب الرحمة من الله للنبيّ صلّى الله عليه وآله لأنه هو الرحمة النازلة على الخلق، وليس معناه أننا نطلب من الله أن يرفع مقام النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فالنبيّ صلّى الله عليه وآله لا ينقصه شيء حتّى تزيده صلواتنا شيئاً، وإنما هي طلبة من الحق في رفع مقامنا لأن نرقى إلى مقامهم ونتعرف على أسرارهم.

إنّ حقيقة الصلوات كملة واحدة وهي عبارة عن طلب التلوّن والتّصبغ بصبغة المصطفى، والاصطفاء بما اصطفاه الله عز وجل من صفات ومن مقامات حتّى نخرج من دائرة الظلمات إلى دائرة النور المحمّدي المطلق. {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }.

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ }. بمعنى يكشف لكم المقامات {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }، وهذا معنى إرادة السرّ في الصلوات، هو معرفة النبيّ في المقامات العليا، في مقامات قاب قوسين أو أدنى، إنّ هناك آيات فيها أسرار.

وكما نتدبّر ونحن المأمورون بالتدبر في القرآن الكريم، وكما نتدبر هذه الآية أو تلك، علينا أن نتدبر هذه الآية من سورة النجم فكما نتدبر في آيات الأحكام، وفي آيات الأخلاق، وفي آيات الفروع، وفي المعاشرة، وفي الحكمة، نحن مأمورون بالتأمل والتدبر في آيات هذه السورة التي فيها بيان مقامات المصطفى الذي أراه الآية الكبرى {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}. ولقد أراه من الآيات الكبرى الجامعة لصور عوالم الملك والملكوت.

ما المراد بهذه الآية الكبرى؟

هل هي الملائكة أو المخلوقات؟

وهل لله تعالى آية أكبر من عليّ وآل عليّ؟


كلّ هذه مظاهر، وحقيقة هذه المظاهر تلكم المخابر التي هي الآيات العظمى والكبرى، محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.

إذن المقصود من الآية المباركة {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}.
أن كلّ ما في الوجود من بارئ ومبروء وخالق ومخلوق، كلّه يصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله ، الله بعظمته يأمر الخلق أجمعين بالصلاة على النبيّ وآله إبتداءً من الحقّ، صاحب الأزل الله جل وعلا، وأنتهاءً بأضعف المخلوقات، والخطاب إنما هو لكل المخلوقات وكل ما في الوجود، بأن يصلّي كل حسب مقامه، كل حسب مرتبته وفهمه، هذا هو ما نستفيده من حقيقة الصلوات.

إذاً عندما نصلّي على النبيّ وآله، فلسنا في مقام طلب الرحمة والشفاعة للنبيّ وآله، فهم أصحاب الشفاعة الكبرى، وهم أصحاب الرحمة المطلقة، هم معدن الرحمة، هم مبدؤها، فكيف نطلب لهم الرحمة إذا كانوا هم أربابها، وإنّما نكون كناقل التمر إلى هَجَر، وكمن يطلب الحلم لله وهو الحليم، تماماً كما يتعامل مع الله تعالى في صفاته يتعامل مع الأولياء في صفاتهم. " خاص لمواقع الميزان"
استشفع رجل «بالإمام الجواد » فقال: يا ابن رسول الله، إنّ أبي مات وكان له مال، ففاجأه الموت، ولست أقف على ماله، ولي عيال كثير، وأنا من مواليكم، فأغثني.

فقال له أبو جعفر : «إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمّد وآل محمّد، فإن أباك يأتيك في النوم، ويخبرك بأمر المال».

فعل الرجل ذلك، فرأى أباه في النوم فقال: يا بني مالي في موضع كذا، فخذه واذهب به إلى ابن رسول الله فاخبره أني دللتك على المال.

فذهب الرجل، فأخذ المال وأخبر الإمام بخبر المال، وقال: «الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك».

هذه الصلوات التي نذكرها في مجالسنا يتباهى بها الملائكة، وهذا من أهمّ أسرارها


تابعونا للدرس الثاني لسر أخر من أسرار الصلاة على محمد وآله


رد مع اقتباس